برد شديد يجتاح دولا عربية فما السبب؟ وهل ستزداد البرودة؟
تستمر حاليا تأثيرات المنخفض الجوي المعروف باسم “آدم” في لبنان و”الجلمود” في الأردن، وسط طقس غير مستقر يشمل 7 دول عربية أخرى، بما في ذلك مصر والسعودية وفلسطين وسوريا.
والأمر لا يقف فقط عند العالم العربي، فمثلا في الولايات المتحدة عانت عدة مناطق من موجة برد قارسة تسببت في تجمد السيارات في بعض الأحيان، مثلما حدث في ولاية ميشيغان.
دوامات القطب
ورغم أن العالم يستمر في احتراره، بل وكان يناير/كانون الثاني 2025 هو الأحر بالنسبة لمعدلاته فيما سبق من سنوات على مستوى عالمي، فإن بعض مناطق العالم -على عكس المتوقع- شهدت عودة استثنائية للشتاء شديد البرودة، ويعزو العلماء ذلك إلى ما يسمى “الدوامات القطبية”.
وتعد الدوامات القطبية مناطق ضغط منخفض مستمرة تدور بطريقة تشبه الإعصار أعلى كل قطب، وتمتد في عمق الغلاف الجوي للأعلى، وتتسبَّب هذه الدوامات في كتلة كبيرة من الهواء البارد الكثيف تحتها وتُحيط بكل قطب.
وفي الحالة الطبيعية، فإن هذه الدوامات تكون في صورة خلية أو قُبة واحدة متماسكة، وبالتالي يكون الهواء البارد أسفلها محصورا تماما عند الدوائر القطبية فقط.
لكن في بعض الأحيان فإن تلك الدوامات قد تضعف، وهنا يمكن أن تنقسم إلى خليتين أو أكثر، وتبدأ في السفر بعيدا عن القطبين، وعندما تكون ضعيفة للغاية يمكن أن تتفتَّت بشكل كبير وبالتالي تسافر جنوبا إلى مناطق أعمق، وصولا إلى عمق دول مثل الولايات المتحدة، أو حتى شمال أفريقيا وجزيرة العرب.
مستقبل بارد في الشتاء
وبحسب العديد من الدراسات في هذا النطاق، فإن التغير المناخي يتسبَّب في احترار المنطقة القطبية التي تمتلك معدل احترار أكبر من ضِعْف المعدلات في بقية الكوكب، ويتسبَّب ذلك في أن يصبح الفارق في درجات الحرارة بين المنطقة القطبية وخطوط العرض السفلى أقل، ويعد هذا الفارق دائما السبب في تزايد سرعة الرياح في الدوامة القطبية، مما يُسهِّل تفتُّت الدوامة مع الزمن، ويزيد فرص تكرار الموجات الباردة.
وفي دراسة صدرت بدورية “ساينس” المرموقة في فبراير/شباط 2021، أشار فريق بحثي إلى أن الأمر قد لا يتعلق فقط بتفتُّت الدوامة القطبية الشمالية، ولكن حتى مع عدم تفتُّتها هناك قابلية لأن تتمدد بسبب احترار المناخ.
وتشير الدراسة إلى أن ذلك يعني أن الدوامة القطبية قد تطول مناطق تقع في جنوبها لم تكن يوما تتأثر بالكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال، وقد وجد الباحثون أن حلقات الدوامة القطبية تمددت بالفعل تمددا ملحوظا خلال 40 سنة مضت.
ويعني ذلك أن مناطق متفرقة من العالم قد تشهد مستقبلا موجات باردة أشد، وبمعدلات أكبر، ولا يتعارض ذلك مع ارتفاع متوسطات درجات الحرارة عالميا.
ليست أول مرة
يُعتقد أن ذلك كان السبب في موجات باردة قاسية عانتها بعض الدول خلال الأعوام القليلة الفائتة، مثلا في عامَيْ 2019 و2021، كانت موجة البرد في الولايات المتحدة هائلة لدرجة أن بعض المناطق (مثل ولاية شيكاغو) كانت درجة حرارتها أقل من درجة حرارة كوكب المريخ نفسه.
وهناك الموجة الباردة التي سُمِّيت “وحش من الشرق” التي ضربت بريطانيا عام 2018 وتسبَّبت في شلل كامل لبعض المناطق. أما في المنطقة العربية، ورغم أن تلك الموجات عادة ما تكون أقل قسوة بسبب بُعدنا النسبي عن أثر تلك التذبذبات في أوضاع الدوامة القطبية الشمالية، فإن ذلك لم يمنع أثرها أن يطولنا خافضا درجات الحرارة إلى معدلات لم تُرَ منذ زمن.
ويعتقد الباحثون أنه بداية من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، شهدت الدوامة القطبية الشمالية سلوكًا غير معتاد، بدأت في التفتت مما أدى إلى اندفاع الهواء البارد نحو الجنوب.
وتسبب هذا التغيير في موجة برد مبكرة ونادرة في منطقة الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وأدى إلى انخفاض حاد في درجات الحرارة وهطول الأمطار بمناطق مثل الأردن، فلسطين، سوريا، لبنان، العراق، مصر، شمال السعودية.
بالإضافة إلى ذلك، في ديسمبر/كانون الأول 2022، تعرض الدوامة القطبية للانهيار، مما أدى إلى أنماط طقس متباينة بين الاستقرار والعنف في مناطق الوطن العربي وأوروبا وأميركا الشمالية. وتسبب هذا الانهيار في تسرب الهواء البارد من المناطق القطبية إلى خطوط العرض الأدنى، مما أدى إلى برودة الهواء وتساقط الثلوج في بعض المناطق.
Source: Apps Support
دراسة تحذر: ذوبان الأنهر الجليدية يتسارع بوتيرة مقلقة
أفادت دراسة جديدة بأن ذوبان الأنهر الجليدية تسارع خلال العقد الفائت بوتيرة كبيرة، محذرة من أن هذه الظاهرة -التي تغذي ارتفاعا دائما في مستويات البحار- قد تكون أسرع من المتوقع في المستقبل نتيجة ارتفاع درجات الحرارة عالميا.
وفي تقييم هو الأول من نوعه، أكدت دراسة نُشرت في مجلة “نيتشر” زيادة حادة في ذوبان الجليد، موضحة أن كميات إضافية بنسبة 36% من الجليد ذابت بين عامي 2012 و2023 مقارنة بالفترة الممتدة بين عامي 2000 و2011.
وأظهرت الدراسة أن الأنهر الجليدية في العالم خسرت نحو 5% من حجمها منذ بداية القرن، لا سيما في جبال الألب والقارة القطبية الجنوبية، مما يساهم بارتفاع مستويات سطح البحار ويزيد احتمالات الفيضانات.
وتشير حسابات العلماء إلى أن ارتفاع مستوى البحار بمقدار سنتيمترين تقريبا، الذي يعزى إلى ذوبان الأنهر الجليدية منذ عام 2000، يعني أن نحو 4 ملايين شخص على سواحل العالم معرضون للفيضانات، وفق الدراسة.
وسيؤثر الذوبان أيضا على إمدادات المياه العذبة، خصوصا في آسيا الوسطى وجبال الأنديز الوسطى، مما يحذر من أزمات مائية.
والأنهر الجليدية هي كتل ضخمة تتشكل على مدى الزمن نتيجة تراكم الثلوج التي تتحول إلى جليد تحت تأثير الضغط، وتتحرك ببطء شديد بسبب وزنها الكبير وقوة الجاذبية، مما يجعلها تشكل أنهارا تتدفق عبر الوديان أو تغطي مساحات واسعة من الأرض.
وتعمل الأنهر الجليدية منظما مهمًا للمناخ، وتوفر المياه العذبة لمليارات البشر، لكن ذوبانها بوتيرة سريعة يأتي مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب الأنشطة البشرية التي تؤدي لانبعاثات كبيرة بغازات الاحتباس الحراري.
“نتائج غير مفاجئة”
ولفت المشارك في إعداد الدراسة مايكل زيمب إلى أن النتائج “صادمة”، ولكنها ليست مفاجئة نظرا لاستمرار الاحترار المناخي، محذرا من مواجهة ارتفاع في مستوى البحار أكبر مما كان متوقعا حتى نهاية القرن.
وحسب زيمب، أشارت الدراسة إلى أن الأنهر الجليدية تتقلص بمعدل أسرع مما كان متوقعا في التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي، وفق ما قاله لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي المتوسط، يذوب نحو 273 مليار طن من الجليد سنويا، أي ما يعادل استهلاك سكان العالم للمياه لمدة 30 عاما، لكن الدراسة تحذر من ذوبان مستقبلي يفوق ذلك.
Source: Apps Support
وزراء مياه دول حوض النيل يزورون سد النهضة ومصر تعارض
زار وزراء المياه في دول حوض النيل سد النهضة الإثيوبي بُعيد مشاركتهم في اجتماع وزاري عقد في أديس أبابا، وأبدت مصر اعتراضها الزيارة.
وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية إن وزراء المياه في كل من إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا والسودان وجنوب السودان شاركوا في الزيارة.
وأضافت أن الوزراء قاموا بجولة تفقد للسد برفقة وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتامو إيتيفا ومدير مشروع السد كيفلي هورو.
وأوضحت الوكالة أن هورو قدم إحاطة للوزراء عن آخر التطورات في أعمال مشروع سد النهضة الذي يوشك على الانتهاء.
من جهته، اعترض وزير الري المصري هاني سويلم، الذي شارك في الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري لدول حوض النيل بالعاصمة الإثيوبية، على إدراج زيارة سد النهضة ضمن جدول اللقاء الوزاري.
وقال سويلم، إن إدراج مثل هذه الزيارات تُحدث خلافات بين مبادرة دول حوض النيل، مشيرا إلى حرص مصر على إبقاء الخلاف بين مصر والسودان وإثيوبيا دون نقل الخلاف إلى دول الحوض.
وأضاف أن مصر تسعى إلى تعزيز التعاون بين دول حوض النيل واستبعاد كل ما يهدد التعاون الإقليمي بين مبادرة دول حوض النيل.
ويأتي الجدل بشأن الزيارة وسط توتر قائم منذ أكثر من عقد بين القاهرة وأديس أبابا بسبب خلافات حول ملء وتشغيل سد النهضة، ورفض إثيوبيا توقيع اتفاق تقول مصر إنه سيحفظ حقوقها المائية (55.5 مليار متر مكعب سنويا).
Source: Apps Support