«إنجاز تقني»… علماء يبتكرون قطع دجاج مزروعة في المختبر

«إنجاز تقني»… علماء يبتكرون قطع دجاج مزروعة في المختبر

نجح فريق من العلماء اليابانيين في إنتاج قطع دجاج مزروعة في المختبر، في إنجازٍ وصفه الخبراء بأنه قد يمهد الطريق لإنتاج قطع لحم أكبر حجماً، وفق تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

وفي سعيهم لزراعة اللحوم من دون التأثير المناخي لحيوانات المزارع، لم يتمكن العلماء حتى الآن إلا من زراعة قطع صغيرة من الخلايا الحيوانية التي استُخدمت لإعادة إنتاج منتجات اللحم المفروم مثل كرات لحم الخنزير. لكن فريقاً يابانياً ابتكر طريقة جديدة لزراعة قطع دجاج أكبر حجماً في المختبر، والتي يقولون إنها تُعيد إنتاج قوام وبنية قطعة لحم كانت صعبة المنال حتى الآن.

وأشاد خبراء مستقلون بهذه الطريقة ووصفوها بأنها «إنجاز تقني هادف».

ويعتقد الباحثون المشاركون أنها تُمهد الطريق لزراعة قطع كاملة من الدجاج ولحم البقر والأسماك في المختبر.

وقال شوجي تاكيوتشي من جامعة طوكيو، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية: «تُقدّم اللحوم المزروعة بديلاً مستداماً وأخلاقياً للحوم التقليدية».

وأضاف: «مع ذلك، لا يزال من الصعب محاكاة قوام وطعم اللحم الكامل. تُمكّن تقنيتنا من إنتاج لحم مُركّب بقوام ونكهة مُحسّنين».

واستخدمت طريقتهم أليافاً دقيقة مجوفة تُحاكي الأوعية الدموية لتوصيل الأكسجين والمغذيات إلى خلايا عضلات الدجاج الحية، مما أدى إلى نموها إلى كتل من اللحم يصل طولها إلى 2 سم وسمكها إلى 1 سم، ووزنها 10 غرامات.

وتُستخدم هذه الألياف بشكل شائع في فلاتر المياه المنزلية وأجهزة غسيل الكلى لمرضى الكلى.

ومن المثير للاهتمام اكتشاف أن هذه الألياف الدقيقة يمكن أن تساعد أيضاً بشكل فعال في إنتاج أنسجة صناعية، وربما أعضاء كاملة في المستقبل.

وقال البروفسور ديريك ستيوارت، من معهد جيمس هاتون، لشبكة «سكاي نيوز»: «أعتبر هذا إنجازاً تقنياً».

ووصف الدكتور رودريغو أمارو-ليديسما، من إمبريال كوليدج لندن، إنتاج لحم دجاج مزروع بسُمك عدة سنتيمترات بأنه «إنجاز تقني مهم».

وقال إن هذا الإنجاز، إلى جانب أعمال أخرى في تحسين النكهات وخفض التكاليف، يضعنا «على الطريق الصحيح نحو مجموعة جديدة من المنتجات المثيرة والجذابة». لكنه أضاف: «لكي تُطرح منتجات اللحوم المزروعة بشكل واسع في المتاجر الكبرى، يجب أن تلقى رواجاً كبيراً لدى المستهلكين».

ويُفضل قطاع اللحوم مصطلح «البروتين البديل» على «اللحوم المزروعة في المختبر»؛ نظراً لقلقه من أن يُسبب… ويُثير هذا الأمر استياء الناس.

وأظهر استطلاع أجرته وكالة معايير الغذاء أن ثلث المستهلكين في المملكة المتحدة مستعدون لتجربة اللحوم المُصنّعة مخبرياً.

وعلى الرغم من التقدم العلمي السريع في السنوات الأخيرة، لم يُصرّح بعدُ بأي منتجات للاستهلاك البشري، على الرغم من أنه قد تم ترخيصها للحيوانات الأليفة. لكن الحكومة تُريد تغيير ذلك؛ إذ أعلنت العام الماضي عن تمويل بقيمة 15 مليون جنيه إسترليني، تُضاف إلى 23 مليون جنيه إسترليني من مصادر أخرى، لمحاولة توفيرها لأطباقنا خلال العامين المقبلين. ويشمل ذلك تسريع عملية الموافقات لمواكبة التطور العلمي، وخفض تكاليف المدخلات المرتفعة حالياً.

وأضاف أمارو-ليديسما: «تُعدّ اللحوم المُصنّعة مخبرياً بديلاً واعداً للحوم التقليدية؛ إذ تُتيح إمكانية تقليل الآثار البيئية (مثل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واستخدام الأراضي والمياه)، والتخلص من الحاجة إلى ذبح الحيوانات، وتحسين سلامة الغذاء من خلال تجنب استخدام المضادات الحيوية، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الحيوانية المنشأ، من بين مزايا أخرى».

Source: «الشرق الأوسط