فريدة فهمي.. فراشة فرقة رضا التي سحرت الجمهور بالفن والجمال والعلم
في كل عام، يحتفل عشاق الفن المصري بذكرى ميلاد إحدى رائدات الرقص والاستعراض في الوطن العربي، الفنانة الكبيرة فريدة فهمي، التي جمعت بين الموهبة والجمال والثقافة، وأصبحت رمزًا للرقص الشعبي الراقي من خلال مسيرتها الذهبية مع فرقة رضا ورغم اعتزالها منذ سنوات، لا تزال بصمتها حاضرة في ذاكرة الأجيال، وشخصيتها تشكل مصدر إلهام للعديد من الفنانات الطموحات.
نشأة فريدة فهمي
ولدت فريدة فهمي في 29 يونيو 1940 بالقاهرة، باسم ميلدا حسن فهمي، لعائلة ذات جذور ثقافية وعلمية؛ فوالدها كان أستاذًا للهندسة بجامعة القاهرة، ووالدتها إنجليزية الأصل أسلمت لاحقًا وعرفت باسم خديجة.
تربت فريدة في بيئة مشجعة على الفن، وكان والدها أول من آمن بموهبتها في الرقص، بل أهداها أول بدلة استعراضية وهي لم تتجاوز العاشرة من عمرها.
مسيرتها الفنية
انطلقت فريدة فهمي إلى عالم الأضواء عبر بوابة فرقة رضا للفنون الشعبية، التي شاركت في تأسيسها إلى جانب زوجها علي رضا وصهرها الفنان محمود رضا، وحققت من خلالها نجاحًا مدويًا داخل مصر وخارجها، لتصبح الراقصة الأولى في الفرقة ومصدر إلهام لآلاف العارضات.
إلى جانب الاستعراض، اقتحمت فريدة السينما بأداء مميز، فشاركت في عدد كبير من الأفلام التي لاقت رواجًا جماهيريًا واسعًا، منها: غرام في الكرنك، ساحر النساء، جميلة، إجازة نصف السنة، الأخ الكبير.
وقد ساهم أداؤها الراقي وخفة ظلها في تثبيت مكانتها كنموذج للنجمة المتكاملة.
زواج فريدة فهمي من علي رضا
عاشت فريدة فهمي قصة حب مميزة مع المخرج والراقص علي رضا، بدأت منذ أيام الدراسة. تزوجته في نهاية الخمسينيات بعد ارتباط فني وإنساني وثيق، شكّلا معًا ثنائيًا فنيًا بارزًا، جمع بين الإبداع في الرقص والإخراج، وكان لعلاقتهما دور محوري في نجاح فرقة رضا وانتشارها.
الاعتزال والتحصيل العلمي
رغم شهرتها ونجاحها الباهر، اختارت فريدة فهمي الاعتزال وهي في سن الـ43، بعد مسيرة امتدت لعقود من الإبداع.
لم تتوقف عند الفن فقط، بل سعت لتطوير نفسها علميًا، فحصلت على درجة الماجستير ثم الدكتوراه في الرقص الإيقاعي من الولايات المتحدة. لاحقًا، عملت كمحاضِرة في مجالات الفنون الشعبية، وشاركت في إثراء الأبحاث الأكاديمية حول الرقص.
تكريمات مستحقة وإرث خالد
لم ينسَ الوطن فريدة فهمي، فقد تم تكريمها في مناسبات عديدة، كان أبرزها ضمن احتفالية “المرأة المصرية والأم المثالية” بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما نالت أوسمة تقدير من مهرجانات ومؤسسات فنية عدة، تثمينًا لعطائها وإسهاماتها الجليلة في تطوير الفنون الشعبية.
Source: الفجر الفني
في ذكرى ميلاده.. أحمد الإبياري صاحب البصمة الذهبية في المسرح المصري
في كل عام، تحل ذكرى ميلاد الكاتب والمنتج المسرحي الكبير أحمد الإبياري، لتعيد إلى الأذهان مسيرة فنية حافلة بالعطاء والتميز، امتدت لعقود من الزمن، وارتبطت باسم كبار نجوم الكوميديا والمسرح في مصر، هو أحد أبرز أبناء الجيل الثاني من صنّاع البهجة، الذين ورثوا الموهبة عن آبائهم وأضافوا إليها بأسلوب عصري مميز، استطاع أن يخلّد اسمه في ذاكرة الفن المصري الحديث.
النشأة والبدايات
وُلد أحمد الإبياري في 29 يونيو عام 1952، في حي الأزبكية بالقاهرة، ونشأ متنقلًا بين أحياء عدة مثل الزمالك والدقي والمهندسين، حتى استقر في مصر الجديدة. نشأته كانت فنية بامتياز، فقد كان والده هو الكاتب الكوميدي الشهير أبو السعود الإبياري، أحد رواد الكتابة المسرحية والسينمائية، ما ساعد أحمد على التكوين المبكر لوعيه الفني.
أكمل الإبياري تعليمه الجامعي وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1975، بعد أدائه الخدمة العسكرية. لكن الفن ظل الهاجس الأقرب إلى قلبه، فبدأ مشواره الإبداعي في نفس العام.
بداية المشوار الفني
انطلقت أولى خطوات أحمد الإبياري في التأليف المسرحي عام 1975 من خلال مسرحية “بحبك وشرف أمي” التي قدمها الفنان فريد شوقي.
كانت هذه البداية مؤشرًا على موهبة كبيرة قادرة على صناعة الضحك برقي وذكاء.
وفي أواخر السبعينيات، بدأ الإبياري في تقديم عدد من الأعمال على مسارح القاهرة وتونس، أبرزها “ماكانش على البال” (1978) و”زوجة واحدة تكفي”، (1979)، والتي لاقت رواجًا كبيرًا في ذلك الوقت.
مسيرة مسرحية حافلة
طوال مسيرته، كتب أحمد الإبياري أكثر من 30 مسرحية ناجحة، اشتهر أغلبها بالتعاون مع الفنان سمير غانم. ومن أبرز هذه المسرحيات: “البهلوان”، “عبده يتحدى رامبو”، “العسكري الأخضر”، “أنا ومراتي ومونيكا”، “كازينو بديعة” آخر أعماله على خشبة المسرح، والتي عُرضت عام 2023
كما قدم أعمالًا خالدة مثل “البعبع” و”عش المجانين”، التي أصبحت من علامات المسرح الكوميدي في مصر والعالم العربي.
إسهامات في السينما والتلفزيون
لم يقتصر إنتاج أحمد الإبياري على المسرح فقط، بل كتب للسينما والتلفزيون أيضًا. من أبرز أعماله التلفزيونية مسلسل “أبو ضحكة جنان” الذي تناول السيرة الذاتية للفنان إسماعيل يس، بالإضافة إلى مشاركته في كتابة وإنتاج أفلام مثل “صف عساكر” و”القفل”، كما قدم العديد من السهرات التليفزيونية.
إحياء مسرح الريحاني
في مبادرة فردية تُحسب له، قام الإبياري بإعادة ترميم وتجديد مسرح نجيب الريحاني بمنطقة وسط البلد، والذي كان مغلقًا لفترة طويلة. ونجح في إعادة تشغيله بحلة جديدة، ليكون منبرًا للمسرح الكوميدي من جديد، جامعًا بين التراث والحداثة.
تكريم مستحق
في عام 2024، كرّمه المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته السابعة عشرة، تقديرًا لمسيرته الطويلة وإنجازاته في عالم التأليف والإنتاج المسرحي، مما يؤكد مكانته كأحد رموز المسرح الحديث.
حياته الشخصية
رغم شهرته الواسعة، احتفظ أحمد الإبياري بحياته الخاصة بعيدًا عن الإعلام، ولا تتوفر معلومات كثيرة حول تفاصيل زواجه أو حياته العائلية، ما يعكس طبيعة شخصيته التي تميل إلى التركيز على الفن أكثر من الأضواء.
حاضر مُشرق رغم السنوات
حتى اليوم، لا يزال أحمد الإبياري يواصل عطاءه في مجال المسرح، محتفظًا بروحه الساخرة وحنكته الكوميدية التي صقلتها سنوات من العمل الجاد، لم يتوقف عن الابتكار، وظل وفيًا لقيمة المسرح، كمنصة للتنوير والضحك الراقي.
Source: الفجر الفني