زواحف مائية طائرة!

زواحف مائية طائرة!

لقطة رصدها أحد العلماء المتخصصين في حماية الكائنات الحية المهددة بالانقراض، ومن خلالها قام بإعادة تشكيل «البليزوصور الجديد»، مع قشور على الزعنفة وجلد أملس خالٍ من القشور على بقية الجسم، مستنداً في ذلك إلى أحدث الاكتشافات الأحفورية. لقد استغرق الأمر عقوداً من الزمن، قبل أن ينجح العلماء أخيراً في الوقوف على ما قد يكون أول طائر مائي على الأرض.

بدأت القصة في عام 1993، على جزيرة «فيغا» قبالة شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، عندما عثر أحد الباحثين على هيكل عظمي لطائر غطّاس بحجم «الغُوّاص»، وإن كان يفتقد الرأسَ تقريباً. ويعود تاريخ هذه العظام المكتشفة في الصخور إلى 68 مليون سنة مضت، أي أنها سبقت انقراض الديناصورات.. لذا أطلق العلماء على هذا النوع اسم (Vegavis iaai)، لكنه أثار سؤالاً محيراً: إلى أي الطيور ينتمي؟ وفي عام 2011، كشفت بعثة استكشافية في القارة القطبية الجنوبية عن جمجمة طائر، رجّحت أن يكون سلفاً بعيداً للإوز والبط الحديثين، وأنه ربما كان أقدم طائر حديث معروف.

ومن هنا وجد الحديث حول التيروصورات (Pterosaurs)، شرعيتَه العلمية، باعتبارها زواحف طائرة منقرضة عاشت خلال ما يعرف بحقبة الميزوزوي (منذ حوالي 228 إلى 66 مليون سنة)، وكانت أولى الفقاريات المائية التي استطاعت الطيران. ورغم أنها عاشت في زمن الديناصورات، فإنها لم تكن ديناصورات، بل قريبة لها ضمن مجموعة من الزواحف، التي تضم أيضاً التماسيح والطيور الحديثة. وفوق سواحل البحار والبحيرات القديمة، جابت التيروصورات السماء، وقد تراوحت أحجام هذه المخلوقات المغطاة بالريش بين طيور الحمام والطائرات، وكانت أولى الفقاريات المعروفة التي تمكنت من الطيران. ولملايين السنين، امتلكت ذيولاً طويلة تنتهي بامتداد جلدي بارز يُعرف بـ «الشراع الذيلي». ولطالما تساءل علماء الحفريات عن وظيفة هذا الذيل الغريب.

وفي الآونة الأخيرة، كشف فريقُ علماء، باستخدام تقنية المسح بالليزر، عن هياكل جديدة في أربع حفريات للتيروصورات، موضحين أن الهيكل الخاص بالتيروصورات ساعد في الحفاظ على صلابة ذلك الشراع الذّيلي، وأنه ربما كان يساعدها في المناورة أثناء الطيران، وأثناء الزحف على اليابسة، وخلال وجودها في الماء أيضاً. (ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»)

Source: مركز الاتحاد للأخبار