“كنوز الماضي: اكتشافات أثرية في جزر مينوميني”

«مينوميني» ونظرية الآثار!

عالمة الآثار البيئية في كلية دارتموث بولاية نيوهامبشير الأميركية، مادلين ماكليستر، وهي تُنقّب في مقطع عرضي لأحد أحواض الحدائق في موقع «جزر الستين» الأثري في شبه جزيرة ميشيغان العليا، حيث تُشير بقايا آثارية إلى وجود مستوطنة بائدة تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد.

وقد خلصت دراسة جديدة إلى أن جزءاً من شبه جزيرة ميشيغان العليا، ذي الغابات الكثيفة، يُعدّ الموقع الزراعي القديم الأكثر اكتمالا في شرق الولايات المتحدة. ويُعرف موقع «جزر الستين» الأثري في هذه الجزيرة بأنه الموطن الأصلي لأمة «مينوميني».

وقد عُرفت هذه المنطقة لدى أفراد القبيلة باسم «أنايم أوموت» (بطن الكلب)، ويعود تاريخ بقايا مستوطنتهم فيها إلى حوالي 8000 قبل الميلاد. وتقع «جزر الستين» على امتداد ميلين من نهر مينوميني، وتتميز بهوائها البارد، وسوء جودة تربتها، وقصر موسم نمو نباتاتها. ورغم كونها اعتُبرت على الدوام غير صالحة للزراعة، فإن بحثاً أكاديمياً نُشر مؤخراً في مجلة «ساينس» كشف عن أن أسلاف مينوميني زرعوا حقولاً شاسعة من الذرة، وربما محاصيل أخرى مهمة في هذه الجزر.

وتقول مادلين ماكليستر، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن الافتراض الذي ساد إلى وقت قريب هو أن الزراعة المكثفة في العصور السابقة تقتصر في الغالب على المجتمعات التي كانت تتمتع بسلطة مركزية، وكثافة سكانية عالية، وهيكل تنظيمي هرمي، وغالباً ما كانت تتميز بثروات متراكمة.. وإنه انطلاقاً من هذا الافتراض السائد حتى الآن جاء الاعتقاد بأن «زراعة مجتمع مينوميني في منطقة جزر الستين كانت صغيرة الحجم، وأن المجتمع في هذه المنطقة كان مساواتياً إلى حد كبير». لكن تحليل نتائج المسح الذي أجرته ماكليستر يشير إلى أن هذه المجتمعات طورت حقولَها الزراعية وحافظت عليها، واستطاعت تعديل المشهد الطبيعي بما يتناسب مع احتياجاتها، من خلال إزالة الغابات، وإنشاء الحقول، وحتى تعديل التربة لإنتاج الأسمدة. ولذا تتوقع ماكليستر أن تجبر نتائج دراستها العلماءَ على «إعادة النظر في بعض الأفكار الأساسية لنظرية الآثار وعلم الآثار بشكل عام».

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)

Source: مركز الاتحاد للأخبار