كيف تستقيل بطريقة احترافية من وظيفة التحقتَ بها حديثاً؟

كيف تستقيل بطريقة احترافية من وظيفة التحقتَ بها حديثاً؟

يضطر البعض إلى تقديم استقالة من وظيفة التحق بها منذ فترة وجيزة، ما يسبب شعوراً بالحرج في أثناء إبلاغ مديره بقراره.

وقالت مجلة «فوربس» الأميركية، إن هناك عدة أسباب قد تدفع لترك وظيفة بعد فترة وجيزة من بدء العمل، منها أنه ربما تم تقديم الوظيفة بشكل خاطئ في أثناء عملية التوظيف، ولم تكن المسؤوليات أو بيئة العمل تتناسب مع توقعات الموظف.

بالإضافة إلى ذلك، قد تُجبر الظروف الشخصية أو التغييرات غير المتوقعة في الحياة الموظف على ترك وظيفته، وكذلك أحياناً، تظهر فرصة أنسب تُتيح توافقاً أفضل مع أهدافه المهنية. ومهما كان السبب، من المهم إدراك متى تكون الوظيفة ضارة بالحياة المهنية أو الشخصية.

وذكرت المجلة أنك عندما تجد نفسك مُستعداً لترك وظيفة بدأتها للتو، فإن التعامل مع الموقف باحترافية أمرٌ بالغ الأهمية، وقدمت نصائح للتعامل مع هذا الموقف.

فكِّر ملياً في قرارك

قد يستغرق معظم الموظفين ما يصل إلى 90 يوماً للتأقلم تماماً مع بيئة العمل الجديدة؛ لذا قبل اتخاذ قرار ترك الوظيفة، فكِّر ملياً في قرارك، للتأكد من أنه ليس مدفوعاً بالتوتر أو مشكلات التكيف المؤقتة، وقيِّم ما إذا كانت التحديات التي تواجهها ستتحسن مع الوقت والجهد، أم أنها مشكلات جوهرية لن تتغير.

وتنصح المجلة بإجابة بعض الأسئلة الرئيسية للتأكد من صحة القرار، مثل: هل يتعلق الأمر بتغييرات في مسؤوليات العمل؟ وهل تغيرت الظروف الشخصية؟ وهل تتوافق الوظيفة مع الأهداف المهنية طويلة المدى؟

وقالت إن توضيح أسبابك سيساعدك على اتخاذ قرارك بوضوح والتعلم من التجربة. وإذا كان ذلك مناسباً، ففكِّر في مناقشة مخاوفك مع مديرك أو قسم الموارد البشرية قبل اتخاذ القرار النهائي، ففي بعض الحالات، يمكن حل سوء الفهم من خلال التواصل الصريح.

اختر الوقت الأمثل لترك الوظيفة

بمجرد تأكيد قرارك بالاستقالة، يُعدُّ التوقيت أمراً بالغ الأهمية، ومن المعتاد عموماً تقديم إشعار قبل أسبوعين على الأقل.

وإذا قررتَ ترك وظيفة من أجل فرصة أخرى، فنسِّق تاريخ بدء عملك للسماح بفترة انتقالية مناسبة، وهذا يدل على احترافيتك ومراعاتك لصاحب العمل الذي ستغادره قريباً.

وأيضاً، ضع في حسبانك تأثير استقالتك على العمل وأعضاء الفريق، وإذا كنت مشاركاً في مهام مهمة، فإن توقيت الاستقالة لتقليل الاضطراب يمكن أن يحافظ على العلاقات المهنية.

استعد لترك الوظيفة بشكل احترافي

من الضروري التعامل مع محادثة الاستقالة بتحضير جيد، واكتب خطاب استقالة موجزاً ​​يُعبِّر عن امتنانك للفرصة المُتاحة، مع توضيح نيتك في المغادرة، وحافظ على نبرة إيجابية ومهنية، بغض النظر عن خبراتك.

وتدرَّب على تقديم استقالتك شفهياً مع صديق، فالتدرب على محادثات العمل الصعبة يُقلل من القلق، ويُحسِّن من أدائك، وفي أثناء تحضيرك، توقَّع الأسئلة أو العروض المُقابلة، وفكِّر في كيفية ردِّك.

ويُظهر حضورك الاجتماع بمقترحات حول كيفية تسليم مسؤولياتك بسلاسة نهجاً احترافياً.

إجراء محادثة شخصية حول أسباب ترك الوظيفة

اطلب اجتماعاً خاصاً مع مديرك المُباشر لتقديم استقالتك شخصياً، وابدأ في التعبير عن تقديرك للفرصة قبل توضيح قرارك بالاستقالة.

ومع أهمية الصراحة، فكِّر جيداً في مقدار التفاصيل التي تُشاركها بشأن أسباب استقالتك، وركِّز على العوامل المهنية بدلاً من الانتقادات الشخصية، واعرض المساعدة في عملية التسليم.

وكن مستعداً لردود الفعل المختلفة، بدءاً من التفهم وصولاً إلى خيبة الأمل، أو حتى محاولات إقناعك بالبقاء، وحافظ على هدوئك واحترافيتك وحزمك في قرارك.

ماذا تفعل في الأسابيع الأخيرة؟

خلال فترة الإشعار، حافظ على تركيزك والتزم بمسؤولياتك. واصل أداءك بأفضل ما لديك، مع ضمان الحفاظ على جودة عملك، وتجنب التعليقات السلبية حول الشركة، فهذا يُساعد في الحفاظ على سمعتك.

وتواصل بصراحة مع فريقك بشأن رحيلك، وأي تغييرات في المسؤوليات، ووثِّق عملك ومعلوماتك الرئيسية لتسهيل نقل خبرتك لبديلك بسلاسة، واعرض أيضاً تدريبه إذا سمح الوقت بذلك، وهذه اللفتة الطيبة تُؤثر بشكل كبير على كيفية تذكر المؤسسة لك.

حافظ على العلاقات المهنية

في أثناء انتقالك، ركِّز على الحفاظ على العلاقات. تواصل مع زملائك، وعبِّر عن تقديرك لفرصة العمل معاً، وتبادل الأفكار، وبناء علاقات قيِّمة بمرور الوقت ليس سوى بعض فوائد التواصل.

وقبل ترك الوظيفة، اشكر مَن دعمك خلال فترة عملك القصيرة، وابعث رسائل الشكر الشخصية لأعضاء الفريق والزملاء الداعمين، لتترك انطباعاً إيجابياً دائماً.

وأخيراً، اعرض أن تكون متاحاً لتقديم المساعدة في المستقبل إذا كان ذلك مناسباً، وهذا يُظهر حسن النية، ويبقي الباب مفتوحاً للتعاون في المستقبل.

استفد من تجربة ترك الوظيفة مبكراً

استثمر هذه التجربة كفرصة تعلُّم لتحسين عملية بحثك عن وظيفة. وخصِّص وقتاً لتقييم أهدافك الشخصية والمهنية، ففهم ما يُحفِّزك ويُرضيك حقاً يُمكن أن يُرشدك في اختياراتك المهنية المستقبلية، ويُساعدك في إيجاد وظائف تتوافق بشكل أوثق مع تطلعاتك.

ركِّز على المستقبل

مع انتقالك إلى وظيفتك التالية، ركِّز على المُستقبل بدلاً من التركيز على فترة عملك القصيرة، وكن مُستعداً لتوضيح سبب قرارك ترك الوظيفة في مُقابلات العمل المُستقبلية، من خلال تقديم شرح مُوجز وصادق. وإذا كانت الوظيفة غير مُرتبطة بمسيرتك المهنية، فمن المقبول تماماً حذفها من سيرتك الذاتية.

وأخيراً، اغتنم الموقف، وثِق بأن كل خطوة، حتى غير المتوقعة منها، تُعزز نموك المهني ومرونتك.

Source: «الشرق الأوسط