متحف الغردقة.. نافذة على تاريخ مصر وحضارتها على ساحل البحر الأحمر
على شواطئ البحر الأحمر الساحرة، وعلى طريق مطار المدينة السياحية النابضة بالحياة، يقف متحف الغردقة كأحد أبرز الوجهات الثقافية التي تعكس عبق التاريخ المصري بلمسة عصرية، بعد أن تم افتتاحه في عام 2020 ليكون أول متحف متكامل في مدينة الغردقة، يجمع بين الماضي العريق والحاضر المشرق، مما يجعله نقطة جذب فريدة للسياح والمصريين على حد سواء.
ويقع المتحف في منطقة متميزة بمدينة الغردقة، ليسهل الوصول إليه من جميع أنحاء المدينة، حيث تم تصميمه بأسلوب معماري حديث يراعي معايير الحفاظ على القطع الأثرية، ويمتد على مساحة تبلغ حوالي 10 آلاف متر مربع، تتوزع بين صالات عرض، ومرافق خدمية، ومنطقة تجارية تضم متاجر للهدايا التذكارية وغيرها من الخدمات السياحية المتنوعة.
ويضم المتحف أكثر من 2000 قطعة أثرية نادرة تغطي مختلف الحقب التاريخية لمصر، بدءًا من العصور الفرعونية مرورًا بالعصور القبطية والإسلامية، وصولًا إلى العصر الحديث، ومن بين القطع اللافتة في المتحف، تجد تماثيل فرعونية دقيقة الصنع، ومجوهرات تعكس براعة المصريين القدماء، بالإضافة إلى أدوات كانت تُستخدم في الحياة اليومية عبر العصور.
ويتيح المتحف للزوار فرصة التعرف على تاريخ الغوص في البحر الأحمر، حيث يضم قسمًا خاصًا يعرض أدوات ومعدات الغوص القديمة، مما يبرز أهمية البحر الأحمر كواحد من أهم مواقع الغوص في العالم.
متحف الغردقة يجذب آلاف الزوار من كل الجنسيات
كما يتميز متحف الغردقة باستخدام تقنيات حديثة لجعل تجربة الزوار أكثر تفاعلية وإثراءً، بجانب اللوحات التوضيحية التقليدية، كما يمكن للزوار استخدام تطبيقات إلكترونية تتيح لهم الحصول على معلومات تفصيلية عن كل قطعة أثرية، كما تم توفير شاشات عرض ثلاثية الأبعاد، ما يجعل استكشاف الحضارة المصرية أكثر متعة وإبهارًا.
وأكد وليد علام مدير متحف الغردقة الأثري، أن المتحف يهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية في مدينة الغردقة، والتي اشتهرت بسياحة الشواطئ والرياضات البحرية، مؤكدًا أن وجود المتحف بالمدينة الساحلية جزءًا من عملية تثقيف الأجيال الجديدة وتعريفهم بتاريخ بلادهم، من خلال استضافة ورش عمل وبرامج تعليمية للطلاب.
وأضاف علام لـ”الدستور”، أن المتحف منذ افتتاحه حقق نجاحًا كبيرًا، حيث استقطب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، مؤكدًا أن متحف الغردقة واحدًا من المعالم التي لا يمكن تفويتها عند زيارة المدينة، مشيرًا الي أنه ليس مجرد مكان لعرض القطع الأثرية، بل هو بوابة للعبور إلى تاريخ مصر الغني والممتد عبر آلاف السنين، مما يجعله شهادة حية على عظمة الحضارة المصرية ودورها في تشكيل تاريخ الإنسانية.
Source: جريدة الدستور