“أحداث مميزة: من نضال الجغرافيا إلى ابتكارات الذكاء الاصطناعي”

أحمد شوبك.. رحلة الجغرافيا من صيدنايا إلى اللغم الأخير

إدلب- في تل المضيق بشمال حلب أخطأت قدم مدرس الجغرافيا أحمد مصطفى شوبك (أبو مصعب) مكان تنقلها في حقل ألغام كان يؤمنه لسكان المنطقة لتنتهي رحلة نضال بدأت في سجن صيدنايا وانتهت بعد شهرين من النصر وتحرير سوريا من نظام بشار الأسد المخلوع.

انضم أحمد شوبك (مواليد 1980) إلى الثورة قبل الثورة -كما يقول شقيقه ماهر- فقد دخل مدرس الجغرافيا عام 2010 إلى أحد الفصول الدراسية فوجد صورة بشار الأسد فقرر عدم التدريس رافضا وجودها خلال العملية التعليمية.

وقد أدت هذه الحادثة إلى أزمة في المدرسة وصل صداها إلى أجهزة النظام حينها فاعتقل ونقل إلى فرع فلسطين ثم إلى سجن صيدنايا حيث تعرض لأصناف العذاب.

يروي شقيقه ماهر للجزيرة نت أن النظام السوري المخلوع عقب اندلاع الثورة عام 2011 أفرج عن عدد من سجناء صيدنايا، ومن بينهم السجناء الإسلاميون وكان شقيقه أحمد من بين المعتقلين الذي جرى إطلاق سراحهم.

عقب الإفراج عنه باشر على الفور قيادة العمل الثوري والعسكري وخاض الكثير من المعارك وأصيب أكثر من مرة كان أخطرها في عام 2014 بقذيفة دبابة في المنطقة الصناعية بالشيخ نجار في مدينة حلب وفق شقيقه ماهر.

أسفرت هذه الحادثة عن جراح بليغة، إذ أصيب بشظية في حنجرته وشظيتين في صدره أسعف على إثرها إلى مستشفى أطمة حيث دخل في غيبوبة لمدة 4 أيام تم نقله عقب ذلك إلى مستشفى بمرسين حيث أجريت له نحو 7 عمليات جراحية خلال 20 يوما.

وبعد أن تعافى -يضيف ماهر- عاد شقيقه أحمد للعمل العسكري حيث تخصص في الألغام والتفخيخ وصناعة الأسلحة والقذائف الصاروخية إثر لجوء الفصائل الثورية للتصنيع المحلي بسبب ضعف الدعم الخارجي وندرته.

استمر أحمد شوبك في عمله بمجال المتفجرات والألغام إلى يوم تحرير سوريا من النظام المخلوع في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

لم يتوانَ أحمد شوبك عن مساعدة البلاد والأهالي عقب التحرير من نظام الأسد في تأمين المناطق التي زرعت فيها الألغام والمتفجرات فساهم في عمليات واسعة لتفكيك الألغام من البيوت والمباني والأراضي الزراعية لتأمين عودة النازحين إلى مناطقهم.

وبقي على هذا العمل شهرين كاملين من بعد التحرير، إذ كان يخرج في الصباح ولا يعود إلا في المساء، مستخدما جهاز كاشف ألغام يملكه.

اللغم الأخير

في مهمته الأخيرة يوم الاثنين 10 فبراير/شباط عمل أحمد شوبك مع فريق من الدفاع المدني السوري في بلدة تل المضيق بشمال حلب لتطهيرها من ألغام زرعتها ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية كما يروي شقيقه ماهر.

وعندما أنهى الدفاع المدني عمله وغادر، وهَم أحمد بالمغادرة نادى عليه صاحب منزل في المنطقة طالبا مساعدته بتفكيك عدد كبير من الألغام في أرضه، فاستجاب “أبو مصعب” للنداء ودخل حقل ألغام وفكك نحو 50 لغما أرضيا.

ودخل أحمد شوبك في عمق الحقل وكانت الشمس قد مالت للمغيب بعد الساعة الخامسة مساء وهو ما أثر على وضوح الرؤية فداست قدمه بالخطأ على لغم فانفجر وبترت قدمه ثم ما لبث أن انفجر لغم آخر به عقب فقدانه توازنه -وفق ما تحدث مرافقه- ليسلم بعدها أحمد الروح بعد مسيرة حافلة بالثورة والنضال وعمل الخير.

مناقب “الشهيد”

وعن الشهيد أحمد تحدث شقيقه قائلا إن معظم أعماله كانت سرية يبتغي بها وجه الله.

أما والده مصطفى فوصف في تسجيل للجزيرة نت ابنه الشهيد أنه زهرة العائلة كان دائما في الخطوط الأمامية وكان بارا لوالديه كريما ومخلصا وفيه من الخصال الحميدة الكثير.

ابن الشهيد مصعب قال عن أبيه إنه كان أحيانا لا يأتي إلى البيت إلا بعد وفي أوقات متباعدة، وإنه كان يسأل دائما عن حفظ القرآن كما كان كافلا للأيتام.

ولم يفوت الشيخ مطيع البطين عضو مجلس الأمناء في المجلس الإسلامي السوري الحديث عن مناقب أحمد شوبك في خطبة الجمعة الماضية في جامع الثناء بدمشق حملت عنوان “رجل من بلدنا سوريا آتٍ من عهد الصحابة”.

ويعدد الشيخ البطين مناقب شوبك نقلا عن أحد المقربين بأنه كان يصوم الاثنين والخميس كما كان يصلح بين المتخاصمين ولا يرد سائلا.

وأشار إلى أن مدرس الجغرافيا لم يترك جبهة من الجبهات وإلا ووقف فيها ولم يقل اكتفيت بتدريس الطلاب.

ولفت إلى أنه بعد أن تحررت البلاد لم يقل أحمد شوبك آن الأوان للاستراحة بل ساعد في تأمين المناطق وتطهيرها من باقي المتفجرات والألغام منهيا كلامه بأن شوبك بطل من سوريا ورائد الجغرافيا السورية.

مخاطر الألغام مستمرة

ولم يكن أحمد شوبك آخر ضحايا انفجار الألغام ومخلفات الحرب منذ سقوط نظام الأسد وقال محمد سامي المحمد، منسق برنامج إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري للجزيرة نت إن الدفاع المدني وثق 48 قتيلا ثلثهم من النساء والأطفال إضافة إلى إصابات كثيرة جراء انفجار الذخائر والألغام على مدى الشهرين الماضيين.

وتحدث المحمد، في اتصال هاتفي، عن أن الدفاع المدني حدد 143 حقلا ونقطة للألغام في محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية ودير الزور.

وأشار إلى أن أكبر عدد من الألغام يوجد في دير الزور، وعزا ذلك لعدم وجود خرائط للمناطق والحقول بسبب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ثم النظام المخلوع على المنطقة إضافة إلى زرع المليشيات الإيرانية العديد من المناطق غير المعروفة بالألغام.

كما تكلم عن المخاطر الكبيرة التي تواجه فرق إزالة مخلفات الحرب وقلة الكوادر المدربة والحاجة إلى دعم دولي وخطة انتشار للفرق في المناطق الملوثة بمخلفات الحرب من قنابل عنقودية وذخائر لم تنفجر وألغام، لافتا إلى أن تطهير سوريا من الألغام يحتاج إلى فرق مسح وقد تستغرق وقتا طويلا.

Source: Apps Support


إيلون ماسك يكشف عن نموذج “غروك 3” بذكاء غير مسبوق

في منشور على منصة إكس، أعلن إيلون ماسك أن شركته للذكاء الاصطناعي “إكس إيه آي” (xAI) ستطلق روبوت الدردشة “غروك 3” (Grok 3) الجديد، الذي وصفه بأنه “أذكى روبوت ذكاء اصطناعي على وجه الأرض”، وفقا لموقع رويترز.

وقال ماسك إنه سيطرح “غروك 3” خلال عرض تجريبي الثلاثاء المقبل في تمام الساعة السابعة صباحا بتوقيت مكة، إذ لمّح الأسبوع الماضي لهذا العرض عندما قال إن روبوت الدردشة الخاص به والذي يتحدى “شات جي بي تي” في المراحل النهائية من التطوير وسيعلن عنه قريبا.

وفي مكالمة فيديو خلال القمة العالمية للحكومات في دبي، قال ماسك “إن نموذج (غروك 3) يمتلك قدرات استدلال قوية جدا، وفي الاختبارات التي أجريناها حتى الآن، نستطيع القول إن نموذجنا يتفوق على أي نموذج موجود حتى الآن- وهذه بشرى جيدة”.

وذكر أن النموذج مُدرّب على بيانات اصطناعية وقادر على التفكير في الأخطاء التي يرتكبها من خلال العودة إلى البيانات ويمكنه التفاعل معها لتحقيق تناسق منطقي.

ويأتي إطلاق “غروك 3” في الوقت الذي تسارع فيه الدول لتقديم نموذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورا والأرخص تكلفة، إذ إن ظهور شركة “ديب سيك” الصينية بوصفها منافسا أجنبيا وتغيير سام ألتمان رئيس “أوبن إيه آي” لسياسته بتوحيد نماذج الذكاء الاصطناعي، جعل ماسك ينظر إلى نموذج جديد أكثر تميزا يقوده إلى الصدارة.

يُذكر أن ماسك تعاون مع ألتمان في تأسيس شركة “أوبن إيه آي” عام 2015 لتكون منظمة غير ربحية، ولكنه غادر الشركة عام 2019 بسبب خلافه مع ألتمان، وفي عام 2023 أسس ماسك شركة “إكس إيه آي” للذكاء الاصطناعي ليتمكن من المنافسة في أكثر تكنولوجيا متقدمة حتى الآن.

ومن المثير للاهتمام أن ماسك اعترف منذ سنتين بأنه يخشى من اليوم الذي يتفوق فيه الذكاء الاصطناعي على البشر، معتبرا إياه أكبر تهديد على الحضارة الإنسانية، وفي خطاب مفتوح دعا الباحثين وخبراء الذكاء الاصطناعي ورؤساء الشركات التكنولوجية للتوقف عن تطوير نماذج اللغة الكبيرة، بهدف إتاحة الفرصة لتقييم مخاطرها على البشر ووضع قوانين تُنظمها قبل احتداد التنافس بين شركات التكنولوجيا، والتي تهدف جميعها لإطلاق “النموذج الأحدث” مما قد يترتب عليه تبعيات لا يمكن السيطرة عليها.

Source: Apps Support