الاحتلال يداهم عدة منازل في جنين ومستوطنون يهاجمون رعاة بالخليل
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدات ومدنا فلسطينية بالضفة الغربية المحتلة صباح اليوم، وشنّت حملات دهم واعتقال، بينما هاجم مستوطنون إسرائيليون رعاة أغنام فلسطينيين في منطقة تل ماعين جنوبي الخليل.
فقد اقتحمت قوات الاحتلال، صباح اليوم، بلدة وادي برقين غرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات الاحتلال داهمت عددا من المنازل في المنطقة، وفتشتها بشكل دقيق، بالتزامن مع تحليق طائرة مسيّرة في أجواء المنطقة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال يُحاصر أحد المنازل في واد برقين، ويُطالب شابا في المنزل بتسليم نفسه.
كما أفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال أطلق طائرة مسيّرة نحو المنزل المحاصر.
ونقلت شبكة قدس الإخبارية عن مصادر محلية القول إن قوات الاحتلال اعتقلت صباح اليوم شابين فلسطينيين من البلدة، هما مصعب إياد الدمج وخالد المصري.
📸 جيش الاحتلال يُحاصر أحد المنازل في واد برقين بجنين شمال #الضفة_الغربية ويُطالب أحد الشُبّان بتسليم نفسه pic.twitter.com/7QJ7G5s6NL
— ساحات – عاجل 🇵🇸 (@Sa7atPlBreaking) June 7, 2025
وفي وقت سابق اليوم، قالت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين إن قوات الاحتلال منعت عشرات العائلات من زيارة قبور ذويها، بالتزامن مع أول أيام العيد. وأضافت -في بيان- أن هذا المنع انتهاك إضافي لحرمة المناسبات الدينية وحقوق الفلسطينيين.
وأكدت اللجنة الإعلامية أن قوات الاحتلال اعتقلت 4 أشقاء، بعد أن أصابت بعضهم. كما أكدت أن العدوان على جنين أسفر عن استشهاد 42 شخصا، بينهم اثنان برصاص أجهزة السلطة الفلسطينية، منذ بداية الحملة العسكرية هناك.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في محافظة جنين منذ 138 يوما، وأسفرت -وفق مصادر فلسطينية- عن استشهاد أكثر من 40 فلسطينيا، وإصابة العشرات.
اعتداءات واقتحامات
في الأثناء، قالت مصادر للجزيرة إن مستوطنين اعتدوا على رعاة أغنام فلسطينيين في منطقة تل ماعين قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
كما أفادت مصادر محلية بأن مستوطنين نصبوا خياما على قمة جبل عيبال في نابلس شمالي الضفة الغربية.
وفي الضفة أيضا، اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة بيت فوريك، شرق مدينة نابلس، وأكدت مصادر للجزيرة اندلاع مواجهات مع فلسطينيين خرجوا للتصدي للاقتحام الذي أطلقت قوات الاحتلال خلاله الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز.
وتشهد بلدة بيت فوريك منذ أيام اقتحامات متكررة من قوات الاحتلال بذريعة ملاحقة مطلوبين.
ومن جهة أخرى، استأنف جيش الاحتلال عمليات الهدم في مخيم طولكرم، شمالي الضفة. وقالت مصادر -للجزيرة- إن جرافات عسكرية إسرائيلية اقتحمت المخيم أول أيام عيد الأضحى، وشرعت في هدم عشرات المباني السكنية والتجارية.
ووفق مصادر فلسطينية، فقد أجبر الاحتلال الإسرائيلي نحو 22 ألف فلسطيني على النزوح قسرا من بيوتهم في شمال الضفة الغربية، وهدم 600 منزل بشكل كامل، وتضرر الباقي منها بشكل جزئي.
خطة تصعيدية
في غضون ذلك، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن خطة تصعيدية، تشمل خطوات أحادية الجانب بالضفة، في حال واصلت فرنسا ودول أوروبية أخرى الدفع نحو الاعتراف بدولة فلسطينية.
وتشمل الخطة الإسرائيلية فرض السيادة على المناطق “ج” بالضفة الغربية، وتهجير سكان “الخان الأحمر”، والدفع نحو انهيار المنظومة المصرفية الفلسطينية من خلال وقف تحويل الأموال.
وجاء الكشف عن خطة سموتريتش خلال لقائه مع صحفيين في إطار زيارته لمستوطنات الضفة الغربية.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن سموتريتش جال في المناطق التي يخطط لإقامة مستوطنات إستراتيجية جديدة فيها، قرب الشارع رقم 434، الواصل بين مستوطنات الضفة وتل أبيب.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون عدوانهم بالضفة -بما فيها القدس الشرقية- مما أدى لاستشهاد 973 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، علاوة على نزوح مئات الآلاف.
Source: Apps Support
ترامب والصين.. مناورات غير مفهومة تربك بكين والعالم
في تحليل سياسي موسّع نشرته صحيفة فايننشال تايمز، وصف الكاتب إدوارد لوس علاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالصين بأنها “لغز عميق”، يفتقر إلى أي اتساق أو ملامح إستراتيجية واضحة.
وبينما يعكس سجل ترامب السياسي مواقف راسخة إزاء بعض القضايا الداخلية كالهجرة والعجز التجاري، فإن سياساته تجاه الصين تُظهر تذبذبًا لا يمكن التنبؤ به، لا من قبل المسؤولين في واشنطن، ولا من قبل القيادة الصينية.
“فيما يخص الصين، كل شيء يصبح رهينة للحظ”، كما يعبّر التقرير ساخرًا، مضيفًا: “هل يهتم ترامب فعلًا بقضية تايوان؟ لنكتفِ برمي قطعة نقدية. هل يسعى لفصل اقتصادي كامل عن بكين؟ فلنجرّب عجلة الحظ”.
مكالمة زائفة وغضب دبلوماسي صيني
وبلغت درجة الغموض حدًا دفع بترامب، في مقابلة مع مجلة تايم في أبريل/نيسان الماضي، إلى الادعاء بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد اتصل به مؤخرًا، قائلًا “وأنا لا أعتقد أن هذا يُظهر ضعفًا من جانبه”.
بيد أن وزارة الخارجية الصينية سارعت إلى نفي هذه المزاعم بشكل رسمي، ووصفتها بأنها “تضليل للرأي العام”، مستخدمة لهجة دبلوماسية اعتُبرت معتدلة بالنظر إلى حساسية الموقف.
ويشير التقرير إلى أن أي محاولة لتحليل تفكير شي جين بينغ عبر تصريحات ترامب “تُشبه تفسيرات أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تهلوس”، في إشارة إلى عدم موثوقية أقوال ترامب.
في تصعيد جديد للتوترات بين الولايات المتحدة والصين، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ بأنه “صعب جدًا، وصعب للغاية في التفاوض معه”، في منشور نشره على منصة “تروث سوشيال”.
وكتب ترامب “أنا معجب بالرئيس شي، لطالما كنت كذلك، وسأظل كذلك، لكنه شخص صعب جدًا وصعب للغاية في إبرام صفقة معه!”، بحسب ما أوردت بلومبيرغ.
تايوان تحت المجهر.. ولكن لا أحد يثق في وزير الدفاع
ومن الملفات الأخطر في العلاقة بين واشنطن وبكين تأتي قضية تايوان، التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها. وفي الوقت الذي تعزز فيه بكين مناوراتها العسكرية حول الجزيرة، خرج وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ليعلن أن “التهديد الصيني تجاه تايوان حقيقي، وقد يكون وشيكًا”.
لكن التقرير يشير إلى أن هذا التصريح لم يُؤخذ على محمل الجد، حيث يُنظر إلى هيغسيث على أنه شخصية دعائية، اختارها ترامب لتأدية دور وزير الدفاع “كما لو أنه يؤدي دورًا في برنامج تلفزيوني واقعي”، على حد وصف الصحيفة. وبذلك، تخلق إدارة ترامب فراغًا إستراتيجيًا في ملف حساس، يصعب على الحلفاء الوثوق في جدية المواقف الأميركية حياله.
سياسة تجارية مرتجلة
وعلى الصعيد التجاري، تتقلب سياسات ترامب تجاه بكين بين التصعيد والتراجع. فقد فرض في فترة ما رسومًا جمركية على الواردات الصينية بنسبة 145%، قبل أن يخفضها إلى 30%، بعد توقيع اتفاق مؤقت لاستئناف تصدير المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة. غير أن ترامب عاد مؤخرًا وادعى أن الصين “نقضت الاتفاق”، مهددًا بتصعيد جديد.
والمعادن النادرة -التي تهيمن الصين على أكثر من 80% من إنتاجها العالمي- تُعد أساسية لصناعة السيارات الكهربائية، والإلكترونيات، والطائرات الحربية الأميركية، مما يمنح بكين ورقة ضغط إستراتيجية قد يصعب على واشنطن تجاهلها.
تيك توك والتقنية.. ازدواجية بلا حدود
ولم تسلم شركات التكنولوجيا من تناقضات ترامب، ففي ولايته الأولى، وصف تطبيق “تيك توك” الصيني بأنه تهديد مباشر للأمن القومي الأميركي، وسعى لحظره. أما اليوم، فيُبقي ترامب على وجود التطبيق، وسط شكوك متزايدة بأن ذلك قد يكون تمهيدًا لبيعه إلى شريك تجاري مقرّب منه. ويضيف التقرير أن هذا التحوّل يعكس نظرة ترامب البراغماتية التي تخضع للصفقات أكثر من المبادئ.
وفيما يتعلق بصادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين، خفف ترامب بعض القيود المفروضة سابقًا، رغم أن سياسة الرئيس جو بايدن تبنت ما يُعرف بـ”سياج عالٍ حول فناء صغير”، في إشارة إلى تشديد الرقابة على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويُعتقد أن جينسن هوانغ، المدير التنفيذي لشركة “إنفيديا”، كان من أبرز المؤيدين لتخفيف هذه القيود، نظرًا لمصلحة شركته المباشرة في السوق الصينية.
تأثير عالمي فوضوي
ولا يقتصر الأثر السلبي للغموض في سياسة ترامب على العلاقة مع الصين، بل يمتد إلى النظام الاقتصادي العالمي. ففي قمة حديثة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوضوح: “لا نريد أن نُعلّم يوميًا ما هو مسموح وما هو غير مسموح، وكيف ستتغير حياتنا بسبب قرارات شخص واحد”. وهو تصريح يُعبر عن ضيق دول الاتحاد الأوروبي من الطابع الشخصي للسياسات الأميركية في عهد ترامب.
أما جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لمصرف “جي بي مورغان”، فقال بصراحة “الصين عدو محتمل… لكن ما يقلقني فعليًا هو نحن”، في إشارة غير مباشرة إلى السياسة الأميركية الفوضوية التي يرى فيها كثيرون الخطر الأكبر على استقرار الاقتصاد العالمي.
الصين حائرة.. والعالم يترقّب
ويختتم تقرير فايننشال تايمز بالقول إن الصين، مثل بقية العالم، تواجه معضلة متكررة في تفسير نوايا ترامب، أو حتى توقّع خطواته التالية. ومع انعدام التواصل الرسمي بين شي وترامب حتى الآن، يصعب تصوّر أن بكين ستخاطر بالدخول في لقاء علني قد يستخدمه ترامب لأغراض استعراضية أو دعائية. إذ سبق أن تحوّلت لقاءاته من هذا النوع مع قادة دول مثل أوكرانيا وجنوب أفريقيا إلى فصول درامية أضرت بتلك الدول أكثر مما أفادتها.
وهكذا، يبقى ملف ترامب والصين لغزًا مفتوحًا، تزداد تعقيداته مع كل تصريح، وتتسع تبعاته من الاقتصاد العالمي إلى الأمن الإقليمي، في وقت يبدو فيه أن الرئيس الأميركي لا يتّبع بوصلته الخاصة… بل يُغيّرها باستمرار.
Source: Apps Support