“احتفالات ثقافية: إحياء ذكرى 30 يونيو بمسرح السلام”

بلجيكا قوة أوروبية كبرى في كرة السلة للسيدات

لم يؤدِّ فوز بلجيكا المذهل 67 – 65 على إسبانيا يوم الأحد الماضي للفوز باللقب الثاني على التوالي لبطولة أوروبا لكرة السلة للسيدات فحسب، بل رسخ مكانتها أيضاً باعتبارها القوة الأوروبية الأقوى في اللعبة بطموحات عالمية حقيقية.

وخضع المنتخب البلجيكي للسيدات لواحدة من التحولات الأكثر أهمية، ليصبح من دولة غير مصنفة عام 2016 إلى قوة قارية.

إن الفوز بلقبي عامي 2023 و2025 رغم التأخر في الشوط الأول في المباراتين النهائيتين هو مجرد أحد الإنجازات غير العادية التي حققها الفريق، مما يجعله الفريق الثالث فقط بعد الاتحاد السوفياتي وإسبانيا الذي يدافع بنجاح عن لقب بطولة أوروبا لكرة السلة.

وتحول الفريق البلجيكي من طموحاته القارية إلى منافس عالمي، إذ فاز بأربع ميداليات أوروبية منذ عام 2017، وحصل على المركزين الرابع والخامس في كأس العالم 2018 و2022 على التوالي.

والآن، يركز الفريق أنظاره على الفوز ببطولة العالم لكرة السلة العام المقبل، ودورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجليس عام 2028.

وقد ساعد التمويل من منحة دعم فريق التضامن الأولمبي للفترة 2021 – 2024، إلى جانب الدعم من اللجنة الأولمبية البلجيكية في سرعة التطوير.

وفي دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في باريس العام الماضي، اقتربت بلجيكا بشكل مثير من لحظة تحقيق الانطلاقة عندما بلغت قبل النهائي قبل أن تخسر 81 – 75 أمام فرنسا، وصيفة البطل في النهاية، في الوقت الإضافي.

لكن الخسارة اللاحقة للميدالية البرونزية بنتيجة 85 – 81 أمام أستراليا تركت الفريق يحتل المركز الرابع، على مقربة شديدة من منصة التتويج الأولمبية لأول مرة، لكنه أظهر قدرته على المنافسة مع أبرز منتخبات كرة السلة في العالم.

ورحل المدرب رشيد مزيان، الذي قاد الفريق إلى أول نجاح أوروبي له، في ديسمبر (كانون الأول) لقيادة فريق كونيتيكت صن المنافس في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين للسيدات.

وتولى مايك تيبو، المدرب السابق لفريق واشنطن ميستيكس، المسؤولية في يناير (كانون الثاني) الماضي، واستمر في دفع الفريق للأمام.

تحت قيادة تيبو، قدمت بلجيكا أداء رائعاً في بطولة أوروبا لكرة السلة وتصدرت المجموعة الثالثة بعد انتصاراتها على البرتغال والجبل الأسود.

وأصبح نهجهم المنظم علامتهم التجارية، كما يتضح من الفوز على ألمانيا بفارق 24 نقطة في دور الثمانية، والفوز الصعب 66 – 64 على إيطاليا في قبل النهائي.

وجسّد النهائي يوم الأحد الماضي هوية بطولة بلجيكا، إذ بدت إسبانيا في طريقها إلى لقبها الأوروبي الخامس عندما تقدمت بفارق كبير 65 – 53 قبل دقيقتين و56 ثانية من نهاية الربع الأخير.

ومع ذلك، برزت روح بلجيكا التنافسية في الدقائق الأخيرة لتقلص الفارق إلى نقطة واحدة قبل 18 ثانية فقط من النهاية.

وأكملت أنتونيا ديلايري الفوز باستخلاص الكرة من الفريق المنافس، وتسجيل رمية ناجحة، مما جعل اللاعبات الإسبانيات يدفن رؤوسهن في حالة من عدم التصديق أمام 7827 مشجعاً صاخباً في ملعب السلام والصداقة الشهير باليونان -وهو رقم قياسي في الحضور لنهائي بطولة أوروبا لكرة السلة للسيدات في القرن الحادي والعشرين.

ويتمحور مزيج الفريق من الخبرة والشباب حول إيما ميسمان (32 عاماً)، وهي أول لاعبة تفوز بجائزة أفضل لاعبة في بطولة أوروبا لكرة السلة مرتين متتاليتين.

ويعزز الإنجاز التاريخي الذي حققته لاعبة واشنطن ميستيكس السابقة مسيرتها الرائعة، والتي تضم بطولة الدوري الأميركي للسيدات وجائزة أفضل لاعبة في النهائي، وستة ألقاب في الدوري الأوروبي، وثلاث جوائز لأفضل لاعبة في الدوري الأوروبي. وقالت ميسمان: «ما زال من الصعب تصديق ذلك، لعبت العديد من المباريات في مسيرتي، لكن لم يسبق لي أن خضت مباراة كهذه، وخاصة في النهائي. إنه تذكير جيد بألا نستسلم أبداً في الرياضة، أو في الحياة».

ويبدو أن اللاعبات الناشئات في بلجيكا تحولن من قصة جيدة إلى قوة أوروبية تهدف للهيمنة على العالم.

وبعد ترسيخ الهيمنة الأوروبية، فإن الفوز المفقود بالأولمبياد وكأس العالم يمثل الجائزة الكبرى للمنتخب البلجيكي للسيدات.

Source: «الشرق الأوسط


باكستان تدرس تمديد المهلة المحددة للاجئين الأفغان المهددين بالترحيل

شهدت الهند وباكستان في أوائل مايو (أيار) أسوأ مواجهة بينهما منذ عقود… لكن مع هدير الصواريخ والطائرات المقاتلة، انتقلت التوترات إلى العالم الافتراضي، إذ أطاحت هذه المعارك عقوداً من الحب المشترك للأفلام والأغاني بين البلدين. وفي حين تعاني الهند من آثار الهجوم الإرهابي الأخير في باهالجام، عندما أطلق مسلحون النار على سياح في كشمير، اتخذت البلاد تدابير ضد باكستان، متهمة إسلام آباد بدعم «الإرهاب عبر الحدود».

في حين أن السينما لطالما كانت ساحة للصراع الرمزي بين الجارتين، فإن الموسيقى تأثرت هذه المرة بالصراع الأخير الذي أصابت شظاياه حتى المؤثرين الذين نجوا سابقاً من تبعات التوترات بين البلدين.

وفوجئ علي غل بير بحظره في الهند من «يوتيوب» و«إنستغرام»، إذ لم يواجه أي رد فعل انتقامي في عام 2017، عندما نشر فيديو بنبرة أكثر عدائية يتضمن أغنية ساخرة تنتقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

فقد تغيّر الوضع كلياً اليوم، إذ «يدرك الهنود أن الفضاء الرقمي جسر بين الباكستانيين والهنود، ويبدو أنهم يريدون قطع هذا الرابط»، على ما يقول غل بير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وعندما أدى هجوم بكشمير في نهاية أبريل (نيسان) إلى جرّ القوتين النوويتين لصراع جديد، تصدرت أغنية «جهول» للمغنية الباكستانية أنورال خالد قائمة الأغاني على منصة «سبوتيفاي» في الهند.

«منع كل شيء»

وتوضح الفنانة البالغة 22 عاماً والتي تستقطب أغنياتها 5.5 مليون مستمع شهرياً، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «نيودلهي كانت المدينة التي حظيتُ فيها بأكبر عدد الاستماعات».

وتضيف: «فقدتُ جزءاً كبيراً من جمهوري» عندما حجبت «سبوتيفاي» قنوات باكستانية عدة في الهند، أكبر سوق للمنتجات الثقافية، نظراً لكونها أكثر بلدان العالم تعداداً بالسكان مع ما يزيد على 1.4 مليار نسمة يتحدث كثير منهم الهندية، وبالتالي يفهمون الأردو، اللغة الرسمية لباكستان، وهي لغة مشابهة جداً.

بالإضافة إلى عشرات القنوات على «يوتيوب» و«سبوتيفاي»، أمرت الهند منصة «إكس» بحظر أكثر من 8 آلاف حساب، بينها حسابات ممثلين وموسيقيين وأبطال باكستانيين في رياضة الكريكيت.

تقول دعاء زهرة من شركة «وارنر براذرز» للإنتاج الموسيقي في باكستان: «من المحزن أن السياسة تُحدث انقسامات وتُقيم حواجز في الفن».

وعلى مدى عقود، لم يكن وصول المغنين والموسيقيين والمخرجين وغيرهم من الفنانين الباكستانيين، إلى الشهرة ممكناً إلا من خلال المرور عبر بوليوود.

غير أن ذلك يبقى رهناً بحالة العلاقات بين البلدين، إذ إن السلطات في أيّ من البلدين قد تقرر وقف إصدار التأشيرات لرعايا البلد الآخر، وهو ما حصل بالفعل في مناسبات سابقة.

وتمكّن فؤاد خان من اقتحام عالم بوليوود بتصوير أفلامه في استوديوهات لندن من دون الحصول على تأشيرة دخول إلى بومباي.

لكنّ طرح فيلمه الأخير «عبير غلال» الذي كان مقرراً في 9 مايو بالهند، تأجّل إلى أجلٍ غير مُسمّى.

في ذلك الوقت، كان البلدان الجاران في أوج المواجهة بينهما، ودعا الممثل الهندي سونيل شيتي، نجم فيلم «مين هون نا» الصادر عام 2004، والذي روّج للسلام بعد وقف إطلاق النار في كشمير، إلى «منع كل شيء (…) الكريكيت، والأفلام، وكل شيء».

وبعد بضعة أيام، اختفى وجهٌ من «سبوتيفاي». ففي ملصق الموسيقى التصويرية لفيلم «رئيس»، لم يظهر سوى شاه روخ خان، «ملك» بوليوود، من دون شريكته في البطولة على الشاشة الباكستانية ماهرة خان.

وقبل أسبوع، أعلن الممثل الهندي ديلجيت دوسانج أن فيلمه الأخير الذي صوّره مع 4 ممثلين باكستانيين، سيُعرض «خارج الهند فقط» بناءً على توجيهات جديدة من وزارة الإعلام الهندية.

وخلال عشر سنوات من حكم مودي، يشعر النقاد بالقلق من رؤية بوليوود تُنتج مزيداً من الأفلام ذات الصبغة القومية الهندوسية.

«بناء الجسور»

لكن رغم كل شيء، لا تُخفف هذه القيود من الاهتمام بالمنتجات الثقافية العابرة للحدود: ففي هذا الأسبوع، تضم قائمة أفضل 20 أغنية على «سبوتيفاي» في الهند أغنيتين باكستانيتين، بينما تضم قائمة أفضل 10 أفلام على «نتفليكس» في باكستان 3 أفلام هندية.

وتوضح الناقدة السينمائية الباكستانية ساجير شيخ التي كان والدها من مُحبي السينما الهندية: «نشأتُ مع بوليوود؛ ونتشارك معهم الصدمات والتاريخ والقصص نفسها».

وفي باكستان التي لم تعُد تضم سوى قليل من صالات السينما مقابل مكاتب رقابة لا تُحصى وقليل من الأفلام التي تُصوّر سنوياً، حتى فيلم «فايتر» (المقاتل) الذي يحتفي بطياري الهند الذين يقصفون كشمير الباكستانية، قد تصدّر قائمة «نتفليكس».

وفي حين لا تزال باكستان متأخرة أمام عمالقة بوليوود في هذا المجال، فإنها في ساحة المسلسلات التلفزيونية تُحافظ على مكانتها القوية مقارنة بجارتها.

ودعت قناة «هم تي في» الباكستانية مشاهديها الهنود الذين يشكلون 40 في المائة من جمهورها، إلى استخدام شبكات خاصة افتراضية (في بي إن VPN) لتجنب تفويت الحلقات المقبلة من أعمالهم المفضلة.

من جانبه، يعتزم علي غل بير استخدام هذه الطرق السريعة الموازية لمواصلة «بناء الجسور».

ويقول: «يجب أن نعتمد فقط على الفن والمبارزة الموسيقية»، مضيفاً: «هل يُمكننا التوقف عن قصف بعضنا بعضاً؟».

Source: «الشرق الأوسط