“مجزرة التضامن” يوم قتل نظام الأسد فلسطينيين وسوريين بدمشق وردمهم في حفرة
مجزرة وقعت في شارع نسرين بحي التضامن في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل/نيسان 2013، ولم يتم اكتشافها إلا بعد نحو 9 سنوات من وقوعها حينما نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية في 27 أبريل/نيسان 2022 مقطعا مصورا قالت إن مجندا في مليشيا موالية للنظام سرّبه، ويظهر إعدام مسلحين من النظام السوري 41 مدنيا، بينهم 7 نساء وعدد من الأطفال.
أظهر مقطع الفيديو عناصر جيش النظام السوري وهم يطلبون من مدنيين الركض موهمين إياهم بوجود قناص يرصد الشارع، وأن عليهم الركض هربا منه، وكانت أيديهم مكبلة خلف ظهورهم وعيونهم معصوبة، فأطلق عليهم العناصر النار بسلاح من طراز “إيه كيه 47″، باستثناء رجل كبير في السن فقد ذبحوه.
كما أظهرت الصور اقتياد عناصر النظام مدنيين اُعتقلوا على الحواجز الأمنية بالمنطقة وإلقاءهم في حفرة أعدت مسبقا لذلك الغرض، ويبلغ عمقها نحو 10 أقدام، ثم أطلقوا عليهم النار وبعدها كدسوا جثثهم فوق بعضها وألقوا فوقها إطارات سيارات وأخشابا وسكبوا عليها البنزين ثم أحرقوها في نحو 25 دقيقة.
ووفقا لتحقيق الصحيفة، فإن معظم الضحايا شباب أو في منتصف العمر ونساء وأطفال وكبار في السن، وقد وقع الفيديو بيد عنصر في قوات النظام السوري بعد إعطائه جهاز حاسوب محمول لإصلاحه، وعثر على مقطع الفيديو في مجلد على الجهاز.
ووفقا للتحقيق الصحفي، فقد سرّب العنصر (المصدر) الفيديو إلى الناشطة السورية أنصار شحّود والبروفيسور أوغور أوميت أنغور العاملين في “مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية” بجامعة أمستردام، وتابعا تلك القضية 3 سنوات حتى عثرا على الشخص الظاهر في الفيديو.
وأوضح تحقيق “الغارديان” هوية مرتكب المجزرة، وقالت إن اسمه أمجد يوسف، وإن أنصار شحّود عثرت عليه عبر البحث في موقع فيسبوك، وبعد حوارات عدة انتحلت فيها شخصية امرأة مؤيدة لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد اعترف الضابط بارتكابه عمليات قتل عدة بحجة الانتقام لمقتل شقيقه الأصغر الذي قتل عام 2013.
والتسجيل الذي نشرته “الغارديان” ليس إلا واحدا من بين 27 تسجيلا مصورا لمجازر مماثلة في هذا المكان قتل فيها أكثر من 280 سوريا على يد عناصر من مخابرات النظام السوري، وفق التحقيق الذي أعده الباحثان أونغور وشحّود.
وقد حصل الأكاديميان على مقاطع الفيديو المسربة من جهاز حاسوب محمول تابع للفرع 227 في المخابرات السورية، والذي كان أمجد يوسف يشغل منصب نائب رئيسه.
ويقول مطر إسماعيل الصحفي السوري المساهم في إعداد التحقيق إن الباحثة السورية أنشأت حسابا وهميا على فيسبوك، وبدأت التواصل مع موالي النظام السوري من ضباط ومدنيين مقدمة نفسها على أنها باحثة موالية للنظام وتعمل على تقرير عن الحرب في سوريا.
وأضاف إسماعيل في حديث للجزيرة نت أن الباحثة شحود نجحت في تكوين شبكة واسعة من العلاقات مع موالي النظام، وتمكنت بعد بحث مطول من الوصول إلى الحساب الشخصي الخاص بمنفذَيْ مجزرة التضامن اللذين ظهرا في تسجيل الغارديان، وهما الضابط أمجد يوسف وزميله نجيب الحلبي.
سياق المجزرة
ووفقا لتاريخ الفيديو، فقد وقعت المجزرة في الفترة التي سادت فيها أجواء استعدادات الثوار للدخول إلى العاصمة دمشق وبدء معركة إسقاط النظام، إذ كانت قوات النظام تسيطر على ثلثي حي التضامن وتسيطر المعارضة على الثلث الباقي.
ووقعت المجزرة في الجزء الجنوبي الشرقي من الحي، في منطقة كانت قريبة من خط التماس مع المعارضة في شارع دعبول مقابل مسجد عثمان خلف صالة الحسناء.
وكانت أحياء عدة تخضع لحصار حواجز النظام السوري، من أبرزها القدم والتضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك، وكان المدنيون أمام خيارين: إما الموت جوعا أو الاعتقال والقتل على أيدي عناصر الجيش في الحواجز العسكرية.
ويقول الناشط الإعلامي من جنوب دمشق والمعتقل السابق رامي السيد إن ما شاهده في تسجيل الغارديان كان يحدث بشكل دائم على يد عناصر النظام الذين عُرفوا من الأهالي باسم “شبيحة شارع نسرين”.
ويصف السيد في حديث للجزيرة نت حواجز “شبيحة شارع نسرين” في حي التضامن بالثقب الأسود الذي كان يبتلع أبناء أحياء جنوب دمشق، مشيرا إلى أن من يعتقل لديهم كان يعد في عداد الأموات ويتعرض للتعذيب والتنكيل.
ويروي السيد -الذي اعتقل في تلك المنطقة- كيف كان عناصر النظام ينهالون بالضرب والسب والشتم على المدنيين، مؤكدا أن أغلبية من ظهروا في التسجيل تم اعتقالهم قبل ساعات من عمليات الإعدام الجماعية والإلقاء في الحفرة.
وحسب مجلة “نيو لاين” وتحليلها فيديو المجزرة، فإن الأغلبية العظمى من الضحايا كانوا سنّة من العرقية التركمانية، كما توقعت أن يكون فيهم إسماعيليون، إضافة إلى أطفال رضع ظهروا في نهاية الفيديو وقد تعرضوا إما للطعن أو إطلاق النار.
وبعد أيام من تسريب التسجيل تعرّف عدد من ذوي الضحايا على أبنائهم، من بينهم والد الشاب الفلسطيني وسيم الصيام الذي عرف ابنه عبر طريقة مشيه بعد أن شاهد التسجيل المصور للمجزرة لأكثر من مرة، ولاحظ أن هناك شخصا يجري بطريقة مألوفة بالنسبة إليه.
عمر صيام (والد وسيم) فلسطيني من مواليد 1954، من مخيم اليرموك، وهو خريج جامعة دمشق في تخصص اللغة العربية، وقال للجزيرة نت “شاهدت والدته الفيديو المسرب كما شاهده الملايين، فعرفت وسيم، كانت صدمة كبيرة لا شك في ذلك، كان هناك يقين لدي أن ابني قد تمت تصفيته على يد النظام، ولكن لم يخطر ببالي قط أن تكون بتلك الطريقة”.
وأضاف “وسيم خرج للعمل ودخل منطقة التضامن في 14 أبريل/نيسان 2013 لإيصال الطحين ولم يعد، وهو كما يعرفه الجميع خلوق ومهذب وليس له أعداء، وقته مكرس للعمل وأسرته، فهو خريج معهد متوسط فندقي وعمل بفنادق عالمية، متزوج وعنده طفلتان سيدرة ورونق، كانتا تبلغان من العمر وقت اختفائه 6 و4 سنوات”.
ويتابع “بحثنا عنه ولم نتوصل إلى نتيجة، وابتزنا بعض ضباط النظام، ودفعنا وقتها لأحد السماسرة ما يعادل 6 آلاف دولار أخذها من والدي -رحمه الله- الذي توفي 5 سبتمبر/أيلول 2013 مقابل الكشف عن مصير وسيم، وبعد سنة من اختفائه سافرت لجبلة إلى أحد أقارب الضابط في الجيش السوري سهيل الحسن، وكان الاتفاق أن أعطيه نحو 10 آلاف دولار مقابل الإفراج عن ابني -حيث كنا نظن أنه معتقل- فأخبرني ألا أبحث عنه لأنه لم يكن مسجلا في سجلات الاعتقال، ورجّح تصفيته على أحد حواجز اللجان الشعبية”.
مرتكبو المجزرة
في أكتوبر/تشرين الأول 2022 نشرت صحيفة “الغارديان” تفاصيل أخرى عن مجزرة التضامن، وقالت إن ضابط المخابرات السورية المسؤول عنها هو أمجد يوسف، وهو ضابط في فرع المنطقة بالمخابرات العسكرية السورية، وكان لا يزال يعمل في قاعدة كفر سوسة بدمشق.
كما نقلت “الغارديان” عن زميل سابق لأمجد يوسف أنه اعترف في مكالمة هاتفية بارتكابه المجزرة، وأكد أن أمجد كان يخطف النساء من شوارع حي التضامن، وكثير منهن اختفين، وأوضح أنه شاهده وهو يخطف نساء وهن في طوابير الانتظار لشراء الخبز صباحا، مضيفا “كن نساء بريئات، لم يفعلن شيئا، لقد تعرضن إما للاغتصاب أو القتل”.
وأكدت “الغارديان” أنها اطلعت على مقطع فيديو غير منشور يظهر فيه أمجد يوسف وهو يطلق النار على 6 نساء داخل حفرة “أمام مرأى فرق الموت” التي تعمل تحت إمرته، وبعد انتهاء عملية القتل أشعل النيران في جثث القتيلات داخل الحفرة التي تم ردمها بجرافة، في محاولة لمحو أي أدلة على جريمة الحرب تلك.
وأضاف الزميل السابق لأمجد يوسف أن ما يزيد على 12 مجزرة جماعية نفذت في حي التضامن، وأن السكان المحليين على دراية بمواقع ارتكاب تلك الجرائم.
وأكد أن كل الضحايا كانوا من السنّة، وعلق على ذلك قائلا “كان ذلك تطهيرا طائفيا”، في حين أشار رفاق آخرون لأمجد إلى أن الهدف من المجازر كان أيضا بث الرعب في نفوس المواطنين وتحذيرهم من الاقتراب من المعارضة.
وأمجد يوسف هو ضابط استخبارات سوري شغل منصب نائب رئيس الفرع 227 في المخابرات السورية، وكان مسؤولا عن عمليات أمنية في جنوب دمشق أثناء الثورة السورية.
ولد أمجد يوسف عام 1986 في قرية نباع الطيب بمنطقة الغاب شمال غرب حماة، ونشأ في أسرة كبيرة تضم 10 أشقاء، تنتمي إلى عائلة علوية، التحق بأكاديمية الاستخبارات العسكرية في ميسلون عام 2004 وخضع لتدريب مكثف لمدة 9 أشهر.
تدرج في الرتب العسكرية في العقد الأول من القرن الـ21، وأصبح محققا في الفرع 227 بحلول عام 2011.
كان مسؤولا عن اعتقال وتعذيب وقتل المعارضين السياسيين، ثم أرسل إلى قسم العمليات لقيادة المعارك في جنوب دمشق، خاصة في منطقتي التضامن واليرموك، حيث قاد العمليات العسكرية حتى عام 2021.
وتم التعرف أيضا على بلال يوسف عبر البحث الذي أجراه الأكاديميان أونغور وشحّود، ويظهر في الفيديو أيضا نجيب الحلبي (صديق أمجد)، وهو من مواليد عام 1984، ولم يكن يحمل أي رتبة رسمية لأنه كان يخدم في المليشيا المسلحة المعروفة باسم قوات الدفاع الوطني، وقتل فيما بعد.
وفي الأول من مايو/أيار 2022 حصلت شبكة الجزيرة الإعلامية على صور تظهر طمس قوات النظام السوري معالم مكان مجزرة حي التضامن بدمشق.
وفي أغسطس/آب 2022 قالت متحدثة فرنسية إن وزارة أوروبا والشؤون الخارجية (وزارة الخارجية الفرنسية) تلقت وثائق مهمة تتعلق بجرائم محتملة لقوات النظام السوري في حي التضامن بدمشق عام 2013، وأحالتها إلى مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب.
وردا على تصريح الحكومة الفرنسية صرح النظام السوري على لسان “مصدر رسمي مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية” بأن التسجيل المسرب للمجزرة “مفبرك ومجهول المصدر ويفتقر إلى أدنى درجات الصدقية”.
ووفق “المصدر السوري المسؤول”، فإن “الحكومة الفرنسية تتحمل مسؤولية أساسية في سفك الدم السوري والجرائم التي ارتكبت بحق السوريين، والتي تصل إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتستوجب المساءلة السياسية والقانونية”.
القبض على مرتكبي المجزرة
وفي أغسطس/آب 2023 قبضت الشرطة الألمانية على المدعو أحمد الحمروني بعد 3 أعوام من البحث والتدقيق شارك فيه المركز السوري للعدالة والمساءلة عبر تقديم معلومات مهمة ووثائق مختلفة.
ووفق ما أفاد به المدير التنفيذي للمركز السوري محمد العبد الله، فإن الشرطة الجنائية في ألمانيا لديها فيديوهات تظهر هذا الشخص مع عناصر الفرع 227 التي ارتكبت انتهاكات بحق السوريين.
وحسب وسائل إعلام سورية، فإن المدعو أحمد الحمروني شارك في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية عندما عمل قياديا لدى النظام السوري في حي التضامن جنوبي دمشق في الفترة ما بين عامي 2012 و2015، وهو صديق مقرب لضابط المخابرات أمجد يوسف.
وعقب إسقاط نظام الأسد يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 وسيطرة فصائل المعارضة على مقاليد الحكم وتشكيل حكومة انتقالية بدأت الحكومة الجديدة بحملة أمنية لملاحقة عناصر النظام السابق، كما أطلق مواطنون تبرعات شعبية ضمن جائزة مالية خصصت لمن يتمكن من الوصول إلى مرتكبي مجزرة التضامن، وعلى رأسهم أمجد يوسف.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول تداول السوريون صورا للعثور على عظام بشرية قرب الحفرة التي شهدت المجزرة، وكانت تتوسط شارعا ضيقا بين مبنيين سكنيين، وذلك أثناء نبش الأطفال ركام المنازل بحثا عن بقايا حديد المباني المدمرة كي يبيعوه.
وفي أوائل فبراير/شباط 2025 ظهر فادي صقر -وهو أحد مرتكبي المجزرة- يتجول في حي التضامن، مما دفع أهالي الحي إلى الخروج في مظاهرات غاضبة احتجاجا على عودته من دون محاسبة، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي مطالبة بالقبض عليه.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية بعدها بأيام القبض على 3 متورطين في مجزرة حي التضامن، وكانت قوات الأمن السورية قد نفذت عملية اعتقال في العاصمة دمشق شملت منذر الجزائري الذي يعد أحد المسؤولين عن المجزرة.
وبعد التحقيق اعترف الجزائري بمشاركة شقيقين آخرين هما سومر وعماد محمد المحمود في تنفيذ المجازر التي راح ضحيتها المئات من المدنيين.
Source: Apps Support
هل نحن على مشارف صدام حتمي بين أميركا والصين؟
يعرّف السقوط الحرّ، اعتمادًا على الفيزياء الكلاسيكية التي وضعها العالم إسحاق نيوتن، أو اعتمادًا على نظرية النسبية العامة التي وضعها العالم ألبرت آينشتاين، بأنه سقوط الجسم باتجاه مركز الأرض من دون التأثير عليه بقوة أخرى غير القوة المكتسبة من الجاذبية الأرضية.
من يراقب سرعة تشظي العلاقة بين الصين وأميركا، يتخايل أنه أمام سقوط حرّ، حيث لا مفرّ فيه إلا بصدام مباشر بينهما. إذ مع تزايد الحملات العدوانية بين الصين والولايات المتحدة، بدأ كل جانب يرى أنه لا يفعل إلا ما يقتضيه الواجب، من رد فعل إزاء استفزازات الآخر وسلوكه السيئ، وينظم الاستعراض الملائم من قوة اقتصادية أو سياسية أو حتى عسكرية.
فتحت الولايات المتحدة الحرب على مصراعيها، وباتت كافة الوسائل مشروعة الاستخدام، لهذا تعتبر أنّ حرب القنوات البحرية يجب أن تندرج من ضمن إستراتيجيتها لمحاربة توسع النفوذ الصيني بالتوازي مع إستراتيجية رفع الرسوم الجمركية التي دفعت بكين للتنديد بها عبر ممثلها لي تشنيغانغ أمام منظمة التجارة العالمية. كما أن حرب البحار يجب أن تندرج ضمن أجندتها في مواجهة التنين الصيني، وأن أي توتر على الساحة الدولية هو بمثابة القوة الجاذبة نحو إشعال الحرب التجارية مع بكين.
وضعت واشنطن في حرب إسرائيل على غزة إستراتيجية تحاكي الوقوف التاريخي إلى جانب تل أبيب لدعمها في تحقيق أهداف الحرب، لهذا كانت لها السند الدبلوماسي كما العسكري.
ولكن واشنطن هدفت عبر دعمها إسرائيل، التركيز على إزالة أي تهديد عسكري في القطاع لمشروعها الرئيسي في مواجهة الممر الاقتصادي الصيني عبر ربط غزة بالممر الهندي الشرق أوسطي الأوروبي ومنافسة طريق الحرير.
الرؤية الأميركية حول القطاع، أكدتها بعض المصادر في حركة حماس من تعرّضها، خلال الأيام الماضية، لضغوط مكثفة تهدف إلى دفعها للتخلي عن السلاح في غزة، والانسحاب من المشهد السياسي في القطاع، وذلك تمهيدًا لإطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تتضمن البدء في إعادة الإعمار.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن أطرافًا تضغط بهدف تمرير خطة يتمّ إعدادها في دوائر دبلوماسية بعدة دول، لتقديمها إلى الإدارة الأميركية، تتضمن نزع السلاح في غزة كضمانة لوقف مخطط التهجير، والبدء في إعادة الإعمار.
راقت لرئيس الوزراء الإسرائيلي فكرة تهجير سكان غزة، حيث وجد فيها حلمه الذي يستطيع من خلاله تخليد اسمه في سجل من قدموا إلى الدولة الإسرائيلية الكثير. لكنّ إدارة ترامب، لها أهداف أبعد من أحلام نتنياهو، وهي ترتبط بجعل القطاع منطقة منزوعة السلاح.
لهذا اعتبر البعض أن دعوة ترامب لتهجير أهل غزة، هي طريقة ضغط تهدف إلى تفكيك البنية العسكرية للحركة، ليس من أجل ضمان أمن إسرائيل فحسب، بل من أجل ضمان أمن الممر الاقتصادي الهندي الذي يجد في قناة بن غوريون بديلًا حيويًا لقناة السويس لنقل السلع من نيودلهي إلى العمق الأوروبي.
وقعت كل من الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، برعاية أميركية، في نيودلهي في 10 سبتمبر/ أيلول عام 2023 على اتفاق الممر الاقتصادي الهندي، الذي يهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية بين آسيا والخليج العربي وأوروبا.
تتمحور فكرة المشروع في خفض التكاليف اللوجيستية للنقل، وتعزيز فرص التنمية في المنطقة التي يشملها. ويتكون المشروع من ممرين، هما الممر الشرقي، ويربط الهند بدول الخليج العربي، والممر الشمالي الذي يربط دول الخليج بأوروبا.
لكن الخلفية الرئيسية للمشروع تتمحور حول قطع الطريق على المشروع الصيني الذي افتتحه الرئيس شي جين بينغ عام 2013، وأطلق عليه “الحزام والطريق” بهدف جعل مدينة شنيغيان الصينية مركز الثقل التجاري العالمي، عبر نقل السلع من خلال قناة السويس وصولًا إلى العمق الأوروبي.
تطويق الولايات المتحدة للصين، لم يتوقف عند تجفيف الملاحة في قناة السويس، بل استدرك ترامب عمق التوسع الصيني. بعد إيطاليا التي أعلنت في اجتماع قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، انسحابها من “الحزام والطريق”، ما شكل نكسة للمشروع الصيني، يأتي ما أعلنه الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، 6 فبراير/ شباط الجاري، بانسحاب بلاده من مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، في خطوة تأتي بُعيد أيام من استقباله وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي تسعى بلاده للحد من نفوذ بكين على قناة بنما.
واضحة هي أهداف ترامب، التي يريد من خلالها تطويق التهديد الصيني لبلاده، حيث على ما يبدو لم يعد له حدود، وما دخول الشركات الصينية “ديب سيك” – مثالًا في التنافس في ساحة الذكاء الاصطناعي – إلا دليل واضح على أن بكين لم تعد منافسة لواشنطن، بل أصبحت دولة مقلقة لمصير النظام العالمي الرأسمالي ذي القطب المهيمن. لهذا يرى بعض المراقبين أن ترامب فتح الحرب مع الصين باكرًا من خلال سلسلة من التعيينات لمسؤولين في إدارته ذات الخلفية الواضحة في عدائيتها للصين.
بما أن “الطحشة” على القطب الشمالي من قبل روسيا والصين بهدف فرض السيطرة على الممر القطبي المستقبلي الذي يعزز طرقًا تجارية بنقل أسرع للبضائع وأقصر بين 80% من معظم الدول الصناعية، وجدت الولايات المتحدة أنّه من الضروري بسط نفوذها هناك، عبر توسيع دائرة الحضور، لهذا لم يتوانَ ترامب في رفع شعار “شراء” جزيرة غرينلاند التي يهتم بها ترامب، إضافة إلى توفر المعادن فيها، فهناك الأهمية الجيوسياسية للجزيرة في القطب الشمالي.
إنّ تطويق التنين الصيني في الممرات البحرية الدولية من قبل واشنطن خطوة أكثر من ضرورية لخنق فرص التصدير لسلعها، إن لم نقل عرقلتها. لهذا باتت النوايا عند ترامب علنية وواضحة في هذا الخصوص، وكأنه لم يكتفِ في حرب الممرات البحرية ليضع على حدود الصين خطرًا داهمًا يتمثل في عدو صاعد، وحالم بجعل نيودلهي ملتقى للتجارة الآسيوية، ومركزًا للتواصل مع أوروبا عبر دول الخليج العربي.
لهذا لم يكن مفاجئًا تلك الخطوة التي أعلن عنها الرئيس ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي، بأن “بلاده ستبيع نيودلهي مقاتلات من طراز إف -35″، لتصبح بذلك الهند واحدة من الدول القليلة التي تمتلك هذه الطائرات الخفية فائقة التطور.
إن تسليح الهند وجعلها ثقلًا للتجارة العالمية في منطقة جنوب آسيا، هو بحدّ ذاته يندرج في سياق تضييق الخناق على التنين الصيني المستيقظ، وبات يهدد في صعوده جعل الصين دولة محورية بديلة عن الولايات المتحدة، وهي في ذلك متّبعة ذات النهج الذي اتبعته واشنطن بعد الحرب العالمية الأولى، عندما نقلت ثقل الاقتصاد العالمي من لندن إلى نيويورك.
هو السقوط الحر في العلاقات بين البلدين، وبحسب القوانين الفيزيائية، فهناك حتمية الصدام العسكري بعدما دخلت الحرب التجارية مرحلة متقدمة لا مقلقة على المستوى الوجودي، الأمر الذي دفع بالمراقبين لرفع تساؤلهم: متى سيطلق التنين لهيبه بوجه المضايقات الأميركية؟
Source: Apps Support
هجوم واسع بالمسيرات يستهدف وسط العاصمة كييف
أفاد مراسل الجزيرة في كييف بوقوع هجوم واسع بالمسيرات الانتحارية على وسط العاصمة.
وأظهرت صور وثقتها الجزيرة، لحظة مرور مسيرة على ارتفاع منخفض فوق ميدان الاستقلال، ومحيط القصر الرئاسي ومبنى المحافظة، تبعها إطلاق نار وصواريخ اعتراضية من قبل الدفاعات الجوية الأوكرانية دون أن تتمكن من اعتراضها.
المصدر : الجزيرة
Source: Apps Support
نتنياهو يعلن استلام جثة امرأة من غزة بدل جثة بيباس ويتوعد حماس
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل الثوابتة إن جثة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس تحولت إلى أشلاء بعد قصف إسرائيلي على موقع وجودها واختلطت بأشلاء ضحايا آخرين على ما يبدو، وذلك في أول رد من حماس على اتهامات إسرائيلية بتسليم جثة امرأة من غزة بدلا من جثة شيري أمس الخميس.
وذكر الثوابتة -في منشور عبر حسابه بمنصة “إكس”- أن جثة بيباس “تحولت إلى أشلاء بعد أن اختلطت على ما يبدو بجثامين أخرى تحت أنقاض مكان قصفته طائرات الاحتلال الحربية بشكل مقصود ومتعمد”.
وأضاف “نتنياهو نفسه هو من أصدر أوامر القصف المباشر وبلا رحمة، وهو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن قتلها مع أطفالها بوحشية مروعة”.
وتابع “على مدار 470 يومًا من الإبادة الجماعية، ارتكب هذا المجرم وجيشه الجرائم تلو الأخرى، فقتلوا أكثر من 30 ألف طفل وامرأة في قطاع غزة، دون أن يثير ذلك غضب هذا العالم المنافق الذي لا يرى إلا بعين واحدة”.
⚫ لا وزن لغضب مجرم الحرب “نتنياهو” بشأن جثة الأم بيباس، التي تحولت إلى أشلاء بعد أن اختلطت يبدو بجثامين أخرى تحت أنقاض مكان قصفته طائرات الاحتلال الحربية بشكل مقصود ومتعمد. نتنياهو نفسه هو من أصدر أوامر القصف المباشر وبلا رحمة، وهو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن قتلها مع أطفالها…
— د. إسماعيل الثوابتة #غزة (@ismailalthwabta) February 21, 2025
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعدم تسليم جثة بيباس ضمن الجثث التي أعيدت إلى إسرائيل أمس، وأضاف في مقطع مصور اليوم “سنتحرك بحزم لإعادة شيري إلى الديار، إلى جانب كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن كاملا لهذا الانتهاك الوحشي والشرير للاتفاق”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن -في وقت مبكر اليوم- أن نتائج فحص الجثث التي نقلت من غزة إلى إسرائيل أمس أظهرت أن إحدى الجثث لا تعود لبيباس، ولا أي أسير أو أسيرة آخرين.
وقال بيان جيش الاحتلال إن حماس “ارتكبت انتهاكا خطيرا للغاية” وادعى أن أرييل وكفير -اللذين كانا أسيرين لدى حماس في قطاع غزة رفقة والدتهما بيباس وتسلّمت إسرائيل جثتيهما أمس- قُتلا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بأيدي الآسرين وليس بقصف إسرائيلي، خلافا لما تقول حماس.
وأشار البيان الإسرائيلي إلى أنه قام بإبلاغ أفراد عائلة بيباس أنه تم التعرف على ابنيهما، وطالب حماس بـ”إعادة شيري مع جميع الرهائن الآخرين”.
واعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن “عدم إعادة حماس جثمان بيباس انتهاك صارخ للاتفاق وأمر مقزز” ودعت إلى “القضاء” على حماس.
ومن جانبه، طالب منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومةَ نتنياهو بـ”إيجاد الطريقة الصحيحة والأسرع لإعادة شيري وكل المختطفين”.
مبعوث ترامب
ومن جانبه وصف آدم بوهلر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى تسليم إسرائيل جثة ليست لبيباس بأنه “مروع ويشكل انتهاكا للاتفاق” وطالب -في حديث لشبكة “سي إن إن” حماس بـ”إطلاق جميع الرهائن وإلا ستواجه عواقب قياسية”.
وقد سلّمت المقاومة الفلسطينية أمس جثث عائلة بيباس، ومعها جثة الأسير عوديد ليفشتس، وقال رئيس المركز الوطني الإسرائيلي للطب الشرعي خين كوجل في بيان إن ليفشتس قُتل منذ أكثر من عام.
وجرت مراسم تسليم جثث الأسرى الأربعة في منطقة بني سهيلا بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، وبطريقة قالت حركة حماس إنها تعكس احترامها لحرمة الموتى حيث خلت العملية من أي مظاهر احتفالية.
وسلمت حماس الجثث وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
وسيعقب تسليم الجثث عودة 6 أسرى أحياء غدا، مقابل الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين الذين من المتوقع أن يكون من بينهم نساء وقصر اعتقلتهم قوات الاحتلال من قطاع غزة خلال الحرب.
ومن المفترض أن تبدأ الأيام المقبلة المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي من المتوقع أن تشمل إعادة نحو 60 أسيرا متبقيا يعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة، فضلا عن انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وانتهاء الحرب.
Source: Apps Support