ترامب سيرجئ فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بأن أكثر من 950 طفلاً قتلوا في غضون شهرين فقط بقطاع غزة. وقالت «الأونروا»، في منشور على صفحتها بموقع «فيس بوك» أمس، إن «الأطفال في غزة يتحملون معاناة لا يمكن تصورها».
قراءة المزيد
Source: مركز الاتحاد للأخبار
ترامــب في الإمـارات
اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون واحدةً من الدول التي زارها في أول زيارة خارجية له في ولايته الرئاسية الثانية، وذلك اعترافاً بمكانتها وتأثيرها، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وهو ما عبّرت عنه نتائج الزيارة من اتفاقيات للتعاون المشترك في المستقبل.
وقبل هذا بقيت العلاقات بين الدولتين لأكثر من خمسين عاماً تتطور في المجالات كافةً، في السياسات المهمة والاستراتيجيات الكبرى، منذ مطلع السبعينيات مروراً بالثمانينيات وحرب أفغانستان والتسعينيات وأحداثها الكبرى، والألفية الجديدة وتحدياتها في المنطقة والعالم، ثم مع ما كان يعرف بـ«الربيع العربي»، ومواجهة «الإرهاب المعولم»، وصولاً لـ«اتفاقيات إبراهيم» التي يسعى الرئيس ترامب اليوم لجعلها نموذجاً إقليمياً ودولياً. أميركا قائدة العالم المعاصر، والإمبراطورية الأقوى في التاريخ، والتي أنهت عصر الاستعمار الذي كانت تقوده الدول الأوروبية.
وبعدما قضت أميركا على «دول المحور» في «الحرب العالمية الثانية»، دخلت في «الحرب الباردة» مع المعسكر الشرقي. ويخطئ اليمين الإسرائيلي حين لا يحسن قراءة سياسات دول المنطقة وعلاقاتها، والعادة قاهرةٌ، وقد تَعوّد متطرفو هذا اليمين على نوعية واحدةٍ من العرب، هم المزايدون الذين تتكشف الوثائق اليوم بالصوت والصورة عن قناعاتهم الواقعية حينها، والتي لا تمت لشعاراتهم بأي صلةٍ، ومن بعدهم أصحاب شعارات «المقاومة» و«الممانعة» و«الأصولية»، وقد تلاعب بهم «اليمين الإسرائيلي»، وهزمهم جميعاً نتنياهو في حروبٍ شتى ومعارك متطاولة، لكن منطق التاريخ كان دائماً أقوى من منطق الخبرة، ومنطق الاقتصاد كان دائماً أقوى من منطق الأيديولوجيا.
في السنوات القليلة الماضية، أدركت إسرائيل أن هناك دولاً عربية قوية ومتماسكة وطامحة للمستقبل، وهي قادرة على جمع الحلفاء الكبار والصغار حول العالم في مشاريعها ورؤيتها وغاياتها، من بينها السعودية التي تمتلك رؤيةً مختلفةً وآلياتٍ سياسيةٍ واقتصادية وثقافية غير مسبوقةٍ. كما أدركت أيضاً أهمية دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، اللتين وقعتا وقادتا «الاتفاقات الإبراهيمية»، وبعد زيارة الرئيس ترامب للمنطقة، وهي زيارة تاريخية فعلاً كما وصفها ترامب نفسه، أصبحت المعادلات مختلفة.
وكما رضخ «محور المقاومة» رضوخاً تاماً، فمصير اليمين الإسرائيلي قد لا يختلف كثيراً، فالمؤدلجون ليسوا أذكياء مهما علت بهم المهارات السياسية. «محور الممانعة» رضخ رضوخاً تاريخياً، حيث تخلى عن كل شعاراته وكل أتباعه، ورضي بالخنوع تحت قوة السلاح والتهديد وبات يفتش عن النجاة، لكن الأكيد هو أن الصفقات المليارية الخليجية أوضحت بجلاء قدرة دول الخليج على قيادة السياسة عبر الاقتصاد في المنطقة برمتها لا في العالم العربي فحسب. تشنج «اليمين الإسرائيلي» بات يهدد إسرائيل كدولةٍ، وبات يهدد سمعتَها وصورتَها حول العالم لأول مرةٍ في التاريخ، حيث بدت الحكومة الإسرائيلية بلا عقلٍ ولا قلبٍ ولا روح، مغترةً بقوتها ولا تعير شأناً للتغيرات الكبرى في المنطقة والعالم. دول الخليج العربي، ومعها مصر، بسياساتها وشراكاتها مع أميركا والدول العظمى في العالم، أصبحت في كثيرٍ من الملفات المهمة والمفصلية تثبت أننا أمام لحظةٍ تاريخية يمكن فيها صنع الكثير للمنطقة والعالم، انطلاقاً من الاقتصاد إلى السياسة وليس العكس، مع قدرةٍ فائقةٍ على التعامل السياسي والديبلوماسي مع كل المتغيرات غير المتوقعة وغير التقليدية.
*كاتب سعودي
Source: مركز الاتحاد للأخبار