“أخبار الرياضة: مواجهات نارية في نصف نهائي كأس العالم للأندية”

«إن بي إيه»: بانكيرو يمدد عقده مع ماجيك 5 أعوام

من المواجهة بين الإيطالي جانلويغي دوناروما والبلجيكي تيبو كورتوا في حراسة المرمى، إلى الصراع على جائزة الكرة الذهبية بين الفرنسيين عثمان ديمبيلي وكيليان مبابي، لن تخلو مواجهة نصف نهائي كأس العالم للأندية بين باريس سان جيرمان وريال مدريد الإسباني، الأربعاء، من كثير من المواجهات المتباعدة التي تضفي إثارة على اللقاء.

سيشهد ملعب «ميتلايف» في إيست روثرفورد صدام اثنين من أبرز الحراس في العالم.

ويدين سان جيرمان بباكورة ألقابه في دوري أبطال أوروبا بالموسم الماضي، إلى حارسه الإيطالي البالغ 26 عاماً. يتمتع دوناروما بقامة طويلة (1.96م) ويقدّم أداء مميزاً بين الخشبات الثلاث، وقد توّج أفضل لاعب في كأس أوروبا 2021 التي فاز بها مع منتخب إيطاليا، وكان حاسماً في كثير من مباريات باريس.

وعلى الرغم من بعض الجدل في النادي مع اقتراب انتهاء عقده في 2026، تمكن من استعادة مكانته، وأكد في 18 يونيو (حزيران)، أن مفاوضات التجديد «تسير بشكل جيد».

ويفرض كورتوا نفسه بين أفضل حراس العالم، وقد أثبت ذلك مجدداً في الولايات المتحدة من خلال تصديات رائعة. الدليل على أنه بعيد عن الاعتزال على الرغم من بلوغه 33 عاماً، هو عودته في مارس (آذار) إلى صفوف المنتخب البلجيكي بعد تعيين الفرنسي رودي غارسيا مدرباً للمنتخب، بعد أن كان قد اعتزل اللعب دولياً لفترة.

ويمتلك هذان اللاعبان مفتاح بناء الهجمات في فريقيهما. في باريس، فرض البرتغالي فيتينيا العنصر نفسه أساسياً في وسط الملعب إلى جانب مواطنه جواو نيفيش والإسباني فابيان رويس.

اللاعب البالغ 25 عاماً والذي انضم في 2022 من ولفرهامبتون الإنجليزي، انتظر رحيل النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار في العام التالي، ليبرز أكثر، علماً بأنه لم يرتبط معهما بعلاقة وطيدة. نفض عنه صورة اللاعب الخجول والمتردد أمام النجوم، وبات الآن أحد قادة الفريق.

يملك الفرنسي أورليان تشواميني أيضاً هذه المكانة داخل ريال مدريد، على الرغم من وجود كثير من اللاعبين الذين يتمتعون بشخصية قوية.

ويُعدّ اللاعب الذي وصل إلى نهائي كأس العالم 2022 مع منتخب بلاده، ركيزة في مدريد الذي انتقل إليه في 2022 من موناكو.

ولا يخطط المدرب الجديد شابي ألونسو للتخلي عنه، إذ أعدّ له دوراً مخصصاً بوصفه مدافعاً ضمن خط دفاع مكون من 5 لاعبين، لكنه لعب في الوسط خلال ربع النهائي، ما يدل على مرونته وقدرته على التكيّف مع مختلف المواقف.

ولم يستغرق خفيتشا كفاراتسخيليا وقتاً طويلاً، ليصبح عنصراً لا غنى عنه في أسلوب لعب سان جيرمان. ومن دون هذا اللاعب الجورجي البالغ 24 عاماً، لا يمكن التأكد من أن النادي الباريسي كان سيصل إلى نهاية مشواره في دوري الأبطال، إذ لعب دوراً مهماً في تغطية الجانب الأيسر سواء في الهجوم أو الدفاع.

ويتمتع هداف نهائي دوري الأبطال، اللاعب السابق لنابولي الذي تم شراؤه مقابل 70 مليون يورو في فترة الانتقالات الشتوية، بقدرة عمل استثنائية.

ويعدّ البرازيلي فينيسيوس جونيور نموذجاً للاعب البرازيلي الماهر الذي يجيد المراوغة؛ ارتدى قميص ريال مدريد منذ 2018، وبنى سجلاً استثنائياً من الإنجازات ففاز بلقبين في دوري الأبطال (2022، و2024). لكن تصرفاته المثيرة للجدل على أرض الملعب، وامتناعه عن حضور حفل تسليم الكرة الذهبية 2024 التي ذهبت إلى الإسباني رودري، أثّرت على صورته.

ويحلم البطلان العالميان لمونديال روسيا 2018 برفع أكبر جائزة فردية في كرة القدم. ويظهر عثمان ديميبيلي مرشحاً قوياً بعد نجاحاته الجماعية والفردية مع سان جيرمان؛ سجل 34 هدفاً هذا الموسم، وتخلص أخيراً من صورة اللاعب الذي لا يتمتع بالدقة أو الفاعلية أمام مرمى المنافسين التي كانت تلصق به.

ووصل مصاباً في فخذه إلى الولايات المتحدة، ولم يبدأ أساسياً في المسابقة حتى الآن، لكنه سجل هدف فريقه الثاني في الفوز على بايرن ميونيخ الألماني 2 – 0 في ربع النهائي.

مبابي عانى من سيناريو مشابه بسبب إصابته بالتهاب معدة وأمعاء، فغاب عن الدور الأول، لكنه سجل هدفاً رائعاً في الفوز على بوروسيا دورتموند الألماني 3 – 2 في ربع النهائي.

وسجل 44 هدفاً هذا الموسم، وتألق بشكل لافت على الصعيد الفردي بقميص النادي الأبيض في موسمه الأول، لكنه كان مخيباً على الصعيد الجماعي، إذ خرج فريقه خالي الوفاض من أي لقب.

ويأمل المهاجم الفرنسي في أن ينهي الموسم بلقب كبير مع ريال، ما سيلقي بظلاله على سباق الكرة الذهبية.

Source: «الشرق الأوسط


مونديال الأندية: سان جيرمان يواجه ابنه الضال مبابي في «التحدي الكبير» للريال

يستضيف ملعب ميتلايف في نيويورك الأربعاء، قمة كانت منتظرة منذ بداية مونديال الأندية بكرة القدم في الولايات المتحدة، بين باريس سان جيرمان الفرنسي بطل أوروبا، وابنه الضال كيليان مبابي مع فريقه ريال مدريد الإسباني في نصف النهائي.

مواجهة ستكون السادسة في آخر ثمانية أعوام، والأولى منذ 2022 بين ناديي العاصمتين الفرنسية والإسبانية اللذين يتعادلان في هذه المواجهات بواقع انتصارين لكل فريق إلى جانب تعادل واحد، جميعها في دوري أبطال أوروبا.

لكن المفارقة أنه منذ عام 2018 حقق ريال مدريد اللقب القاري ثلاث مرات، وكانت انتصاراته على سان جيرمان أكثر أهمية، في حين أن النادي الباريسي يدخل المواجهة وهو بطل لأوروبا لأول مرة في تاريخه بعدما حقق الحلم الأزلي لإدارته القطرية.

وبخلاف الأعوام الماضية، يعيش سان جيرمان حالة من الاستقرار بقيادة مدربه الإسباني لويس إنريكي، في حين غيّر ريال مدريد جهازه الفني، وعيّن شابي ألونسو بدلاً من الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

بات نادي العاصمة يتميّز بـ«الصلابة الذهنية» أكثر من أي وقت مضى، وقال مدربه إنريكي بعد الفوز على بايرن ميونيخ بثنائية نظيفة في ربع النهائي: «باريس سان جيرمان فريق يمتلك الصلابة، مثل جماهيرنا. نحن فريق مستعد للتنافس في أي لحظة، ومهما كانت النتيجة».

عكس المهاجم الدولي عثمان ديمبيلي هذه الصلابة، فبعد غيابه عن المباريات الثلاث الأولى بسبب الإصابة، ثم مشاركته بديلاً في الرابعة، وجلوسه على مقاعد الاحتياط في الخامسة، لم يفقد الثقة، بل حاول في مرة أولى أمام بايرن بعد دخوله بديلاً، وارتطمت تسديدته بالعارضة، ومن ثم سجل هدفاً ثانياً حسم به تأهل فريقه إلى المربع الذهبي.

وحافظ سان جيرمان على حضوره رغم النقص العددي إثر طرد المدافعين الإكوادوري ويليان باتشو في الدقيقة 82، ثم لوكاس هيرنانديز (90+2).

قال قائد الفريق البرازيلي ماركينيوس: «مرة أخرى اليوم (السبت)، ورغم النقص العددي، بقينا متحدين ودافعنا كفريق. لحظة البطاقات الحمراء، نظرت إلى زملائي ورأيت عزيمة في أعين الجميع. كنا نتحدث ونقول (هذه المباراة لنا، سندافع بكل قوة حتى النهاية). كنت واثقاً من أننا لن نُهزم».

وأضاف: «فريقنا قوي جداً ذهنياً. نحن مستعدون لمواجهة كل الصعوبات خلال المباريات. المدرب يعمل على هذا الجانب في التدريبات».

واتفق الظهير الدولي المغربي أشرف حكيمي مع زميله قائلاً: «الفريق لا يستسلم، وأظهرنا شخصيتنا رغم النقص العددي».

وأرجع المغربي هذه القوة الذهنية إلى الصعوبات التي واجهها الفريق في بداية الموسم، والتي تخطاها بنجاح: «مررنا بلحظات صعبة، لكننا بقينا موحدين، وكل واحد يبذل جهداً من أجل الآخر».

سيجد سان جيرمان نفسه ليس فقط أمام نجمه السابق مبابي، بل أمام نادٍ بنى جزءاً كبيراً من تاريخه العريق على الصلابة، وقلب النتائج المستحيلة.

مبابي، شأنه شأن زميله الدولي ديمبيلي، تعافى مؤخراً من مشكلات صحية تمثلت في التهاب معوي حاد، ما حرمه من المشاركة منذ بداية المسابقة.

يحلم الهداف التاريخي لباريس، الذي يسعى لتعويض موسم مخيب لفريقه كان خلاله في ظل برشلونة، بلقب عالمي، وقد يكون في أفضل حالاته أمام دفاع باريسي يفتقد لصلابة باتشو المطرود.

وستكون حافزية مبابي كبيرة للفوز، خاصة في ظل رحيله المتوتر عن النادي الصيف الماضي، وما تبعه من نزاع قضائي. إيقافه سيكون واحداً من أصعب التحديات التي سيواجهها النادي الباريسي هذا الموسم.

مع ذلك، أثبت دفاع باريس قوته، إذ لم يدخل مرماه سوى هدف واحد في المباريات السبع الأخيرة، كان في خسارته المفاجئة أمام بوتافوغو البرازيلي في دور المجموعات.

وعلى غرار ديمبيلي، سجل مبابي هدفا بمقصية رائعة بعد دخوله بديلاً في الفوز الصعب على بوروسيا دورتموند الألماني 3 – 2، وذلك في ثاني مشاركة له فقط بعد الإصابة.

ويُدرك ألونسو مدى صعوبة التحدي المقبل، ففريقه لم يذق طعم الخسارة في المباريات الخمس التي قادها، بل يتطور بشكل تدريجي، لكن امتحان سان جيرمان سيكون الأصعب في المسابقة حتى الآن.

قال في المؤتمر الصحافي بعد مواجهة دورتموند: «يلعبون على مستوى عالٍ جداً منذ دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا، وسيكون هذا تحدياً كبيراً لنا».

وأضاف عن مبابي بعد تسجيله هدفه الـ44 مع النادي: «لم يصل بعد إلى المرحلة المثالية. ليس في كامل جاهزيته، لكنه يتحسن كل يوم».

تنعكس مقولة ربّ ضارة نافعة على النادي الملكي، حيث أدى غياب مبابي إلى بروز موهبة هجومية جديدة بشخص غونسالو غارسيا الذي دفع به المدرب ألونسو لسد غياب الفرنسي، فبات هدافاً للمسابقة بالمشاركة مع ثلاثة لاعبين آخرين، بواقع أربعة أهداف لكل منهم.

شكّل الشاب البالغ 21 عاماً مفاجأة سارة لريال في الولايات المتحدة، وقال عنه ألونسو: «بالأمس (الجمعة) قلت إن غارسيا يستغل مشاركته بأفضل طريقة، وقد فعل ذلك اليوم (السبت) مجدداً».

وتابع: «لديه خصائص الهداف. لعب موسماً رائعاً مع كاستيا (الفريق الرديف لريال مدريد) مسجلاً 25 هدفاً، وهو في المكان الصحيح هنا».

Source: «الشرق الأوسط