“السياسة العالمية: الإمارات تقود الجهود لدعم التحول الأخضر في آسيا الوسطى”

يديعوت أحرونوت: ترامب قد يطلب من نتنياهو إنهاء الحرب بغزة قريبا

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا عن مصادر إسرائيلية أنه “من المتوقع أن يطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب على غزة قريبا”.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين خلال الأيام الماضية، أن الرئيس ترامب بدأ يفقد صبره، وأنه منح نتنياهو مزيدا من الوقت لمواصلة القتال، ولكن ليس لفترة طويلة -ربما أسبوعين أو 3 أسابيع- وأنه يريد إنهاء الحرب قريبا.

وأشارت الصحيفة إلى أن عائلات الأسرى الإسرائيليين علمت أن إدارة ترامب تعمل خلف الكواليس على إنتاج صفقة جديدة للإفراج عن الأسرى وإنهاء حرب غزة، والتي ستكون جزءا من خطة ترامب الشاملة للشرق الأوسط، ودفع التطبيع مع المملكة العربية السعودية في نهاية المطاف.

وقالت يديعوت أحرونوت إن جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي أكد لوفد من عائلات الأسرى الإسرائيليين الالتزام بتأمين إطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين في غزة.

وفي سياق متصل، أكد منسق شؤون الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية غال هيرش أن مفاوضات التبادل تجري وسط تعتيم مشدد؛ مشيراً إلى أن إسرائيل على اتصال دائم مع الأميركيين والدول الوسيطة.

وقال هيرش في تصريح لصحيفة إسرائيل اليوم “رغم ما يبدو جمودا في جهود إعادة المختطفين، فإن العمل مع الوسطاء متواصل وحثيث، وهناك أمور تحدث في هذا السياق”.

وزعم هيرش أن هناك تأثيرا للضغط الإسرائيلي العسكري والسياسي واللوجستي على حركة حماس.

ومطلع مارس/آذار المنصرم خرقت حكومة نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس واستأنفت عدوانها على قطاع غزة.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/لآذار الماضي، قتلت إسرائيل 1449 فلسطينيا وأصابت 3647 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع الثلاثاء.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

Source: Apps Support


صواريخ إسرائيلية تحول مربعا سكنيا بغزة لمقبرة

في لحظة خاطفة، تحولت إحدى حارات حي الشجاعية شرق مدينة غزة إلى ركام مشتعل، وبقايا منازل وأحلام، بعدما نسف صاروخ إسرائيلي عدة مبان سكنية على رؤوس ساكنيها.

امتزجت صرخات طلب النجدة بدخان القصف، وارتفع الغبار محملا بصرخات وأنين الأطفال تحت الأنقاض وهم ينادون أمهاتهم، بينما وقف أهالي الحي مذهولين يبحثون عن أحبّتهم بين الردم والركام.

تسبب القصف العنيف في استشهاد 38 شخصا وإصابة 85 آخرين، وحول المنطقة إلى ساحة من الركام والنيران، وخلف مشهدا مأساويا تقشعر له الأبدان، وتعجز عن وصفه الكلمات.

وبينما تكافح طواقم الدفاع المدني بأقل الإمكانيات لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة، تتعالى صرخات ذوي الضحايا من هول المشهد والفقد.

وبوجه يملؤه الغبار، يقول محمد سالم، أحد أفراد الدفاع المدني، الذي وصل المكان مسرعا مع رفاقه “لا نملك شيئا.. فقط نعمل بأيدينا وإرادتنا. نرفع الركام حجرا حجرا بحثا عن ناجين وسط هذا الركام”.

ويضيف سالم مندهشا “هنا منازل مليئة بالأطفال والنساء.. أين حقوق الإنسان؟!”

وعلى الجانب الآخر، كان المسعفون يحملون الضحايا والجرحى مستخدمين العربات البدائية في ظل نقص المركبات المخصصة والوقود بفعل الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 18 شهرا.

من بين الشهداء، كان أحمد صلاح البلبيسي، أحد الوجوه التي عرفها سكان الشجاعية، في حين ارتقت 4 شقيقات من عائلة رجب، غادرن الحياة معا تحت ركام المنزل الذي وُلدن فيه، وكأن القصف أراد محو العائلة دفعة واحدة.

وتقول المسنة أم سامي رجب (67 عامًا)، جدة الشقيقات الأربعة، “كنت جالسة معهم في الغرفة، كن يلعبن، وأنا أوزع عليهن تمرا وماء”.

وتضيف أم سامي، لمراسل الأناضول: “في غمضة عين، الدنيا انقلبت. صوت مثل يوم القيامة، كل شيء وقع فوقنا. أفقت وأنا بالمستشفى، ولم أجد البنات. قالوا لي: راحوا (قتلن)”.

وتبكي المسنة حفيداتها وتقول “أخذوا حبيباتي الأربعة من حضني، لم أودعهن، ولم أشبع منهن، كانوا نور البيت. ماذا بقي لي بعدهم؟”.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، قتلت إسرائيل 1482 فلسطينيا وأصابت 3688 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع أمس.

وقف الشاب محمد أبو العطا (34 عاما)، أحد سكان المنطقة، مذهولا أمام ما تبقى من منزله، وقال للأناضول: “كنت جالسا في الغرفة مع أطفالي، وفجأة دوى الانفجار.. ارتجّت الأرض، وتطايرت الجدران من حولنا. خرجت مسرعا، ولم أرَ سوى الدخان، والجميع من حولي كان يبحث عن أفراد عائلته بين الركام”.

ويضيف أبو العطا، لمراسل الأناضول: “العمارة راحت، وأهلها كأنهم ما كانوا. البيت كان مليئا بالحياة، فيه ضحكات أطفال، والآن أصبح قبرا كبيرا. فما ذنب هؤلاء الأبرياء؟!”.

وفي وصف ما جرى، قالت حماس إنها “واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية”، مؤكدة أنها “وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، الذي يقف عاجزا وصامتا أمام أبشع فصول القتل الجماعي والإبادة المنظّمة”.

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، يمنع الجيش الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء ومياه وأغذية لقطاع غزة عقب إغلاقه للمعابر، مما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة والعطش.

وفي مستشفى المعمداني، كانت الطفلة جوري، ترقد على سرير بارد، وجهها مغطى بالدماء، وملامحها تعكس الصدمة والخوف.

وبصوت مرتجف قالت جوري لمراسل الأناضول: “كنا نلعب أنا وشقيقاتي… فجأة سمعنا صوتا قويا، وصرنا نصرخ، لم أعرف ما حدث، ولما فتحت عيوني كنت بالإسعاف والدم على وجهي”.

وتتساءل الطفلة باستغراب “لماذا قصفونا؟!.. نحن لم نفعل أي شيء”، وتضيف باكية “أريد الرجوع إلى بيتنا، لكن بابا قال: البيت راح (تدمر)”.

صراخ الأطفال في المستشفى، ونداءات الأمهات اللواتي يبحثن عن أبنائهن بين الجرحى، واكتظاظ الممرات بالجثامين، كلها رسمت لوحة أخرى من لوحات الموت اليومية في غزة.

‎وعصر أمس الأربعاء، قال الدفاع المدني الفلسطيني بغزة إن حصيلة المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بقصف مربع سكني مأهول بلغت 23 شهيدا، بينهم 8 أطفال، وأكثر من 60 مصابا، إضافة إلى نحو 34 مفقوداً.

ولاحقا في ساعات المساء، تم الإعلان عن انتشال جثامين 15 شهيدا، إضافة إلى 25 مصابا آخرين من تحت الأنقاض.

يذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل انتهت في الأول من مارس /آذار الماضي، والذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

Source: Apps Support


أنصار نتنياهو يهاجمون أسيرة إسرائيلية سابقة بعد مقابلة إعلامية

تعرضت الأسيرة الإسرائيلية السابقة المجندة ليري ألباغ لحملة تحريض وتهديدات على الإنترنت أطلقها أنصار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك إثر تصريحاتها العلنية التي حملت فيها رئيس الحكومة مسؤولية الإخفاق الأمني في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكانت ألباغ قد ظهرت في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان” يوم الاثنين، وتحدثت خلالها عن تجربتها كأسيرة لدى حركة حماس عقب اختطافها من قاعدة نحال عوز العسكرية خلال عملية “طوفان الأقصى”.

وخاطبت ألباغ نتنياهو مباشرة قائلة “أنت المسؤول عن كل ما حدث، وعليك إصلاح ما فعلته” في إشارة إلى تقاعسه عن منع الهجوم.

ردود فعل عنيفة

وكانت ردود الفعل على تصريحات ألباغ عنيفة وسريعة، إذ أفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بأن المجندة تلقت سيلا من الشتائم والتهديدات من حسابات داعمة لنتنياهو على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وُصفت بـ”الخائنة” و”القذرة” حتى أن البعض طالب بـ”إعادتها إلى غزة”.

وبسبب التهديدات، طلبت ألباغ من “كان” إزالة المقابلة من منصاتها، وهو ما استجابت له القناة لاحقا.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن الهجوم على ألباغ جاء في معظمه من مجموعات مؤيدة لنتنياهو على فيسبوك، أبرزها “الأصدقاء الذين يحبون بنيامين نتنياهو” التي تضم أكثر من 90 ألف عضو.

واتهم بعض المعلقين ألباغ بتلقي أموال مقابل الإساءة لنتنياهو، كما اتهمها آخرون بالسعي إلى الشهرة والظهور السياسي.

حماس هي “العدو”

ونشرت ألباغ بيانا -مساء الأربعاء- عبر حسابها على “إنستغرام” وكشفت فيه عن حجم الإساءة التي تعرضت لها. وقالت “قرأت التعليقات والتهديدات التي وصلتني والشتائم. أنا خائفة… لا من الردود نفسها، بل مما أصبحنا عليه كمجتمع”.

وأضافت “كل هذا فقط لأنني قلت إن رئيس الوزراء مسؤول عن الإخفاق في 7 أكتوبر! لم أكن أتخيل أن أتلقى هذا الكم من الكراهية من داخل إسرائيل”.

وتابعت باستنكار “يسخرون من وزني؟ هذا يعيد إليّ أصوات الخاطفين الذين اعتادوا على إهانتي يوميا. يتمنون لي الموت؟ وجهوا أمنياتكم تلك لحماس وليس لي”.

كما شددت على أن العدو الحقيقي هو حماس، قائلة “حماس هي العدو، ولن أنسى ما فعلته لحظة. وأنا أريد الانتقام منها شخصيا”.

وأشارت ألباغ إلى أن الانقسام الداخلي بإسرائيل بات أكثر خطرا من التهديدات الخارجية، مضيفة “لن ننتصر بهذه الطريقة. نحن بحاجة إلى الوحدة لمواجهة الأعداء، لا أن نمزق أنفسنا من الداخل”.

مكالمة دعم من نتنياهو

من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو تحدث هاتفيا مع ألباغ ووالديها، وعبر عن تضامنه معها بعد الهجمات التي تعرضت لها عبر الإنترنت، مشيدا بـ”صمودها وشجاعتها خلال فترة الأسر”.

وجاء في بيان صادر عن مكتبه أن “نتنياهو أعرب عن إعجابه بصمود ألباغ، وأكد أن الحكومة ستواصل جهودها لإعادة جميع الرهائن” كما أشار إلى رغبته في لقاء ألباغ وزملائها المفرج عنهم قريبا.

وكانت ألباغ واحدة من مجموعة من المجندات اللاتي أُسرن من قاعدة ناحال عوز خلال هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حركة حماس وفصائل فلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبعد أسابيع من المفاوضات، أُفرج عن ألباغ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ضمن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، قبل أن تخرق إسرائيل الاتفاق وتستأنف حرب الإبادة الجماعية على القطاع الفلسطيني المدمر.

Source: Apps Support


شهداء وجرحى مع استمرار المجازر الإسرائيلية وسوء التغذية يلاحق أطفال غزة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازرها باستهداف الأحياء السكنية ومخيمات النازحين في قطاع غزة مخلفة عشرات الشهداء والمصابين، بينما أكدت وزارة الصحة في غزة أن 60 ألف طفل في القطاع تتهددهم مضاعفات صحية خطيرة، بسبب معاناتهم من سوء التغذية.

بالتزامن مع ذلك هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالتصعيد في كل القطاع ما لم يطلق سراح الأسرى الإسرائيليين، بينما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدول العربية والإسلامية للتحرك العاجل للضغط على الاحتلال لوقف العدوان فورا ورفع الحصار.

وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 5 فلسطينيين في قصف اسرائيلي استهدف منزلا وخيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي الشمالية من خان يونس جنوب قطاع غزة فجر اليوم الخميس.

كما أفاد مراسلنا باستشهاد فلسطيني جراء قصف إسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين شمال غرب مدينة الزهراء وسط القطاع.

وقالت قناة الأقصى الفضائية إن طائرات مسيرة من طراز (كواد كوبتر) تطلق النار تجاه منازل المواطنين في بلوك سي ومحيط مسجد القسام بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة

وفي مدينة غزة، أكد المركز الفلسطيني للإعلام أن مدفعية الاحتلال تواصل قصفها العنيف على حيي الشجاعية والزيتون شرق المدينة.

وكانت مصادر طبية أفادت للجزيرة باستشهاد 45 فلسطينيا أمس الأربعاء، منهم 35 في قصف على منزل في شارع بغداد، بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

توسيع العدوان

وفي الأثناء، قال مراسل الجزيرة إن القصف الإسرائيلي مستمر على مناطق رفح جنوب القطاع مع توسع العملية العسكرية وشق طريق يسميه الاحتلال بمحور ميراغ الجديد.

كما يقوم جيش الاحتلال بعمليات نسف للمباني وتفخيخ مربعات سكنية وتفجيرها واستمرار إطلاق النار من المسيرات الإسرائيلية في المناطق الحدودية من رفح.

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “العملية العسكرية ستتواصل وتتصاعد في كل أنحاء قطاع غزة ما لم تعد حركة حماس جميع الرهائن قريبا”.

وأضاف كاتس خلال قيامه بجولة تفقدية لما بات يعرف بمحور ميراغ جنوب القطاع أن احتمالات التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى أصبحت أعلى مما كانت عليه قبل استئناف القتال على غزة.

وتابع “هناك احتمال أكبر اليوم للتوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى بمجرد أن تقول حماس إنها توافق على إعادة 11 أسير من الأحياء، وعندها ستوقف إسرائيل القتال”.

معاناة الأطفال

إنسانيا، قالت وزارة الصحة في غزة إن 60 ألف طفل في القطاع تتهددهم مضاعفات صحية خطيرة، بسبب معاناتهم من سوء التغذية.

وأضاف بيان الوزارة أن إغلاق المعابر أمام مرور الإمدادات الغذائية والدوائية سيُفاقم أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، مشددة على أن انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب يضاعف من التحديات الصحية، مع استمرار منع التطعيمات الوبائية للأطفال، ولا سيما تطعيمات شلل الأطفال.

من جهته، قال الدكتور منير البرش المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن الاحتلال دمر معظم المرافق الصحية في القطاع وقتل مئات الكوادر الطبية.

وناشد البرش العالم التدخل الفوري لوقف المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين وفتح المعابر وإدخال المستلزمات الصحية والأدوية وحليب الأطفال.

وقال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في قطاع غزة مروان الهمص إن أطفال غزة يعانون من أمراض عدة، دون وجود علاج لها، داعيا إلى فتح المعابر فورا لإدخال الغذاء والماء والدواء.

في سياق متصل، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر حسابه في منصة إكس إن إسرائيل بصفتها قوة محتلة تتحمل التزامات بموجب القانون الدولي، مشيرا إلى أنه لا يمكن إدخال أي إمدادات إنسانية إلى قطاع غزة حاليا.

وفي بيان أصدره سابقا أكد غوتيريش مجددا على أن ما اقترحته السلطات الإسرائيلية أخيرا من آليات تفويض لإيصال المساعدات يُنذر بمزيد من التحكم والتضييق الشديد على المساعدات حتى آخر سعرة حرارية وحبة دقيق.

وأضاف أن وكالات الأمم المتحدة وشركاءها مستعدون وعازمون على تقديم المساعدة، لكنهم لن يشاركوا في أي ترتيب لا يحترم المبادئ الإنسانية احترامًا كاملًا، مشددا على أن أبطال العمل الإنساني في غزة يتعرضون للقصف ومع ذلك يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة المحتاجين.

بدورها، قالت حركة حماس إن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة دموية في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، مؤكدة أن الجرائم الوحشية التي تُرتكب أمام سمع وبصر العالم ضد مدنيين أبرياء عزل لن تمر بلا حساب، ولن تسقط بالتقادم.

وأضافت حماس، في بيان، أن بقاء المواقف العربية والإسلامية أسيرة التصريحات والإدانات الخجولة أمر لم يعد مقبولا؛ وأنه لا يعقل أن يُترك الشعب الفلسطيني وحيدا في هذه المواجهة المصيرية، دون سند حقيقي يرتقي إلى حجم التحدي والجريمة.

ودعت حماس قادة الدول العربية والإسلامية للضغط على الاحتلال وداعميه في واشنطن، لوقف العدوان ورفع الحصار.

وطالبت حماس الدول التي تقيم علاقات مع الاحتلال بقطعها، وإغلاق السفارات الإسرائيلية فيها، نصرة لدماء الأبرياء.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/لآذار الماضي، قتلت إسرائيل 1449 فلسطينيا وأصابت 3647 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع الثلاثاء.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

Source: Apps Support


النظام الصحي الأفغاني يلفظ أنفاسه الأخيرة مع تقليص المساعدات الأميركية

في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، تواجه أفغانستان كارثة صحية غير مسبوقة بعد إغلاق أو توقف أكثر من 200 منشأة صحية تديرها منظمة الصحة العالمية عن العمل، كانت تقدم الرعاية الطبية لنحو 1.84 مليون شخص.

يرجع المحللون السبب الرئيسي وراء هذا الانهيار إلى قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول أيام ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني 2025، إذ أعلن تجميدًا فوريًا لجميع المساعدات الخارجية، بما في ذلك أكثر من 40 مليار دولار (32 مليار جنيه إسترليني) للمشاريع الدولية القادمة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “يو إس إيه آي دي” (USAID).

وتم التأكيد لاحقًا على إلغاء أكثر من 80% من برامج الوكالة الأميركية مما أثر بشكل مباشر على تمويل البرامج الصحية في أفغانستان، وهو ما أدى إلى توقف خدمات حيوية مثل التطعيمات، ورعاية الأمهات والأطفال، والعلاجات المنقذة للحياة، ليترك ملايين الأفغان في مواجهة مصير مجهول.

أزمة إنسانية متصاعدة

ونشرت مجموعة الصحة العالمية، وهي شبكة تضم العديد من المنظمات الدولية بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، تقريرا يفيد بأن تعليق المساعدات الخارجية الأميركية كان له تأثير سلبي على القطاع الصحي الأفغاني، ونتيجة لذلك تم إغلاق ما لا يقل عن 320 مركزا صحيا في البلاد تتبع مختلف المؤسسات العاملة في القطاع الصحي.

ووفقا لهذا التقرير فإن هذه المراكز الصحية في مختلف أنحاء أفغانستان كانت ممولة من قبل 13 منظمة غير حكومية، وكانت تقدم خدمات صحية للمواطنين الأفغان في 31 مقاطعة، لكن مع تعليق المساعدات الخارجية الأميركية توقفت أنشطة تلك المراكز الصحية.

وجاء في تقرير لصحيفة غارديان البريطانية أنه نتيجة لقطع المساعدات أغلقت العيادات الصحية في 28 من أصل 34 محافظة وهذا يؤدي إلى “أزمة إنسانية متصاعدة” حيث تُعاني البلاد -وفقًا لمنظمة الصحة العالمية- بالفعل من الفقر وتفشي أمراض مثل الحصبة والملاريا وشلل الأطفال”. ومن المتوقع إغلاق 220 مرفقًا صحيًا آخر بحلول يونيو/حزيران بسبب نقص التمويل.

وبحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) كانت الولايات المتحدة أكبر مانح لقطاع الصحة في أفغانستان السنوات الأخيرة، حيث بلغت مساعداتها 43.9% من إجمالي ميزانية المساعدات الإنسانية بالبلاد.

وبحسب الأمم المتحدة، كان من المفترض أن تقدم الولايات المتحدة 234 مليون دولار على الأقل هذا العام مساعدات موجهة إلى الشعب الأفغاني، وهو ما يشكل 10% من إجمالي الميزانية المطلوبة لعام 2025.

ويأتي هذا، في الوقت الذي أعرب فيه صندوق الأمم المتحدة للسكان مؤخرا عن قلقه من أن التعليق المؤقت للمساعدات الخارجية الأميركية سيؤثر على النظام الصحي في أفغانستان.

وبحسب وكالة الأمم المتحدة، فإنه مع هذا الإجراء الذي اتخذته إدارة ترامب سيواجه أكثر من 9 ملايين شخص في أفغانستان صعوبات في الوصول إلى الخدمات الصحية.

وأضاف صندوق الأمم المتحدة للسكان أن أنشطة نحو 600 فريق صحي متنقل ومراكز استشارات صحية في أفغانستان ستواجه صعوبات أيضا بسبب هذا الإجراء.

ومن جانبه أعرب بيو سميث، مدير قسم آسيا والمحيط الهادي بصندوق الأمم المتحدة للسكان، عن قلقه إزاء خفض التمويل لمعالجة احتياجات السكان، مضيفًا “حياة ملايين النساء والفتيات في أفغانستان وبنغلاديش وباكستان معرضة للخطر حاليًا بسبب عدم القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية الحيوية التي تدعمها المنظمة”.

هشاشة الوضع الصحي بأفغانستان

لم تكن أفغانستان يومًا في وضع صحي مستقر في ظل عقود من الصراع، والفقر، وانعدام الأمن الغذائي جعلت النظام الصحي هشًا للغاية. وقبل تقليص المساعدات الأميركية، كانت منظمة الصحة العالمية تدير شبكة واسعة من المرافق الصحية التي تعد العمود الفقري للرعاية الصحية في أفغانستان.

وكان هذا المشروع، الذي يخدم فيه أكثر من 20 ألف عامل صحي، يوفر خدمات أساسية مثل التمنيع الروتيني وعلاج سوء التغذية والرعاية السابقة للولادة في 34 مقاطعة.

وتجدر الإشارة إلى أنه خلال عام 2020، استفاد أكثر من 30 مليون شخص من هذه الخدمات، بما في ذلك تطعيم 1.5 مليون طفل. لكن الوضع تدهور بشكل كبير منذ أغسطس/آب 2021، عندما توقف التمويل الدولي للمشروع بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم.

ومع عودة إدارة ترامب إلى السلطة وتجميدها للمساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا لمراجعة الإنفاق، ثم تقليصها بشكل دائم، وأصبحت هذه المرافق على شفا الإغلاق التام.

وباتت اليوم أكثر من 90% من المرافق الصحية التي كانت تعتمد على الدعم الأميركي والدولي غير قادرة على العمل، مما يهدد حياة ملايين الأفغان، خاصة الأطفال والحوامل.

وتقول أجيال سلطاني، رئيسة قسم الاتصالات بمنظمة الصحة العالمية في أفغانستان “إن إغلاق المرافق الصحية يُفاقم هذه الأزمات، حيث تواجه المجتمعات النازحة والمهمشة مخاطر متزايدة للإصابة بالأمراض وسوء التغذية ونقص الرعاية الطبية”.

وتضيف “قد يدفع وقف التمويل الأميركي مانحين آخرين إلى تقليص مساعداتهم الإنسانية أو سحبها، وهذا من شأنه أن يزيد من تفاقم التحديات التشغيلية ويقلل من القدرة على تقديم الخدمات المنقذة للحياة”.

وفي وقت سابق، قال الاتحاد الأوروبي أيضا إن أماً تموت في أفغانستان كل ساعتين. وبحسب الاتحاد فإن وفيات الأمهات ترجع في الغالب إلى مضاعفات يمكن الوقاية منها تتعلق بصحة الحمل.

وعن الآثار السلبية لقطع وتقليص المساعدات الأميركية على خدمات المؤسسات الصحية غير الحكومية العاملة في أفغانستان، تقول سوزي فان ميجن المديرة المؤقتة للمجلس النرويجي للاجئين بأفغانستان “أريد أن أؤكد أن مكتب المجلس النرويجي لن يوقف عملياته في أفغانستان”.

ولكنها أضافت “بسبب تعليق وتخفيضات التمويل من جانب الولايات المتحدة، اضطر المجلس النرويجي للاجئين إلى إنهاء بعض برامجه في أفغانستان”.

معاناة المرضى

في مستشفى وزير أكبر خان بالعاصمة الأفغانية، وفي أحد المرافق التي كانت تستقبل إمدادات طبية من منظمة الصحة العالمية، يصف طبيب جراح -لا يرغب في ذكر اسمه- الوضع بـ”الكارثي” ويقول “كنا نجري نحو 500 عملية جراحية شهريًا للمرضى في الأقسام المختلفة لكن الآن نواجه صعوبة في توفير بعض الضمادات الأساسية”.

ومن جانبها، تروي شبنم، وهي أم 3 أطفال بولاية هرات، كيف فقدت طفلها الرضيع بسبب غياب الرعاية حيث “كان يعاني من الإسهال وسوء التغذية، لكن العيادة المحلية أغلقت أبوابها قبل شهرين، ولم أجد مكانًا أعالجه فيه”. وهناك قصص مثل هذه تتكرر في جميع أنحاء البلاد، حيث يدفع المدنيون ثمن القرارات السياسية البعيدة.

تداعيات تقليص المساعدات الأميركية

لم يكن إعلان الإدارة الأميركية الحالية عن تقليص المساعدات مفاجئًا للمراقبين، حيث سبق أن اتخذت هذه الإدارة مواقف مماثلة خلال ولايتها الأولى، بما في ذلك تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية عام 2020.

ولكن التوقيت الحالي يجعل التداعيات أكثر خطورة، ففي ظل تفاقم أزمة سوء التغذية -حيث يتوقع أن يعاني نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد هذا العام- أصبح انقطاع خدمات الرعاية الصحية بمثابة حكم بالموت على العديد من الأطفال، كما أن توقف برامج التطعيمات يعرض البلاد لخطر عودة أمراض يمكن الوقاية منها مثل شلل الأطفال والحصبة.

وتقول الدكتورة خديجة أمل -طبيبة وأستاذة جامعية أفغانية ممنوعة من التدريس في ظل حكم طالبان- إن النساء هن الفئة الأكثر تضررًا في ظل حكم طالبان ويواجهن الآن تهديدًا مضاعفًا. ومع إغلاق العيادات التي تقدم خدمات الرعاية السابقة للولادة والولادة الآمنة، ترتفع مخاطر وفيات الأمهات، والتي كانت بالفعل من بين الأعلى عالميًا. وفي ظل القيود الصارمة على حركة النساء وحصولهن على التعليم الطبي، فإن نقص الكوادر الصحية النسائية يزيد من تعقيد الوضع.

تحذيرات دولية وصمت أميركي

حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس -في مارس/آذار 2025- من أن تقليص المساعدات الأميركية قد يكلف حياة الملايين عالميًا، مشيرًا إلى أن “توقف دعم برامج صحية حيوية في أفغانستان وغيرها من الدول قد يمحو عقودًا من التقدم”.

ودعا غيبريسوس الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرارها، مؤكدًا أن الدعم الصحي العالمي ليس فقط إنقاذًا للأرواح، بل أيضًا يعد استثمارًا في الأمن القومي الأميركي عبر منع انتشار الأوبئة.

وفي سياق مماثل، حذر برنامج الغذاء العالمي أيضا من أن أفغانستان تواجه أزمة سوء تغذية حادة بين الأطفال، ومن المتوقع أن يصل عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية إلى 3.5 ملايين عام 2025.

وتشير تقارير جديدة صادرة عن برنامج الغذاء العالمي إلى أن 8 من كل 10 عائلات في أفغانستان غير قادرة على تحمل تكاليف النظام الغذائي المناسب، وأن 3 من كل 4 عائلات تضطر إلى اقتراض المال لشراء المواد الغذائية الأساسية.

وأكدت وكالات الأمم المتحدة ضرورة أن يولي المجتمع الدولي اهتماما فوريا بالوضع الإنساني في أفغانستان وتقديم المساعدات الإنسانية.

لكن الرد الأميركي جاء باردًا، إذ بررت إدارة ترامب -التي أنهت معظم برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية المقدرة بمليارات الدولارات- قرارها بأولوية “إعادة بناء أميركا أولًا” متهمة المنظمات الدولية بـ”سوء الإدارة” و”التبعية لأجندات خارجية”.

وقد أثار هذا الموقف انتقادات حادة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية التي اعتبرت أن الانسحاب الأميركي من دعم الصحة العالمية يمثل “ضربة قاصمة” في وقت تحتاج فيه أفغانستان للتضامن الدولي أكثر من أي وقت مضى.

آمال لتخفيف الأزمة

مع استمرار عزلة أفغانستان الدولية تحت حكم طالبان، يبدو أن الأمل في إنقاذ النظام الصحي يكمن في تحرك عاجل من المجتمع الدولي. ويرى خبراء أن إيجاد مصادر تمويل بديلة، ربما من دول الخليج أو الاتحاد الأوروبي، قد يخفف من وطأة الأزمة.

وفي لقائه مع الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، طلب وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال الأفغانية المولوي أمير خان متقي مساعدة المنظمة للقطاع الصحي الأفغاني.

وقال متقي في اللقاء “إن 4 عقود من الحرب في أفغانستان أدت إلى حرمان العديد من المواطنين في المناطق النائية من تلقي الخدمات الصحية”.

ودعا وزير الخارجية الأفغاني مسؤولي منظمة الصحة العالمية إلى “مساعدة المراكز الصحية الأفغانية من خلال تجهيز وتعزيز النظام الصحي حتى يتمكن الأفغان من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصحة”.

ولأجل التقليل من الآثار السلبية لقطع المساعدات الأميركية على القطاع الصحي في أفغانستان، يدعو الدكتور حبيب الله حازم، رئيس “مستشفى الحياة ” في كابل، المجتمع الدولي إلى دعم وزارة الصحة وتحسين استغلال الموارد الموجودة، مطالبا الحكومات والمنظمات في الدول الإسلامية بمنع انهيار النظام الصحي في بلاده.

وفي الوقت الحالي، يمر قطاع الصحة في أفغانستان بأزمة كبيرة، حيث يتحول النظام الصحي من أداة للإنقاذ إلى شاهد صامت على معاناة شعب يصارع من أجل البقاء. ومع كل يوم يمر دون تدخل، تتسع الفجوة بين الحياة والموت لملايين الأفغان العالقين في هذا الكابوس الإنساني.

Source: Apps Support


ملايين اليمنيين في خطر بعد تقليص المساعدات الأميركية وزيادة الضربات

حذرت منظمة العفو الدولية اليوم الخميس من أن قطع المساعدات الأميركية، مصحوبا بالضربات على جماعة الحوثيين، ستكون لها عواقب وخيمة على الشعب اليمني الذي يعتمد أكثر من نصفه على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن الولايات المتحدة “كانت أكبر مانح إنساني لليمن لسنوات”، مشيرة إلى أن “هذه التخفيضات تهدّد بتعميق إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”.

ونقلت المنظمة عن عمال إغاثة قولهم إن خفض التمويل “أدى إلى توقف خدمات المساعدة والحماية المنقذة للحياة”.

ويشمل ذلك علاج سوء التغذية للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، وتوفير ملاجئ آمنة للناجيات من العنف القائم على نوع الجنس، وخدمات الرعاية الصحية للأطفال.

وحسب المنظمة، فإن عشرات الأماكن الآمنة للنساء والفتيات المعنفات قد أُغلقت، محذرة من أن مرافق عدة تقدم خدمات الصحة الإنجابية أو الحماية للنساء معرضة للخطر أيضا.

وأفادت منظمة العفو بأن الولايات المتحدة قدمت نصف خطة الاستجابة الإنسانية المنسقة لليمن، إذ منحت دعما بقيمة 768 مليون دولار في العام 2024 وحده.

ولفتت المنظمة إلى أن الإجراءات الأميركية التي تستهدف سلطات الأمر الواقع الحوثية يجب أن تتجنب بشكل “واضح وفعال عمليات الإغاثة الإنسانية”، مضيفة أن “غالبية المدنيين الذين يحتاجون إلى مساعدات ملحة” يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال اليمن.

وقالت الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية ديالا حيدر “التخفيضات المفاجئة وغير المسؤولة في المساعدات الأميركية ستكون لها عواقب كارثية على الفئات الأكثر ضعفا وتهميشا في اليمن، بمن فيهم النساء والفتيات والأطفال والنازحون داخليا”.

وأضافت “سيُترك ملايين الأشخاص في اليمن دون دعم هم في أمسّ الحاجة إليه” إذا لم يُلغ تخفيض المساعدات.

وأشارت حيدر إلى أن “الشعب اليمني الذي يعاني من الجوع والنزوح والإرهاق جراء العنف، يعيش في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم”.

وأضافت أن “التصعيد العسكري في اليمن، إلى جانب خفض المساعدات الأميركية، سيفاقم الكارثة الإنسانية التي يواجهها شعب لا يزال يعاني من وطأة الصراع الطويل”.

وقال أحد عمال الإغاثة لمنظمة العفو الدولية “أُجبرنا على اتخاذ قرارات مصيرية بناء على معلومات ضئيلة أو معدومة. وفي كثير من الأحيان، لا يوجد من نتحدث إليه لأن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” لم تعد موجودة عمليا.

وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني تجميدا للمساعدات الخارجية ريثما تخضع لمراجعة. وأعلنت واشنطن عقب ذلك إلغاء 83% من برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وتشهد المناطق، التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، ضربات شبه يومية منسوبة إلى الولايات المتحدة، منذ أن بدأت واشنطن حملة جوية ضدهم في 15 مارس/آذار الماضي لإجبارهم على وقف استهداف السفن التي يتهمونها بالارتباط بإسرائيل. واعترفت واشنطن بتنفيذ قسم من هذه الغارات الجوية.

Source: Apps Support


ماذا نعرف عن الأفكار الدينية لوزير الدفاع الأميركي؟

أثار تعيين بيت هيغسيث (Pete Hegseth)، المعلق التلفزيوني الأميركي والمحارب السابق وزيرًا للدفاع في الإدارة الأميركية الحالية، جدلًا واسعًا حول طبيعة الهوية الأميركية، وما إذا كانت الولايات المتحدة دولة علمانية أم متدينة.

في الواقع، تُظهر العلاقة بين الدين والسياسة في أميركا جدلًا تاريخيًا ممتدًا لم يُحسم بشكل نهائي. وبسبب هذا التداخل المستمر، يبقى التساؤل قائمًا ومتجددًا: هل أميركا دولة قائمة على العلمانية، أم إن الدين لا يزال يلعب دورًا محوريًا في تشكيل سياساتها وهويتها الوطنية؟

يُعرف بيت هيغسيث، وزير الدفاع الأميركي، بحمله أوشامًا تحمل دلالات تاريخية ودينية مثيرة للجدل. خلال مقابلة في بودكاست مع زميله المخضرم شون رايان، كشف هيغسيث أن أحد زملائه الجنود وصفه بـ”قومي أبيض محتمل”؛ بسبب الرموز المنقوشة على جسده، والتي تعود إلى فترات الحروب الصليبية في العصور الوسطى، أبرزها:

وشم “Deus Vult” على الذراع: وهي عبارة لاتينية تعني “يريد الله ذلك”، وقد استخدمها الصليبيون خلال حروبهم ضد المسلمين في العصور الوسطى.
وشم “صليب القدس” على الصدر: يرتبط هذا الرمز بالحملات الصليبية ومملكة القدس الصليبية، التي تأسست بعد الحملة الصليبية الأولى عام 1099.
وشم مستوحى من إنجيل متى (10:34): يرمز إلى “لم آتِ لألقيَ سلامًا، بل سيفًا”، وهو تعبير يحمل دلالة قوية على الصراع الديني.
وشم الاسم العبري “ישוע” على الذراع اليمنى: وهو الاسم العبري ليسوع المسيح، مما يعكس بُعدًا دينيًا قويًا في معتقداته الشخصية.

أثار ظهور هذه الأوشام العديد من التساؤلات حول توجهات هيغسيث السياسية، خاصة فيما يتعلق بالقومية البيضاء.

يرى بعض المحللين أن استخدام رموز الحروب الصليبية قد يكون مرتبطًا باليمين المتطرف، مما يجعل تفسير هذه الرموز حساسًا في السياقات السياسية الحديثة. بالمقابل، دافع هيغسيث عن نفسه، موضحًا أن هذه الأوشام تعكس إيمانه الشخصي وخلفيته العسكرية، وليست تعبيرًا عن أي توجهات عنصرية أو عدائية.

لم يقتصر الجدل حول هيغسيث على الأوشام فقط، بل انتشر مقطع فيديو له وهو يشارك في مسابقة رمي الفأس التي تم بثها على التلفزيون، حيث أخطأ الهدف وكاد أن يصيب أحد المارّة، الذي نجا بأعجوبة من إصابة خطيرة.

رؤيته السياسية والفكرية

يُعرف بيت هيغسيث بمواقفه المحافظة القوية تجاه قضايا الشرق الأوسط، إذ يركز فكره على دعم إسرائيل، ومعارضة إيران، ومكافحة ما يُطلق عليه “التطرُّف الإسلامي”.

كما أنّه من أبرز الأصوات الداعية إلى تعزيز الهُوية الوطنية الأميركية ومقاومة التأثيرات الليبرالية في السياسة والمجتمع. من خلال مؤلفاته المختلفة، يعرض هيغسيث رؤيته حول إحياء روح المواطنة، وإصلاح النظام التعليمي، والدفاع عن الجيش الأميركي ضد ما يعتبره تهديدات داخلية وخارجية.

1- في الساحة (In the Arena ،2016)

يقدم هيغسيث في هذا الكتاب رؤيته حول إحياء روح المواطنة الأميركية وتعزيز دور الولايات المتحدة عالميًا. يستلهم أفكاره من الخطاب الشهير للرئيس ثيودور روزفلت بعنوان “المواطن في الجمهورية”، الذي عُرف بمقولته الشهيرة “الرجل في الساحة” (Man in the Arena).

يؤكد هيغسيث أن القيم التي نادى بها روزفلت، مثل “المواطنة الصالحة”، “تكافؤ الفرص”، و”القيادة الأميركية القوية”، لا تزال ضرورية لمواجهة التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم.

وهو يدعو الأميركيين إلى تبني هذه القيم والعودة إلى المبادئ التي جعلت أميركا قوة عالمية رائدة، مع التركيز على دور الفرد في بناء مستقبل أفضل للأمة.

2- محاربون معاصرون: قصص حقيقية من أبطال حقيقيين (Modern Warriors :Real Stories from Real Heroes ،2020)

يستعرض هيغسيث في هذا الكتاب قصص خمسة عشر محاربًا أميركيًا خدموا في القوات المسلحة، بمن فيهم جنود القوات الخاصة (Navy SEALs)، حراس الجيش (Army Rangers)، مشاة البحرية (Marines)، وطيارو القتال.

يعتمد الكتاب على سلسلة حلقات قدمها هيغسيث في برنامجه على قناة FOX Nation الذي يحمل نفس الاسم. يقدم نظرة على الدروس التي تعلمها هؤلاء المحاربون خلال خدمتهم العسكرية، وكيف تعاملوا مع التحديات في بعض من أشد المعارك التي خاضتها الولايات المتحدة.

3- الحملة الصليبية الأميركية (American Crusade، 2021)

في هذا الكتاب، يناقش هيغسيث واقع أميركا في خضم الصراعات الثقافية والسياسية الراهنة، متسائلًا عما إذا كان انتخاب دونالد ترامب يمثل بداية نهضة وطنية، أم إنه مجرد فصل أخير في تاريخ أمة استسلمت للأجندة اليسارية.

يرى أن الولايات المتحدة تواجه “هجومًا يساريًا” يسعى إلى تعزيز الاشتراكية، والعولمة، والعلمانية، وهيمنة النخب السياسية. ويؤكد أن الصراع ليس مجرد معركة سياسية، بل هو أيضًا صراع ثقافي وأيديولوجي يهدف إلى حماية القيم الأميركية التقليدية.
يطرح الكتاب كدليل عملي للمحافظين الوطنيين، لحثهم على الدفاع عن هويتهم والانخراط في معركة الحفاظ على القيم الأميركية.

4- المعركة من أجل العقل الأميركي (Battle for the American Mind ،2022)

يُشارك بيت هيغسيث مع ديفيد غودوين في تحليل سيطرة الأيديولوجية التقدمية على النظام التعليمي الأميركي، وتأثيرها على الأجيال الجديدة. يكشف المؤلفان كيف أن التعليم في الماضي كان يهدف إلى تعزيز التفكير الحر، وحب الوطن، والقيم الدينية، لكنه اليوم يتحول إلى أداة لإعادة تشكيل وعي الطلاب وفقًا لأجندة ليبرالية.

يناقش الكتاب كيف تعرض الطلاب على مدار 16,000 ساعة من التعليم العام لغسل دماغ ممنهج، مما أثر على صورة أميركا، وأضعف دور الدين في المجتمع، وأعاد تشكيل التاريخ بطرق مختلفة. وهو يدعو المحافظين إلى العمل على استعادة التعليم التقليدي من خلال المدارس الخاصة، والتعليم المنزلي، ودعم القيم الكلاسيكية.

5- الحرب على المحاربين (The War on Warriors ،2024)

في أحدث مؤلفاته، يقدم هيغسيث نقدًا لاذعًا للتحولات التي طرأت على الجيش الأميركي، معتبرًا أن القيادة العسكرية انحرفت عن المبادئ الأساسية التي جعلت منه قوة لا تُهزم.

يستعرض كيف أن الجيش الذي انضم إليه قبل عقدين كان يركز على الكفاءة القتالية والحياد العرقي، لكنه اليوم أصبح خاضعًا للثقافة الليبرالية والسياسات التصحيحية. ويرى أن هناك “حربًا ثقافية” تُشن ضد القوات المسلحة الأميركية، مما أدى إلى إضعاف الروح القتالية للجنود، وتدهور جاهزية الجيش.

ويحذر من أن هذا التحول قد يؤثر على الأمن القومي الأميركي، داعيًا إلى إصلاح الجيش وإعادة التركيز على الجدارة والقدرة القتالية.

عبر كتبه المختلفة، يقدم بيت هيغسيث رؤية محافظة صارمة حول مستقبل أميركا، حيث يربط بين الوطنية، والدين، والقيم التقليدية. يركز على التحديات التي تواجه الولايات المتحدة من الداخل والخارج، محذرًا من انهيار الهوية الأميركية تحت تأثير السياسات الليبرالية والتغيرات الثقافية.

وتدور أفكاره حول إحياء روح المواطنة، وإصلاح التعليم، وحماية الجيش الأميركي، مما يجعله أحد أبرز الأصوات المحافظة في المشهد السياسي الأميركي اليوم.

وفيّ لإسرائيل!

تعكس تصريحات هيغسيث دعمًا قويًا لإسرائيل، إذ يرفض حل الدولتين، ويعتبر الضفة الغربية، التي يشير إليها بـ”يهودا والسامرة”، جزءًا لا يتجزأ من أرض إسرائيل، كما أيد في السابق بناء الهيكل الثالث فوق أنقاض المسجد الأقصى، ويرى أن تدمير قطاع غزة حل نهائي للصراع مع الفلسطينيين.

يؤمن بأن “الصهيونية والأمركة تشكلان الجبهة الأمامية للحضارة الغربية والحرية في عالمنا اليوم”. وأشار إلى أن “الرابطة غير القابلة للكسر” بين البلدين، مؤكدًا التزام واشنطن بنسبة 100% بأمن إسرائيل.

رؤية هيغسيث حول أهمية الدين في الحياة العامة ليست منفصلة عن الوعي التاريخي واسع الانتشار في الولايات المتحدة، والذي شكل فيه “الكتاب المقدس العمود الفقري للعقل السياسي”؛ وساهم إلى درجة كبيرة، في صنع الرأي العام الأميركي، وثقافته، وسياسته، تجاه محددات الصراع، وموقفه من إسرائيل.

فعقب اكتشاف كولومبس، أميركا، سنة 1492، كان من الثابت تاريخيًا أن الحجاج البيوريتانيين الأوائل الذين هاجروا من أوروبا إلى أميركا في القرن السابع عشر رأوا أنفسهم “شعب الله المختار” واعتبروا عبورهم للأطلسي موازيًا لخروج بني إسرائيل من مصر إلى “أرض الميعاد”.

كانت الولايات المتحدة بالنسبة لهم الأرض الموعودة التي وهبها الله لهم لنشر الرسالة المسيحية في العالم. تحولت الولايات المتحدة إلى ما يُعرف بـ”أورشليم الجديدة”، حيث أصبحت الرموز التوراتية عنصرًا أساسيًا في الحياة الأميركية.

وفي بداية القرن الثامن عشر، سيطر على هذه التيارات الدينية، فكرة أن المجيء الثاني للمسيح، رهينة بإعادة اليهود إلى فلسطين، تلتها مرحلة استكشاف فلسطين، والسير على خطى (بني إسرائيل) المُتخيلة.

وفي القرن التاسع عشر، سعت جماعات أميركية إلى إنشاء مستوطنات في الأراضي المقدسة لتعجيل المجيء الثاني للمسيح، تزامنًا مع تصاعد النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. وبدأت الولايات المتحدة الأميركية الهيمنة على العالم.

تشير تصريحات ومواقف بيت هيغسيث إلى أنه يمثل وجهًا صريحًا من وجوه السياسة الأميركية، حيث يجمع بين الولاء غير المشروط لإسرائيل، والرؤية القومية الدينية التي تربط الهوية الأميركية بالموروث التوراتي.

Source: Apps Support


وفاة الفاتح عروة أشهر ضابط مخابرات سوداني

توفي مساء الأربعاء في الولايات المتحدة الأميركية الفاتح محمد أحمد عروة، أحد أشهر ضباط الاستخبارات العسكرية والأمن في السودان، عن عمر ناهز 74 عاما.

وُلد عروة عام 1950 في الخرطوم، وتخرج في الكلية الحربية السودانية، حيث بدأ مسيرته العسكرية في سلاح الدفاع الجوي بمدينة بورتسودان، قبل أن يُنتدب إلى جهاز أمن الدولة وهو برتبة نقيب.

وعمل لاحقا في سفارات السودان في إثيوبيا وروسيا، كقنصل ومندوب لجهاز الأمن الخارجي، كما تلقى تدريبا في مجال الطيران في الولايات المتحدة بين عامي 1984 و1985.

وبعد الإطاحة بالرئيس جعفر نميري في انتفاضة أبريل/نيسان 1985، غادر عروة إلى السعودية، حيث عمل خبيرا في شؤون القرن الأفريقي. لكنه عاد إلى السودان بطلب من الرئيس المخلوع عمر البشير في أوائل التسعينيات، ليتولى عدة مناصب رفيعة، منها:

وزير دولة برئاسة الجمهورية ومستشار الأمن القومي (1989-1995)
وزير دولة بوزارة الدفاع (1995)
مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة (1996-2005)، في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ البلاد، حيث واجه تحديات العقوبات الدولية وملفات المحكمة الجنائية الدولية.

وفي عام 2008، انتقل عروة إلى القطاع الخاص حيث عُيّن مديرا عاما وعضوا منتدبا لشركة زين للاتصالات، كما ترأس مجلس إدارة الطيران المدني.

ويُعرف عن عروة اطلاعه العميق على الشؤون السياسية والأمنية في السودان والمنطقة. وقد أجرى معه بودكاست “حكايات أفريقية” التابع لشبكة الجزيرة حوارا مطولا امتد لأكثر من 5 ساعات.

وتناولت الحلقة قضايا مفصلية مثل ترحيل أسامة بن لادن من السودان، والثورات في إثيوبيا وإريتريا، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، بالإضافة إلى محطات حاسمة في تاريخ السودان الحديث.

ويطوي رحيل الفاتح عروة صفحة رجل كان شاهدا ومشاركا في العديد من التحولات الكبرى في تاريخ السودان والمنطقة.

Source: Apps Support