سعد أردش.. رائد المسرح الذى حمل فكر “بريخت” إلى القاهرة

سعد أردش.. رائد المسرح الذى حمل فكر “بريخت” إلى القاهرة

في مثل هذا اليوم، نودع واحدًا من أبرز أعمدة المسرح العربي، الفنان والمخرج الدكتور سعد أردش، الذي لم يكن مجرد فنان تقليدي، بل مفكر وصاحب رؤية، حمل لواء التجريب المسرحي، وزرع بصماته العميقة في وجدان الأجيال. رحلة فنية تجاوزت الستين عامًا، مزج فيها بين القانون والفن، وكتب فصولًا مضيئة في تاريخ الإبداع العربي.

يوافق اليوم الجمعة ذكرى رحيل الفنان والمخرج الكبير سعد أردش، أحد أعلام المسرح المصري والعربي، وصاحب مسيرة فنية استثنائية امتزجت بالوعي والثقافة والالتزام، وقد ترك وراءه إرثًا فنيًا وتعليميًا لا يزال حاضرًا بقوة في أروقة المسرح.

لم يكن أردش مجرد ممثل أو مخرج، بل مفكر مسرحي من طراز رفيع، جمع بين دراسته الأكاديمية للفنون والحقوق، فحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1952، وليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1955، ثم واصل دراسته حتى نال دكتوراه في الإخراج المسرحي من الأكاديمية الدولية بروما عام 1961.

عاد إلى مصر في بداية الستينيات محمّلًا بأفكار المسرحي الألماني برتولت بريخت، حيث تبنى نظريته في “كسر الإيهام المسرحي”، وطبّقها لأول مرة في مصر من خلال عرض مسرحية “دائرة الطباشير القوقازية”، واستمر في تبني هذا النهج حتى آخر أيامه، ليكون ختامه مسكًا مع مسرحية “الشبكة” عام 2007 على خشبة المسرح القومي.

كان سعد أردش أحد مؤسسي مسرح الجيب في الستينيات، حيث لعب دورًا محوريًا في تقديم الأعمال التجريبية والطليعية، كما أخرج نحو 52 عرضًا مسرحيًا من بينها: الأرض، السبنسة، الإنسان الطيب، النصابين، الحرافيش، أوبرا عايدة، مهر العروسة، غراميات عطوة أبو مطوة، وغيرها من الأعمال التي تنوعت بين الكلاسيكي والمعاصر، والتجاري والتجريبي.

لم يكتفِ بالإخراج، بل شارك كممثل في عدد من الأفلام السينمائية والتليفزيونية مثل ظهور الإسلام والاختيار، وترك بصمته كذلك في الإذاعة والمقالات المسرحية والكتب، فله كتابان مهمان: “المخرج في المسرح المعاصر” و”المسرح الإيطالي منذ البدايات حتى أوائل الستينيات”، إلى جانب ترجمته لعدد من النصوص المسرحية عن اللغة الإيطالية.

وفي ذكرى رحيله، لا يزال سعد أردش حيًا في الذاكرة المسرحية، اسمه يُردد في أروقة الأكاديميات وعلى خشبات المسارح، كأحد الرجال الذين جعلوا من المسرح رسالة، ومن الفن التزامًا، ومن الرؤية بصيرة.

Source: الفجر الفني