“الأمن الاجتماعي: ركيزة الاستقرار والتنمية المجتمعية”

خبير القيادة سليم نطّور: القيادة الفكرية أساس نهضة الشعوب ولهذا أكره المدرسة

سليم نطّور كاتب جزائري مقيم بسلطنة عمان، من مؤلفاته “إحياء الشعوب: القيادة التي نبحث عنها” (2022)، “إحياء الذات” (2017) وهو كتاب يتمحور حول تغيير المفاهيم وبناء قناعات الفرد، كما ترجم وأسهم في كتاب “البراديمات: سر التغيير وأسس صناعة المستقبل” لغول آرثر باركر (2013).

ولضيفنا شغف كبير بمجال البحث والتطوير وبناء الإستراتيجيات وعلم القيادة، خاصة وأنه خبير في مجال قيادة الأعمال وإدارة المؤسسات، حيث شغل عدة مناصب قيادية آخرها منصب المدير التنفيذي لـ”الشركة العمانية لإنتاج الذخائر”، وقبل ذلك، اشتغل في عدة شركات عالمية في مجال النفط والغاز. وهو متحصل على شهادة مهندس دولة (1997) من معهد المحروقات ببومرداس بالجزائر، وعلى شهادة ماجستير (2011) “اختصاص إدارة وتطوير القيادة” من جامعة والدن Walden-مينيسوتا بالولايات المتحدة.

يحدثنا سليم نطّور، في هذا الحوار، عن علم القيادة باعتباره مجالا أكاديميا معترفا به، له أطر نظرية قابلة للدراسة والبحث والتطبيق. ويشهد هذا العلم اهتماما متزايدا في الجامعات العالمية، ويشمل مدارس ونظريات مختلفة.

ويرى نطّور أن التغيير في سلوك الأفراد والمجتمعات يعتمد على تعديل الأفكار والمعتقدات التي يؤمنون بها، حيث تختلف مستويات ازدهار الشعوب بناء على العصور الفكرية التي يعيشون فيها. وقد كانت التحولات الكبيرة التي شهدها التاريخ نتيجة لتطور الأفكار والفلسفات. وهكذا، لا يمكن تغيير مصير الأمم إلا بتغيير المفاهيم التي تتبناها، وهذا يتطلب قيادة فكرية قوية.

من أجل ذلك، يؤكد نطّور على أولوية الفكر على السياسة والاقتصاد والمجالات الأخرى، باعتباره المحرك الرئيسي للتغيير. وتعمل القيادة الفكرية القوية على تشكيل أيديولوجيات وتوجهات جديدة، يقوم القادة السياسيون الحكماء بترجمتها إلى أنظمة سياسية فعالة. هذه الأنظمة بدورها تخلق بيئة ملائمة لبناء مؤسسات اقتصادية واجتماعية قوية، معتمدة على رواد ومؤسسين أقوياء. والشعوب لا يمكنها الازدهار فقط من خلال امتلاك الثروات، كما في حالة العديد من الدول، بل إن غياب القيادة الحكيمة يؤدي إلى النزاعات والانقسامات.

ووفقا لنطّور، فإن التأثير الثقافي له دور كبير في زيادة استهلاك المنتجات والخدمات. والغرب، على سبيل المثال، استفاد من قوته الثقافية في تسويق منتجاته. كما يدعو ضيفنا إلى إعادة قراءة التاريخ بشكل عقلاني ومحايد، وهي قراءة تساعد في استخلاص الدروس وفهم ميكانيزمات التغيير.

تخصص حيزا كبيرا من اهتمامك وأعمالك لما يسمى “علم القيادة”.. ورغم أن هذا الأخير يُعتبر فرعا من فروع العلوم الاجتماعية، يدرس كيفية توجيه الأفراد والمجموعات لتحقيق الأهداف من خلال مجموعة من المهارات والمعرفة، فإن هناك من لا يعتبره علما مستقلا، باعتبار أن القيادة تعتمد على مهارات شخصية وصفات فردية غير قابلة للقياس، وأن تأثير العوامل الخارجية كالثقافة والاقتصاد يجعلها غير مستقلة، إضافة إلى تنوع الأساليب وعدم وجود قواعد ثابتة، والتداخل مع علوم النفس والسلوك، حيث يعتمد النجاح في القيادة على التجربة الشخصية أكثر من كونه علما دقيقا. في رأيك، أي الاتجاهين أقرب إلى الصواب؟ وهل يمكن اعتبار علم القيادة علما قائما بذاته؟

علم القيادة (Leadership Science) هو علم قائم بذاته ومعترف به في الأوساط الأكاديمية والإدارية، وتعتمد عليه العديد من المؤسسات والشركات في مجال عملها.

لماذا يُعتبر علما؟ لأنه علم القيادة يستوفي المعايير التالية:

وجود أطر نظرية ونماذج: هناك العديد من النظريات حول القيادة، مثل القيادة التحويلية، والموقفية، والخدمية، وغيرها. قابلية الدراسة والبحث: تُجرى أبحاث أكاديمية تعتمد على المناهج الكمية والنوعية لدراسة تأثير القيادة على الأفراد والمنظمات. وأنا أقسم الدراسات التي تدور حول علم القيادة إلى مدرستين: الأولى، مدرسة علم القيادة السيكولوجي، وهي تدرس سيكولوجية الفرد سواء كان القائد في حد ذاته أو الأتباع المتأثرين به.

الثانية، مدرسة علم القيادة السوسيولوجي، حيث تُعتبر القيادة ظاهرة اجتماعية تحدث بين أفراد المجتمع. إمكانية التطبيق: يمكن استخدام نتائج الأبحاث لوضع إستراتيجيات فعّالة لتحسين القيادة داخل المؤسسات. التطور والتراكمية: تطور علم القيادة على مر العقود، مستندا إلى دراسات وتجارب علمية. معترف به رسميا من الهيئات العلمية والأكاديمية: حاليا، يُدرَّس في العديد من الجامعات ويُمنح فيه درجات أكاديمية مثل الماجستير والدكتوراه في العديد من الدول، خاصة الأميركية. وأنا في الأصل متحصل على شهادة ماجستير في تطوير القيادة من جامعة والدن (Walden) الأميركية.

صحيح أن علم القيادة يُعتبر حديثا نسبيا، ولا يزال غير معروف في عالمنا العربي، وهذا طبيعي؛ فنحن للأسف متأخرون في نقل المعرفة ومواكبة التطور. لكن حاليا، يُعتبر هذا العلم من أبرز العلوم التي تهتم بها أكبر الجامعات المرموقة في العالم، وقد تفوّق في السنوات الأخيرة على علم الإدارة بحد ذاته من حيث الاهتمام وكمية الأبحاث ونوعيتها.

لقد بدأ الاهتمام بعلم القيادة ودراسته بطريقة أكاديمية بعد الحرب العالمية الثانية كجزء من علوم الإدارة والتسيير. لكن بعد التعمق في الدراسات وظهور نظريات أثبتت قدرتها وفعاليتها، وبعد تشعب الأبحاث، تحول موضوع القيادة من مجرد مادة تُدرّس كجزء من علوم الإدارة إلى علم مستقل كامل ومتكامل، قائم بذاته، له مدارس ونظريات وعلماء ورواد.

تقول في كتاباتك إن سبب تطور الشعوب وازدهارها هو النخبة القيادية الفكرية القوية، وترافع في أعمالك من أجل أولوية الفكر على السياسة والاقتصاد، وتعتبر أن الفكر يتربع على قمة هرم القيادة، وأنه هو الذي يخلق الثروة والرفاه للأمم.. كيف ذلك؟

الإنسان مخلوق اجتماعي أرستقراطي (بالمفهوم الاجتماعي؛ أي تؤثر عليه طبقة من النخبة) عقلاني عقائدي، حيث كل سلوكه وتصرفاته وأفعاله مبنية على معتقدات ومفاهيم وأفكار يؤمن بها ويسلم بها. ومن هنا نستنتج أنه إذا أردنا أن نغير في سلوك الأفراد والمجتمعات والشعوب، علينا أن نغير من تلك الأفكار والمفاهيم والمعتقدات بين الناس.

من منظور شامل، ما يمكن أن نستخلصه هو أن الشعوب والأمم والمجتمعات لا تعيش في مستويات الازدهار والقوة نفسها، لأنها لا تعيش في العصور الفكرية أو الموجات الفكرية ذاتها كما سماها ألفين توفلر، حتى وإن كانت تحيا في الحقبة الزمنية نفسها.

كما هو معلوم، العصر أو الموجة الفكرية هي طريقة أو نمط فلسفي تكون فيه المفاهيم مختلفة والأفكار متطورة وحديثة مقارنة بسابقاتها التي كانت تمثل العصر القديم. فكلما ظهر فكر وفلسفة معينة، تغير نمط التفكير وظهرت موجة جديدة متشكلة من عدة براديمات جديدة (نماذج معرفية).

ولهذا فحتى المؤرخون نجدهم يصنفون التاريخ على المبدأ ذاته. مثلا، جاء عصر النهضة نتيجة لثورة فكرية بقيادة مارتن لوثر استطاعت أن تتمرد على الأفكار الخرافية الدينية البالية التي تبنتها الكنيسة. يليها عصر التاريخ الحديث الذي ارتبط بظهور فكر يعتمد على منهجية التفكير التحليلي والبحث العلمي، الذي أدى إلى ظهور مفاهيم الصناعة، والدولة القومية، والمؤسسات والشركات، والتي قلبت موازين القوة عند الشعوب والأمم، فزالت حضارات وظهرت حضارات أخرى.

ومن بعد ذلك، تغير الفكر السائد وظهرت أفكار جديدة وظهرت موجة التاريخ المعاصر الذي يبدأ بعد الحرب العالمية الثانية، والذي ارتبط بفكر معاصر يختلف جذريا عن الذي سبقه، مبني على المعرفة وتقنية المعلومات والحريات، والذي أدى بدوره إلى ظهور الموجة الثالثة التي تحدث عنها ألفين توفلر كثيرا، والمتمثلة في تلك المفاهيم الجديدة والحديثة، مثل مفهوم الدولة الحديثة التي لا تعتمد على القومية، وظهور مفاهيم العولمة، والرقمنة، والشركات المتعددة الجنسيات، وحتى المدن العالمية، والاستثمار الأجنبي، وغيرها من المفاهيم والأفكار التي تحولت إلى قناعات راسخة عند الكثير، وأصبحنا نراها ونعيشها في الواقع.

مما سبق، يصير بديهيا أنه لا يمكن للأمم والشعوب أن تغير مصيرها ما لم يكن هناك تغيير في الأفكار والمفاهيم والمعتقدات التي تتبناها وتسلم بها قيادة وشعبا. وهذا هو دور القيادة الفكرية.

في كتابك “إحياء الشعوب”، تتحدث عن: “مجموعة من الشباب استطاعت أن تنشئ وتقود جبهة تحريرية قوية متماسكة استطاعت أن تواجه وتهزم دولة عظمى مثل فرنسا، وتفوز عليها عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وأخلاقيا”، ثم تلاحظ أن الاحتفال بعيد ثورة التحرير الجزائرية تحوّل إلى مجرّد عادة، وتحيي ذكراها لأنها “فقط التاريخ”.. بالمقابل، تعتبر أن: “الهدف والمغزى الحقيقي من إحياء ذكرى اندلاع الثورة التحريرية وكل المناسبات الثورية والذكريات البطولية ليس فقط للاحتفال والافتخار بانتمائنا وإنما أيضا لدراسته والتعلم منه واستخلاص الدروس لمواصلة بناء الوطن”.. هل هي دعوة صريحة إلى إعادة قراءة التاريخ، سواء الجزائري أو غيره، بطريقة تسمح بمواجهة التحديات الراهنة؟

التاريخ يسجل ويدوّن وقائع حدثت في زمن مضى، ولا نملك عليه أي سلطة أو مسؤولية. لذلك، يصبح هدفنا الوحيد من قراءته والرجوع إليه، طبعا إذا كنا أذكياء، هو التعلم واستخلاص الدروس منه وفهم كيفية حدوث الأشياء، لا أقل ولا أكثر. على عكس ما يحدث في واقعنا المرير، حيث لا تزال الخرافة تسكن عقول الكثير، حتى أولئك الذين يُحسبون على النخبة والمثقفين.

من الجميل أن نتفاخر بماضينا وتاريخنا، لأن ذلك يعطينا نوعا من الراحة والثقة، ويشعرنا بالانتماء إلى القوة والأصالة. لكن ليس لدرجة أن نعيش هذا الماضي بكل مشاعرنا، ونبحث عن من كان وراء من، ومن تسبب في ماذا، ونتهم الذين سبقونا بأنهم هم السبب في ما نعيشه الآن.

يقول الله عز وجل في التنزيل الحكيم: “تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ”، بمعنى أن تعاستنا أو رفاهيتنا تعتمد على عملنا وجهدنا نحن، لا على الذين سبقونا. فلا ينبغي أبدا أن نختبئ وراء الوهم.

يجب قراءة التاريخ بمنطق ومنهجية علمية خالية من المشاعر والحساسيات، ويجب تفسيره بطرق علمية تُمكّننا من استخلاص الدروس منه، لا باتهامات ولا بتكهنات. وهذا هو ما أقصده.

تقتبس من الفيلسوف الأميركي جورج سانتايانا قوله “الإنسان الذي تعلم في المدرسة فقط إنسان غير متعلم”. وترى، في مقال لك بعنوان “لماذا أكره المدرسة؟”، أن من سمات “الإنسان العربي” المبالغة في الميل إلى الجوانب النظرية في فهم العالم.. أي دور للمدرسة في ابتعاد العربي عن الواقعية؟ بعبارة أخرى: لماذا تكره المدرسة؟

تنقسم حلقة المعرفة إلى شقين: الشق الأول نعمل فيه على أخذ الأشياء البسيطة ثم نقوم بتعقيدها، وهذا ما تقوم به المدرسة (الجانب الأكاديمي). بينما يعمل الشق الثاني على أخذ الأشياء المعقدة والعمل على تبسيطها، وهذا ما نقوم به في الحياة العملية.

دعني أعطي مثالا لتبسيط الموضوع: مادة الكوارتز مثلا هي في بادئ الأمر عبارة عن صخرة لا غير، موجودة في الطبيعة. أخذناها إلى المخابر وحللناها ودرسناها واكتشفنا جميع مميزاتها الكيميائية والفيزيائية والهندسية وغيرها، حتى جعلنا منها مادة معقدة. من بين تلك الخصائص التي اكتشفناها أنها تمتلك خاصية كهربائية تسمى ظاهرة الكهرباء الضاغطة (انضغاطية). لكن حتى هذه النقطة، كل ما فعلناه كان تعقيدا فقط… وبقي هذا الاكتشاف بلا فائدة حتى جاء أحد العباقرة وحوّل هذا الاكتشاف إلى منفعة واستغله في مجال صناعة الساعات، بحيث يمكن تشغيل الساعات ببطارية صغيرة، وتلك الميزة الموجودة في الكوارتز تحول الطاقة الكهربائية إلى حركة جيبية تقوم بتحريك عقارب الساعة.

طبعا، كل هذا حدث ويحدث في الغرب. أما نحن، فكل ما فعلناه، لما حاولنا تقليدهم، هو أننا نقلنا الشق الأول فقط، المتمثل في المدرسة، وهي كما قلنا مسؤولة عن التنظير والتحليل ووضع الفرضيات والتعقيد بصفة عامة. بينما الشق الثاني، الذي يحتاج إلى مؤسسات وبراديمات أخرى، لم نستطع رؤيته ولم نستطع نقله، فبقي واقعنا معقدا بلا حلول، مما جعلنا إلى اليوم لا نعرف ولا نجيد إلا التحليل والتنظير والكلام ووضع التفاسير فقط. وطبعا هذا غير كافٍ لتحقيق النتائج.

المدرسة من دون مؤسسات أخرى كالشركات ومؤسسات التدريب وغيرها من المؤسسات التي تدخل في تركيب نظام المعرفة المتكامل، لا تساوي شيئا. ولهذا أنا أكره المدرسة

في الحقيقة، الشعوب الضعيفة، وأخص بالذكر هنا شعوبنا العربية، وقعت في مغالطة كبيرة حين توهمت بأن العلم والتعلم ينحصران فقط في المدرسة. المدرسة من دون مؤسسات أخرى كالشركات ومؤسسات التدريب وغيرها من المؤسسات التي تدخل في تركيب نظام المعرفة المتكامل، لا تساوي شيئا. ولهذا أنا أكره المدرسة.

انطلاقا من خبرتك الطويلة في مجال الاقتصاد وبالتحديد الاستشارة والتسيير.. بِمَ تمتاز اقتصاديات الثقافة؟ وهل يجوز التعامل مع المنتَج الثقافي كأي منتج أو سلعة استهلاكية أخرى؟

الثقافة مصطلح فضفاض ومتعدد المعاني، فلست أدري بالضبط ماذا تقصد بالمنتج الثقافي. إذا كنت تقصد الفنون، فبالتأكيد هناك اقتصادات كاملة قائمة على صناعة الأدب والسينما والرياضة وغيرها من الفنون الأخرى التي تحولت إلى منتج استهلاكي، ترفيهي في الغالب. ولربما أفضل مثال على ذلك هو هوليود.

أما إذا أخذنا الثقافة من مفهومها السوسيولوجي (وفق علم الاجتماع)، حيث يصبح تعريفها باعتبارها سلوكا جماعيا مشتركا بين أفراد المجتمع أو الشعب الواحد أو الأمة الواحدة، فهنا تصبح الأمور مختلفة، حيث لا يوجد منتج ثقافي بل تأثير الثقافة في زيادة استهلاك منتج معين أو خدمة معينة. في هذه الحالة، الثقافة لها دور كبير في دفع الاستهلاك، وليست هي في حد ذاتها المنتج.

على سبيل المثال، قوة أميركا وتأثر العالم بثقافتها جعلها تزيد من تسويق منتجاتها وانتشارها في العالم مثل الأكلات السريعة بقيادة ماكدونالدز، والمقاهي الحديثة مثل ستاربكس، وغيرها من المنتجات والخدمات التي أصبح استهلاكها ثقافة رائجة في العالم. في هذه الحالة، الثقافة تلعب دورا ترويجيا تحفيزيا لزيادة المبيعات وبناء الثروة، لا أكثر.

في الختام.. في نظرك، ما الشروط الواجب توفيرها من أجل “إحياء الشعوب”؟

تطور الشعوب وازدهارها يحتاج في الأساس إلى تغيير في الأفكار والمعتقدات والمفاهيم أولا، وهذا لن يحدث من دون قيادة فكرية قوية، التي بالطبع ستؤدي إلى تشكيل أيديولوجيات وتوجهات وتيارات جديدة يعتنقها قادة سياسيون حكماء، يقومون بترجمتها وتحويلها إلى نظام سياسي إيجابي فعال، يشكل هو بدوره بيئة عملية مناسبة لقيام مؤسسات اقتصادية واجتماعية قوية، طبعا بالاعتماد على رواد وقادة مؤسسين أقوياء.

من دون قيادات وكفاءات قوية، لا يمكن لأي شعب أو أمة أن يتطور ويزدهر، حتى وإن امتلك خزائن الأرض وثرواتها. بل بالعكس، في غالب الأمر، وجود الثروات مع غياب القيادة الحكيمة يكون سببا في زيادة البؤس والنزاعات والحروب والانقسامات بين الشعب الواحد

هذه هي حقيقة إحياء الشعوب وتطورها وبناء الأمم، وهذا هو أصل تطورهم (أي الدول المتقدمة) وتقدم بعضهم على بعض. وأتمنى أن تكون الرسالة واضحة لكل من يريد أن ينهض بشعبه.

بكل اختصار، من دون قيادات وكفاءات قوية، لا يمكن لأي شعب أو أمة أن يتطور ويزدهر، حتى وإن امتلك خزائن الأرض وثرواتها. بل بالعكس، في غالب الأمر، وجود الثروات مع غياب القيادة الحكيمة يكون سببا في زيادة البؤس والنزاعات والحروب والانقسامات بين الشعب الواحد، وأكبر مثال على ذلك بعض الدول في أفريقيا التي تملك كل شيء عدا التطور والازدهار.

من المؤكد أنه عندما يغيب القادة الحقيقيون، يتوقف التطور ويموت الأمل في نفوس الناس والشعوب والأمم. لكن بوجود الرجال والنساء الأقوياء الأكفاء الذين لا يترددون في اغتنام الفرص للتغيير نحو الأفضل، تسترجع الشعوب شجاعتها ويعود الأمل من جديد، وتتحرك عجلة النهضة نحو الأفضل من أجل البناء والازدهار والتقدم.

Source: Apps Support


ماكرون يغير خطته في أفريقيا.. ما هي؟

قد تكون فرنسا تعاني من تدهور نفوذها في الدول الأفريقية الفرنكوفونية ومستعمراتها السابقة, ولكن جميع المؤشرات تظهر أن باريس تعيد صياغة استراتيجيتها وتدرس العودة إلى القارة بقوة عبر التركيز على دول أفريقيا الأنغلوفونية, بما في ذلك نيجيريا التي تؤشر تطورات الشهور الثلاث الماضية أنها تحتلّ مكانة استراتيجية من الخطة الفرنسية بسبب مصالح اقتصادية ودواعي جيوسياسية إقليمية.

نيجيريا في سياسة “ماكرون” الجديدة تجاه أفريقيا

لم تكن نيجيريا أولى الدول في المنطقة الأنغلوفونية التي تحظى باهتمام فرنسا؛ إذ منذ عام 2019 تتودد باريس إلى أكبر الاقتصادات غير الفرنكوفونية داخل القارة، مثل جنوب أفريقيا التي أدى “إيمانويل ماكرون” أول رحلته الرسمية إليها في عام 2021؛ وإثيوبيا التي أعلن فيها “ماكرون” أثناء زيارته آواخر ديسمبر 2024 عن دعم فرنسا لسعي أديس أبابا للوصول إلى البحر؛ وكينيا التي أدى إليها الزيارة في عام 2019 كأول زيارة لرئيس فرنسي منذ استقلال البلاد.

ويمكن تتبع أسباب الاهتمام الفرنسي بأفريقيا الأنغلوفونية إلى تطلّع باريس إلى ما هو أبعد من مستعمراتها السابقة بهدف الوصول إلى اقتصادات أكبر وأكثر ديناميكية لتحقيق التوازن بين مصالحها الاقتصادية في جميع أنحاء أفريقيا، وخاصة في ظل صعود المشاعر المعادية لفرنسا في الدول الفرنكوفونية، وخاصة مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، التي طردت القوات الفرنسية ونأت بنفسها عن باريس بسبب تصورات الاستعمار الجديد.

وتلعب نيجيريا دورا محوريا في سياسة ماكرون الجديدة تجاه أفريقيا، حيث تعد البلاد واحدة من أكبر الاقتصادات في أفريقيا، وهي لاعب رئيسي في “المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا” (إيكواس)، وتؤثر في القرارات الاقتصادية والسياسية بغرب أفريقيا. إضافة إلى ثقلها الثقافي في المنطقة واشتراكها في الحدود مع أربعة دول فرنكوفونية (بنين والنيجر وتشاد والكاميرون)، مما يجعل نيجيريا جسرا بين منطقتي أفريقيا الأنغلوفونية وأفريقيا الفرنكفونية.

ويؤدي الرئيس النيجيري “بولا تينوبو” دور الشريك الرئيسي في هذه الجهود الفرنسية، وخاصة في غرب أفريقيا، كما هو واضح في زيارته – أي “تينوبو” – إلى باريس في نوفمبر الماضي (2024)، وهي أوّل زيارة دولة إلي فرنسا من قبل رئيس نيجيري منذ أكثر من عقدين؛ إذ قدّم “ماكرون” خلالها عرضا مبهرجًا من الدفء والصداقة إلى الحد الذي جعل بعض الدبلوماسيين والمحللين السياسيين، بما في ذلك السفير الفرنسي في نيجيريا “مارك فونبوستير”، يقولون إن “ماكرون” لم يستقبل أي زعيم أفريقي آخر بتلك الطريقة.

ويمكن أيضا فهم الاهتمام الخاص الذي يوليه “ماكرون” لنيجيريا من خلال حقيقة أنه -أي ماكرون – أمضى ستة أشهر في نيجيريا عندما تدرّب في السفارة الفرنسية بأبوجا – عاصمة نيجيريا – في عام 2002 بصفته طالبًا في المدرسة الوطنية للإدارة (مدرسة عليا فرنسية).

ويضاف إلى ما سبق أنه رغم الاعتقاد السائد بأن موقف الرئيس النيجيري “تينوبو” تجاه فرنسا أكثر إيجابية من مواقف رؤساء نيجيريا السابقين؛ إلا أن مراجعة سريعة للإدارات النيجيرية السابقة منذ عام 1999 تُظهر أن هناك تعاون قديم بين الحكومات النيجيرية والفرنسية السابقة، مثل تعاونهما في عهد “أولوسيغن أوباسانجو” (رئيس نيجيريا من 1999 حتى 2007) حول المرحلة الأولى من تنويع الشراكة الاقتصادية بين الدولتين ودعم فرنسا تخفيف أعباء الديون عن نيجيريا. وفي عهد “محمد بخاري” (الرئيس النيجيري من 2015 حتى 2023) وطّدت فرنسا شراكتها مع البلاد لتعزيز الأمن البحري في خليج غينيا ومكافحة الإرهاب في حوض بحيرة تشاد (وهي منطقة تضم نيجيريا وثلاث دول فرنكوفونية – تشاد والنيجر والكاميرون).

العامل الاقتصادي في تزايد شراكة نيجيريا مع فرنسا

تتعرض إدارة الرئيس النيجيري “تينوبو” لضغوطات من مختلف الجهات، مدفوعة باستمرار الأزمات الاقتصادية التي تعهّد بإصلاحها قبل وإبان وصوله إلى السلطة في عام 2023. وشملت هذه الإصلاحات جذب الاستثمارات الأجنبية وفق استراتيجية قائمة على أربعة أبعاد (هي الديمقراطية والتنمية والديموغرافيا والشتات), ولكن مضي قرابة عامين من حكمه أظهر صعوبة تحقيقها، إضافة إلى السقوط الحر لـ “نيرا” عملة نيجيريا والخلافات بين الجنوب والشمال بسبب مقترح إدارة “تينوبو” للإصلاح الضريبي. وشهدت الأشهر الأخيرة خروج العديد من الشركات الدولية من نيجيريا بسبب انخفاض قيمة العملة النيجيرية وعوامل أخرى مرتبطة ببيئة عمل غير مواتية.

أجبرت صعوبات جذب الاستثمار الأجنبي – وخاصة من الغرب – الرئيس “تينوبو” إلى التوجه نحو فرنسا، حيث ترى حكومته أن تعزيز علاقات نيجيريا مع باريس فرصةٌ قد تسهّل لأبوجا وصولاً تجاريًا أكبر إلى الاتحاد الأوروبي، مما يعود بالنفع على المصدّرين النيجيريين. ولذلك وقّع الرئيس النيجيري خلال زيارته الأخيرة إلى باريس على صفقة بالغة الأهمية، تضمنت استثمارًا فرنسيا بقيمة 300 مليون يورو لتعزيز البنية الأساسية والشراكة للنهوض بقطاعات رئيسية في الاقتصاد النيجيري، بما في ذلك الرعاية الصحية والنقل والطاقة المتجددة والتعدين والزراعة المستدامة. بل صرّح “تينوبو” أثناء الزيارة إلى حاجة الدولتين – نيجيريا وفرنسا – لـ “مسؤولية جماعية” لمحاربة الإرهاب، حيث أن “نيجيريا شريك في التقدم” و”نحن مستعدون للشراكة مع فرنسا حتى نتمكن من إجراء عمليات أمنية من شأنها أن توقف تحدي الهجرة”.

وخلال تلك الزيارة وقعت بنوك نيجيرية اتفاقيات عملٍ في باريس، حيث تألف الوفد النيجيري، بقيادة الرئيس “تينوبو”، من كبار قادة الأعمال النيجيريين, بمن فيهم “عليكو دانغوتي” مؤسس مجموعة “دانغوتي” المالكة لمصفاة دانغوتي التي تؤثر على قطاع النفط الأوروبي، و “توني إلوميلو” مالك “البنك المتحد لأفريقيا” (United Bank for Africa)، وعدد قليل من حكام الولايات النيجيرية الاستراتيجية، بمن فيهم حاكم ولاية لاغوس. إضافة إلى وزراء نيجيريين, مثل وزير الخارجية ووزير المالية ووزير التجارة والاستثمار ووزير الدفاع.

وقد تبعت الاتفاقية الموقعة في باريس عدة تحركات ومذكرات التفاهم. وعلى سبيل المثال، عززت نيجيريا وفرنسا في يناير 2025 شراكتهما في قطاع التعدين من خلال الالتزام بتنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة في باريس, وذلك بالتعاون في تحديث المختبرات الجيولوجية النيجيرية وتوفير المعدات التكنولوجية المتقدمة وتمويل استكشاف البيانات الجيولوجية لوكالة المسح الجيولوجي النيجيرية. وفي الشهر نفسه أكّد وزير الخارجية النيجيري “يوسف توغار” التزام أبوجا بالحفاظ على علاقات دبلوماسية قوية مع فرنسا, مؤكدا أن ليس لنيجيريا نية بقطع علاقتها طويلة الأمد معها.

وعلى نحو مماثل، التقى “والي إيدون” وزير المالية النيجيري في 14 فبراير 2025، بالسفير الفرنسي في نيجيريا, حيث تركزت مناقشاتهما على تعزيز التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى نيجيريا. وفي الشهر نفسه، شاركت نيجيريا – أكبر سوق لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أفريقيا – في قمة عمل الذكاء الاصطناعي التي عقدت في باريس، والتي أعلنت فيها فرنسا عن وقف بقيمة 400 مليون دولار لمؤسسة “الذكاء الاصطناعي الحالي” التي أطلقها الرئيس الفرنسي “ماكرون” بهدف توجيه تطوير التكنولوجيا في اتجاهات أكثر فائدة اجتماعيًا.

وبالنسبة لفرنسا، تتمتع نيجيريا بإمكانات هائلة كواحدة من أكبر اقتصادات أفريقيا، كما أن عدد سكان البلاد الذي يزيد عن 200 مليون شخص يجعلها سوقًا متنامية وأرضًا خصبة بالفرص غير المستغلة رغم حيويتها. وكانت النتيجة أن كانت نيجيريا اليوم الشريك التجاري الرائد لفرنسا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ورابع أكبر شريك فرنسي في أفريقيا.

وقد أطلقت نيجيريا وفرنسا في عام 2018 “مجلس الأعمال الفرنسي النيجيري” الذي يجمع بين الشركات الفرنسية والنيجيرية الكبرى الراغبة في الشراكات الاستثمارية التعاونية. واستحوذت نيجيريا على 20 في المئة من تجارة فرنسا مع دول جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا والتي بلغت 3.53 مليار يورو في عام 2021. وارتفعت قيمة الصادرات الفرنسية إلى نيجيريا من 528 مليون يورو إلى 611 مليون يورو في نفس العام. وكانت معظم هذه الصادرات عبارة عن منتجات مصنعة، حيث شكلت المنتجات الزراعية الغذائية الأغلبية بنحو 30 في المئة.

جدير بالذكر أن فرنسا هي تاسع أكبر مورد لنيجيريا, وأن 95 في المئة من الواردات الفرنسية من نيجيريا عبارة عن منتجات بترولية. وتعمل حوالي 100 شركة فرنسية في مختلف أنحاء البلاد في مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك الطاقة والأغذية الزراعية والشحن والفنادق والتأمين والأدوية. ومولت “الوكالة الفرنسية للتنمية” عدداً من مشاريع التنمية في نيجيريا، وخاصة في مجالات النقل والتنمية الحضرية. بل رغم كون نيجيريا دولة أنغلوفونية، إلا أن فرنسا توسّع حضورها الثقافي في البلاد من خلال مؤسسات فرنسية مختلفة. ويدرس العديد من الطلاب النيجيريين في فرنسا عبر المنح والتعاون بين الجامعات النيجيرية والفرنسية.

مخاوف السيادة الوطنية

يُفتَرض – نظريا – أن تكون نيجيريا قادرة على التعامل مع التحديات التي قد تصاحب علاقاتها المتنامية مع فرنسا، وذلك بسبب طبيعة الثقافات النيجيرية وتاريخها ومشاهدها السياسية وخصائص أقاليمها الجيوسياسية والأسس الاقتصادية النيجيرية التي تختلف نسبيا عن دول المنطقة الفرنكوفونية بغرب إفريقيا.

ومع ذلك، فإن واقع الدول الفرنكوفونية المقربة إلى فرنسا سابقا يعزز المخاوف بشأن السيادة الوطنية النيجيرية. وتتجلّى هذه النقطة في انتقادات النيجيريين لصفقة التعدين التي وقعتها “تينوبو” مع فرنسا التي لديها سجل سيئ فيما يتعلق بالموارد المعدنية والمعاملات الاقتصادية مع عدة دول بجنوب الصحراء الكبرى. إضافة إلى الاتهامات المتعددة الموجهة لفرنسا في تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو بأنها ساهمت في تخلّفها التنموي وتطورها الاقتصادي. وهذه الانتقادات أجبرت الحكومةَ النيجيرية على إصدار توضيح قالت فيه إن فرنسا لم تَسْتَوْلِ على ثروات نيجيريا المعدنية، وأنه “لم يُتَّفق في أي مكان في الوثيقة (الخاصة بالتعدين) أو أشير إلى أن نيجيريا قد تنازلت عن حقوق التعدين للفرنسيين”، كما أن الحكومة لم تقم بأي شيء تضرّ المصالح الاقتصادية والأمنية النيجيرية.

وبالنظر إلى الأزمة الاقتصادية النيجيرية المتعددة الأوجه وتنامي الأطماع العالمية في الموارد المعدنية النيجيرية الحيوية مثل الليثيوم والعناصر الأرضية النادرة والزنك؛ فقد يؤدي سوء إدارة الاستثمارات الفرنسية المتزايدة إلى صراع جديد على الموارد في مناطق التعدين، استنادا على ما يحدث في منطقة دلتا النيجر التي تنشط في مسلحون وعصابات بسبب النفط. وقد يحدّ الاعتماد المفرط على التمويل الخارجي من الاكتفاء الذاتي الاقتصادي لنيجيريا, كما قد يؤثر الوجود الفرنسي المتزايد أيضًا على خيارات السياسة الداخلية والخارجية لأبوجا، وخاصة في مسائل التجارة والأمن، حيث ستحتاج البلاد إلى إدارة علاقاتها مع باريس مع الحفاظ على علاقاتها القوية مع حلفاء آخرين ولاعبين عالميين مثل الصين وروسيا والهند وغيرها.

وهناك نقطة أخرى مرتبطة بدعوة “تينوبو” لـ “ماكرون” إلى تحمل “المسؤولية الجماعية” مع نيجيريا لمحاربة الإرهاب وإجراء العمليات الأمنية؛ إذ تأتي هذه الدعوة في الوقت الذي يذهب الرأي السائد في منطقة الساحل إلى أن علاقات بعض دول المنطقة مع باريس فاقمت من انعدام الأمن فيها. بل تثير الدعوة تساؤلات حول ما إذا كانت نيجيريا مستعدة لاستضافة القوات الفرنسية في المستقبل، وذلك لأن نيجيريا معروفة برفضها القاطع منذ عقود لفكرة استضافة قواعد عسكرية أجنبية من حلفائها الغربيين رغم تعاون الجيش النيجيري معهم.

وتلك التساؤلات وغيرها من النقاشات الوطنية الحادة أجبرت الجنرال “كريستوفر موسى”, رئيس أركان الدفاع النيجيري، في ديسمبر 2024، على نفي ما إذا كانت الحكومة النيجيرية منحت الإذن لفرنسا لإنشاء قاعدة عسكرية داخل حدودها، قائلاً: إن مثل هذه الخطط لم تكن ضمن جدول أعمال الرئيس “تينوبو”، وأنه لن يُسمح لأي كيان أجنبي بإقامة قاعدة عسكرية في نيجيريا، سواء في شمال البلاد أو جنوبها أو أي إقليم آخرى داخل البلاد.

ديناميكيات إقليمية

تقترن زيارة الرئيس “تينوبو” إلى باريس مع تصاعد موجة حركة الوحدة الإفريقية في غرب أفريقيا، وخاصة أنه – أي الرئيس النيجيري – يرأس أيضا مجلس إدارة “إيكواس”, الكتلة الإقليمية التي وافقت مؤخرا على انسحاب النيجر ومالي وبوركينا فاسو منها، وهو ما أثار استياء البعض في المنطقة رغم تأكيد الحكومة النيجيرية مرارا التزامها بأمن واستقرار غرب أفريقيا واحترام سيادة دولها، ورغم أن أبوجا برّرت موقفها وتحركاتها بأن توتر علاقات فرنسا مع دول الساحل لا يؤثر بالضرورة في العلاقات النيجيرية الفرنسية التي تقوم على الاعتبارات الاقتصادية والدبلوماسية، وهي في ذلك كعلاقات نيجيريا مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وغيرها.

ويضاف إلى ما سبق أن سعي “تينوبو” العلني والصريح إلى فرنسا يؤجّج الاتهامات الإقليمية ضد إدارته. ويمكن ملاحظة ذلك في ادعاء القائد العسكري النيجري “عبد الرحمن تشياني”، بعد زيارة “تينوبو” إلى باريس، بأن نيجيريا تتواطأ مع فرنسا لإنشاء قاعدة عسكرية في الشمال المجاورة للنيجر ولتزويد الجماعات الإرهابية النشطة في منطقة بحيرة تشاد بالأسلحة لزعزعة استقرار الجارة. وقد نفى هذا الزعمَ السكانُ المحليّون وزعماؤهم في المناطق الشمالية النيجيرية، كما وصفه مستشار الأمن القومي النيجيري “نوح ريبادو” بادعاء “لا أساس له” و”كاذب”.

وهناك بعدٌ سياسي لتنامي الشراكة النيجيرية الفرنسية؛ إذ أبدى حكام ولاياتٍ شمالية استياءهم تجاه حكومة “تينوبو” بسبب ملفات طنية ولطريقة إدارته لأزمة “إيكواس” مع المجلس العسكري في النيجر المجاورة, حيث أن لهذه الولايات الشمالية قواسم إثنية وثقافية وتاريجية مشتركة مع النيجر.

وبما أن نيجيريا ستعقد رئاسياتها المقبلة في عام 2027, مع احتفاظ الولايات الشمالية النيجيرية – بسبب عدد سكانها وثقلها السياسي – بنسبة تصويت حاسمة في هذه الانتخابات؛ فإن فوز “تينوبو” بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات مهدّد. ويؤكد على هذا ما حدث في احتجاجات أغسطس 2024 ضد حكومته، حيث لوّح متظاهرون بأعلام روسيا في شوارع بولايتي كانو وكادونا في شمال غرب نيجيريا, مما أشّر على تفضيلهم أن تسير نيجيريا على مسار النيجر التي عزز مجلسها العسكري علاقاته مع روسيا بعد انقلاب يوليو 2023 على حكومة الرئيس “محمد بازوم” المدنية.

Source: Apps Support


الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين والقسام تسلم جثامين 4 إسرائيليين

أطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح مئات الأسرى الفلسطينيين فجر اليوم الخميس، موزعين بين الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، في حين سلمت كتائب القسام جثامين 4 أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر، وذلك ضمن الدفعة السابعة في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

فقد أطلق الاحتلال سراح 42 أسيرا فلسطينيا من سجن عوفر هم 37 أسيرا من الضفة و5 مقدسيين.

ووصلت حافلة تقل عشرات الأسرى الفلسطينيين برفقة طواقم من الصليب الأحمر الدولي إلى قصر الثقافة في مدينة رام الله، وسط استقبال جماهيري من عائلاتهم وحشود كانت بانتظارهم، كما ظهر الإعياء على بعض الأسرى ونقلوا إلى المستشفى.

وأعرب عدد من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم عن سعادتهم بخروجهم من معتقلات الاحتلال، وأكد عدد منهم عقب إطلاق سراحهم من سجن عوفر ووصولهم إلى رام الله أنهم تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والضرب على أيدي جنود الاحتلال.

وقالت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام في تصريحات صحفية على هامش استقبال الأسرى إن الجيش الإسرائيلي أفرج عن الأسرى بلباس عليه عبارات عنصرية وتحريضية، لكن تم تزويدهم بملابس بديلة.

وأضافت أن الأسرى أخبروها بإصابتهم بأمراض جلدية، وبعضهم طلبوا إجراء فحوصات طبية.

أسرى مقدسيون

ووصل الأسرى المقدسيون إلى منازلهم في ظروف أمنية مشددة فرضتها عليهم قوات الاحتلال، إذ اقتحمت منازل عائلاتهم في وقت سابق ومنعتهم من إقامة أي مظاهر احتفالية، ووجهت إليهم رسائل تهديد بعدم الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام.

وفي غزة، قال مراسل الجزيرة إن 456 أسيرا وصلوا إلى القطاع، ونقل عدد منهم إلى المستشفى بسبب تدهور حالتهم الصحية.

وقال مراسل الجزيرة إن الاحتلال الإسرائيلي علق الإفراج عن 24 أسيرا من الأطفال إلى حين التأكد من هويات جثث الأسرى الأربعة.

في المقابل، سلمت كتائب القسام في خان يونس جثث الأسرى الإسرائيليين الأربعة إلى الصليب الأحمر الذي أوصلها للجيش الإسرائيلي في معبر كرم أبو سالم.

ووصلت توابيت الجثث الأربع إلى معهد الطب الشرعي في حي أبو كبير بتل أبيب للتأكد من هويات أصحابها.

وكان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إن الجثامين باتت في إسرائيل وأجريت لها فحوص أولية عند المعبر، في انتظار استكمالها بمعهد الطب الشرعي في تل أبيب، لتشخيص وفحص أسباب الوفاة.

وفي هذا السياق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن محاولات الاحتلال تعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين باءت بالفشل أمام إصرار الحركة على تنفيذ الاحتلال التزاماته.

وأضافت الحركة في بيان أنها فرضت التزامن في عملية تسليم جثامين أسرى العدو مع إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، لمنع الاحتلال من مواصلة التهرب من استحقاقات الاتفاق.

وأكدت أن جهود الوسطاء في مصر وقطر في الضغط على الاحتلال أفشلت مخططات الاحتلال.

وقالت الحركة في بيانها إنها قطعت الطريق أمام مبررات الاحتلال الزائفة، ولم يعد أمامه سوى بدء مفاوضات المرحلة الثانية.

وأكدت حماس الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار واستعدادها للدخول في المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، كما أكدت أن السبيل الوحيد للإفراج عن أسرى الاحتلال في قطاع غزة هو فقط التفاوض والالتزام بما تم الاتفاق عليه.

وقال البيان إن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته التراجع عن الاتفاق وعرقلته لن تؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة للأسرى وعائلاتهم.

وطالبت الحركة الوسطاء بمواصلة الضغط على الاحتلال للالتزام بما تم الاتفاق عليه.

وقالت حماس في بيانها إن على بعض دول العالم الكف عن ازدواجية المعايير في الخطاب المتعلق بالأسرى الإسرائيليين دون ذكر الأسرى الفلسطينيين وما يتعرضون له من تنكيل.

وانطلقت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير/كانون الثاني 2025 وتشمل 3 مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الجارية.

ونصت هذه المرحلة على إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا (أحياء وأموات)، وهو ما أوفت به الفصائل الفلسطينية بالفعل، إذ أفرجت عن 25 أسيرا حيا و8 جثامين عبر 8 دفعات.

وكانت آخر دفعة ليل الأربعاء/الخميس، وضمت جثث 4 أسرى إسرائيليين.

ومقابل ذلك أفرجت إسرائيل خلال أول 6 دفعات تبادل عن 1135 أسيرا فلسطينيا، بينهم العشرات ممن يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.

وكان من المفترض أن تفرج إسرائيل عن 620 أسيرا فلسطينيا في الدفعة السابعة السبت الماضي لكن نتنياهو عرقل ذلك.

وبرر نتنياهو قراره بالاحتجاج على المراسم التي تنظمها حماس عند تسليم الأسرى وجثامين الإسرائيليين، مطالبا بوقفها قبل استكمال الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

Source: Apps Support


زوجة نائل البرغوثي للجزيرة نت: خرجت لاستقبال زوجي ومنعني الاحتلال

بعد منع قوات الاحتلال سفرها إلى مصر لاستقبال زوجها المبعد، عادت إيمان نافع من معبر الكرامة على الحدود مع الجانب الأردني، وهي تحمل معها 3 حبات الكلمنتينا (اليوسفي) كانت تتحضر لتقديمها لزوجها الأسير المحرر نائل البرغوثي، والذي أفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل اليوم الخميس، بعد أن قضى ما مجموعه 45 عاما في السجن.

وبعد صدور أمر المنع الإسرائيلي لإيمان وعدد آخر من أمهات وأقارب أسرى تقرر تحررهم يوم الخميس الماضي، حيث كان من المقرر تحرر البرغوثي السبت ٢٢ فبراير/شباط ، قبل أن تقرر إسرائيل تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين حتى مساء أمس الأربعاء، التقطت إيمان صورة للثمار التي حملتها لزوجها من حديقة المنزل، وفكرت في إيجاد طريقة لإيصال الصورة له، بعد أن خبأتها معها في رحلة السفر التي لم تكتمل.

تقول إيمان عن زوجها “نائل متعلق بالأرض بشكل كبير، يحب الزراعة وتقليم الأشجار والاهتمام بشجرة الزيتون التي يعتبرها امتدادا طبيعيا لوجودنا في أراضينا، لقد أمضى أيامه السابقة خارج السجن في فلاحة الأرض والاعتناء بها، لذا هو يحب ثمار هذه الأرض ويحب قطفها وأكلها، وقد فكرت بأنه سيشعر بالسعادة حين يأكل من ثمر الشجر في أرضه”.

وقبل مغادرتها معبر الكرامة الذي انتظرت فيه قرابة 10 ساعات، التقت إيمان رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قدورة فارس، والذي أعفي من منصبه بقرار من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أواخر الأسبوع الماضي، حيث كان يستعد للسفر لمصر لاستقبال أحد أقاربه الأسرى المقرر الإفراج عنهم اليوم السبت.

تقدمت إيمان نحوه وطلبت منه أن يحمل سلامها وتحياتها لنائل، وأن يخبره بمحاولاتها الوصول لمصر لرؤيته، ثم أعطته لوحا من الشوكولاتة وطلبت منه أن يقدمه له نيابةً عنها، وتقول “حبيت يوصله شيء مني، ليحس أني معه، حتى لو لم أستطع أن أكون هناك”.

عادت إيمان لتتابع بقلق كبير وعلى الهواء مباشرة لحظات خروج زوجها من السجن وانتقاله للمرة الأخيرة عبر الحافلة إلى الجانب المصري، وتعلق على هذه اللحظات بقولها إنها كان يجب أن تكون هناك لترحب به وتراه وتعانقه، بعد 11 عاما من الفراق بينهما، وإعادة اعتقاله عام 2014.

وكانت إيمان قد أكدت في لقاءات صحفية سابقة، أن البرغوثي يرفض بشكل قاطع إبعاده إلى خارج فلسطين، لكنها تلقت اتصالاً منه يوم الثلاثاء، أبلغها فيه بالإفراج عنه وإبعاده، لكنها لم تعرف بعد إلى أي بلد، وتضيف “نائل وباقي الأسرى الذين حملوا نفس موقفه من الإبعاد حاولوا الحفاظ على الموقف العام، حتى تستمر الصفقة دون إعطاء الاحتلال مبررات لتعطيلها”.

تقول الزوجة إن الاحتلال منعها من السفر عبر معبر الكرامة في مدينة أريحا مرتين متتاليتين، وتضيف “قالوا لي عليك مراجعة مركز بيت إيل قرب رام الله، هذه الحجة تُقال لكل أهالي الأسرى الممنوعين من السفر، وهو أسلوب ضغط نفسي تمارسه سلطات الاحتلال علينا وعلى الأسرى حتى آخر لحظة”.

حاولت إيمان التواصل مع محامي يهتم بقضايا الأسرى الفلسطينيين لإلغاء منع السفر، وتحدثت مع أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، الذي وعدها بإيصال قضيتها وباقي أهالي الأسرى الممنوعين من السفر لرؤية ذويهم المحررين لعدد من السياسيين والقناصل والدبلوماسيين الدوليين.

سعادة بعد حرمان

تبتسم إيمان وهي تتحدث عن ما يقارب سنوات ثلاثا قضتها مع زوجها نائل، في منزلهم في قرية كوبر شمال رام الله، بعد زواجهما الذي تم عقب شهر واحد من الإفراج عنه ضمن صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، ولا تكتفي إيمان من تعداد صفات زوجها، على الرغم من قصر الفترة التي عاشتها معه، قبل إعادة اعتقاله عام 2014.

تقول إنها عاشت معه 32 شهرا، وكان بالنسبة لها “صديقا وأخا ورفيقا وإنسانا خفيف الظل لطيفا”، كما تحدثت عن ثقافته واطلاعه وتقول “هو قارئ نهم، يطلق عليه الأسرى لقب غوغل فلسطين، لأنه يملك إجابة لأي سؤال يراودهم، كما أنه محب للشعر بشكل كبير، ويجيد اللغة الإنجليزية حيث تعلمها في الأسر”، والتحق عام 2013 بجامعة القدس المفتوحة لدراسة التاريخ، لكن دراسته بقيت معلقة بسبب إعادة اعتقاله.

وتصف حياة زوجها بعد الإفراج وتقول “كان معتادا بشكل يومي أن يصلي العشاء، ثم يجلس على سطح المنزل لتأمل النجوم وحركتها، ويميز أسماءها، فهو محب لعلم الفلك، وكان يقول إنه حرم من رؤية النجوم مدة 33 عاما”.

وتضيف “بعد صلاة الفجر كان يخرج للأرض، يعتني بالزيتون، ويتحدث مع كل الأشجار، كان يقول لي باستمرار إنه يحاول تذوق الأشياء والحياة التي حرم منها طوال سنوات سجنه”.

تقول إنه رقيق في التعامل خاصة مع الأطفال، ويعتبر نفسه أنه “ما زال ذلك الشاب صاحب الـ19 عاما الذي اعتقله الاحتلال”، رغم مرور كل هذه السنوات عليه، وتذكر أنه في عام 2013 نزل الثلج على قرية كوبر، وكانت سعادة نائل لا توصف برؤيته، حيث كان مستمتعا جدا بهذه الأجواء، وقضى يومه خارج المنزل يلهو بالثلج مع أهالي القرية.

العودة للسجن

تصف إيمان إعادة اعتقال زوجها نائل عام 2014 بأنه “شكّل صدمة كبيرة لنا، لأنه قبل شهر واحد من الاعتقال كان موجودا في مركز “بيت إيل” قرب رام الله، حيث كان يجب عليه أن يذهب كل شهرين للتوقيع هناك، تلبية لأحد شروط الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار، ولم يبلغ بوجود أي خرق أمني في ملفه حينها”.

أعيد اعتقال نائل البرغوثي من رام الله التي أجبر على عدم مغادرتها والخروج من حدودها، حيث اتهم بإلقاء خطاب في جامعة بيرزيت اعتبره الاحتلال حينها أنه يحاول الترشح ضمن حكومة حركة حماس في تلك الفترة.

ورغم الحكم عليه بالسجن لمدة 3 أشهر فقط، فلم يفرج عنه بعد انقضائها، وحاولت مصلحة السجون إعادة حكمه السابق، لكن محكمة العدل الإسرائيلية لم تصادق على القرار، ليبقى ملف نائل البرغوثي مفتوحا منذ عام 2015 وحتى موعد الإفراج عنه ضمن المرحلة السابعة من صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل اليوم السبت.

حتى ساعة كتابة التقرير فإن البرغوثي في طريقه إلى مصر بعد الإفراج عنه ضمن المرحلة السابعة من اتفاقية الأسرى بين حماس وإسرائيل، وتقول إيمان إنه اتصل بها وأكد أنه في طريقه لمصر، وعلى الرغم من تقطع الصوت أثناء المحادثة إلا أنه أخبرها بتعرضه للضرب العنيف قبيل الإفراج عنه، “ودعوه بالتعذيب”. وتؤكد أنه حتى الآن لم تعرف الدولة التي سيبعد إليها البرغوثي، وأنها ستعود لمحاولة السفر إلى مصر للقائه مرة أخرى. تتشوق إيمان لوصوله لمصر حتى تتمكن من معاودة الاتصال به والاطمئنان عليه، كما أنها تحاول متابعة وصوله عبر قنوات التلفاز.

وكان البرغوثي المولود عام 1957 في قرية كوبر، قد اعتقل للمرة الأولى عام 1978، بتهمة الانتماء لحركة فتح والمشاركة في عمليات ضد الاحتلال، وحكم عليه بالسجن المؤبد و18 عاما، قضى منه 34 عاما متواصلة في السجن، حيث لُقب بـ”عميد الأسرى”، وكانت إسرائيل ترفض خروجه ضمن أي اتفاقيات لمبادلة الأسرى، قبل أن تنجح حركة حماس بالإفراج عنه عام 2011.

وخلال فترة مكوث نائل في السجن، توفي والداه وشقيقه عمر “أبو عاصف”، واعتقل شقيقته حنان قبل أن يفرج عنها، كما قتل الاحتلال ابن شقيقه صالح البرغوثي، وهدم منزلين لعائلته.

Source: Apps Support


الجيش الأميركي يتخذ قرارا بشأن عناصره المتحولين جنسيا

أعلن البنتاغون أن الجيش الأميركي سيبدأ طرد العسكريين المتحولين جنسيا في غضون 30 يوما، باستثناء من يحصلون منهم على إعفاء.

وقال البنتاغون في مذكرة نشرها أمس الأربعاء في إطار دعوى قضائية إن العسكريين “الذين لديهم تشخيص حالي، أو تاريخ من، أو يعانون من أعراض تتفق مع اضطراب الهوية الجنسية سيتم التعامل معهم بهدف فصلهم من الخدمة العسكرية”.

وأوضحت وزارة الدفاع أن الإعفاء من الخدمة العسكرية لبعض الحالات قد يعاد النظر فيه بعد دراسة كل حالة على حدة، شريطة أن تكون هناك “مصلحة حكومية ملحة في الاحتفاظ بالعنصر الذي يدعم بشكل مباشر القدرات القتالية”.

ويتطلب الحصول على الإعفاء من الطرد من الخدمة العسكرية أن يثبت العسكري أنه لم يحاول أبدا التحول جنسيا، ضمن شروط أخرى.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر في يناير/كانون الثاني الماضي، سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى إعادة تشكيل الجيش والسياسة الفدرالية المتعلقة بقضايا النوع الاجتماعي والشمولية.

وتضمنت الأوامر منع المتحولين جنسيا من الخدمة في الجيش، وإلغاء سياسات “التنوع والشمولية” التي أقرتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن.

ووجه ترامب وزارة الدفاع لوضع سياسة جديدة بشأن أفراد الخدمة المتحولين جنسيا خلال 30 يوما، ترتكز على معايير “الجاهزية العسكرية”.

وشدد الأمر التنفيذي على أن تحديد الجنس الذي لا يتوافق مع الجنس البيولوجي يتعارض مع “المعايير الصارمة المطلوبة للخدمة العسكرية”.

يُذكر أن الجيش الأميركي كان قد رفع الحظر عن التحاق المتحولين جنسيا بصفوفه عام 2016، خلال الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما.

Source: Apps Support


صحف عالمية: حماس وإسرائيل بعيدتان عن الانتقال للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار

قالت صحف عالمية إن المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بعيدتان عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن العقبة الأساسية تكمن في عدم ضمان التزام تل أبيب بالتزاماتها في حال تسلمت كافة الأسرى.

ففي صحيفة واشنطن بوست قال تقرير إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بعيدتان عن التوافق بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بسبب الشروط الجديدة التي وضعها بنيامين نتنياهو.

ومن غير المرجح -بحسب التقرير- أن تقبل حماس إلقاء سلاحها أو الخروج من قطاع غزة، كما لا يتوقع من نتنياهو أن يقدم تنازلا سيكلفه ثمنا سياسيا.

كما قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن أفضل سيناريو لمستقبل اتفاق وقف إطلاق النار وفق المعطيات الحالية هو التمديد المؤقت.

المشكلة في إسرائيل

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن العقبة الكبيرة التي يواجهها الاتفاق ترتبط بمدى استعداد حماس للإفراج على باقي الأسرى دون التزام إسرائيل -التي ترفض الانتقال إلى المرحلة الثانية- بإنهاء الحرب والانسحاب من غزة.

أما صحيفة “لوموند” فقالت في افتتاحيتها إن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بات ضروريا، لأن الأسرى وسكان القطاع عانوا كثيرا، مشددة على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى وانسحاب إسرائيل من غزة.

وفي السياق، ركزت صحيفة “ذا إندبندنت” على التقارير التي تتحدث عن وفاة 6 أطفال في غزة خلال أيام فقط بسبب البرد، مشيرة إلى أن سكان غزة يعيشون معاناة كبيرة حتى مع استمرار دخول المساعدات.

وأشارت الصحيفة إلى أن السكان يواجهون موجة برد يصعب التعامل معها بسبب غياب الكهرباء والوقود وكميات كافية من الخيام والألبسة والبطانيات، وحذرت من أن الوضع قد يسوء أكثر في حال استئناف القتال وتوقف تدفق المساعدات.

كما ناول تقرير في صحيفة “الغارديان” ردود الفعل التي تلقاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد نشره مقطع فيديو على منصته يحاكي مقترحه المثير للجدل بشأن غزة.

ووصف التقرير ردود الفعل في مواقع التواصل بالعنيفة، وقال إن الفيديو الذي يتماهى مع تصور الرئيس الأميركي لمستقبل غزة التي دمرتها الحرب قوبل بكثير من الانتقادات.

Source: Apps Support


شهيد ومصابون واعتقالات في اليوم الـ38 من العدوان على الضفة

قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي طفلا فلسطينيا في مدينة قلقيلية، واعتقل العشرات -بينهم أطفال وأسرى سابقون- بمناطق مختلفة، في وقت أنذر فيه سكانا في مخيم نور شمس بإخلاء مبان تمهيدا لهدمها في الضفة الغربية المحتلة.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن ومخيمات وبلدات عدة شمالي الضفة الغربية لليوم الـ38 على التوالي.

ففي قلقيلية، استشهد طفل مساء أمس الأربعاء متأثرا بإصابته الحرجة في الرأس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت مصادر فلسطينية إن الطفل حامد نزال (16 عاما) أصيب برصاص حي في رأسه، أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي عليه خلال وجوده قرب جدار الفصل العنصري، حيث نقل على إثرها إلى مستشفى قلقيلية، ووصفت إصابته بالحرجة، قبل أن يُعلن عن استشهاده.

🌐 تغطية صحفية |القاء نظرة الوداع على الشهيد الفتى حامد نزال الذي ارتقى برصاص الاحتلال قرب الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية. pic.twitter.com/PpYURWX68U
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 26, 2025

إصابات واعتقالات

كما أصاب جيش الاحتلال فلسطينيين باختناق واعتقل أكثر من 50 في اقتحامات بمناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللها توزيع إخطارات بهدم منازل، في ظل تواصل عدوانه شمالي الضفة منذ أكثر من شهر.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير (رسمية). وقال البيان إن الاعتقالات توزعت في كافة محافظات الضفة.

وفي تصعيد عسكري هو الأول من نوعه منذ عام 2002، اقتحمت دبابات إسرائيلية مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين.

وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم الخميس سيدة فلسطينية. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلاطة البلد شرق المدينة، واعتقلت المواطنة أم براء كساب، في حين اقتحمت محيط حرم جامعة النجاح القديم، وداهمت عدة منازل ومطعما وحطمت محتوياته.

وجنوب الضفة أيضا، قال شهود عيان إن الاحتلال اقتحم مدينة الخليل بمركبات عسكرية وناقلة جند مدرعة.

وأخطر الجيش الإسرائيلي بهدم 3 منازل مأهولة في قرية الديرات شرق بلدة يطا.

“ثبات ومقاومة”

في غضون ذلك، أكد عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب القدس بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) هارون ناصر الدين أن عمليات الهدم والاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال تعكس نواياه في التهجير والتهويد.

وشدد ناصر الدين في بيان على أن مخططات الاحتلال في القدس ستتحطم أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، داعيا إلى تصعيد الرباط والمقاومة في شهر رمضان المبارك.

والأسبوع الماضي، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد المنازل في مخيم طولكرم بعد ساعات من خطوة مماثلة أقدم عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، وسّع جيش الاحتلال عملياته العسكرية -التي أطلق عليها اسم “السور الحديدي”- في مدن ومخيمات الفلسطينيين شمالي الضفة، وخاصة في جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا أكثر من 65 شهيدا وفق وزارة الصحة، ونزوح عشرات الآلاف، ودمارا واسعا.

وتحذر السلطات الفلسطينية من أن تلك العملية تأتي في إطار مخطط حكومة نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، مما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين.

ويأتي توسيع العدوان شمالي الضفة الغربية بعد تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 930 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وبدعم أميركي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

Source: Apps Support


مجموعة الأزمات: سلاح حزب الله يمثل تحديا للقيادة الجديدة في لبنان

قالت مجموعة الأزمات الدولية إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان لا يزال هشا، مما يطرح تساؤلات بشأن تداعيات الحرب التي اندلعت بين حزب الله وإسرائيل بين عامي 2023 و2024، وتمتد لتشمل مدى تمسك القوى المعارضة للحزب بمطلب نزع سلاحه وفقا لما ينص عليه الاتفاق.

وأضافت المجموعة -في تقرير نُشر اليوم الخميس بعنوان “احتواء التوترات الداخلية في لبنان بعد الحرب”، ووصل للجزيرة نت نسخة منه- أن تداعيات الحرب مع إسرائيل أعادت النقاش بشأن دور حزب الله العسكري في لبنان، إذ يرى الحزب أنه انتصر في المعركة رغم تفوق إسرائيل العسكري، لكن خصومه يرون أنه مسؤول عن جرّ لبنان إلى حرب مدمرة قبل أن يوافق لاحقا على شروط هدنة قاسية.

وأشار تقرير المجموعة إلى أن أزمة النزوح تعد من أبرز تداعيات الحرب، حيث نزح مئات آلاف اللبنانيين، ومعظمهم من الطائفة الشيعية. ورغم أن وقف إطلاق النار خفّف نسبيا من حدة التوترات فإن التقرير يحذر من أن هذه الأزمة لم تنته تماما، وقد تتفاقم مجددا إذا انهار اتفاق وقف إطلاق النار.

تحديات القيادة الجديدة

وفيما يتعلق بالأزمات السياسية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، ترى مجموعة الأزمات أن هناك تحديات جمة تواجه القيادة الجديدة للبلاد، خاصة بعد أن خرجت البلاد أخيرا من أزمة سياسية استمرت عامين من دون رئيس للجمهورية، ومع إدارة شؤون البلاد من قبل حكومة تصريف أعمال محدودة الصلاحيات.

ففي أوائل العام الجاري، انتخب البرلمان اللبناني قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية، وبعدها شُكلت حكومة جديدة برئاسة نواف سلام، القاضي السابق في محكمة العدل الدولية.

ووضع تقرير المجموعة عدة تحديات تواجه هذه القيادة الجديدة، ومن أبرزها:

التعامل مع التحديات الكبرى التي تواجه البلاد، بما في ذلك الأزمات السياسية والاقتصادية.
اعتماد نهج قائم على التسوية بدلا من المواجهات السياسة داخليا.
بناء مؤسسات الدولة القادرة على تأمين مستقبل البلاد.
الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتجنب اندلاع حرب جديدة.
إدارة العلاقة مع حزب الله بحذر لتفادي تصعيد غير محسوب.
التعامل مع التدخلات الأجنبية التي قد تؤثر على استقرار لبنان

سلاح حزب الله

يفيد التقرير بأن الضربات التي تلقاها حزب الله من إسرائيل لم تؤد إلى انهيار قدراته العسكرية بالكامل، وأن الحزب لا يزال يحتفظ بقوة قتالية معتبرة مقارنة بمنافسيه المحليين، كما أنه وحليفه الرئيسي حركة أمل لا يزالان يتمتعان بنفوذ سياسي واسع داخل البرلمان والحكومة الجديدة، رغم تقديمهما بعض التنازلات.

وتحذر مجموعة الأزمات من أن محاولة فرض نزع سلاح حزب الله بالقوة لن تكون ناجحة، ومن غير المرجح أن يرضخ الحزب لمثل هذه الضغوط.

ويعدد تقرير المجموعة الأسباب تجعل الحزب يرفض التخلي عن سلاحه، ومنها:

القدرة على مواجهة التهديد الإسرائيلي: حزب الله يرى أن إسرائيل لا تزال تشكل تهديدا مباشرا للبنان، خاصة بعد تدخلها العسكري في سوريا وسعيها لتغيير موازين القوى في المنطقة.
عدم الثقة في الدولة اللبنانية: الحزب يعتقد أن الدولة غير قادرة على حماية البلاد من التهديدات الخارجية، مما يجعله يرى في المقاومة ضرورة لحماية لبنان.
الدعم الشعبي داخل الطائفة الشيعية: رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها الحزب، فإنه لا يزال يتمتع بدعم قوي داخل بيئته الحاضنة، مما يعزز موقفه في رفض التخلي عن سلاحه.

الضغوط الخارجية

وكما أوصى تقرير مجموعة الأزمات القوى السياسية اللبنانية بالتحرك بحذر وتدريجيا في مسألة نزع سلاح حزب الله لتجنب التصعيد، فإنه يدعو الدول الأجنبية إلى الامتناع عن التدخل المباشر في هذا الملف، مشيرا إلى أن تعزيز الاستقرار اللبناني يتطلب:

العمل مع الحكومة الجديدة على تقديم المساعدات الإنسانية ودعم جهود إعادة الإعمار.
يمكن للجهات المانحة دعم الجيش من خلال تقديم مخصصات مالية لتعويض الرواتب المنخفضة.
الضغط الدبلوماسي على جميع الأطراف للالتزام بشروط اتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم أن مسألة نزع سلاح حزب الله تمثل أهم التحديات التي تواجه لبنان، وأثارت مشاعر الاستياء في البلاد على مدار عقود، وفقا لتقرير مجموعة الأزمات، فإن البلاد ما زالت أمامها تحديات لا تقل صعوبة، ومنها “التوترات الطائفية الخطيرة” التي لا تزال كامنة تحت السطح ويمكنها الانفجار في أي لحظة، مما يجعل الحفاظ على الاستقرار مهمة معقدة.

ورغم أنه “من حق اللبنانيين المطالبة بحكومة تمارس سيادة حقيقية خالية من الجماعات المسلحة التي تضعف سلطة الدولة وتسبب الحروب”، فإن المجموعة تحذر كذلك من أن على السياسيين التعامل بحذر وحساسية مع هذه القضايا، “حتى لا يقودوا البلاد إلى فصول جديدة مظلمة من ماضيها الدموي”.

ومجموعة الأزمات الدولية منظمة مستقلة مقرها بلجيكا، تأسست عام 1995، وتعمل على منع الحروب وتشكيل السياسات التي من شأنها بناء عالم أكثر سلاما، كما ينصب عملها على منع الصراعات حول العالم، والعمل على دعم الحكم الرشيد وتمكين المجتمعات من الازدهار.

Source: Apps Support


Coffins said to contain hostages’ bodies arrive in Israel and Palestinian prisoners freed as Gaza truce nears expiry

Tel Aviv, Israel CNN —
Four coffins said to contain the remains of Israeli hostages have been received by Israel, as Palestinian prisoners and detainees were released in Gaza and the occupied West Bank in an overnight exchange as part of the fragile ceasefire deal.
The exchange marks the start of the final swap in the 42-day truce between Israel and Hamas, which is set to expire this weekend unless an agreement is struck to extend it.
Hamas on Thursday signaled its readiness to begin talks on the second phase of the deal after the Palestinian militant group said it would hand over the bodies of Tsachi Idan, Itzhak Elgarat, Ohad Yahalomi and Shlomo Mantzur to Israel. All four were taken captive in the Hamas-led attack on October 7, 2023.
The Hostages and Missing Families Forum confirmed their deaths and said it shared in the “heavy grief” of their loved ones.
Shlomo Mantzur, Tsachi Idan, Itzhak Elgarat and Ohad Yahalomi.
Hostages and Missing Families Forum
The latest transfer was held in private after the Israeli Prime Minister’s Office said an agreement had been reached for the bodies to be returned “in an agreed-upon procedure and without Hamas ceremonies.”
Israel is expected to release a total of 642 Palestinian prisoners and detainees, according to Palestinian Prisoners Media Office. Among them are detainees, including women and children, who have been held without charge, prisoners who were serving life sentences and long sentences, as well as the longest-serving Palestinian political prisoner.
The handover had been in doubt since Saturday, when Israel failed to release 620 Palestinian prisoners and detainees in protest at what it said were “humiliating ceremonies” conducted by Hamas during previous hostage releases.
In the early hours of Thursday, the Red Cross said it handed over the four coffins to the Israeli military at the Kerem Shalom crossing through Egyptian mediators, and the process of identifying the bodies was being carried out in Israeli territory.
Red Cross buses carrying hundreds of Palestinians detained by Israel arrived in Gaza early Thursday. Wearing light gray uniforms, the Palestinians could be seen disembarking the buses outside of the European Hospital in the southern city of Khan Younis to be reunited with their families. Crowds of journalists and residents watched as what sounded like celebratory gunfire could be heard in the background.
Ninety-seven released Palestinian prisoners also arrived in Egypt where they will be exiled in Cairo, Hamas leader Mahmoud Mardawi confirmed to CNN.
Released Palestinian prisoners accompanied by teams from the Red Cross, arrive at the European hospital for treatment in Khan Younis, Gaza on February 27, 2025.
Ashraf Amra/Anadolu/Getty Images
Hostages’ families mourn
After crossing into southern Israel, the four coffins containing the bodies of Israeli hostages were transported to the National Center for Forensic Medicine in Tel Aviv for identification, police said early Thursday.
Images released by police showed a convoy of emergency vehicles traveling down a dark highway as a crowd of people waved Israeli flags.
The Israeli military has previously said that Mantzur, who at 85 was the oldest hostage taken on October 7, 2023, was killed during the Hamas-led attack and his body was held in Gaza.
Mantzur was described by his Kibbutz Kissufim as “the heart of our community – everyone’s grandfather.” In a statement earlier this month, Mantzur’s family mourned his death and called him “a man with a heart of gold, golden hands, and a smile worth gold.”
Yahalomi, a dual French-Israeli citizen, was shot by militants as he tried to protect his wife and three children, who were taken by gunmen during the Hamas-led attack. His wife Bat-Sheva and their two daughters eventually escaped, while their son Eitan, was taken hostage and released in November 2023, as part of a temporary ceasefire.
“We are heartbroken and still struggling to believe,” his family said in a statement.
Elgarat, who was kidnapped at the age of 68, “came to Nir Oz following his brother and was a beloved figure in the community,” the kibbutz wrote in a statement, calling him “an integral part of the social landscape” of the community.
Idan’s family said in a statement Thursday that “the uncertainty and relentless turmoil have come to an end.” Through the Hostages and Missing Families Forum, the family had previously said it had “received several signs of life” since Idan was kidnapped and had expected him to be released as part of the first ceasefire and hostage deal. “Tsachi will be laid to rest next to the grave of his beloved daughter, Maayan, who was murdered on October 7, while trying to assist her father and protect the bomb shelter door,” the family said.
If the four bodies are formally identified as belonging to the hostages, Hamas and its allies now hold 59 captives according to Israeli figures. Of those, more than half are thought to be dead by the Israeli government. One, Hadar Goldin, has been held, dead, since before October 7, 2023.
The first phase of the deal has been marked by accusations of violations from both sides, as Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu faces growing pressure from far-right members of his cabinet to return to war. Hamas on Thursday warned that any attempts by Israel “to backtrack on the agreement” will “only lead to more suffering” for the remaining hostages and their families.
Hugs and cheers for released detainees
In Gaza, CNN footage from the European Hospital in Khan Younis showed three prisoners arrive in ambulances to the intensive care unit, where they were greeted by loved ones.
One prisoner, who was embraced by his son, was provided with oxygen, while another appeared very weak.
Others who disembarked from Red Cross buses also appeared weak and thin, with some having difficulty walking.
One freed man was welcomed by his wife and children, who cried as they hugged him tightly. “I was so afraid. Every day I prayed that they were doing well,” he said.
An elderly man could be seen hugging his brother tightly. “Take me home, I beg you. Take me home. I want to see my children,” he said.
In Ramallah, in the occupied West Bank, scenes of jubilation greeted a group of Palestinian prisoners who were seen disembarking from a Red Cross vehicle in the early hours of Thursday.
The Palestinian Prisoners Media Office said earlier that 43 prisoners were expected to be released into the occupied West Bank and East Jerusalem.
Footage shows emotional reunions, including a daughter hugging and kissing her released father, and a man tightly holding his child.
“We have been out taken out of suffering as if we have been dug out from our own graves. No prisoner has had the experience of having their own release delayed twice,” released prisoner Yaha Shrida told Reuters.
Palestinians are greeted after being released from Israeli prison in the West Bank city of Ramallah on February 27, 2025.
Nasser Nasser/AP
Among the 642 Palestinian prisoners and detainees expected to be released, just under 500 are expected to be sent back to Gaza, including 445 who have been detained in the enclave since the war began in October 2023 and have been held without charge, according to the Palestinian Prisoners Society.
The detainees include 44 children and two women.
Advocates for Palestinians prisoners and detainees have expressed repeated concerns about the delay in their release, and Israel’s treatment of those held in detention. The Palestinian Prisoners’ Society says 69 Palestinian prisoners have died in Israeli detention since the Hamas-led attack on October 7, 2023, of whom 38 were detained in Gaza.
The group released in Ramallah and East Jerusalem early Thursday are among 151 prisoners who were serving life sentences and long sentences, according to Palestinian Prisoners’ Media Office. Ninety-seven of them will be sent into exile while the remaining 11 are from Gaza, where they will be sent back, and were detained prior to October 7, 2023.
Among the Palestinians due for release is Nael Barghouti, the longest-serving Palestinian political prisoner. Nael has been in and out of prison since he was first arrested in 1978 and accused of engaging in attacks against the Israeli military.
He was released in a 2011 Israel-Hamas deal, which saw 1,100 Palestinians exchanged for one Israeli soldier held by Hamas for five years, Gilad Shalit. Nael was re-arrested by Israeli forces in 2014 for “Hamas membership,” according to Israeli media, and has since been serving a life sentence.
Also among them is Bilal Abu Ghanem, who is serving concurrent life sentences for the murder of three Israelis on a Jerusalem bus in 2015.
This is a developing story and will be updated.
CNN’s Ibrahim Dahman, Dana Karni and Lucas Lilieholm, and journalist Abdallah Al Attar contributed reporting.

Source: CNN