هل يهدم الاحتلال منزل أمين منبر الأقصى؟
تزامنا مع موجة تحريض منظمة، تنشغل أجهزة الاحتلال بالسعي لهدم بناية سكنية في حي الصوانة بمدينة القدس المحتلة، يسكنها 100 مقدسي، على رأسهم خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري (86 عاما) بحجة عدم الترخيص، بينما يقول طاقم المحامين إن القرار سياسي وانتقامي من صبري الذي لقبه المقدسيون بـ”أمين المنبر” لجسارة مواقفه.
ويهدد الاحتلال البناية السكنية بالهدم منذ عام 2003، علما بأنها شيدت عام 1998 وتؤوي 17 عائلة دفعت مخالفات مالية باهظة لتجميد الهدم حتى اليوم، لكن التحريض والضغط المتزايد من قبل المستوطنين قد يسرع تنفيذ الهدم العقابي للبناية بما فيها منزل الشيخ عكرمة.
ويتولى عكرمة الخطابة في المسجد الأقصى المبارك منذ عام 1973، وكان حينها مديرا لمدرسة الأقصى الثانوية الشرعية.
آخر المستجدات
وعن آخر المستجدات في ملف الهدم، يقول المحامي مدحت ديبة أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الشيخ -للجزيرة نت- إن قرار الهدم الإداري أصدره في البداية وزير الداخلية الإسرائيلي، ثم انتقل لاحقا إلى عهدة بلدية القدس الإسرائيلية، وأرجئ حديثا حتى 31 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن المستشارين القانونيين في البلدية طلبوا انضمام قسم تنفيذ الأراضي في وزارة الداخلية إلى ملف الهدم.
ويوضح ديبة أن الرد على طلب الانضمام قد يصدر في أي لحظة، والذي قد يؤثر على تسريع الهدم، لأن قسم تنفيذ الأراضي في وزارة الداخلية تابع لوزير الأمن الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، وسيسعى لتنفيذ الهدم ومنع إصدار المحكمة أي قرارات تمديد إضافية، أو تجميد جديد للهدم.
وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول، كان الشيخ عكرمة خطب في المصلين بالمسجد الأقصى لأول مرة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ونصرة المسجد الأقصى، ليقتحم الاحتلال بعد يومين البناية السكنية التي يسكن فيها الشيخ، ويخطر سكانها بإخلائها تمهيدا لهدمها.
ومنذ ذلك الحين وعلى مدار 14 شهرا، تحرض جماعات المستوطنين على الشيخ عكرمة لتسريع هدم بيته، حيث نشرت إحدى جماعات الهيكل “بيدينو” لافتات في أنحاء متفرقة غرب القدس وتل أبيب، تطالب بهدم البيت، كما أطلقت عريضة إلكترونية لجمع التواقيع، وذيّلتها بجملة “الوزير بن غفير.. من أجل جبل الهيكل أعط الأمر بالتدمير”.
وعلى غرار تلك الجماعة، أطلق موقع “الصوت اليهودي” المعروف بتحريضه على الفلسطينيين، حملة كبيرة ضد الشيخ عكرمة، واتهموه بدعم الإرهاب والتحريض، كما نشروا صورة للبناية السكنية التي يقطن فيها، مع إحداثياتها، وطالبوا المستوطنين بالاحتشاد أمامها. علما بأن تلك البناية تبعد أمتارا معدودة عن بؤرة استيطانية أقامها الاحتلال في قرية الطور، وتدعى “بيت أوروت”.
الإبعاد الأطول
ويدفع خطيب الأقصى ثمن مواقفه التي يصدح بها من فوق منبر المسجد المبارك رغم التضييق الإسرائيلي غير المسبوق على الكلمة في القدس.
ففي أحدث تضييق، اقتحم الاحتلال في 18 فبراير/شباط الجاري منزله في حي الصوانة، وسلّم عائلته قرار استدعاء لتجديد إبعاده عن الأقصى، رغم سفره خارج فلسطين آنذاك.
يُذكر أن الاحتلال سلّم الشيخ عكرمة قرار إبعاد عن الأقصى لمدة 6 أشهر، في 8 أغسطس/آب 2024، وهو الإبعاد الأطول الذي يتلقاه بسبب نعيه خلال خطبة الجمعة بالأقصى رئيسَ المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتيل بالعاصمة الإيرانية يوم 31 يوليو/تموز 2024 حيث تعرض الشيخ للتحقيق الذي سُئل فيه عن رأيه في الجهاد والأسرى.
وخلال فبراير/شباط الجاري، نفذت سلطات الاحتلال 24 عملية هدم لمنشآت بالمدينة الفلسطينية المقدسة، منها 6 منازل أجبر الاحتلال أصحابها على هدمها بأنفسهم.
Source: Apps Support
هآرتس: الديمقراطية والصحافة الحرة في الغرب تتراجعان
حذرت صحيفة هآرتس اليسارية -في افتتاحيتها- من أن الديمقراطية والصحافة الحرة في تراجع جراء ما تسميه حرب النخب الثرية في الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل على المبادئ الديمقراطية وحرية الصحافة.
وجاء المقال تعليقا على قرارٍ هذا الأسبوع للملياردير الأميركي جيف بيزوس (مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أمازون ومالك واشنطن بوست) فرض سياسة جديدة لنشر مقالات الرأي في الصحيفة.
وبموجب هذا القرار، سيكون التركيز على “الحريات الشخصية والأسواق الحرة” ولن يُسمح بنشر مقالات تتعارض مع هذه القيم، كما تفيد هآرتس.
واعتبرت هآرتس أن هذا ليس قرارا بريئا من مالك صحيفة له أجندة أيديولوجية، بل ولا ينفصل عن المزاج السائد في عالم التجارة والأعمال الأميركي منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا.
ورأت في القرار أيضا “تملقا صارخا” لترامب من ناحية، وهو ما اتضح فعليا في حفل تنصيبه. ومن ناحية أخرى، هناك انخراط متزايد من قبل مجموعة من المليارديرات، معظمهم من عالم التكنولوجيا، في عمل الإدارة الأميركية.
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن هذا التطور تجلى بشكل خاص في التدخل السياسي لأغنى رجل في العالم (إيلون ماسك) الذي كلفه ترامب بمهمة ترشيد أداء الأجهزة الحكومية، ولكنه يتعامل بقسوة في إنجازها مما أضر بالمؤسسات الحيوية.
وماسك ليس وحده الذي نالته سهام هآرتس، إذ طالت أيضا مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا. وقالت الصحيفة إن الأخير سرعان ما انساق مع الرياح التي تهب من البيت الأبيض عندما ألغى آلية التحقق من الحقائق في منصة فيسبوك.
ومع إقرارها بحق وسائل الإعلام في الترويج لقيم ورؤى عالمية معينة، إلا أن هآرتس ترى أن قرار بيزوس بالحد من حرية التعبير الصحفي في واحدة من أهم الصحف في العالم لا يمكن النظر إليه بمعزل عن العمليات الأعمق التي تهدد الصحافة الحرة في العديد من البلدان التي تولى فيها قادة مناهضون لليبرالية زمام السلطة.
الأوليغارشية وترامب
وزعمت هآرتس أن الإضرار بحرية الصحافة في هذه البلدان جزء معلن ومتعمد من حرب هؤلاء القادة على المبادئ الديمقراطية.
فالجمع بين رئيس أميركي مدفوع بروح انتقامية يتعذر التنبؤ بتصرفاته، وحكومة مؤلفة من مجموعة صغيرة من فاحشي الثراء (الأوليغارشية أو حكم الأقلية) هو مزيج يقود الولايات المتحدة إلى حقبة خطيرة للغاية من تقويض الضوابط والتوازنات في أقوى ديمقراطية في العالم، تسير خلف ركابها دول أخرى، على حد تعبير المقال.
وحسب الصحيفة، فإن بيزوس ليس سوى مثال واحد على الانزلاق الخطير للنخب إلى هذا الدرك. وفي إسرائيل أيضا، تواجه الصحافة مخاطر متزايدة من قبل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحد من استقلاليتها.
وتوضح افتتاحية هآرتس أن هذه التهديدات تمثلت في تدخل مالكي وسائل الإعلام خفية في شؤونها، كما هو موثق بالقضايا الجنائية ضد نتنياهو، ومحاولات الاستيلاء من الداخل، كما حدث بالقناة 13 التلفزيونية؛ وتشريعات صريحة مثل مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة ليل نهار ضد هيئة البث العام “كان” وهآرتس.
وخلصت إلى أن الصحافة الحرة تعتبر أساسية لحماية الديمقراطية، وأن مالكي الصحف يتحملون مسؤولية كبيرة في تحقيق التوازن بين مصالحهم الشخصية والمصلحة العامة، في وقت يتراجع فيه الوعي بهذه المسؤولية، مما يهدد مستقبل النظام الديمقراطي.
Source: Apps Support