الكولين: عنصر غذائي أساسي لصحة الدماغ من الطفولة حتى الشيخوخة

الكولين: عنصر غذائي أساسي لصحة الدماغ من الطفولة حتى الشيخوخة

يُعد التفكير إحدى الركائز الأساسية للصحة المعرفية، والتي نحتاجها لفهم المعلومات، وتعلمها، وتذكرها، والاستفادة منها في حياتنا اليومية.

وتؤثر هذه الصحة بشكل مباشر على قدرتنا على معالجة المعلومات واتخاذ القرارات، ما ينعكس في النهاية على جودة حياتنا النفسية واستقلاليتنا مع التقدم في العمر.

وقد سلط تقرير حديث نشره موقع “تايمز أوف إنديا” الضوء على عنصر غذائي مهم يساهم بشكل كبير في دعم وظائف الدماغ، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن، وهو الكولين.

الكولين هو مركب أساسي يساعد في تكوين “الأسيتيل كولين”، وهو ناقل عصبي يلعب دورًا حيويًا في عمليات الذاكرة والتعلم والانتباه، ويمتد تأثيره الإيجابي من المراحل المبكرة للنمو، حتى مراحل الشيخوخة.

ويمثل الكولين عنصرًا لا غنى عنه في مرحلة نمو الجنين، حيث يساهم في تطور الدماغ بشكل صحي، ويساعد في تقليل احتمالية الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي.

وتشير دراسات عدة إلى أن تناول الكولين بكميات كافية يرتبط بتحسن الأداء الإدراكي، كما يقلل من خطر الإصابة بالخرف، ويعزز من صحة الدماغ مع التقدم في العمر.

ووجود مستويات مناسبة من الكولين في الدماغ قد يساعد في الحماية من أمراض مثل الزهايمر، عبر دعم صحة الخلايا العصبية والحفاظ على حجم الدماغ.

ويمكن أن يؤدي النقص في هذا العنصر إلى مشكلات صحية متعددة، أبرزها تلف الكبد والعضلات، وارتفاع مستويات الهوموسيستين في الجسم، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

وتشير بعض التقارير إلى أن نقص الكولين قد يكون له صلة بالإصابة بالسكري، وبعض أنواع السرطان، والتليف الكيسي.

وفي دراسة أجريت على 57 بالغًا، تبيّن أن نسبة كبيرة من المشاركين الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا يفتقر إلى الكولين أصيبوا بتلف في الكبد أو العضلات، خاصة بين النساء بعد انقطاع الطمث.

وتوفر الكولين في مجموعة متنوعة من الأطعمة، سواء من المصادر الحيوانية أو النباتية، ومنها:اللحوم العضوية، مثل كبد البقر وكبد الدجاج، والأسماك مثل السلمون، سمك القد، والروبيان، والبيض، خاصة صفار البيض.

وكذاك يتواجد في منتجات الألبان، كالحليب، الجبن، الزبادي، وفي الخضروات الصليبية، كالبروكلي، براعم بروكسل، والقرنبيط، والبقوليات،مثل الفاصوليا، فول الصويا، والمكسرات والبذور مثل اللوز والفول السوداني، والحبوب مثل جنين القمح والكينوا.

ورغم أن بعض الأطعمة الغنية بالكولين قد تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة، مثل الكبد وصفار البيض، فإن هناك بدائل صحية مثل السلمون، صدور الدجاج، والبقوليات، تتيح الحصول على الكولين دون التأثير سلبًا على صحة القلب.

Source: أمل محمد