حكمة المليارديرات… ميليندا غيتس تشارك نصائح وارن بافيت عن القسوة مع النفس

حكمة المليارديرات… ميليندا غيتس تشارك نصائح وارن بافيت عن القسوة مع النفس

خاضت النجمة العالمية جنيفر لوبيز 8 علاقاتٍ عاطفية جدّيّة حتى اليوم، كان آخرها فصلاً ثانياً جمعها بالممثل بن أفليك. رغم انفصالهما الأليم، فإنّ لوبيز تواصل حياتها وتطلّ بكامل إشراقتها. ربما تخفي تحت هذا البريق حزناً، لكنّ الفنانة الأميركية خرجت من تلك العلاقات الكثيرة بحكمةٍ مفادها: «يجب أن تحب نفسك وتقدّرها وأن تقتنع بأنك تستحق الأفضل. إن لم يحصل ذلك، فلا يمكنك خوض علاقة عاطفية صحية».

قد يبدو الانفصال العاطفي في عالم المشاهير أسهل ممّا هو عليه بالنسبة لمَن ليسوا نجوماً، لكن وفق علم النفس فإنّ «ألم الفراق عابرٌ للبشر، على اختلاف هويّاتهم، ولا مفرّ من أن يصيبهم». هذا ما تؤكّده المعالجة النفسية الدكتورة ريف رومانوس في حوار مع «الشرق الأوسط».

لا تُحوّل الحزن إلى عذاب

ما إن يحصل الانفصال بين شخصَين جمعتهما علاقة عاطفية، حتى تنهمر النصائح من كل حدبٍ وصَوب؛ «احظريه على وسائل التواصل»، «تعرّف إلى فتاةٍ أخرى»، و«اخرجي من المنزل وموّهي عن نفسك»… تتنوّع آراء المقرّبين فيما يؤكد علم النفس «ألّا وصفة سحرية تساعد في التخفيف من الألم».

بعد انفصال المغنية ريهانا عن حبيبها السابق كريس براون، صرّحت في حديث صحافي بأنها شعرت بالضياع وفقدت التماس مع نفسها. وفي نصيحة إلى متابعيها كتبت: «ابكوا إن شئتم لكن اعرفوا أنّ البكاء لن يدوم إلى الأبد».

تتلاقى رومانوس مع هذا التصريح إذ تقول: «من الطبيعي أن نبكي بعد الفراق، غير أنّ هذا لا يعني قضاء اليوم بكامله ونحن نبكي. لا يمكن الهروب من المشاعر والادّعاء بأن كل شيء على ما يرام، لكن الأهم ألّا يتحوّل الوجع إلى عذاب». ويتّخذ تعذيب الذات أشكالاً عدة في هذه الحالات، كأن يتعمّد الشخص تتبّع أخبار شريكه السابق لا سيّما العاطفية منها، أو أن يصرّ على التواصل معه ويُواجَه بالصدّ.

متى ينتهي الحِداد؟

التأثّر الذي تتسبّب به نهاية العلاقة العاطفية شبيهٌ بالحِداد على شخصٍ عزيزٍ تُوفّي. لذلك، يجب العبور في مراحل الحِداد الخمس وهي: النكران، والغضب، والمساومة، والحزن، والتقبّل. توضح رومانوس أنّ تلك المراحل النفسية يمكن أن تتداخل وليس ضرورياً أن تسير بالترتيب المتعارف عليه.

يحدث كذلك أن يكون الحِداد قد بدأ قبل الانفصال، أي أن يكون الشريك قد حسم أمره بعدم الاستمرار في العلاقة قبل الانتقال إلى الخطوة العمليّة. وفي هذه الحالة، تخفّ وطأة الحزن. تضيف رومانوس: «أما إذا حصل الانفصال فجأةً، فتكون الصدمة أقسى ويصبح الحداد أصعب».

وفق الدراسات، غالباً ما يستغرق الحداد سنتَين وتكون الأشهر الـ3 الأولى هي الأكثر صعوبةً، ثم يبدأ الشفاء العاطفي التدريجيّ. «أما إذا بدأ الحزن يؤثّر على حياتنا اليومية وأدائنا الوظيفي وصحتنا الجسدية، فيجب طلب المساعدة النفسية»، تنصح رومانوس. وعندما يأتي هذا اليوم الذي نشعر فيه بأن «لا موقف من الشريك السابق سوى الحياد، نكون قد وصلنا إلى مرحلة الاستيعاب والتقبّل، وبالتالي إلى نهاية الحداد».

كيف يختلف ألم الانفصال بين النساء والرجال؟

تلاحظ رومانوس من خلال خبرتها العياديّة أنّ الرجال يشغّلون المنطق في الانفصال، فيما تسيطر العاطفة على النساء، حتى وإن كنّ هنّ من اتّخذن قرار الانفصال. تشرح أنّ ذلك الأمر يعود إلى التربية، «لأنّ الذكور يكبرون على عقلنة المشاعر، في وقتٍ لا تُلام الإناث إن عبّرن عنها أو بكين».

يترافق تشغيل المنطق لدى الرجال مع مَيلٍ إلى التمويه عن الذات، فينتقلون مباشرةً إلى التسلية من دون العبور في الحزن. «لكن لا بدّ من أن يحلّ الحزن لاحقاً وقد يحاول الرجل العودة إلى المرأة، التي تكون قد تخطّت الأمر ودخلت بدورها مرحلة المنطق».

نصائح للمساعدة في تخطّي حزن الانفصال

بعد السماح للحزن بالتعبير عن نفسه حسرةً وبكاءً، يمكن البدء بمساعدة الذات على التخطّي. وأوّل ما تنصح به المعالجة النفسية في هذا الإطار هو «العودة إلى الاهتمامات التي تُسعدُنا والقيَم التي تشبهنا، والتي كنا قد تخلّينا عنها خلال العلاقة تماشياً مع اهتمامات الشريك»؛ توضح رومانوس: «إذا كنت قد تخلّيت عن نشاط رياضي أو اجتماعي معيّن، فإنه الوقت المناسب للعودة إليه».

ومما قد يساعد في تخطّي ألم الانفصال عن الحبيب، عدم السعي للتواصل معه، وترتيب لقاءات مع الأصدقاء أو رحلةٍ ما، والتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء، والتعامل مع الذات بلطف واهتمام.

لماذا تقصّ النساء شعرهنّ بعد الانفصال؟

الرجل الأول الذي تلجأ إليه المرأة بعد الانفصال هو في معظم الأحيان مصفف الشَّعر. ففي سلوكٍ مشترك بين الإناث المتعرّضات لصدمة عاطفية، هنّ يعمدن إلى قصّ شعرهنّ. وتكثر الأمثلة عن ذلك حتى في أوساط المشاهير، فهكذا فعلت كلٌّ من سيلينا غوميز بعد انفصالها عن جاستن بيبر عام 2018. أما ديمي لوفاتو، وكيتي بيري، وغوين ستيفاني ففعلن أكثر من ذلك، إذ لم يكتفين بتقصير شعرهنّ بل غيّرن لونه جذرياً.

تفسّر رومانوس تلك الظاهرة على أنها ردّة فعل تلقائيّة ومتسرّعة، أوّلاً من أجل أن تثبت الأنثى لنفسها أنها ما زالت قادرة على إثارة الإعجاب، وثانياً لأن جرأة التغيير تمنح جرعة من الثقة بالنفس والطاقة خلال المحنة العاطفية والنفسية. «لكن يبقى الأهم أن يكون الشعر القصير جزءاً من هوية المرأة وألّا تفعل ذلك لمجرّد أن حبيبها السابق كان يحبّه قصيراً».

Source: «الشرق الأوسط