الأتمتة.. في مواجهة الرسوم الجمركية
روبوت يركض مشاركاً في نصف ماراثون نظمته بلدية بكين مؤخراً، لإظهار التقدم الذي أحرزته الصين في مجال الأتمتة، حيث شارك في الماراثون النصفي 12,000 عدّاء، بينهم 21 روبوتاً. وتشكّل الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جانباً مهماً من الثورة الصناعية في الصين، حيث تتم أتمتة المصانع في جميع أنحاء البلاد بوتيرة سريعة للغاية، بفضل وجود مهندسين أكفاء يشرفون على أساطيل من الروبوتات، مما يسهم في خفض تكلفة عمليات التصنيع، وتحسين جودة مخرجاتها في الوقت ذاته. لذلك يعتقد الخبراء أن السلاح السري للصين في الحرب التجارية الحالية هو جيش من الروبوتات الصناعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تمكِّنها من اجتياز الحواجز التجارية العالية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السلع الصينية، كما فرضها الاتحاد الأوروبي، والعديد من الدول النامية، مثل البرازيل والهند وتركيا وتايلاند.
لقد أصبحت المصانع في الصين أكثر أتمتة من المصانع في الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، إذ تمتلك الصين عدداً أكبر من الروبوتات الصناعية لكل 10,000 عامل في مجال التصنيع مقارنة بأي دولة أخرى باستثناء كوريا الجنوبية وسنغافورة، وفقاً لأرقام الاتحاد الدولي للروبوتات. وتم توجيه سياسة الأتمتة في الصين عبر إرشادات حكومية مدعومة باستثمارات ضخمة.
ومع إحلال الروبوتات محل العمال، فإن الأتمتة تضع الصين في موقع يمكِّنها من الاستمرار في الهيمنة على الإنتاج السلعي، حتى مع تقدم قوة العمل في السن تتراجع رغبتها في العمل بالمصانع. والخطوة التالية التي تسعى إليها الصين هي تحويل الروبوتات إلى قطاع أعمال جديد بالكامل شبيه بقطاع صناعة السيارات الكهربائية، الذي تقدمت فيه الصين على منافسيها. ومن هذا المنظور، فقد أصبحت الأتمتة بالنسبة للصين استراتيجية وطنية لا رجوع عنها.
والروبوتات في الصين لا تحل محل العمال في معامل الصناعات الدقيقة والثقيلة فقط، وإنما أيضاً في الورشات الصغيرة المنتشرة بعشرات الآلاف في مختلف المدن والقرى والأزقة بشتى أنحاء الصين، مؤديةً دورَها في مواجهة حرب الرسوم الجمركية.
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)
Source: مركز الاتحاد للأخبار