التعليم جذر المعرفة
اليوم الإمارات في المحيط العالمي، مقلة إبداعية مدهشة، وقيمة ثقافية تتطلع إليها العيون بدءاً من حلقات التعليم القرآني، وانتهاء بالتعليم المدرسي، والقلم يسجل قائمة من الإبداعات التعليمية، حيث بلغت شجرة المعرفة ذروة عطائها، وقمة بذلها، وأقصى دورتها الدموية في مجال البحث عن الذات المجتمعية من خلال خير جليس، وأصبح الإنسان الإماراتي اليوم يشب على قراءة تفاصيل حياته من خلال ترياق الكلمة، وإكسير بلاغتها، والحلم لم يتوقف عن سرد القصة في الضرورة الوجودية، وفحواها أن المدرسة صارت البيت، سقفها المادة التعليمية، وعمودها الفقري، ذلك المبجل، المجلل بقيم العطاء، المتجلي في حضرة السبورة، بعناوينها البارزة، وتاريخ اليوم التعليمي، مكلل ببياض الطبشورة.اليوم، وبعد أكثر من ستة عقود من زمن التعليم، تبدو الإمارات في المدى روح وريحان الثقافة، وقد جاء هذا الغيث من تراكم تجارب حية، وجهود حثيثة، ووعي بأهمية التعليم، حيث أصبح الكتاب المدرسي بين يدي الطفل في السادسة من العمر، والشاب، ورجل السنوات الطوال، وهو المسعى النبيل الذي تبذله الدولة في سبيل بسط نفوذ الكلمة، ورفع شأن الفكر، وجعل التعليم مادة وجودية ضرورة، لنيل شهادة النجاح في الحياة، وعبور مضايق التطلعات بجدارة وقوة.اليوم بعد البدايات، نستهل قرننا الحادي والعشرين، بمهارات إبداعية، ومبادرات ثقافية، وصناعة بارعة لعقل إنسان حباه الله بقيادة ألفت النجاح في مختلف الميادين، وحققت إنجازات مبهرة، وبرونق الغيمة المبللة بالقطرات العذبة، اليوم تقف الإمارات شامخة، راسخة، على أرض صلبة، ميزانها الإنسان الذي حاز وافر التعليم، وانتصر على نفسه، وحقق نجاحاً أبلغ من نجاح الطير وهو يحلق في أحشاء الفضاءات العالية. اليوم الإمارات في المحيط العالمي، مقلة إبداعية مدهشة، وقيمة ثقافية تتطلع إليها العيون بإعجاب، وفخر، وتقدير، واعتزاز، وهذا النصر المبين لم يأتِ من فراغ، بل هو وليد إيمان بأن العلم هو ركيزة التطور، وأن الكتاب هو فاتحة الخروج من عتمة الجهل والتخلف، وأن التعليم هو الشراع الذي يعبر بالإنسان إلى بر الأمان، ويحميه من الشظف، ومن الأسف، والأمم اليوم تتسابق لنيل هذا الشرف، شرف التفوق العلمي في مختلف الصعد، ومع تطور التكنولوجيا، صارت العملية التعليمية تزخر بوسائل التعليم، والمادة التعليمية تصل المتعلم إلى غرفة نومه، إن عجز عن الوصول إليها، والذكاء الاصطناعي وفر وسائل سحرية، تجعل من التعليم كالماء والغذاء يدخل البيوت بسهولة، كما يعبر إلى العقول بسهولة، والإمارات تتفوق على غيرها في مجالات التعليم التقني بفضل الحرص الذي تبديه القيادة في توفير كافة وسائل التقنية التعليمية، بصفتها ضرورة وطنية لا يمكن الاستغناء عنها، ولا يمكن إهمالها. وأبناؤنا وبناتنا اليوم يغرفون من معين هذه الوسائل، ويحققون إنجازات، في أعلى مراتب التعليم، وتخصصاتها، وسفينة التعليم ماضية في خوض عباب الكلمة الطيبة، مستمرة في الإبحار، مستمرئة قطف الثمار العذبة، محافظة على سلوك الإنسان في جني هذه الثمار، والذهاب إلى أقصى دروب التعليم، والمزيد من التحصيل، لإنجاز الأكثر والأعظم. اليوم الجامعات تنتشر في مختلف إمارات الدولة، وتتمتع بأحدث الوسائل التعليمية، وتستند على أنجح الكوادر في صنوف التخصصات العلمية، والأدبية، وتساند المؤسسات التعليمية، مؤسسات رديفة، وهي المؤسسات الثقافية، وهي تتمتع بزخم عالٍ من أسباب الاستزادة بالتعليم، وتوسيع الوعي ثقافياً، في وطن أصبحت الثقافة تجري في العروق كما هي الدماء.
Source: مركز الاتحاد للأخبار
جودة الحياة.. منهاج عمل
ونحن في رحاب «عام المجتمع»، نتوقف أمام محطتين لافتتين تجسدان جهود الارتقاء بالمجتمع من خلال تعزيز جودة حياة أفراده، والذي أصبح منهاج عمل للكثير من الدوائر والجهات تنفيذاً لرؤى قيادتنا الرشيدة بأن الفرد السليم نواة الأسرة السليمة التي ترفد المجتمع المستقر والوطن المزدهر.وفي هذا الإطار، تابعنا تأكيدات دائرة البلديات والنقل في أبوظبي بمواصلة تنفيذ المشاريع والبرامج التي تساهم في تعزيز الروابط المجتمعية بين أفراده، واضعة تحسين جودة الحياة للجميع أساس استراتيجياتها خلال الفترة المقبلة. وقالت، إنها تهدف في مشاريعها إلى تطوير بنية تحتية مستدامة، وتقديم خدمات ذكية، وإطلاق مبادرات مبتكرة تضمن الرفاهية والسعادة بما يحقق الرفاه لأفراد المجتمع. وكانت أبوظبي قد تصدرت قائمة أفضل المدن الصالحة للعيش في الشرق الأوسط وأفريقيا، وفقاً لمؤشر قابلية العيش العالمي لوحدة استخبارات الإكونوميست لعام 2024.وحافظت أبوظبي على مكانتها كأفضل مدينة صالحة للعيش في المنطقة، بعد تقدم نتائجها في مجال الرعاية الصحية والتعليم، فيما جاءت دبي في المرتبة الثانية بفارق ضئيل، بعد تقدمها كذلك في القطاعات نفسها.وعلى صعيد جهود القطاع الخاص في الإطار ذاته، تابعنا كذلك ترخيص دائرة الصحة في أبوظبي عيادة خاصة لإطالة العمر الصحي تابعة لمجموعة وطنية طبية عملاقة، بعد استيفائها المعايير التي حدَّدتها الدائرة لمراكز طب الحياة الصحية المديدة. وتُسهم العيادة الجديدة في تطوير علم إطالة العمر للأفراد في أبوظبي، وفي تسهيل الوصول إليه على نطاق أوسع، انسجاماً مع جهود أبوظبي الرامية إلى ترسيخ مكانتها بين نُظم الرعاية الصحية الرائدة عالمياً.وتوفِّر العيادة الواقعة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية حزمة من الخدمات لأفراد المجتمع للمحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض وإطالة العمر. وتركِّز على تشجيع الأفراد على الالتزام بأنماط حياة أكثر صحة، وتتبنّى الممارسات الصحية الوقائية والعلاجية، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم خطط علاجية شخصية تنسجم مع أسلوب حياة المريض وأهدافه الصحية واحتياجاته السريرية.وكانت دائرة الصحة في أبوظبي أطلقت مؤخراً معايير ترخيص «مراكز طب الحياة الصحية المديدة» التي تعد الأولى من نوعها في العالم، من أجل تعزيز الصحة وإطالة العمر والوقاية من الأمراض، وتستفيد هذه المراكز من بيانات المرضى المتاحة عبر منصات عديدة، منها «ملفي» و«افحص»، لتصميم خطط شخصية ترتقي بصحتهم، كما جاء في معرض الإعلان عن الخطوة.جهود ومبادرات متواصلة من مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، تؤكد دورها التكاملي لتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في الاهتمام بالمجتمع ورعاية مختلف شرائحه، وبذل كل ما من شأنه النهوض بالوطن.
Source: مركز الاتحاد للأخبار