وائل درويش.. مهندس بترول وكاتب ساخر في “كوكب تالت”
طرح المهندس وائل درويش، مهندس بترول، كتابه الساخر “كوكب تالت”، من خلال جناح دار حابي للنشر والتوزيع في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسون.
يحاول الكاتب من خلال كتابه الساخر معالجة مشاكل حياتية وتسليط الضوء عليها من بأسلوب ساخر، يستخدم خلاله بعض الكلمات العامية لتبسيط المعلومة.
المزيد في الفيديو التالي:
يذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، والذي تُنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، سجل حضورًا جماهيريًا كبيرًا، بلغ أمس الإثنين نحو (375.454) زائر، ليصل بذلك إجمالي عدد زائريه حتى الآن، خلال أحد عشر يومًا متتاليًا، إلى (4.770.684)، أي ما يقترب من الخمسة ملايين زائر، منذ فتح أبواب المعرض للجمهور.
وتأتي فعاليات الدورة الـ56 برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ رئيس الجمهورية؛ تحت شعار: “اقرأ… في البدء كان الكلمة”، وتستمر حتى 5 فبراير المُقبل، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس، وتحل عليه “سلطنة عُمان” ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير، العالم والأديب المصري، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل.
يشارك في المعرض 1345 دار نشر من 80 دولة و6150 عارضًا للإصدرات الأدبية والفكرية، وتشارك فيه 80 دولة، تمثل قارات العالم، ومن بينهم أكثر من 10 دول تشارك لأول مرة وهي: تشيلي، بلجيكا، الكونغو، رومانيا، بلغاريا، النمسا، بليز، بيرو، هولندا، سورنام، كولومبيا، فيتنام، تنزانيا، سنغافورة، وبوليفيا، ويشتمل المعرض برنامجًا ثقافيًا ثريًا يضم أكثر من 600 فعالية متنوعة.
Source: جريدة الدستور
صفاء النجار: “حكايتي مع الكتابة” كتابي المقبل.. وزوجي هو الداعم الأول لي
نظمت قاعة المؤسسات بمعرض الكتاب، حفل توقيع وإطلاق طبعة جديدة من إبداعات الكاتبة الصحفية صفاء النجار، بحضور الناقد الأردني حسين دعسة، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
في بداية الحفل، أعرب الناقد حسين دعسة عن إعجابه بأعمال الكاتبة صفاء النجار، مشيرًا إلى أنها تركت بصمة واضحة في مجالات متعددة رغم كونها أكاديمية.
وأشاد بعملها كمحرر أدبي لجريدة “الدستور” وإشرافها على صفحة “مرايا للإبداع”، بالإضافة إلى برنامجها البارز “أطياف” على تلفزيون الحياة، الذي أثبتت فيه قدرة كبيرة على التعامل مع ضيوفها وأسلوب التناول.
كما أشار إلى أن كتبها، مثل “استقالة ملك الموت” و”حسن الختام”، تتميز بعناوين مثيرة صادمة للقارئ، وهو ما يعكس تأثير السوشيال ميديا في الأدب العربي.
من جانبها، عبرت الكاتبة صفاء النجار عن سعادتها بوجودها في معرض الكتاب، موجهة شكرها لدار “مسافات” على نشر أعمالها الكاملة.
وأكدت أن كتابها الأول “البنت التي سرقت طول أخيها” الذي نشر في عام 2004، كان بداية انطلاقها الأدبي، مشيرة إلى أن العديد من طبعاتها كانت قد نفدت ولم يكن لدى الكثير من الناس نسخ من أعمالها.
وأشادت بقرار دار النشر في جمع أعمالها في كتاب واحد، معتبرة أن ذلك خطوة مهمة في مسيرتها الأدبية، لافتة إلى أنها بدأت كتابة مقالة في جريدة الدستور بعنوان “حكايتي مع الكتابة”، وسيكون هذا العمل هو مشروع كتابها المقبل
وذكرت صفاء النجار كيف أثرت أعمالها في النقاد الأدبيين، حيث تم ترشيح مجموعتها القصصية “البنت التي سرقت طول أخيها” لجائزة الدولة التشجيعية في عام 2005، رغم أن الجائزة تم حجبها.
وقالت إن أستاذة فريدة النقاش هي من اكتشفتها ووجهتها إلى مسار الكتابة، وأعربت عن امتنانها لدعمها لها.
وتحدثت صفاء عن صعوبة الكتابة بالنسبة لها، مؤكدة أن زوجها محمد الباز كان الداعم الأول لها في مسيرتها الأدبية، ودائما ما يقول لها “اكتبي”.
كما أكدت على أهمية الكتابة وتفاعل المجتمع الثقافي معها، موضحة أن المؤسسات الثقافية ودور النشر يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تشجيع القراءة والفهم الصحيح للأدب.
كما تناولت الكاتبة موضوع تأثير الكتابة الأدبية في المجتمع، مشيرة إلى ضرورة وجود حراك ثقافي حقيقي يساهم في تحسين وتطوير الأوضاع الثقافية في المجتمع.
وأبدت صفاء النجار رأيها في إمكانية تحويل أعمالها الأدبية إلى أعمال درامية، مؤكدة أنها تؤمن أن كتبها ستصل إلى الجمهور في يوم من الأيام، وأنها كانت تنتظر دائمًا من يطرح تساؤلات عن “استقالة ملك الموت” ليتمكن من شرح المقصود وراء هذا العنوان.
وأكدت صفاء النجار، أن الثقافة في مصر لا يجب أن تقتصر على الصور والإكليشيهات فقط، مشيرة إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة التي يوجد فيها قصر ثقافة في كل مكان. وقالت إن القارئ والأداء الثقافي في البلاد قد تراجعا بشكل ملحوظ، داعية إلى ضرورة حدوث صحوة ثقافية حقيقية.
وأشارت النجار إلى أن الأحداث التي وقعت بعد 11 يناير أدت إلى حالة من الخوف والقلق لدى الجميع، مما أثر على المشهد الثقافي والاجتماعي بشكل كبير. واعتبرت أننا نعيش حاليًا في لحظة تاريخية فارقة، وأنه من الضروري أن ننهض من خلال التعليم.
ورغم أن التحديات التي نواجهها صعبة ولا يمكن حلها بسهولة، أكدت أنها ليست لحظة للتراجع، بل لحظة يجب أن نقاوم فيها من خلال تطوير آليات التعليم.
وأضافت النجار أن الثقافة تحتاج إلى ثورة فكرية وثقافية، مشددة على ضرورة أن يتأمل كل فرد وضعه ويسأل نفسه إذا كان جزءًا من هذا الزمن أم خارجًا عنه.
وأكدت أن التعليم هو الأداة التي تبني الأمة وتوحد الشعب، وهو ما سيقودنا إلى مرحلة جديدة من النهضة الثقافية والفكرية.
فيما تحدث حسين دعسة عن معارض الكتاب في المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن الكاتب المصري الجاد يجب أن يحقق حضورًا عربيًا واسعًا، وأوضح أن دور النشر المصرية تلعب دورًا مهمًا في تقديم الأعمال الأدبية بشكل مميز يعكس مكانة الكاتب العربي.
Source: جريدة الدستور
معرض القاهرة الدولى للكتاب يتخطى حاجز الخمسة ملايين زائر فى يومه الـ12
سجل معرض القاهرة الدُولي للكتاب 56، والذي تُنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، حضورًا جماهيريًا كبيرًا، اليوم الثلاثاء، بلغ نحو (388.643) زائر، ليصل بذلك إجمالي عدد زائريه حتى الآن، في اثني عشر يومًا، إلى (5.159.327)، أي ما يتخطى حاجز الخمسة ملايين زائر، منذ فتح أبواب المعرض للجمهور، وهو رقم قياسي غير مسبوق مقارنة بالدورات السابقة.
شهد المعرض، اليوم، مجموعة متنوعة من الفعاليات المُهمة، والتي حققت رواجًا جماهيريًا كبيرًا؛ منها أمسية شعرية للشاعر الأردني محمد العامري؛ ونوقشت موضوعات: التراث والهوية وتحديات الإبداع، الفن التشكيلي المصري بين تحديات العالمية والمحلية، قضايا الأدب وعلاقتها بالدبلوماسية، تأثير مصر على الشعر العالمي، الجوانب الإنسانية والعلمية في حياة أحمد مستجير “شخصية المعرض”؛ حياة أم كلثوم، التنمية المحلية المستدامة، 200 عام على إنشاء المتحف المصري بإيطاليا، والمناخ والتغير البيئي، فضلًا عن مجموعة العروض الفنية والاستعراضية التي أقيمت على مسرحي بلازا1، وبلازا2.
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدُولي للكتاب، تأتي برعاية كريمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ وتعقد تحت شعار: “اقرأ… في البدء كان الكلمة”، بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس، وتحل عليه “سلطنة عُمان” ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير، العالم والأديب المصري، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل.
ويأتي المعرض بمشاركة 1345 دار نشر من 80 دولة و6150 عارضًا للإصدرات الأدبية والفكرية.
Source: جريدة الدستور
ناهد السباعى: جدى كان ضابطًا ومؤلفًا لأعمال فنية مهمة
قالت الفنانة ناهد السباعي، إنها تشعر بالحظ الكبير لكون جدها من جهة والدتها هو وحش الشاشة فريد شوقي، بينما جدها من جهة والدها هو عبد المنعم السباعي، أحد الضباط الأحرار في ثورة 1952، والذي كان في الوقت ذاته مؤلفًا لأعمال فنية مهمة، من بينها فيلم “إسماعيل ياسين في الجيش”، كما كتب أغنية “أروح لمين” لأم كلثوم، إلى جانب العديد من الأغاني التي غناها محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.
وأضافت السباعي، خلال لقاء ببرنامج “كلمة أخيرة”، المذاع عبر قناة ON: “شيء عظيم أن يكون جدي ضابطًا وفي الوقت نفسه كاتبًا لأغانٍ جميلة وأعمال فنية مؤثرة، فالجمع بين المجالين أمر رائع جدًا”.
وتابعت: “أنا فخورة جدًا بجدي، ولم أكتشف كل تلك المواهب إلا عندما كبرت، لأنني وُلدت بعد وفاته، لكن عندما كان والدي، المخرج مدحت السباعي، يحكي لي عنه كنت أشعر بفخر شديد، فأفلامه وأغانيه لا تزال حية حتى اليوم، وليست مجرد أعمال عابرة”.
Source: جريدة الدستور
المفتى: الفلاسفة المسلمون طوروا تراثًا فكريًا خاصًّا تفاعل مع الواقع الإسلامى
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن تاريخ الحضارة يؤكد أن تأثير الفلسفة في الواقع، نشأ مع نشأة الفلسفة، وتطور مع تطورها، فلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو أسهموا في صياغة أدوات عقلانية لتحليل الوجود والإنسان، انعكست لاحقًا على تشكيل المنظومات الفكرية والعملية عبر العصور.
وأشار خلال حفل إطلاق مجلة طابة الثقافية، على اعتماد سقراط على الحوار الجدلي كمنهج لتفكيك الخرافة والمسلَّمات الأسطورية عبر التساؤل النقدي، وهو ما أسس لثقافةٍ تعلي من شأن العقل كمرجعيةٍ لفهم العالم، وإلى ربط أفلاطون في محاورة “الجمهورية” بين الفلسفة والسياسة عبر تصوره حول “طبقات المجتمع والفيلسوف الحاكم”، مؤكدًا أن العدالة الاجتماعية لا تُبنى إلا بأسس عقلانية، وإلى تطوير أرسطو منهجيةً استقرائيةً تربط بين الملاحظة الواقعية والاستنتاج المنطقي.
وأكد أن الفلسفة ليست كما يقول المدعون حكرا على اليونان، وأن فلاسفة المسلمون مجرد مترجمون مقلدون، لقد طور فلاسفة المسلمون تراثًا فكريًا خاصًّا، تفاعل مع الواقع الإسلامي بمنهج تكاملي يجمع بين العقل والنقل، مشيرا إلى إسهامات بعضهم مثل الكندي، والفارابي وابن سينا وحجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي وابن رشد وابن خلدون.
وأكد أننا إذا كنا بصدد الإعلان عن انطلاق مجلة طابة التي تسهم في نشر وإثراء المعرفة الفلسفية والإنسانية، فإننا نستلهم روح الحضارات التي حوَّلت الأفكار المجردة إلى نصوصٍ خالدة، وأن المجلات الثقافية الحديثة تعدُّ امتدادًا لتقليدٍ معرفيٍ يعود جذوره إلى صالونات الفكر في العصر العباسي، حيث كانت “دار الحكمة” في بغداد منصةً لجمع الترجمات والمناقشات الفلسفية.
كما أكد أن المجلة الثقافية الحديثة تُعدُّ منبرًا معرفيًّا مركبًا يجمع بين التعددية الفكرية والتفاعلية المجتمعية: حيث يتنوع الإصدار الواحد ليشمل مقالاتٍ في «الفلسفة، والعلوم، والأدب، والفنون» يكتبها مؤلفون من خلفيات متباينة؛ من الفيلسوف الأكاديمي إلى الكاتب الصحفي، ومن العالم المتخصص إلى المبدع الأدبي، وتعتمد المجلات على لغةٍ وسيطةٍ تتبنى “التبسيط دون التسطيح”، فتحوّل المفاهيم المعقدة إلى نصوصٍ مفهومةٍ عبر الاستعارة والسرد القصصي، يُضاف إلى ذلك دور المجلات في تعزيز الوعي النقدي عبر طرح الأسئلة الوجودية والاجتماعية بلغةٍ تلائم الجمهور غير المتخصص، مما يسهم في بناء مجتمعٍ قادرٍ على التفاعل مع التحولات العالمية دون انفصام عن الهوية المحلية.
وأشار المفتي إلى أن تأثير المجلات لا يقتصر على الفرد بوصفه قارئًا، بل يمتد إلى تشكيل خطابٍ جمعيٍ يُعيد إنتاج المعرفة وفقًا لاحتياجات العصر، لافتا النظر إلى أن رصيد عالمنا العربي الحديث من المجلات المؤثرة في الواقع وافر وكثير، مشيرا إلى مجلة “الهلال” التي أسسها جورجي زيدان، ومجلة “المنار” التي أطلقها الشيخ محمد رشيد رضا عام 1898 كامتداد لفكر أستاذه محمد عبده الإصلاحي، ومجلة “الرسالة” التي أسسها الشيخ أحمد حسن الزيات، ومجلة “الأديب” اللبنانية، التي أنشأها سهيل إدريس، ومجلة “الكاتب” التي أطلقها الدكتور طه حسين، ومجلة “الفكر المعاصر” التي أشرف عليها الفيلسوف زكي نجيب محمود، ومجلة المقتطف: التي تأسست في بيروت ثم انتقلت لاحقًا إلى مصر، ومجلة الأزهر: والتي تأسست عام 1930 في مصر، بهدف نشر الفكر الإسلامي الوسطي، والدفاع عن التراث الإسلامي، والرد على الشبهات الفكرية.
وقال فضيلته: “نحتفي اليوم بإصدار العدد الأول من مجلة طابة، التي تمثل إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي والفكري العربي والإسلامي. فقد جاءت هذه المجلة لتواكب التحولات الفكرية الراهنة، وتسهم في إعادة قراءة قضايا الفكر الإسلامي والفلسفة والدراسات الاجتماعية بمقاربات علمية ومعمقة”.
وقال فضيلته بعد أن استعرض المقالات في هذا العدد: “إن هذه التوليفة من المقالات تعكس التزام المجلة بمقاربة معرفية شاملة، تعيد طرح الأسئلة الكبرى في الفكر الإسلامي والفلسفة والعلوم الاجتماعية، وتساهم في صياغة رؤية فكرية متجددة تستجيب لمتطلبات العصر”.
وفي ختام كلمته توجه المفتي بخالص الشكر والتقدير إلى الشيخ الحبيب علي الجفري، والأستاذ الدكتور علي جمعة، والدكتور أسامة الأزهري، وجميع الأساتذة والمفكرين المشاركين، على إسهاماتهم القيمة التي أثرت هذه المناسبة الفكرية المهمة. كما شكر القائمين على مجلة طابة على هذا الجهد العلمي الرصين، الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويفتح آفاقًا جديدة للحوار والتجديد. داعيا الله أن يبارك في هذا العمل، وأن يكون منبرًا للعلم والفكر المستنير.
Source: جريدة الدستور
الجزائرية حورية خدير: اخترت القاهرة لإصدار أولى رواياتى
بعد مسيرة مهنية غنية ومتنوعة، أصدرت الكاتبة الروائية والسيناريست الجزائرية حورية خدير روايتها الأولى، التى أطلقتها فى معرض القاهرة للكتاب 2025، والصادرة عن دار «كنوز» للنشر، تحت عنوان «بوابة سيفار.. ما وراء الجدار الجليدى»، لتنضم إلى قائمة إبداعاتها، التى بدأت بتأليف قصة للأطفال، ثم كتابة سيناريو عدد من المسلسلات الدرامية الجزائرية، مثل «سحر المرجان» و«شمس الحقيقة» وغيرهما.
وخلال حديثها إلى «الدستور»، تناولت الكاتبة الجزائرية أثر الفن والأدب المصرى على تكوينها الثقافى، وتحدثت عن تفاصيل روايتها الجديدة، ورحلتها فى عالم الكتابة من السيناريو إلى الرواية، وموقع الكاتبات والأديبات من المشهد الثقافى الجزائرى، بالإضافة إلى ما تبقى من آثار «العشرية السوداء» على هذا المشهد.
■ بداية.. كيف رأيت معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أولى مشاركاتك به؟
هذه أول مرة أزور فيها مصر، وأنا فخورة بمشاركتى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ككاتبة، وقد وجدت أن المعرض هائل جدًا، فهو من بين أكبر المعارض فى العالم، وأشعر بإحساس جميل، لأن فى المعرض قراء وكتّابًا من كل أنحاء العالم ومن كل الدول العربية.
■ لماذا اخترت القاهرة لنشر أولى رواياتك «بوابة سيفار»؟
– اخترت أن يصدر أول عمل روائى لى من القاهرة لأنها عاصمة الثقافة والفن وبلد الفنانين، وهو الأمر الذى أجمع الكل وأكدوا عليه، وأنا راضية جدًا عن أول تجربة نشر لى بدار نشر مصرية، والحمد لله.
■ ما موضوع الرواية؟
– «بوابة سيفار» هى رواية خيالية، مبنية على أساس علمى، والقصة أن هناك بوابات نجمية تمر بنا عبر الزمن، وفى الرواية يقال إن كل «برمودا العالم» متواجدة فى «سيفار»، وإنه بعد اكتشاف «جداريات سيفار» بدأ التغير فى تاريخ العالم.
و«جداريات سيفار» هى أقدم جداريات ورسومات وجدت فى العالم، وهى موجودة فى الصحراء الجزائرية، وهذه الجداريات صنفتها اليونسكو كحاضرة وطنية، باعتبارها من جداريات ما قبل التاريخ، وعمرها من 15 إلى 20 ألف سنة قبل الميلاد.
وفى «سيفار» وجدت حوالى 15 ألف جدارية، والبعض يقول إن هناك 30 ألف جدارية، لكن الأحوال المناخية غطت على بعض هذه الجداريات.
وتحتوى هذه الجداريات على رسومات غريبة لفضائيين وغواصين ونساء يلبسن اللباس الحالى، مما يدل على وجود حضارة ما فى هذه المنطقة.
■ فى تقديرك.. لماذا يقبل القراء على روايات الخيال العلمى؟
– يميل البشر إلى الخيال، ولهذا نقبل على السينما، التى تعبر عن كل جوانب الحياة، الرومانسية والتشويق والدراما، وكما يقول علم النفس، فنحن نرى فى الفن والأدب الأشياء من حولنا، والأشياء التى تدور فى عقولنا الباطنة، أو نرى ما نريد رؤيته.
■ ما سبب إقبالك على كتابة الرواية؟
– هذه أول رواية لى، لكن سبق أن كتبت السيناريو لعدة أعمال درامية، وكتبت سيناريوهات لمسلسلات لتليفزيون الجزائر، مثل «دوامة الحياة» و«شمس الحقيقة» و«سحر المهرجان» و«دار شهرزاد» و«عندما تجرحنا الأيام».
ومنذ الصغر كنت أصغر كاتبة سيناريو فى الجزائر ينتج لها عمل تليفزيونى، وكنت لا أزال أدرس فى الجامعة، وبالمناسبة، أنا خريجة ليسانس فيزياء وأدرس حاليًا ليسانس إعلام واتصالات.
وبالأساس، أثرت دراستى للفيزياء على اتجاهى لكتابة الخيال العلمى، فرواية «بوابة سيفار» مبنية على بعض الوقائع والنظريات العلمية، مثل نظرية الثقوب السوداء.
بالإضافة إلى أن حبى لبلدى الجزائر دفعنى لوصف جمال مناطقه، وأيضًا قصدت بالرواية الترويج للسياحة فى بلادى، لأنى أؤمن بأن الكتاب من أهم عوامل توجيه القارئ والتطوير فى كل المجالات.
■ هل يعنى ذلك أن كتابة السيناريو هى ما دفعك للكتابة الأدبية؟
– لم أجد صعوبة فى الكتابة الأدبية بعد كتابة السيناريو، فكتابة السيناريو بها تفصيل وكذلك الرواية التى تعتمد على تفاصيل الشخصيات، وروايتى تحتوى مثلًا على بعض المشاهد ووصف الأماكن فى الجزائر.
ونعم، كتابتى للسيناريو ساعدتنى على وصف الأماكن، خاصة أن الرواية تعد رحلة تبدأ من مدينة باتنا وصولًا إلى مدينة سيفار فى الجنوب.
■ ما موقع الكاتبات على خريطة الإبداع الجزائرى؟
– المرأة فى الإبداع الجزائرى تحتل مساحة كبيرة، وأنا الآن أعمل على كتابة مسلسل جزائرى اسمه «العرق الأصفر»، ويتحدث عن الكثبان الرملية الموجودة فى الصحراء.
وقد انتهيت تقريبًا من هذا العمل، وأعمل أيضًا على فيلم تاريخى أكتبه عن المرأة الجزائرية.
■ هل ما زال لـ«العشرية السوداء» أثر على الأدب الجزائرى؟
– أجل، ما زال أثر «العشرية السوداء» ساريًا فى الكتابة والإبداع بشكل عام، وقد كتبت فقرة عنها فى روايتى، وإن لم أتعمق فيها، لكن من المؤكد أنها لا تزال موجودة فى الأدب الجزائرى، لأنها الماضى، والجميع يكتب عن ماضيه، فإذا عرفنا أخطاء الماضى سنتطور فى المستقبل.
ومثلًا، لا نزال نكتب فى الجزائر عن القضية الفرنسية، رغم أننا حصلنا على استقلالنا منذ عام ١٩٦٢، لكنه تاريخ ولا بد وأن يُكتب، كما تكتبون أنتم فى مصر حتى الآن عن حرب أكتوبر.
هل للأدب والفن المصرى تأثير فى تكوينك الفكرى والثقافى؟
– قرأت لنجيب محفوظ وطه حسين، ومكتبتى تحتوى على جميع أعمال الكتّاب المصريين، وأنا أعشقهم جميعًا، وقد ذهبت لزيارة متحف نجيب محفوظ بالقاهرة مؤخرًا، كما قرأت لكثير من الكتّاب المعاصرين.
وفى بداياتى تأثرت بالدراما المصرية والسورية، ونحن طالما تابعنا الأعمال المصرية التى تحوى جانبًا كبيرًا من الإبداع.
ومؤخرًا، شاهدت مسلسل «ستهم» للسيناريست ناصر عبدالرحمن، ووجدت كمًا من الإبداع فيه، وكذلك مسلسل «تحت الوصاية» لمنى زكى، وهى الأعمال التى نحتاجها جميعًا فى الوطن العربى، لأن فيها رسالة وتسهم فى تغيير القوانين المجحفة فى حق أى شخص أو امرأة أو طفل.
وأنا من المؤمنين بأن الفن يجب أن يحمل رسالة، فلو لم يكن العمل يحتوى على رسالة فماذا سنستفيد منه.
Source: جريدة الدستور
الكاتب العراقى محمد الأحمد: التاريخ العربى كُتب بالدم ويجب إعادة كتابته مرة أخرى
وسط الزخم الثقافى الهائل، الذى تشهده دورة هذا العام من معرض القاهرة للكتاب 2025، يبرز اسم الكاتب العراقى محمد الأحمد، كواحد من الأصوات الأدبية العربية التى لاقت اهتمامًا كبيرًا، خاصة مع تأهل روايته «السيد العام» للقائمة القصيرة لجائزة كتارا.
الرواية، التى صدرت عن دار غراب للنشر بالقاهرة، جاءت لتعكس تجربة إبداعية غنية، وتؤكد حضور الأدب العراقى بقوة فى الساحة الثقافية العربية، فى ظل التفاعلات السياسية التى شهدها العراق خلال السنوات الماضية.
فى حواره مع «الدستور»، يتحدث محمد الأحمد عن روايته «السيد العام»، والظروف التى أحاطت بكتابتها، بالإضافة إلى تجربته فى النشر فى القاهرة، أهم العواصم الثقافية فى العالم العربى.
■ هل هذه الزيارة الأولى لمعرض القاهرة للكتاب؟ وما انطباعك عنه؟
– أجل، وكان حلمى منذ أن كنت فى السابعة عشرة من عمرى أن أزور معرض القاهرة تحديدًا، والآن وبعدما وصلت إلى سن الرابعة والستين تحقق الحلم.
حققت حلم زيارة المعرض، وتحقق معه حلم آخر بالمشاركة فى المعرض بأحد أعمالى، وهى رواية «السيد العام»، الصادرة عن دار غراب.
ومعرض القاهرة للكتاب هو الحلم المرتبط بالطفولة والشباب وبقية سنين العمر، ولم أر معرضًا، فى ضخامته وحجم الإقبال عليه من الزوار سواء من العرب أو المصريين، كما أنه فرصة للقاء كل الأصدقاء من الكتاب العرب والمصريين.
■ لماذا اخترت القاهرة لنشر روايتك؟
– مصر هى أم الكتاب والثقافة والمعرفة، فنحن تعلمنا من كتّابها وأساتذتها، كما تعلم كل العرب من الدراما المصرية، كما علم الفن المصرى القديم العالم الفن الحديث.
وأغرتنى دار غراب للنشر بإصدراتها المهمة، فعرضت على مدير الدار عملى، وهكذا كان أول عمل لى مع الدار، وهذه الرواية «السيد العام» وصلت للقائمة القصيرة لجائزة كتارا.
■ ماذا تتناول الرواية؟
– تتناول الرواية تعريفًا بالعراق طوال أربعين سنة، وتقدم رؤية عن التاريخ السياسى للدولة وتاريخ العراق أثناء الانهيارات الإقليمية الحاصلة فى العالم العربى، ووضحت الأسباب الحقيقية لهذه الانهيارات فاتخذت مسارًا مختلفًا غير الخيال، اعتمدت خلاله على الوثيقة ومذكرات الآخرين وكتب التاريخ الحقيقى المشهود، ولم أعتمد على الشائعات، وركزت على الفترة من نهاية حكم الملك فيصل الأول بالعراق حتى احتلال الكويت.
وهى رواية استندت إلى المعلومات الحقيقية، استندت إلى تاريخ المخابرات العراقية، وأروى فيها، بالإضافة لسيرة صدام حسين، سيرة ضابط مخابرات كبير ساند صدام طوال حياته، إلا أن الأخير قتله نتيجة الصراعات بينهما.
فعالم المخابرات صعب الدخول إليه لسيرته، لكننى دخلت هذا العالم عن طريق الوثائق والأشخاص، فلم أترك أى كتاب سيرة أو كتب اعترافات للشيوعيين والبعثيين والقوميين، وكل الطبقة السياسية المعاصرة لهذه الفترة حتى مذكرات كيسنجر، غطيتها بهذه الرواية متعمدًا، لأن الحاكم التالى دائمًا ما يخفى جهد من قبله، فالتاريخ يكتبه المنتصر لأنه يكتب ما حضره لا ما سمعه من أحد.
■ هل يمكن القول إن الرواية صوت المهزوم الذى أغفله التاريخ الذى يكتبه المنتصر؟
– نعم، روايتى «السيد العام» تعتبر صوت المهزوم أو الرواية الأخرى للتاريخ، فقد كتبت قبلًا رواية عن «الجعد بن درهم» بعنوان «دمه»، وستصدر أيضًا عن دار غراب، وهى أيضًا رواية عن التاريخ المفقود فى العصر الأموى، ودخلت الفترة العربية المظلمة من التاريخ أو قبل التدوين العربى أو بعد عصر تنقيط الحروف، فقد وصلتنا معلومات ناقصة عن الجعد بن درهم، وهى سبب ذبحه فى المسجد، وقد كشفت هذا السبب فى الرواية من باب آخر، وهذا بعد قراءات مطولة، واكتشفت أن الرجل كان يريد حياة سياسية حرة، لكن ذبحه لم يكن متعلقًا لا بتفسير القرآن ولا ما يقال فى التاريخ عنه، أو كما تقول الشائعات إنه فسر القرآن بطريقة خاطئة، لكن السبب الحقيقى هو إصراره على فضح أولاد الحكام وممارساتهم الشاذة فى الحرم الدراسى.
■ بمناسبة الحديث عن الأمويين.. كيف ترى المشهد السورى الراهن؟
– رغم أن دمشق هى بؤرة التاريخ الأموى، لكن ما يحدث فى سوريا الآن لا علاقة له بهذا الإسلام الذى وصلنا ونعيشه الآن، وهو إسلام العثمانيين الأتراك، فما وصلنا تراث محرف، وكل حاكم أو خليفة جاء أضاف إليه ما يخدم مصالحه.
مشكله التاريخ هى البحث، إما أن يكون متعمقًا أو سطحيًا، والدليل أن هذا التاريخ الواصل إلينا لم يكن بذات العمق، والآن بات التاريخ الدينى خاطئًا وناقصًا.
وهذا التاريخ الخاطئ أدى لاستغلال الجماعات المتطرفة لفرض رؤيتها، ولذا نحن بحاجة لإعادة كتابة التاريخ العربى والإسلامى بمعلومات ومعرفة اليوم، فلا يصح كتابة التاريخ بمنظور 1400 عام مضت.
والتاريخ العربى كُتب بالدم، تاريخ دموى، فهذه طبيعة البشر بشكل عام، لكن الأمم الأخرى هى من تكتب تاريخنا ولا نكتبه نحن.
■ هل يعنى هذا قطيعة معرفية مع التراث الذى وصلنا؟
– القطيعة المعرفية فقط تخلص الإنسان من المشكلات، ولأن المحيط يحاصرنا بالماضى ويخنقنا به، فلو كنا تجاوزناه ما تعرضنا لهذه التحديات.
■ ماذا تمثل الجوائز لك؟
– الجوائز لا تعطى أهمية للأعمال أكثر من أنها تعرف الناس بالكتب وكتابها، ومدى جودتها، وأيضًا تحول الكتاب المغمورين لكتّاب معروفين، فأنا مثلًا تحولت من كاتب مغمور لمعروف رغم أننى كتبت العديد من الأعمال الروائية.
وتسابقت – كما عرفت فيما بعد – روايتى بين أعضاء اللجنة، فكانت هناك حيرة فى الاختيار بين روايتين، إحداهما تخص ثورة الزنج وروايتى الخاصة بالتاريخ العراقى الحديث، لكن ثورة الزنج هى التى فازت.
■ لمن قرأت للكتاب المصريين وأثّر فيك؟
– قرأت تقريبًا لكل الكتاب المصريين؛ كنجيب محفوظ، وطه حسين، ويوسف إدريس، ويوسف السباعى، لكن القائمة أطول من تسميتها، وأنا فى الصف الخامس الابتدائى وجدت كتابًا للمنفلوطى فى المكتبة ما زلت أحتفظ به حتى اليوم. وقد اشتريت كتب جمال الغيطانى من المعرض فى هذه الزيارة.
■ كمثقف عراقى.. هل تقبل باعتذار كنعان مكية عراب احتلال بلادك عام 2003؟
– الاعتذار شىء جيد ومقبول بعد كل الدمار والحيوات المهدرة، لكن المفكر أو الكاتب عندما يتوصل إلى أنه دخل لمنطقة خطأ، هو دفع لها دفعًا لكنه بالأخير تراجع عما فعله، فمعظم الكتاب فى الساحة مستأجرون، ولا يمكن محو صدام حسين من تاريخ العراق، فقد احتل الحكم طوال أربعين سنة، فلا يستطيع أحد إلغاء كل هذه السنوات، فحتى مصمم غلاف روايتى أضاف صورة صدام عليه؛ لأنه لا يمكن أن يرفع من التاريخ، فكل مرحلة أوصلت لمرحلة أخرى.
لكن رغم كل ما يحدث اليوم لم تكن أيام صدام أفضل، ولا من جاء بعده، فهى مرحلة انتقالية، والحكام الحاليون أيضًا لن يغادروا، وستكون لهم حقبة تاريخية خاصة بهم.
Source: جريدة الدستور