علي حميدة.. رحلة صعود أسطورية انتهت بأزمات قاسية
يعد الفنان علي حميدة أحد أبرز الأسماء التي أحدثت ثورة في عالم الأغنية العربية خلال فترة الثمانينيات، بعدما استطاع بأغنيته الشهيرة “لولاكي” أن يحفر اسمه في ذاكرة الجمهور بأداء فريد ولون غنائي مختلف، لكن رغم النجاح الذي حققه، لم تخلُ حياته من الصعوبات، فقد عانى من أزمات مالية وصحية كانت لها تأثيرات قاسية عليه، حتى رحل عن عالمنا بعد رحلة فنية لم تكن طويلة، لكنها كانت مؤثرة.
في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل نشأته، أبرز أعماله، المحطات المهمة في حياته، والتحديات التي واجهها حتى وفاته.
طفولة في بيئة بدوية صنعت شخصيته الفنية
وُلد علي حميدة في 17 أبريل 1948 بمحافظة مرسى مطروح، حيث نشأ وسط بيئة بدوية أثرت على شخصيته وطريقة غنائه لاحقًا، منذ صغره، كان شغوفًا بالموسيقى، ما دفعه للانتقال إلى القاهرة للالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، حيث درس نظريات الموسيقى وتخصص في آلة العود.
تفوقه جعله يحظى بمكانة أكاديمية داخل المعهد، حيث عُين معيدًا ثم أستاذًا، لكن طموحه كان أكبر من المجال الأكاديمي، إذ كان يحلم بدخول عالم الغناء وتحقيق شهرة واسعة.
“لولاكي”.. الأغنية التي صنعت المجد
في عام 1988، أطلق علي حميدة أغنية “لولاكي”، التي تحولت إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة، محققة مبيعات تجاوزت 6 ملايين نسخة، وهو رقم ضخم في ذلك الوقت. تميزت الأغنية بإيقاعها السريع وتوزيعها الموسيقي المختلف، الذي كان من توقيع حميد الشاعري، مما جعلها تحقق انتشارًا جماهيريًا استثنائيًا.
بفضل هذا النجاح، أصبح حميدة نجمًا ساطعًا في سماء الغناء العربي، وانهالت عليه العروض الفنية، لكنه لم يكن يعلم أن هذا الصعود السريع سيقابله لاحقًا بسلسلة من الأزمات التي ستؤثر على مسيرته بشكل كبير.
ضريبة الشهرة.. أزمة مالية تهدد مستقبله
بعد نجاح “لولاكي”، تعرض علي حميدة لمشكلة مالية ضخمة، حيث طالبته مصلحة الضرائب المصرية بسداد مبلغ 13 مليون جنيه، وهو ما شكل له أزمة كبرى لم يكن مستعدًا لمواجهتها، بسبب هذه المشكلة، اضطر إلى بيع ممتلكاته، وتراجع ظهوره الفني بشكل ملحوظ، حيث لم يتمكن من إنتاج أعمال جديدة بنفس القوة، ما أدى إلى ابتعاده عن الساحة تدريجيًا.
انهيار صحي يزيد من معاناته
لم تتوقف متاعب الفنان عند المشكلات المالية فقط، بل امتدت لتشمل أزمات صحية خطيرة، فقد عانى من الإصابة بفيروس سي وأورام في الكبد، ما أثر على حالته بشكل كبير، ليجد نفسه أمام معركة جديدة أصعب من أي أزمة واجهها في حياته.
حاول الحصول على العلاج، لكنه لم يستطع تحمل التكاليف المرتفعة، مما اضطره للظهور في الإعلام طلبًا للدعم والمساعدة.
اللحظات الأخيرة والرحيل الحزين
بعد صراع طويل مع المرض، رحل علي حميدة في 11 فبراير 2021 عن عمر ناهز 72 عامًا، ليغادر الدنيا بعد سنوات من المعاناة التي أثرت على مسيرته الفنية وصحته.
إرث فني خالد رغم قصر المشوار
ورغم أن رحلته الفنية لم تكن طويلة، فإن بصمته في عالم الغناء لا تزال حاضرة، خاصة من خلال “لولاكي”، التي تعد واحدة من أنجح الأغاني في تاريخ الموسيقى العربية.
قصة صعوده وهبوطه تبقى درسًا في كيفية تأثير النجاح الكبير على حياة الفنان، وكيف أن المجد السريع قد يحمل معه تحديات صعبة لم تكن في الحسبان.
Source: الفجر الفني