الذكاء الاصطناعي موجود… هل الرؤساء التنفيذيون مستعدون؟

الذكاء الاصطناعي موجود… هل الرؤساء التنفيذيون مستعدون؟

لم تعد بيئة العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي أمراً بعيد المنال. إنها موجودة، وعلى قادة الأعمال التركيز بدقة على نهجهم للاستفادة من كامل إمكاناتها للحفاظ على مكانتهم. وكما هو الحال مع العاملين في مجال المعرفة، يجب على الرؤساء التنفيذيين أن يتولوا زمام الأمور، كما كتب جو غالفين (*).

توظيف عالٍ للذكاء الاصطناعي وتدريب متدنٍّ عليه

مع صعود بيئة العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، انتقل كلٌّ من المهنيين العاملين، والمؤسسات، بسرعة، من الحذر تجاه الذكاء الاصطناعي إلى تبنيه بشكل كامل منذ أن أصبح «تشات جي بي تي» متاحاً للجمهور في عام 2022.

في الواقع، كشف مؤشر ثقة الرؤساء التنفيذيين للربع الأول من عام 2025 لشركة «فستاج»Vistage أن سبعة من كل عشرة رؤساء تنفيذيين يستخدمون الآن الذكاء الاصطناعي التوليدي بنشاط في أدوارهم. وبالمثل، يمتلك اثنان من كل خمسة (41 في المائة) من المؤسسات ترخيصاً أو اشتراكاً في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

يُعد الذكاء الاصطناعي التوليدي، في المقام الأول، أداة لتعزيز الإنتاجية الفردية. كما أنه أصبح مورداً تنظيمياً. لذلك، يركز القادة بشكل متزايد على تثقيف قواهم العاملة حول متى وكيف يستخدمون الذكاء الاصطناعي بأمان ومسؤولية. واعتباراً من مارس (آذار) 2025، أفاد ما يقرب من نصف الرؤساء التنفيذيين (47 في المائة) بأنهم يدربون قواهم العاملة على الذكاء الاصطناعي… وهذه زيادة حادة من 32 في المائة في الربع الثاني من عام 2024.

التخلّف عن الركب

سيتخلف القادة الذين لا يتبنون أدوات الذكاء الاصطناعي عن الركب، فماذا عن الـ53 في المائة الآخرين من الرؤساء التنفيذيين الذين لا يُدربون قواهم العاملة على الذكاء الاصطناعي بنشاط؟ ربما يشعرون بالإرهاق من الذكاء الاصطناعي مع تلاشي حداثته. ربما ينشغلون بالتقلبات الاقتصادية التي تؤثر على أعمالهم. ربما يشعرون بأن الموظفين لا يملكون وقتاً للابتعاد عن العمل لحضور التدريب. لكن الوقت قد فات للانتظار ورؤية كيف ستتطور الأمور. حان وقت العمل.

يجب على الرؤساء التنفيذيين أن يجعلوا الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى فوراً. الوقت المُستثمر في الذكاء الاصطناعي اليوم يوفر الوقت غداً. لقد ولّت أيام كان فيها جيل الذكاء الاصطناعي سلاحاً سرياً. اليوم، من المتوقع أن يستخدم جميع العمال الذكاء الاصطناعي إلى حد ما. سيبدأ القادة الذين يطبقون برامج مُصممة للارتقاء بكفاءة قواهم العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى مستوى أعلى بالتقدم.

إعادة تصور بيئة العمل مع الذكاء الاصطناعي

بدأ تأثير الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة بالظهور. يخطط أصحاب العمل لإنجاز المزيد بموارد أقل، والاستثمار في الذكاء الاصطناعي بدلاً من توظيف الخريجين الجدد نظراً لقدرته على إنجاز المهام الإدارية فوراً. لم يتمكن 5.8 في المائة من الخريجين الجدد، وهو رقمٌ مرتفعٌ بشكلٍ غير معتاد، من العثور على عملٍ مع أتمتة عددٍ متزايدٍ من وظائف المبتدئين. كما بدت سوق العمل الأميركية تُظهر بالفعل آثار هذا التحول على نطاقٍ أوسع.

وبناءً على ذلك، يُكلَّف الرؤساء التنفيذيون بإعادة النظر في كيفية تعاملهم مع تدفق المواهب المستقبلية، ومساعدتهم على اكتساب المهارات البشرية. يشمل ذلك الاستراتيجية والتفكير المنطقي والإبداع، وهي عناصر ضرورية بشكل متزايد للنجاح في عالمنا الذي يُحركه الذكاء الاصطناعي. كما يحتاج قادة الأعمال إلى تدريب الموظفين من جميع الأجيال للعمل جنباً إلى جنب مع وكلاء الذكاء الاصطناعي وإدارتهم. يجب عليهم الاستثمار في برامج التعلم والتطوير التي تُمكّن الموظفين من مواكبة هذا التحول في العقلية وتوفر المهارات اللازمة لتحسين الذكاء الاصطناعي.

* مجلة «إنك» – خدمات «تريبيون ميديا

Source: كاتب