هل يعيد ألغواسيل ليوث الشباب إلى عصرهم الذهبي؟
على مدار عقد كامل، عاش نادي الشباب السعودي حالة صيام قسري عن الألقاب، رغم تاريخه الحافل ومكانته المرموقة بين كبار الأندية السعودية، لكن مع قدوم الإسباني إيمانويل ألغواسيل إلى الدفة الفنية، يحدو جماهير «الليوث» الأمل في استعادة فريقهم لعصره الذهبي، وسط غموض يلف المشهد الإداري بعد رحيل الرئيس محمد المنجم، وهنا يكمن السؤال: هل يكون الموسم المقبل بدايةً فعليةً لعودة الشباب إلى منصات التتويج؟
«وصلت لأوقظ الليوث الذين يهابهم الجميع»… بهذه العبارة بدأ الإسباني إيمانويل ألغواسيل حديثه بعد إعلان نادي الشباب التعاقد معه لقيادة الفريق الكروي الأول في الموسم المقبل، ليبعث رسالة تفاؤل لموسم الشباب الجديد، الذي سيبدأ مختلفاً هذه المرة بوجود هوية فنية واضحة لكن يقابله ارتباكٌ في المشهد الإداري الذي لا يزال مجهول الهوية بعد رحيل الرئيس محمد المنجم عن منصبه.
يقول ألغواسيل: «انتهى وقت اللعب وحان وقت العودة، لكن المدرب الإسباني سيقف أمام الكثير من الأمور التي يحتاجها فريقه للعودة مجدداً إلى منصات التتويج».
قد يكون حديث الإسباني ألغواسيل عاطفياً يلامس مشاعر الجماهير التي تدرك وتعلم حقيقة المخاوف من عدم الاستقرار الفني الذي لازم الشباب في السنوات الأخيرة، إذ عرف كُرسي الدفة الفنية أسماء عديدة لم تضع بصمة لها ورحلت دون أن تسجل أي منجز رغم اقتراب الفريق في فترات زمنية من ملامسة الذهب.
منذ عام 2019 وحتى الموسم الماضي قاد الشباب 11 مدرباً، وهم الروماني سوموديكا «فترتين»، والأرجنتيني خورخي ألميرون، والإسباني لويس غارسيا، والبرتغالي بيدرو كايشينيا، ثم الإسباني كارلوس هيرنانديز، مروراً بالبرازيلي شاموسكا، ثم الإسباني مورينيو، والهولندي مارسيل كايزر، والكرواتي إيغور بيسكان، ثم البرتغالي فيتور بيريرا، وأخيراً التركي فاتح تيريم، قبل حضور الإسباني ألغواسيل.
ومنذ لقبه الأخير الذي حققه في 2014 (بطولة كأس الملك)، وقبلها دوري 2012، لم يحقق الشباب بعد ذلك لقباً آخر، رغم أنه كان قريباً من ذلك قبل سنوات قليلة 2020 – 2021 حينما كان منافساً للهلال الذي تُوّج باللقب.
يملك الشباب عبر تاريخه 6 ألقاب دوري، و3 ألقاب كأس ملك، إضافة إلى كأس الكؤوس الآسيوية، ودوري أبطال العرب، وكأس السوبر السعودي.
منذ 2014 نجد أن الشباب دخل مرحلة إدارية مختلفة بعد رحيل الاسم الأبرز في النادي العاصمي خالد البلطان الذي تولى قيادة النادي على ثلاث فترات مختلفة، شهدت الأولى والثانية منها نجاحاً لافتاً على صعيد تحقيق الألقاب، لكن ذلك لم يحدث أثناء عودته الأخيرة التي استمرت من 2018 حتى عام 2023.
كرسي رئاسة النادي العاصمي تعاقب عليه كل من الأمير خالد بن سعد، ثم عبد الله القريني، ثم طلال آل الشيخ، ثم أحمد العقيل مروراً بعودة البلطان في حقبته الثالثة، قبل حضور خالد الثنيان، ثم خليف الهوشان، مؤقتاً، قبل أن يحضر محمد المنجم الذي ودّع النادي مع نهاية الموسم دون أن يتحدد الاسم الذي سيخلفه.
ويملك الليث الشبابي مقومات وإمكانات، لكنه يغيب عن منصة التتويج منذ سنوات، وما يمنحه فرصة العودة للواجهة هو أنه ظل في سنواته الأخيرة متصدراً لحوكمة الأندية الرياضية.
عن مستقبل النادي، أوضح الأمير عبد الرحمن بن تركي، العضو الذهبي بنادي الشباب، والاسم الأبرز في الساحة الشبابية، أن الترتيبات قائمة لتجهيز الفريق وانتظار ما ستسفر عنه الإجراءات النظامية الخاصة برئاسة النادي، نافياً في الوقت ذاته صحة الأنباء المتداولة عن عرض كرسي الرئاسة على أسماء معينة.
وقال الأمير عبد الرحمن بن تركي، في مداخلة هاتفية لصالح برنامج «نادينا» الذي يُبث على قنوات «إم بي سي»، إن وزارة الرياضة لم تتواصل مع أي شخص لتكليفه، موضحاً أن خالد البلطان لا توجد لديه الرغبة في العودة لرئاسة النادي.
وأشار: «وزير الرياضة فتح مكتبه لي، وأكد لي أن تخصيص النادي سيكون لشركات كبرى تضع الشباب في مكانه الذي يستحقه».
وكشف أنهم عملوا على تجهيز النادي لهذه المرحلة بحيث لا يتأثر من عدم وجود رئيس، وبالتأكيد التعاقد مع المدرب ألغواسيل يؤكد ذلك.
وفيما يخص وضع الفريق، قال: «يهمنا الشباب ليكون في مساره الصحيح، ونستطيع التوقيع مع أي لاعب، ولكن من سيتحمل هذه المرتبات»، موضحاً: «النادي يعتمد على ما يخصص له من وزارة الرياضة ولا يوجد دعم إضافي، لكنه سيكون أفضل مالياً من الموسم الماضي».
وكان الشباب قريباً في الموسم الماضي من بلوغ نهائي كأس الملك حينما خسر في الدقائق الأخيرة أمام الاتحاد في الدور نصف النهائي وودع البطولة.
في الموسم الماضي، والذي يسبقه، خرج الشباب من دائرة الأربعة الأوائل في لائحة ترتيب الدوري بعد أن كان حاضراً فيها بقوة خلال ثلاثة مواسم مضت، بحضوره وصيفاً مرة ورابعاً مرتين، أما على صعيد كأس الملك، ففي المواسم الستة الماضية حضر لنصف النهائي مرتين وودع مرتين من الدور ربع النهائي، وغادر البطولة مرتين مبكراً من دور الستة عشر.
ويتعين على الفريق حالياً تدعيم الفريق بصفقات تسهم في معالجة نقاط ضعفه، لكن الشباب يمتلك أسماء مميزة يستطيع البناء عليها، وينتظر أن يعلن عن صفقتين قبل انطلاق معسكره التدريبي حسبما أوضح الأمير عبد الرحمن بن تركي، وأنهما جاءتا وفقاً لطلبات المدرب ألغواسيل.
بين التاريخ العريق والواقع الصعب، يقف الشباب أمام فرصة قد تكون الأخيرة لاستعادة أمجاده، فهل ينجح ألغواسيل في إيقاظ «الليوث» من سباتهم، أم يواصل النادي غيابه عن مشهد البطولات؟
Source: فهد العيسى
تألق جواو بيدرو السريع يمنح تشيلسي دفعة معنوية في نهائي المونديال
ترك اللاعب البرازيلي بصمة فورية في مباراته الأولى بقميص تشيلسي الذي انضم إليه
الأسبوع الماضي
أشاد الإيطالي إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي الإنجليزي، بالبرازيلي جواو بيدرو بعد أن سجل الوافد الجديد هدفين حسما الفوز على فلومينينسي البرازيلي 2 – 0 وضمنا للفريق بطاقة التأهل لنهائي مونديال الأندية لكرة القدم.
وقال ماريسكا: «نحن سعداء جداً وفخورون جداً بوجودنا في النهائي، الأحد؛ لأن هذه هي النسخة الأولى من كأس العالم للأندية، وأفضل الأندية في العالم موجودة هنا».
وخاض بيدرو مباراته الأولى أساسياً منذ قدومه من برايتون مقابل نحو 60 مليون جنيه إسترليني (79 مليون دولار) الأسبوع الماضي، بعد عودته مباشرة من إجازة.
وترك اللاعب البرازيلي بصمة فورية في مباراته الأولى بقميص تشيلسي الذي انضم إليه الأسبوع الماضي من برايتون مقابل نحو 60 مليون جنيه إسترليني (79 مليون دولار)، حيث سجّل هدفين رائعين، واحد في كل شوط كانا كافيين للفريق لحجز مكان بالنهائي.
وقال ماريسكا عن اللاعب البالغ 23 عاماً: «أنا سعيد جداً من أجل جواو… لديه الجودة التي تمكّنه من حسم المباريات مثل تلك المباراة، كان في إجازة وانضم إلينا مباشرة؛ لذلك ربما يكون أكثر انتعاشاً مقارنة بباقي اللاعبين».
وأضاف: «كنا نعرف قدرات جواو. جلبناه لأننا هذا الموسم واجهنا كثيراً من الفرق التي تدافع بكتل منخفضة، جودته مفيدة جداً ضد هذا النوع من الفرق».
ولم يحتفل المهاجم بهدفيه احتراماً للنادي البرازيلي الذي بدأ فيه مسيرته قبل الانتقال إلى إنجلترا مع واتفورد عام 2020.
لم يتوقع أحد أن يبدأ بيدرو بهذه السرعة، وبالتأكيد ليس بهذه الكفاءة، وحول ذلك علق نجم تشيلسي الجديد: «كنت في البرازيل مع أصدقائي، لكن لديّ مدرباً شخصياً أخوض معه تمارين يومية لتحسين لياقتي، تخيلوا لو لم أتدرب واتصل بي تشيلسي للحضور… وصلت بحماس كبير وحصلت على الفرصة».
ربما كان إيقاف ليام ديلاب هو السبب الرئيس في حصول بيدرو على فرصة اللعب أساسياً بهذه السرعة، لكن ما أنجزه على أرض الملعب سيجعل منه المرشح الأبرز لخوض مباراة النهائي الأحد المقبل.
وقال بيدرو بعد تسلّمه جائزة أفضل لاعب في المباراة: «عندما كنت صغيراً، أعطوني كل شيء، وعرّفوني على العالم. لو كنت هنا اليوم؛ فهذا لأنهم آمنوا بي، وأنا ممتن جداً لهم، لكن هذه هي كرة القدم، عليّ أن أكون محترفاً. أشعر بالأسف تجاههم، لكن يجب عليّ القيام بعملي».
بعد تسجيله الهدف الأول في الدقيقة الـ18 بتسديدة رائعة من 20 ياردة، خطا خطوتين للاحتفال ثم توقف وضم يديه معاً وكتم فرحته، مراعاة لجمهور فلومينينسي الذي تربى في أكاديميته منذ كان طفلاً حتى أصبح لاعباً محترفاً. وعندما سجل الآخر في الدقيقة الـ56 بعدما توغل داخل منطقة الجزاء وسدد الكرة من 15 ياردة في الشباك كرر الأمر ورفض الاحتفال.
في مثل هذا الوقت من الأسبوع الماضي، كان جواو بيدرو على شاطئ ريو دي جانيرو البرازيلي يقضي إجازته؛ قبل أن يتم الاتصال به ليخبروه بانتقاله من برايتون إلى تشيلسي، وأنه يمكنه القدوم إلى معسكر الفريق في الولايات المتحدة مباشرة.
وبعد يومين وجلسة تدريبية واحدة، ظهر لأول مرة في فيلادلفيا، على بُعد أكثر من 4000 ميل شمال موطنه، في لمحة واعدة لمستقبله على ملعب «ميتلايف» قرب نيويورك حصل بيدرو على فرصة اللعب أساسياً لأول مرة أمام نادي طفولته، واستغرق الأمر 18 دقيقة ليسجل هدفاً رائعاً، وبعد مرور ساعة، أحرز هدفاً آخر. وعند مغادرته الملعب قبل 20 دقيقة من نهاية اللقاء صفق جواو بيدرو لجماهير تشيلسي على يساره، ثم صفق لجماهير فلومينينسي على يمينه. كان فلومينينسي هو آخر الفرق البرازيلية التي قدمت الكثير لهذه البطولة، وجعلتها تبدو وكأنها كأس عالم حقيقي، لكن بيدور هو من أوقف رحلتهم. وكان وافد تشيلسي الجديد قد علق قبل اللقاء عن مواجهة فريق صباه قائلاً: «أعلم مدى أهمية هذا الأمر لفلومينينسي، أنا ممتن جداً لكل ما قدموه لي، لكن لا يمكنني التوقف عن أداء واجبي. أتمنى أن يفوز الفريق الأفضل، وأن يكون عرضاً رائعاً. وفاز الفريق الأفضل بالفعل، على أرض الملعب على الرغم من أن مارك كوكوريلا مدافع تشيلسي أبعد كرة من على خط المرمى، كما انتظر الفريق اللندني قراراً من حكم الفيديو المساعد لتجنب ركلة جزاء لفلومينينسي عندما كانت النتيجة 1 – 0.
ويأتي تأهل تشيلسي إلى نهائي هذه المسابقة المربحة في ختام موسم أنهاه في المركز الرابع في الدوري الممتاز، ليعود إلى دوري أبطال أوروبا، إلى جانب فوزه بمسابقة كونفرنس ليغ.
وعلق المدرب ماريسكا على تطور فريقه قائلاً: «في السنوات الأخيرة، لم تكن النتائج بمستوى ما يستحقه هذا النادي، لكن هذا العام، لحسن الحظ، سارت الأمور بشكل جيد جداً ونحن الآن في نهائي كأس العالم».
وأضاف: «نحن فخورون جداً بمساعدة الفريق للعودة إلى مكانه الطبيعي».
من جهة أخرى، يواجه تشيلسي مشكلة محتملة تتعلق بجهوزية لاعب الوسط الأساسي الإكوادوري مويسيس كايسيدو الذي خرج مصاباً في الوقت بدل الضائع. وعنه قال ماريسكا: «التوى كاحله. عندما حدث ذلك، قلت له إنه بإمكاننا إكمال المباراة بعشرة لاعبين حتى لا تسوء حالته». وتابع: «حاول مويسيس الاستمرار، لكنه شعر بالألم. نأمل أن يكون جاهزاً لمباراة الأحد».
أما مدرب فلومينينسي البرتغالي ريناتو غاوتشو، فقد أعرب عن خيبة أمله بعد خروج فريقه؛ ما أنهى آمال أميركا الجنوبية في التتويج باللقب. مع ذلك، قال: «استعادت الكرة البرازيلية المصداقية بوصولنا إلى نصف النهائي». وأضاف المدرب البالغ 62 عاماً:«حملة فلومينينسي كانت رائعة، أعتقد أننا جميعاً شعرنا بذلك. لقد تجاوزنا خصوماً كباراً. تشيلسي استحق الفوز، لكنني فخور جداً بكل ما قمنا به. نخرج مرفوعي الرأس».
وعلَّق على الفوارق بين الكرة الأوروبية ونظيرتها البرازيلية بالقول: «من غير المنطقي للبرازيل أن تحاول التنافس مع الأندية الأوروبية الغنية. الأندية البرازيلية تتاجر باللاعبين وتبيعهم إلى أوروبا؛ حتى تتمكن من البقاء، هذا الأمر متبع منذ سنوات طويلة، كل موهبة شابة تظهر تلتقطها أندية أوروبا». وتستفيد الأندية الإنجليزية الكبرى من الشعبية الجارفة للدوري الممتاز، وعوائد حقوق البث، وتنضم معهم الأندية الإسبانية والألمانية والإيطالية والفرنسية، في المكاسب المالية الناتجة من بلوغ مراحل متقدمة في دوري أبطال أوروبا.
وبوصول تشيلسي للنهائي باتت أوروبا ضامنة التتويج بأول كأس عالم موسعة للأندية، وهو سيناريو ربما كان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو يفضّل تفاديه؛ إذ كان يطمح إلى كسر هيمنة ممثلي الاتحاد الأوروبي للعبة بإطلاق هذه المسابقة بصيغتها الجديدة التي تضم 32 فريقاً في الولايات المتحدة.
على جانب آخر، أبدى بيدرو نيتو، مهاجم تشيلسي رغبته في حمل كأس البطولة تخليداً لذكرى زميله في المنتخب البرتغالي ديوغو جوتا مهاجم ليفربول، الذي توفي هو وشقيقه أندريه سيلفا، الأسبوع الماضي في حادث سيارة بإسبانيا.
وكان نيتو صديقاً مقرباً لجوتا، وتزامل الثنائي في فريق ولفرهامبتون سابقاً، كما أنهما لعبا سوياً في المنتخب البرتغالي الذي توج بدوري أمم أوروبا الشهر الماضي.
وقال نيتو: «كانت الأمور صعبة في الأيام القليلة الماضية، وأردت أن أترك رسالة أن المباراة النهائية أهديها له ولشقيقه… إنه وقت صعب بالنسبة لي لا أستطيع التفكير في الأمر، ودعونا نأمل في التتويج باللقب لأجله… أود أن أهدي المباراة النهائية له ولعائلاته، وأن أظهر دعمي في هذه الأوقات الصعبة عليهم».
Source: «الشرق الأوسط