“أحداث ثقافية بارزة: جائزة زايد للأخوة الإنسانية وتعزيز قيم التعايش”

«جائزة زايد للأخوة الإنسانية» و ترسيخ التعايش المشترك

تمثل «جائزة زايد للأخوة الإنسانية» إحدى المبادرات البارزة التي تجسد القيم الإنسانية النبيلة، وقد جاء تأسيسها عقب اللقاء التاريخي الذي جمع في أبوظبي فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في فبراير 2019، وتعكس هذه الجائزة القيم الإنسانية المستوحاة من الإرث الفكري للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يؤمن بالأهمية القصوى لتعزيز قيم السلام والتعايش بين الشعوب والأمم.

وتُمنح الجائزة في اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي يوافق الرابع من فبراير كل عام احتفاءً بجهود الأفراد والكيانات والمؤسسات في تقديم إسهامات جليلة تهدف إلى تعزيز التعايش السلمي، ويُكرَّم الفائزون ضمن حفل سنوي يُقام في إمارة أبوظبي. ولا تقتصر الجائزة على الاحتفاء بالإنجازات، بل تهدف إلى تحفيز المزيد من الجهود التي تسهم في تعزيز القيم الإنسانية، وفي هذا السياق، يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن «قيم التعايش والأخوة التي تجسدها الجائزة هي سبيلنا لدعم الاستقرار والسلم داخل المجتمعات وتحقيق تطلعات الشعوب نحو التنمية والازدهار إضافة إلى تعزيز التضامن الإنساني في مواجهة التحديات المشتركة».

وما يميز جائزة زايد للأخوة الإنسانية هو أنها تستند إلى رؤية شاملة تعتبر التعددية والتنوع عناصر قوة لا أسباباً للفرقة، ومنذ انطلاقها عام 2019، كرّمت الجائزة 16 شخصية ومنظمة من مختلف أنحاء العالم، تقديراً لإسهاماتهم في مجالات متنوعة شملت الصحة، والتعليم، والاستدامة، ودعم اللاجئين، وتنمية المجتمع، وتمكين الشباب والمرأة، وغيرها.

وقد جاء فتح باب الترشيح لدورة 2026، عقب الحفل الذي أقيم في 4 فبراير 2025، لتكريم الفائزين في الدورة الأخيرة، وهم: معالي ميا أمور موتلي، رئيسة وزراء بربادوس، وذلك تقديراً لقيادتها وجهودها الرائدة في مجال مكافحة التغير المناخي وتعزيز السياسات المناخية المستدامة عالمياً، ومنظمة «المطبخ المركزي العالمي»، وذلك تكريماً لجهودها الاستثنائية في تقديم الإغاثة الغذائية للمجتمعات المتضررة من الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية، وهيمان بيكيلي، المبتكر الشاب البالغ من العمر 15 عاماً، الذي يعد أول شاب يحصل على الجائزة، تقديراً لعمله الطموح لإنقاذ الأرواح البشرية، ورؤيته لتوفير رعاية صحية ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع. وشهد الحفل، الذي أقيم في «صرح زايد المؤسس» بأبوظبي، والذي أنشئ عام 2018 في الذكرى المئوية لميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتم افتتاحه في 26 فبراير 2018، حضور عدد من المسؤولين من دولة الإمارات ودول أخرى عدة، في مقدمتهم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، إلى جانب نخبة من الشخصيات الدولية والفاعلين في مجال العمل الإنساني، تكريماً لإنجازات المكرّمين. ومنذ انطلاقها، كرّمت جائزة زايد للأخوة الإنسانية عدداً من الشخصيات والمنظمات المؤثرة في مسيرة الأخوة الإنسانية، ومن بينهم: فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين (حائز على الجائزة فخرياً) وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية (حائز على الجائزة فخرياً)، والأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، وصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والمنظمتان الخيريتان الإندونيسيتان نهضة العلماء والمحمدية، وجراح القلب العالمي الشهير البروفيسور السير مجدي يعقوب. ويتزامن الإعلان عن فتح باب الترشح لدورة 2026 للجائزة، مع تجدُّد الجهود لتسليط الضوء على الأشخاص والمؤسسات التي تعمل بإخلاص لتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية، وتأتي الدورة الجديدة للجائزة في ظل تحديات عالمية متزايدة تستدعي التعاون والتكاتف بين البشر بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية والثقافية والعرقية، لذا فإن وجود منصة مثل جائزة زايد للأخوة الإنسانية يعد أمراً بالغ الأهمية لتشجيع الأفراد والمؤسسات على العمل من أجل مستقبل أكثر إشراقاً للجميع. ومما لا شك فيه أن جائزة زايد للأخوة الإنسانية أكثر من مجرد جائزة، فهي حركة عالمية تهدف إلى بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً. وتمثل الدورة الجديدة فرصة للجميع للمشاركة في هذه الرؤية والعمل على تحقيقها.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

Source: مركز الاتحاد للأخبار