خبراء يناقشون دور “تكافل وكرامة” في دعم الحماية الاجتماعية
ناقشت الجلسة الأولى لاحتفالية وزارة التضامن الاجتماعي بمرور 10 سنوات على إطلاق برنامج “تكافل وكرامة”، تحت عنوان “منظور التحويلات النقدية”، دور البرنامج في دعم الحماية الاجتماعية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في مصر، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين.
شارك في الجلسة كل من الأستاذ رأفت شفيق، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي للحماية الاجتماعية، والسيد أوغو، كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي، والسيدة إنجي اليماني، المدير التنفيذي لصندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية، والسيدة سكندرا كردي من معهد البحوث الزراعية الدولية، والمهندس هاني موسى، ممثل مجموعة “إي فاينانس”، وأدارت الجلسة د. هانيا الشلقامي، خبيرة الحماية الاجتماعية.
أوغو: “تكافل وكرامة” من أنجح برامج الدعم النقدي عالميًا
وأكد أوغو، كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي، أن برنامج “تكافل وكرامة” يُعد من أبرز وأوسع برامج التحويلات النقدية على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن نجاحه وتوسعه يمثلان إضافة نوعية في منظومة الدعم الاجتماعي. وأضاف أن البرنامج يستند إلى أدلة علمية متعددة تؤكد فاعليته في تحسين الاستقرار الاجتماعي وكفاءة استهداف الفئات المستحقة.
رأفت شفيق: 75% من مستفيدي البرنامج من السيدات
من جانبه، قدّم الأستاذ رأفت شفيق عرضًا تفصيليًا عن البرنامج، موضحًا أنه يستهدف توجيه الدعم النقدي لمستحقيه من خلال آليات تركز على الاستثمار في البشر، لا سيما النساء. وأشار إلى أن السيدات يمثلن 75% من إجمالي 4.7 مليون مستفيد، مؤكدًا أن البرنامج يعتمد على مشروطية في التعليم والصحة لتعزيز رأس المال البشري، بجانب تكامل خدمات الدعم النقدي.
اليماني: نماذج للتمكين الاقتصادي عبر “تحويشة” و”ازرع” و”أيادي مصرية”
وتحدثت السيدة إنجي اليماني عن جهود صندوق دعم الصناعات الريفية في التمكين الاقتصادي وتحقيق الشمول المالي، مشيرة إلى العمل بثلاث آليات رئيسية: التمويل متناهي الصغر للأسر، تعزيز الإنتاج المحلي من خلال مبادرات مثل “ازرع”، والدخول إلى الأسواق عبر منصة “أيادي مصرية”. كما سلطت الضوء على برنامج “تحويشة” الذي يعزز ثقافة الادخار للأسر الريفية الأكثر هشاشة.
كردي: تقييم الأثر ضرورة لتطوير سياسات الدعم
وأوضحت السيدة سكندرا كردي أهمية دراسات تقييم الأثر في قياس مدى فاعلية برامج الدعم النقدي في تحسين حياة الأسر الأولى بالرعاية، مشددة على ضرورة المقارنة مع تجارب دولية لتعزيز سياسات الدعم بمقاييس علمية.
هاني موسى: “إي فاينانس” شريك تقني في بناء شبكة الحماية الاجتماعية
واستعرض المهندس هاني موسى دور مجموعة “إي فاينانس” كشريك تقني في بناء وإدارة شبكة الحماية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة التضامن، مشيرًا إلى تأسيس البنية التحتية الرقمية وتوفير الدعم الفني والتأهيل المستمر للكوادر. كما أشار إلى جهود المجموعة خلال جائحة كورونا في دعم الأسر المتضررة من خلال تطبيقات الدفع الإلكتروني وضمان التباعد الاجتماعي، إلى جانب تمكين المرأة وتحقيق الحوكمة.
Source: بوابة الفجر
” لمياء كامل ” تعلن بدء اجتماعات ربع سنوية لتحويل “قمة صوت مصر” إلى مشروع مستدام
لمياء كامل: السرد “Narrative” ليس مجرد أداة لرواية القصص بل هو استراتيجية متكاملة لإعادة تشكيل صورة مصر الحديثة وتعزيز مكانتها الدولية
أعلنت لمياء كامل مؤسس قمة صوت مصر والرئيس التنفيذي لشركة سي سي بلاس للعلاقات العامة وجلوبال نارتيف، ومساعد وزير السياحة والاثار للترويج سابقًا، أنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات دورية ربع سنوية مع السير محمد منصور، رئيس مجلس إدارة قمة صوت مصر بهدف تحويل القمة من مجرد حدث سنوي إلى مشروع مستدام يعمل على مدار العام لتعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية. والمساهمة في خلق فرص استثمارية جديدة، ودعم القطاع الخاص، والتواصل مع المستثمرين والشركاء الدوليين من خلال خطة عمل مدروسة.وأضافت كامل أن هذه الاجتماعات تهدف إلى خلق بيئة ملهمة تجمع بين الخبرات المحلية والعالمية لتطوير أفكار جديدة تدعم القطاعات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. كما ستكون الاجتماعات فرصة لتقييم المبادرات المطروحة ومتابعة تحقيق الأهداف المرجوة، بالإضافة إلى وضع خطط استراتيجية لتعزيز الشراكات مع المستثمرين المحليين والدوليين.وجاء ذلك خلال مشاركتها في جلسة حوارية بعنوان “امتلاك القصة، تشكيل المستقبل” (Owning the Narrative، Shaping the Future) والتي جاءت ضمن فعاليات النسخة الثانية عشرة من قمة “رايز أب 2025″، المقامة في الفترة من 8 إلى 10 مايو بالمتحف المصري الكبير تحت شعار “Tell Your Story – احكي قصتك”. الجلسة شهدت مشاركة كل من عمرو منسي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة I-Events، مصطفى شرارة، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة SYNC، وسيف فوزي، المؤسس المشارك ومدير العمليات في شركة ذا تراي فاكتوري، المقامة تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، والمجموعة الوزارية لريادة الأعمال، ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وبحضور واسع من رواد الأعمال والمستثمرين.وأشارت كامل أن صورة مصر لا يجب أن تقتصر على الاهرامات أو المتاحف، بل هي منظومة ثقافية ضخمة تتجلى في كافة أنواع الفنون الابداعية، الأفلام المستقلة، ومنصات التواصل الاجتماعي. وكذلك في الناس الذين يمثلون العنصر الأساسي في أي دولة ويلعبون دورًا محوريًا في إعادة تشكيل الهوية المصرية وتصدير الصورة الإيجابية لمصر أمام العالم. مؤكدة على أهمية السرد “Narrative” في تشكيل صورة مصر على المستوى العالمي. وأوضحت أن السرد ليس مجرد أداة لرواية القصص، بل هو استراتيجية متكاملة تؤثر بشكل مباشر على كيفية إدراك العالم لمصر وعلى الطريقة التي نرى بها أنفسنا. وأكدت أن السرد أو أسلوب الحكي يحدد السياسات العامة ويؤثر على قطاعات حيوية مثل السياحة والشراكات الدولية، مشيرة إلى أن مصر تعيش لحظة فارقة يجب أن تتحدث فيها عن نفسها بوضوح وفخر، بعيدًا عن الصور النمطية التي ما دام اختزلها الآخرون.وتحدثت كامل عن قمة صوت مصر أو Narrative Summit قائلة:” لقد أدركنا أننا الآن في لحظة لا بد أن نتحدث فيها عن أنفسنا، ففي عام 2016، أطلقنا منصة قمة صوت مصر Narrative Summit أول مؤتمر دولي للهوية الوطنية “Nation branding “في مصر، والتي نستهدف من خلالها إعادة تقديم مصر كدولة شابة عصرية تسير بخطى واثقة نحو المستقبل وتعزيز مكانة مصر على الساحة العالمية، وذلك بهدف جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتسليط الضوء على الدولة المصرية باعتبارها وجهة للسياحة والاستثمار. وأوضحت أن إطلاق قمة صوت مصر Narrative Summit كان نتاج عمل وجهد استمر لأكثر من 19 عاما هو عمر شركة سي سي بلاس للعلاقات العامة والتي نجحت في إطلاق وتنظيم القمة على مدار تسع دورات متكاملة، شرفنا خلالها برعاية وحضور ومشاركة مجموعة كبيرة من السادة الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة المصرية، فضلا عن مجموعة من كبار صناع السياسات في مصر والعالم، وعدد كبير من كبار رجال الأعمال والخبراء ورواد الأعمال. تطرقت لمياء إلى دور القطاع الخاص في دعم المشروعات الثقافية، مؤكدة أن الاستثمار في الثقافة ليس رفاهية أو عملًا خيريًا، بل هو استثمار طويل الأمد يبني المدن، يعزز السمعة الوطنية، ويحفز النمو الاقتصادي. وأوضحت أهمية التعاون بين القطاع الخاص والحكومة، مشددة على أن المشروعات الثقافية يجب أن تُعامل كمحركات أساسية للنمو الاقتصادي وليست مجرد أنشطة جانبية.في ختام حديثها، استعرضت لمياء رؤيتها للمستقبل، وخطط لتطوير قمة Narrative Summit إلى منصة مستدامة تعمل على مدار العام لدعم المشاريع القابلة للتطبيق. وأبرزت النجاح الذي حققته جوائز الراوي لتشجيع المواهب الشابة، مشيرة إلى أن القطاع الخاص يلعب دورًا كبيرًا في دعم سرد القصص كأداة لبناء الهوية الوطنية.
Source: بوابة الفجر
في حوار خاص.. رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يتحدث عن التحديات والرهانات والنجاح
نسعى لجذب الدعم، لكن لم نحصل بعد على رعاية كبيرة توفر لنا راحة في العمل
– نحن محظوظون بوجود فريق قادر على تحمّل المسؤولية
– نعمل وفق إمكانياتنا، ونبحث عن فرص الدعم مهما كانت صغيرة، ونتعامل معها بمرونة وإبداع
بهدوء وصدق، وبكثير من الإصرار، استطاع مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير أن يثبت مكانته بين المهرجانات العربية والدولية، ليصبح في دورته الحادية عشرة واحدًا من المنصات المهمة لدعم المبدعين الشباب وصناعة السينما المستقلة. خلف هذا النجاح يقف فريق شغوف بالسينما، يقوده بحماس واجتهاد محمد محمود، رئيس المهرجان، الذي لا يتوقف عن تطوير رؤيته، وتقديم تجارب سينمائية مختلفة تنبض بالحياة والطموح.”الفجر الفني” التقت بمحمد محمود في حوار خاص كشف خلاله عن كواليس الدورة الـ11، والجهود الكبيرة التي بُذلت للخروج بهذه الدورة في أفضل صورة، كما تحدث عن معايير اختيار الأفلام، وتوجهات المهرجان القادمة، والدور المهم الذي يلعبه في اكتشاف طاقات سينمائية جديدة.
جمهور مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بات مرتبطًا بفعالياته، ويترقّب في كل دورة جديدة مستوى أعلى من التنظيم والمحتوى. كيف يحرص المهرجان على الحفاظ على هذا التطور المستمر؟ ومن وجهة نظرك، ما الذي يمنحه طابعًا جماهيريًا يميّزه عن غيره من المهرجانات؟
منذ الدورة الثامنة، كانت لدينا خطة لتعميق العلاقة بين المهرجان والجمهور، خاصة الشباب والخريجين، من خلال إشراكهم في الحدث. على سبيل المثال، تم التعاون مع طلاب جامعة الإسكندرية لترجمة الأفلام كجزء من مشاريعهم الدراسية، مما منحهم تجربة عملية وحافزًا للانتماء للمهرجان. كما شمل التعاون طلابًا من كليات أخرى مثل الهندسة والتجارة، الذين ساهموا في التنظيم، مما أدى إلى اتساع قاعدة الجمهور السكندري.
كما اهتممنا بالحضور الرقمي، حيث قدمنا محتوى جذاب على منصات التواصل الاجتماعي، مما شجع المتابعين على التفاعل معنا وطرح أسئلة حول مواعيد العروض وأماكنها، مما ساعد في الترويج للمهرجان. في الدورات الأولى، اعتمدنا على الترويج في مناطق معينة بالإسكندرية، ولكن مع تطور وسائل الاتصال، قمنا بتطوير استراتيجيات الترويج لتواكب العصر الرقمي.أخيرًا، ساهم الإعلان عن ترشيح الأفلام الفائزة للمنافسة على جوائز الأوسكار في تعزيز ثقة الجمهور في اختيار الأفلام الجيدة، مما زاد من اهتمامهم بالأعمال المشاركة.
من وجهة نظرك، هل أسهم وجود أسماء لامعة مثل الفنان أحمد مالك، والفنانة ريهام عبد الغفور، وكذلك المخرج الكبير يسري نصر الله، في جذب الجمهور وزيادة الإقبال على فعاليات المهرجان؟بلا شك، كان لتكريم الفنان أحمد مالك والفنانة ريهام عبد الغفور تأثيرٌ كبيرٌ في جذب الجمهور، إذ لمسنا رغبة حقيقية من كثيرين في حضور حفل تكريمهما، تقديرًا لمسيرتهما الفنية، وتفاعلًا مع أعمالهما الأخيرة التي تركت بصمة واضحة لدى الجمهور. كما أن تقديم الفنان طه دسوقي لـ تكريم مالك أضفى طابعًا خاصًا؛ فطه يتمتع بحضور محبّب، وله قاعدة جماهيرية واسعة.
أما وجود قامة سينمائية كبيرة مثل المخرج يسري نصر الله، فهو ليس مجرد مشاركة رمزية، بل يمثل إضافة حقيقية للمهرجان. فالمخرج يسري نصر الله هو أحد أبرز المبدعين في السينما، وله تاريخ طويل من العمل في المهرجانات الدولية الكبرى، بما في ذلك ترؤسه لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي. هذه الخبرة الواسعة تجعله مرجعًا أساسيًا في مجال السينما، وقد دفعنا للاستفادة منه بشكل مباشر في تطوير فريق الـ “جيست ريليشن” بالمهرجان. كانت رغبتنا في تجاوز المهام التقليدية لهذا الفريق والارتقاء بدوره ليصبح أكثر فاعلية واحترافية، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا عبر خبرة ميدانية يُقدّمها شخص بحجم نصر الله، الذي عاش تفاصيل مهرجانات دولية كبرى وقادر على نقل تلك الخبرات إلى شباب المهرجان. هذه الخبرات ساعدت في تعزيز قدرة الفريق على التعامل مع ضيوف المهرجان بشكل أكثر احترافية، مما أسهم في خلق أجواء تنسيق عالية المستوى، وزيادة التواصل بين المهرجان والجمهور.
نحن ننظر إلى هذه المشاركات كأنها قطع من “بازل” متكاملة، يتم ترتيبها بعناية لتحقيق عنصر الجذب والتواصل مع الجمهور.
في ظل غياب الدعم الكافي، وخاصة من المؤسسات الرسمية، هل ترى أن ذلك يُعيق تطوّر مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير؟ وكيف تنجح إدارة المهرجان في الحفاظ على مستوى جيد من حيث التنظيم، وجودة الأفلام، والندوات رغم ضعف الموارد؟ وهل هناك دور للمؤسسات الخاصة أو الأفراد في دعم المهرجان؟ وهل يمكن أن يعوّض الدعم الخاص غياب الدعم الرسمي؟
نعمل طوال الوقت على بناء ملف احترافي خاص بالرعاة، ونسعى جاهدين لجذب الدعم من جهات مختلفة، لكن حتى هذه اللحظة لم نحصل على رعاية من مؤسسة كبيرة تتيح لنا هامشًا ماديًا يجعلنا نعمل براحة حقيقية،، أو أنواع الرعاية التي تُحدث فارقًا ملموسًا.على الرغم من أن عدد اللوجوهات على بانرات المهرجان قد يوحي بوجود تمويل ضخم، فإن الواقع مختلف تمامًا. غالبية الرعاة شركاتُ إنتاجٍ سينمائيّ مثل “ريد ستار”، و”لاجوني”، و”نيو سنشري”، و”أفلام مصر العالمية”، وهي شركات تساهم كلٌّ منها في دعم المهرجان. لكننا، من خلال جمع هذه المساهمات معًا، ننجح في تكوين ميزانية تمكّننا من تنفيذ الحد الأدنى من خططنا، ولو بصعوبة.
نعمل بمنهج دقيق ونحاول استثمار كل مورد متاح بأقصى كفاءة، لكن الأمور تُدار بأقصى درجات الحذر. وإن حدث أي خلل في هذه المعادلة أو تغيّر في نمط الدعم خلال الدورة القادمة، فقد يؤثر ذلك سلبًا على استقرار المهرجان واستمراريته بنفس المستوى.
فيما يخص الدعم الخاص، نعم، هناك مؤسسات وأفراد يبادرون بتقديم الدعم، وإن كان محدودًا. على سبيل المثال، مؤسسة “دروسوس” ومؤسسة “أكت” تدعمان ورشة الأطفال، ونستخدم جزءًا من هذا الدعم في تغطية بعض نفقات المهرجان نفسه.السيدة مي أبو السعود، المسؤولة عن “دروسوس”، تمتلك وعيًا حقيقيًا بأهمية الأنشطة الثقافية والفنية.كذلك، هناك دعم من أفراد مثل كريم زهران، الذي أبدى رغبته في دعم نشاط داخل المهرجان. وعندما عرضتُ عليه فكرة ورشة “دمج الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة”، التي تقوم على تعليم الأطفال سرد القصص المصوّرة، وافق على رعايتها. هكذا تُدار الأمور. نعمل وفق إمكانياتنا، ونبحث عن فرص الدعم مهما كانت صغيرة، ونتعامل معها بمرونة وإبداع، لكي يستمر المهرجان ويظل عند مستوى تطلعات جمهوره ومحبيه.
هذا يدفع للتساؤل عن أبرز التحديات التي واجهتكم خلال التحضير للمهرجان وأثناء إقامته؟
أغلب التحديات التي نواجهها تتعلق بالشق المادي. في السنوات الماضية، كنا نحصل على دار الأوبرا مجانًا، لكن في هذه الدورة لم نحصل عليها دون مقابل، واضطررنا لأول مرة إلى دفع ضرائب مرتين على حفلي الافتتاح والختام، بالإضافة إلى المبلغ الذي دفعناه مقابل استخدام الأوبرا نفسها. ورغم أن الحفل مجاني تمامًا ولا نقوم ببيع تذاكر، كان الدفع إلزاميًا.
أما ساحة “الباثيو” في المتحف اليوناني الروماني، التي أُقيمت بها الجلسات النقاشية، فقد استأجرناها هذا العام بثلاثة أضعاف السعر الذي دفعناه في الدورة السابقة، لكننا كنا حريصين على أن يخرج كل شيء بمستوى جيد. ولم نجد مكانًا يمنحنا الجودة ذاتها، أو يعكس الصورة اللائقة بالمهرجان، خاصة أمام الضيوف الأجانب. تقع الساحة تحت تمثال “إيزيس”، وهي تترك انطباعًا بصريًا قويًا، لذا، ومن أجل الحفاظ على جودة عالية، كان لا بد من دفع مبلغ كبير، رغم أن ميزانية المهرجان محدودة.
على مستوى الكوادر، نحن محظوظون بوجود فريق قادر على تحمّل المسؤولية، لكن ربما نحتاج مستقبلًا إلى استقطاب أفراد يتمتعون باحترافية في بعض المجالات، وهذا بدوره يتطلب تمويلًا إضافيًا. تظلّ فكرة التطوّع قائمة، لكنها تصبح صعبة حين يتعلق الأمر بمحترفين.
كذلك نواجه صعوبات كبيرة فيما يخصّ تذاكر السفر، فبما أن المهرجان دولي، لا يمكن الاكتفاء بلجان تحكيم مصرية فقط؛ فمن الضروري وجود تنوّع جغرافي بين صُنّاع السينما المشاركين، وهذا يشكّل تحدّيًا دائمًا لنا في ظل الميزانية المتاحة.
جهد كبير من إدارة المهرجان أثمر عن تأهيل الفيلم الفائز في المسابقة الدولية للدخول في منافسات الأوسكار. كيف تم الوصول إلى هذا النجاح؟
منذ ثلاث سنوات، بدأنا التواصل مع أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لفهم متطلبات التأهيل بدقة. استغرقنا وقتًا لمعرفة الملفات والشروط اللازمة. في البداية، قدّمنا طلبًا غير مكتمل، وفي محاولة أخرى لم نتضمن التوصيات المطلوبة. الأكاديمية تشترط أن يكون المهرجان ليس افتراضيًا ويطلبون أرشيف الدورات الثلاث الأخيرة، بما في ذلك كتالوجات، أسماء لجان التحكيم، الأفلام الفائزة، والجوائز.
ما ساعدنا هو وجود أسماء دولية في لجان التحكيم السابقة، حيث أرسلوا توصياتهم الرسمية عبر البريد الإلكتروني، مما أضاف مصداقية للملف. بعد استيفاء جميع الشروط، شعرنا أن العمل يسير في الاتجاه الصحيح. في 1 أكتوبر 2024، تلقينا رسالة تهنئة رسمية من الأكاديمية: “مبروك، أصبح مهرجان الإسكندرية السينمائي للفيلم القصير مؤهلًا لجوائز الأوسكار.” وتم نشر اسمه في بداية القائمة الرسمية للمهرجانات المؤهلة. قد نكون محظوظين بعض الشيء، لكن هذا الإنجاز جاء نتيجة جهد حقيقي ومتواصل.
كيف تقيم الدورة الحادية عشرة من المهرجان من حيث الإقبال الجماهيري والتنظيم؟هناك محوران يمكن الحديث عنهما: الأول يتعلق بردود أفعال الجمهور، خاصة الضيوف الأجانب، والثاني يتعلق بالجوانب التنظيمية والمشكلات التي يتم ملاحظتها شخصيًا. في المحور الأول، كان الضيوف الأجانب منبهرين بمستوى المهرجان، خاصة “كاميلي فاريني” من مهرجان “كليرمون فيران”، التي عبّرت عن إعجابها بأن فعالياتنا مجانية، بينما يعتمد مهرجانهم على بيع التذاكر. كما أكدت رغبتها في زيادة عدد القاعات للعروض. جميع الضيوف الأجانب عبّروا عن إعجابهم بمستوى المهرجان، مما ترك انطباعًا مميزًا لدى الزوار.
أن نكون قريبين في المستوى من مهرجان بحجم “كليرمون فيران”، والذي يُعد الأفضل عالميًا في مجال الفيلم القصير، وهو شهادة من كاميلي، وهي واحدة من أهم المبرمجين في المهرجان، وهذا في حد ذاته إشارة جيدة.
أما على المستوى الشخصي، فأنا على اطلاع على بعض المشكلات التنظيمية التي قد لا تكون واضحة للجمهور، لكن من المهم أن أكون على وعي بها. على سبيل المثال، عقدنا اليوم اجتماعًا لتقييم المهرجان، ضمّ رؤساء جميع الإدارات. لأننا نعلم أنه إذا مرّ شهر أو شهران بعد المهرجان، سننسى التحديات ونكتفي بالتهنئة، ولن نُطوّر شيئًا. لذلك عملنا على رصد النقاط التي تحتاج إلى تطوير، وتحديد المسؤوليات التي يجب أن تُوزَّع بشكل أدق، حتى نضمن وجود تواصل قوي ودائم بين فرق العمل خلال فترة المهرجان، خاصة فيما يتعلق بعلاقات الضيوف والتنظيم.
هل تفكرون في توسيع فعاليات المهرجان لتشمل أنشطة خارج الإسكندرية؟نعم، بالتأكيد. سنبدأ بالفعل الأسبوع المقبل في تنظيم عروض بجامعة العلمين،، وهى خطوة نحو التوسع. نطمح أيضًا إلى إقامة عروض في أماكن أخرى، مثل دار الأوبرا بالقاهرة، أو في أسوان وكذلك في المنيا. أي مكان يمكن أن يتيح لنا عرض أفلامنا سنسعى لاستغلاله.
ما هو تأثير المهرجان على المشهد السينمائي المستقل والشبابي؟
للمهرجان تأثير واضح وملموس، فهناك حرص كبير من الجمهور على حضور فعالياته والمشاركة فيها. حتى أن بعض المخرجين الأجانب اختاروا الحضور على نفقتهم الخاصة، تقديرًا منهم لقيمة المهرجان ومكانته، وهو أمر لا يحدث كثيرًا في مهرجانات الأفلام القصيرة، خاصة مع ارتفاع تكاليف السفر. وهذا في حد ذاته مؤشر قوي على أن المهرجان أصبح محطة مهمة على الخريطة السينمائية.
أما على مستوى شباب الإسكندرية، فأعتقد أن التأثير كان عميقًا. أصبح المهرجان بالنسبة لهم حدثًا سنويًا منتظرًا يشعرون بأنه يمثلهم ويعبر عنهم. هو ليس مهرجانًا مرتبطًا بأسماء القائمين عليه، سواء أنا، أو مدير المهرجان محمد سعدون، أو المدير الفني موني محمود، بل إن البطل الحقيقي هو مهرجان الإسكندرية نفسه.
Source: الفجر الفني