الإمــــــــــــارات.. الوعــــــــــد الصـــادق

الإمــــــــــــارات.. الوعــــــــــد الصـــادق

القمة العالمية للحكومات 2025 انتهت، لكنَّ مفعولها مستدام، فمن حَظِي بحضور 200 جلسة حضوراً مباشراً أو متابعة للبث المباشر فقد نال كنزاً من المعرفة الشاملة يكفيه عمراً ويغذي أجيالاً متتالية. نأتي إلى مسك الختام من قائد في مقام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، عندما تحدث خلال القمة عن نتاج «الوعد الصادق»، الذي حمله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعضيده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، عندما وعدا بصدق بصيرورة قيام الاتحاد، الحلم الذي راود القائدين الاستثنائيين، وها نحن اليوم نستظل بمكاسب دولة الاتحاد، لأكثر من نصف قرن. هكذا نمت شجرة الاتحاد، وينطبق هذا على الحكمة التي سطرها الإمام التبريزي وهو يقول، رحمه الله: كيف يمكن للبذرة أنْ تُصدِّق أنَّ هناك شجرة ضخمة مُخبَّأة داخلها؟ ما تبحث عنه موجود بداخلك. هذا هو الألماس الذي أشار إليه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وهو يقارن بين أن نكون ألماساً معلقاً على شجرة الاتحاد أو فحماً يصبح رماداً تذروه الرياح. وفي كلمته بقمة الحكومات، أضاف الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان: «إن دولة الإمارات كالألماس تلمع في الأوقات الصعبة، كما أنها تعد وتفي في كل الأوقات، وباستدامة الوعود والوفاء بها، تتكون المصداقية، وهذه هي مصداقية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.. هذه هي المصداقية الإماراتية».

وخلال كلمته أثناء القمة، انتقل سموه عبر نفق «اللوب» إلى زمن الفراعنة، وعلى وجه الخصوص زمن كيلوبترا بهدف تثبيت جذور الإمارات وتعميقها عبر العصور والحضارات كافة، وقد أشار سموه إلى اللؤلؤة التي كانت مثبتة على التاج، فهي كانت من هنا من أرض الإمارات، كنا موجودين مع الكلدانيين والكنعانيين والبابليين، لم ننقطع يوماً عن هذا المحيط الشاسع في تاريخ البشرية، وقد دلت الآثار التي اكتشفت حديثاً على هذا الامتداد عبر التاريخ التليد.

أثناء القمة العالمية للحكومات يعيش العالم بمفهومه الواسع والشامل في قلب الإمارات بدار الحي، يطلع عن قرب على تجربة الدولة التي تبوأت المرتبة الخامسة على مستوى العالم المتقدم في أرقى وأدق مجال وهو «الذكاء الاصطناعي»، وقد رافق سموه «الروبوت» أثناء إمتاعه جمهور الحضور، وقد ضاقت القاعة بهم من كثرتهم، والدولة ماضية في السنوات القليلة القادمة لتخطي هذا المركز. وعن الثورة الصناعية الأولى، قال سموه: «لم نكن في طليعة المشهد الصناعي آنذاك، بل كنا إما مُصدري اللؤلؤ أو مجرد مستهلكين. أما اليوم، فقد تصدرنا العديد من المؤشرات العالمية بفضل استثمار حكومة الإمارات في الإنسان وسعيها لتطويره».

عندما تكون الدولة قريبة ومساهمة في كل ما يخص شؤون التكنولوجيا المعاصرة في أحدث التقنيات الرقمية والذكية، لا شك في أنها تزداد حيوية أمام هذا العالم الذي يشهد تغيرات جذرية في مختلف المجالات، خاصة في ثورتها الإيجابية والمعتمدة على «الذكاء الاصطناعي» المذهل في مخرجاته وممكناته. هذا القرب من استحقاقات التعامل مع وسائل العصر الراهن، لم يبعد الإمارات عن الإنسانية في أبهى صورها، خاصة في غزة، فقوافل الخير انطلقت إلى هناك منذ بداية الأزمة، وكنا أول دولة توفر المياه منبع الحياة لسكان غزة عبر توفير مصانع لتحلية مياه البحر ومد الأنابيب إلى الداخل الفلسطيني، هذا وقد بلغت المساهمة الإنسانية للإمارات في 2024 قرابة 400 مليار درهم.

هكذا تفتح الإمارات نوافذ من نور، ولو كانت الأبواب موصدة، وبذلك تضيء العالم بالخير والعطاء للنماء. هذا هو السر في قوة الإمارات الناعمة والداعمة لكل إنسان أينما كان وكائناً من كان، وهي قوة العطاء والعطف، ولا يوجد أسهل من الكراهية والبغضاء، أما الحُب، فهو يحتاج نفساً عظيمة.

* كاتب إماراتي

Source: مركز الاتحاد للأخبار