“أخبار البحث الطبي: مؤتمر الصيادلة وتطورات الرقابة على الأدوية”

القهوة قد تقي النساء من أمراض الشيخوخة المزمنة

في دراسة جديدة قام علماء من عدة جامعات ومراكز بحثية ومستشفيات أطفال في سنغافورة بتطوير جهاز يُعد الأول من نوعه يستطيع تقييم كفاءة جهاز المناعة لحديثي الولادة the BiophysicaL Immune Profiling for Infants أو اختصاراً (BLIPI) باستخدام قطرة دم واحدة عن طريق وخزة واحدة في إصبع الرضيع، أو كعبه.

كشف العدوى والالتهابات الخطيرة

ويتيح الجهاز فرصة للكشف المبكر عن حالات العدوى، والالتهابات الشديدة، والمهددة للحياة، ما يساهم في التدخل العلاجي السريع. ونشرت الدراسة في مجلة أبحاث طب الأطفال «Pediatric Research» في نهاية شهر مايو (أيار) من العام الحالي.

أوضح الباحثون أن المواليد الخدج هم الأكثر استفادة من هذا الجهاز، لأنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة تهدد حياتهم، مثل تسمم الدم، وذلك بسبب عدم اكتمال نمو أجهزتهم المناعية.

وتسمم الدم عبارة عن عدوى تحدث في مجرى الدم في الأسابيع الأولى من الحياة، وتمثل تحدياً عالمياً، حيث يتسبب في وفاة مليون رضيع تقريباً حول العالم سنوياً. ولذلك كلما كان التشخيص سريعاً، كان التدخل مبكراً.

تقليل استخلاص الدم

تعتمد طرق التشخيص الحالية للكشف عن الحالات الخطيرة والوقاية منها في حديثي الولادة على عمل العديد من التحاليل التي تحتاج إلى كميات دم كبيرة تصل إلى 1 مليلتر.

وتعتبر هذه الكمية من الدم كبيرة جداً بالنسبة للمواليد الخدج، وحتى يمكن أن ندرك ذلك يكفي أن نعرف أن الرضع الذين تقل أعمارهم عن 28 أسبوعاً قد يكون حجم دمهم الإجمالي أقل من 50 مليلتراً، لأن وزنهم في الكثير من الأحيان يبلغ كيلوغراماً واحداً فقط. ويمكن لفقدان هذه الكمية أن يُسبب فقر الدم، أو أي مضاعفات أخرى.

تسريع الاختبارات

في الوقت نفسه يمكن أن تستغرق الاختبارات التقليدية -مثل مزارع الدم، أو رصد معدلات دلالات الالتهاب- فترات طويلة جداً تمتد إلى عدة أيام في بعض الأحيان للحصول على نتائج دقيقة، خاصة في الأماكن النائية، مما يضاعف من خطورة الحالة، ويؤخر التدخلات العلاجية المختلفة التي يجب أن تتم بسرعة كبيرة.

وأوضحت الدراسة أن التطوير الحالي للجهاز الجديد يساعد في التغلب على كل هذه التحديات الصحية، وأهمها عدم الاحتياج إلى كمية كبيرة من الدم بجانب سرعة الحصول على النتيجة. إذ إنه يتطلب 0.05 مليلتر فقط من الدم (أقل عشرين مرة من الاحتياج المعتاد لعمل نفس التحاليل)، ويصل إلى النتائج بدقة مماثلة للتحاليل المختبرية في غضون 15 دقيقة فقط.

رصد دلالات الالتهاب

يظهر الجهاز الجديد كيفية استجابة الجهاز المناعي للطفل لوجود عدوى معينة من خلال رصد دلالات الالتهاب المعروفة التي توضح تعرض أجهزة الجسم الدفاعية للميكروبات المختلفة، مثل ارتفاع مستويات البروتين التفاعلي سي (CRP)، وزيادة العدد الكلي لخلايا الدم البيضاء (WBC)، وتبعاً لهذه المستويات يمكن معرفة حدة الإصابة، ومدى خطورة الحالة.

قام الباحثون بتجربة الجهاز الجديد في فحص 19 من الرضع، منهم 8 تمت ولادتهم بعد الأشهر الكاملة للحمل، و11 تمت ولادتهم قبل اكتمال فترة الحمل (خدج). وأظهر الجهاز وجود اختلافات واضحة في شكل الخلايا المناعية لكل رضيع تبعاً لحالته الصحية. وعندما أصيب طفل من الخدج بعدوى دموية خطيرة تمكن الجهاز من رصد تغيرات كبيرة في الخلايا المناعية له، مما يوضح إمكانيات الجهاز في الكشف المبكر عن العدوى.

وقال الباحثون إنه يُمكن الاستعانة بالجهاز الجوال في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، ما يغني عن نقل عينات الدم إلى المختبر، ويجعله سهل الاستخدام في المراكز الصحية محدودة الموارد، أو الريفية، وأوضحوا أن اعتماد الجهاز من الجهات المختصة عالمياً يمكن أن يساعد ملايين الأطفال حول العالم.

Source: «الشرق الأوسط