الاختبار الحاسم: كيف سيتصرّف المجتمع الإيراني؟
في غمرة التحليلات العسكرية للضربات الإسرائيلية لإيران، أو الحديث عن قدرة النخبة السياسية في طهران على إدارة هذه الأزمة الطاحنة، يتغافل كثيرون عن إحدى ركائز القوة في الحسابات العسكرية والسياسية لدولة في حالة حرب، ألا وهي “حالة المجتمع”.
فهو إن كان متماسكًا ملتفًا حول القيادة الدينية والسياسية والعسكرية، أضاف الكثير إلى قدرة الدولة على الصد والصمود أو النصر، وإن كان غير ذلك، صار الجانب الرخو أو نقطة الضعف التي تُؤخذ في الاعتبار، دون شك، لدى من يصارع دولة ما أو يحاربها.
ولا يمكن لـ”إسرائيل”، ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية، التغافل عن هذه المسألة. وقد حاولتا من قبل إسقاط نظام الحكم في إيران عبر تغذية انتفاضتين داخليتين عارمتين، بتسليط كل أضواء الإعلام كي تنفخ فيهما، لتصلا إلى المستوى الذي تعجز معه السلطة عن التغلب عليهما، لكن هذا باء بالفشل.
ولأن “إسرائيل” تتحدث هذه المرة عن “حرب” وليست مجرد “عملية عسكرية”، فإن التفكير في إزاحة حكم الملالي في إيران لا بد أنه قد اختمر برأسها، أو راود أحلام بنيامين نتنياهو ومن معه، ووضعوا الخطة العملية لتنفيذه، ويعملون عليها الآن، لكنهم لن يتحدثوا عن ذلك إلا إذا وجدوا الفرصة متاحة لتحقيق هذا الهدف، بعد ضربات متواصلة تعتزم توجيهها لإيران، لا ليتصدع جيشها من حيث القدرات القتالية، إنما لتفقد السلطة الدينية والسياسية الهيبة في عيون الشعب الإيراني.
يدرك القادة في إيران هذا بالطبع، لذا وجدناهم يتحدثون في الساعات الأولى عن “الحرب النفسية التي يشنها العدو”، ثم سمعناهم يطلبون من الشعب أن يثق في قيادته، ويؤمن بأنها قادرة على الرد أو الثأر، وبشكل بارح وجارح، يرضي كل الإيرانيين.
ابتداءً، فإن المجتمع الإيراني يفتقد إلى التجانس أو الانصهار الوطني، وكان يحقق الترابط الصوري بين فئاته وشرائحه بقوة السلطة، التي لم تُعنَ بترتيب البيت من الداخل قدر عنايتها بالتمدد الإقليمي، سواء ما أسمته طهران منذ عام 1979 بـ”تصدير الثورة”، أو نظرها إلى العالم العربي على أنه مجرد “مجال حيوي”، وكان تقديرها في هذا مبالغًا فيه.
ورث نظام الملالي مجتمعًا فسيفسائيًا من حيث التنوع الديني والمذهبي والعرقي. يمثل المسلمون الشيعة أغلبيته، وهناك مسلمون سنة وبهائيون وزرادشتيون ومسيحيون ويهود ومندائيون ويارسانيون، ومن زاوية العرق هناك الفرس والعرب والبلوش والأكراد والتركمان والأذر والأرمن والقشقائيون والشاهسونيون، والتالشيون واللور.
ولم تحظَ إيران بميزة جغرافية تجعل هذه العرقيات والأديان ذائبة في كل الأمكنة، إنما بعضها يتركز في مناطق بعينها، ما يزيد من أعباء السلطة المركزية في تحقيق “التكامل الوطني”، أو إيجاد “الدولة الوطنية” بمفهومها الحديث والمعاصر، لا سيما أنّ هناك تمييزًا يُمارس بوضوح ضد أقليات عرقية أو دينية أو مذهبية.
ورغم أن نظام الحكم اتخذ إجراءات للتخفيف من غلواء هذا الانقسام الاجتماعي، بتمثيل مختلف الفئات في الحياة السياسية الرسمية والشعبية، حيث تتمتع الأقليات الدينية بحماية قانونية، وتُمنح مقاعد محددة في البرلمان، ويكفل الدستور حقوق جميع الأعراق، فإن ذلك غلبت عليه الصورية، ولم يتعدَّ، في إدراك بعض أفراد العرقية الفارسية، أن يكون مجرد قلادة زينة، وليس تدبيرًا أصيلًا يستند إلى مبدأ “المواطنة”، ويُعلي من دور “الاستحقاق والجدارة” في تولي الوظائف العامة، وليس الانتماء العرقي أو المذهبي.
ومع هذه الانقسامات الرأسية الثابتة، ظهرت في السنوات الأخيرة انقسامات أفقية، تقوم على عدة معايير، منها: التفاوت الطبقي، حيث يتركز أغلب الثروة في يد عُشر السكان، الذين يربو عددهم على ثمانين مليون نسمة، فيما لا يدفع هؤلاء سوى 3% من الضرائب.
ومنها تسارع وتيرة “العلمنة” في العقدين الأخيرين، الأمر الذي يشكل تحديًا كبيرًا لسلطة دينية تقوم على “ولاية الفقيه”، فيما ظهر جيل من الشباب لديه نزوع كبير للتمرد على التصورات التقليدية للملالي، في الأفكار والقيم وطرق الإدارة والعلاقة مع العالم. وساهمت العلمنة ومنظومة القيم التي يؤمن بها الجيل الجديد في ظهور تحدٍّ آخر للسلطة الحاكمة يدور حول الثقافة.
ولم تُفلح السلطة في إيران في تحويل التعدد الديني والعرقي إلى “تنوع خلاق”، رغم إجراءات وتدابير وخطابات حاولت التلطيف من غلواء تجربة تاريخية تُبرهن على أن هذا التعدد كان سببًا مباشرًا للتناحر والاقتتال في بعض الأحيان، رغم أن الطبيعة الجغرافية في إيران خلقت حواجز طبيعية حالت دون احتكاك طويل الأمد بين المختلفين عرقيًا ودينيًا.
فالأيديولوجية التي تتبناها السلطة الحالية، لم تسمح بإنهاء الإحن التاريخية، لا سيما أن السلطة التي بدأت بعد ثورة الخميني قبل ستة وأربعين عامًا، كانت تتصرف في بعض الأحيان بخشونة أو عنف مع أي اعتراضات أو تمردات تأتي من هنا أو هناك لأتباع أقلية ما.
اليوم سيكون هذا المجتمع في محل اختبار، فإما يقف خلف القيادة السياسية والعسكرية في هذه المحنة، ويُعلي “المصلحة الوطنية العامة” على ما عداها، وإما يغلب المصلحة الضيقة للقومية أو المذهب، ويعتقد أن الفرصة قد تسنح، إن تواصل ضرب إيران واغتيال مزيد من قياداته، وتزعزع نظام الحكم الحالي، لممارسة ضغوط تؤدي إلى إسقاطه، وترتيب الأوضاع بعده على أسس مغايرة، تحاول كل قومية أو أتباع دين أو مذهب تحسين شروط حياتهم مستقبلًا.
في خاتمة المطاف، فإن الحرب إن تواصلت، وفقدت إيران القدرة على الردع، واهتزت هيبة قيادتها الدينية والسياسية والعسكرية، سينتقل خطاب الدعاية الإسرائيلية إلى إثارة الفوضى في المجتمع الإيراني. ونجاحه في هذا من عدمه، يتوقف على مدى صمود الجيش الإيراني من ناحية، وقدرته على إلحاق أذى بـ”إسرائيل” من جهة ثانية، يجبرها على وقف الحرب.
Source: Apps Support
التجويع الإسرائيلي يجبر أهل غزة على العودة لمقايضة السلع
غزة – حينما أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلية كافة معابر قطاع غزة بداية مارس/آذار الماضي، سارعت السيدة أم جاد كنعان إلى شراء كمية من الطعام ومواد التنظيف من الأسواق، تحسبا لاستمرار الحصار مدة طويلة.
ومع استمرار الإغلاق، بدأ مخزون أم جاد من بعض السلع الأساسية بالنفاد؛ ونظرا لعدم توفرها في الأسواق أو ارتفاع أسعارها بشكل كبير، لجأت إلى أسلوب المقايضة حيث نشرت إعلانات عبر مجموعات عامة على تطبيق واتساب، تعلن فيها عن رغبتها باستبدال سلع تحتاجها وتقديم أخرى تمتلكها.
ونظرا لحاجتها الماسة للطحين لصنع الخبز، اضطرت للتفريط في كمية من السكر المفقود من الأسواق. ويصل سعر الكيلوغرام منه إلى أكثر من 200 شيكل (الدولار = 3.6 شواكل).
ونشرت السيدة الفلسطينية إعلانا تطلب فيه مقايضة 4 كيلوغرامات من الطحين بكيلوغرام من السكر، ونجحت في ذلك.
المواصلات تعيق المقايضة
لكنّ غياب المواصلات داخل أرجاء قطاع غزة، بسبب شح الوقود وقلة السيارات، يجعل من المقايضة أمرا صعبا في بعض الأحيان، ويتسبب في فشل الكثير من المحاولات.
وتقول أم جاد للجزيرة نت “حينما أنشر عرضا للتبادل، يكون هناك تجاوب من العائلات الأخرى، لكن أحيانا البعد الجغرافي يُفشل المقايضة مع صعوبة المواصلات”.
وتُشيد ربة المنزل الفلسطينية بأسلوب المقايضة، وترى فيه عملية إيجابية تسمح بامتلاك الناس المواد التموينية المفقودة وخاصة الطحين.
وبحسب أم جاد كنعان، فإن عدم توفر العملات النقدية وصعوبة سحبها من البنوك المغلقة يزيدان من لجوء الناس لأسلوب المقايضة بشكل كبير.
وفي بعض الأحيان، كانت ربة المنزل تضطر لسحب بعض الأموال من البنك بعمولة كبيرة جدا تصل إلى 40% (عبر السوق السوداء) من قيمة المبلغ لشراء الطحين، مما جعلها تُفضل اللجوء لعملية مقايضة السلع.
أصناف محدودة للمقايضة
على خلاف أم جاد، احتاجت ختام حسين، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، إلى كيلوغرام من السكر، فنشرت إعلانا تعرض فيه مقايضته بالعدس، ونجحت في ذلك.
ويستخدم السكان العدس حاليا بديلا عن الطحين المفقود، إذ يصنعون منه الخبز بعد طحنه.
لكنّ المقايضة لا تمكّن السيدة ختام حسين من الحصول على كل ما تحتاجه نظرا لعدم توفر كافة السلع لدى العائلات الأخرى، وخاصة مكعبات المرق المجفف الضرورية لصنع الطعام، إذ قدمت الكثير من طلبات المقايضة دون جدوى.
وتقول ختام حسين إن هناك تجاوبا كبيرا مع إعلانات المقايضة لحاجة العائلات الماسة للطعام لسد رمق أبنائها.
وتضيف للجزيرة نت “شح البضائع وغلاء سعرها عاملان دفعاني لعرض البضائع للتبديل، والاستجابة كبيرة لأن الجميع مثلنا، الكل محتاج ولديه نقص في الطعام”.
وترتفع الأسعار بشكل كبير في قطاع غزة بسبب شحّ البضائع، ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من الطحين في بعض الأحيان إلى نحو 100 شيكل، علما أن سعره لم يكن يتجاوز 3 شواكل قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتعج وسائل التواصل الاجتماعي في قطاع غزة حاليا بإعلانات تبادل “السلع مقابل السلع” وكذلك “السلع بسعرها الطبيعي مقابل توفير سيولة نقدية من دون عمولة”.
ومن بعض الإعلانات التي اطلع عليها مراسل الجزيرة نت:
“متوفر سيولة 300 شيكل من دون عمولة مقابل كيلوغرام من التمر بسعره الطبيعي”.
“متوفر عنب حُصرم مقابل سكر أو زيت قلي، أو تمر مضغوط أو حلاوة طحينية”.
“كيلوغرام فول مقابل كيلوغرام طحين”، و”علبة أناناس مقابل سكر”.
“كيلوغرام تمر مضغوط مقابل بامبرز (حفاظات أطفال)”.
“عدس حب بُني مقابل زيت قلي”.
المقايضة تكامل اقتصادي
ورغم أهمية “المقايضة” للتخفيف من الظروف الإنسانية الصعبة في غزة، فإنها ليست حلا كافيا، وفق خبراء.
ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح الدكتور نصر عبد الكريم “هذه حلول إبداعية ومهمة، لكنها تبقى جزئية وليست مستدامة، الحل يتمثل في وقف الحرب وإدخال المساعدات والبضائع بحرية كاملة”.
ويرى عبد الكريم أن ظاهرة المقايضة في قطاع غزة هي “واحدة من الحلول التي يبتكرها المجتمع للتخفيف من آثار المجاعة والحصار الإسرائيلي”.
ويضيف للجزيرة نت “المقايضة في حالة قطاع غزة هي تكامل اقتصادي داخل المجتمع وهي ظاهرة محمودة”.
أزمة اقتصادية وإنسانية
ويؤكد الخبير الاقتصادي عبد الكريم أن ظاهرة المقايضة تؤكد عمق الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يعيشها قطاع غزة بسبب غياب السلع والفقر الشديد وعدم امتلاك المال الكافي للشراء والعجز عن سحب المال من البنوك للإنفاق.
ويقول “بسبب حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل والتجويع والتضييق الاقتصادي واحتكار السلع واختفائها، والظواهر السلبية الأخرى، بات الناس بحاجة إلى التكامل عبر المقايضة، وهي ظاهرة تعكس الأزمة والحالة الاقتصادية المحزنة لمعظم الأسر”، مشيرا إلى أن “مقايضة السلع” ظاهرة قديمة وتاريخية كان يستخدمها البشر قبل ظهور النقود.
ويضيف عبد الكريم أن الفلسطينيين كانوا حتى وقت قريب يتعاملون بالمقايضة، فمن “لديه عنب يبادله باليقطين أو التين، ومن لديه قمح يبادله بالزيتون أو الزيت وهكذا”، مضيفا “أذكر أنه في الانتفاضة الأولى (1987-1994) في الضفة الغربية كانت الكثير من الأسر تلجأ للمقايضة”.
وحذر عبد الكريم من أن استمرار المجاعة ونقص البضائع سيقللان من جدوى المقايضة نظرا لنفاد السلع في قطاع غزة جراء استهلاكها أو تبديلها.
Source: Apps Support
محطات في إنهاء العنصرية والعبودية وتمثال الحرية بأسبوع يونيو الثالث
استعرض برنامج “في مثل هذا الأسبوع” عبر منصة الجزيرة 360 -في حلقته الجديدة- أبرز المحطات التاريخية التي أثّرت بعمق في مسيرة الحضارة الإنسانية، من انتفاضة سويتو الطلابية في جنوب أفريقيا إلى تحرير العبيد في أميركا، وصولا إلى تدشين تمثال الحرية.
ففي 16 يونيو/حزيران 1976، اندلعت انتفاضة سويتو الطلابية في جنوب أفريقيا، حين خرج آلاف الطلاب في مسيرة سلمية احتجاجا على فرض اللغة الأفريكانية في التعليم، لكن الشرطة واجهتهم بالقمع الوحشي.
كانت الأفريكانية لغة الحكومة البيضاء ورمزا للتمييز العنصري، فشعر الطلاب أن فرضها وسيلة لمحو هويتهم الثقافية. ردت الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، وكان هيكتور بيترسون من أوائل الضحايا، وتحولت صورته في لحظاته الأخيرة إلى رمز للانتفاضة.
انتشرت أحداث سويتو الدامية في العالم، خاصة بعد انتشار صور المواجهات العنيفة، مما استدعى إدانة دولية واسعة لنظام الفصل العنصري، وخلقت الانتفاضة تأثير كرة الثلج الذي أودى في النهاية بالنظام العنصري في جنوب أفريقيا.
حظر العبودية بأميركا
وفي السياق الأميركي، شهد الأسبوع الثالث من يونيو/حزيران 1865 محطة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة، حين وقّع الرئيس أبراهام لينكولن قانونا يحظر العبودية في جميع أراضي الاتحاد، في خطوة تالية لإعلان تحرير العبيد.
كانت الحرب الأهلية الأميركية قد اندلعت بسبب الخلاف حول العبودية بين الشمال الصناعي والجنوب الزراعي. ومع انسحاب نواب الجنوب من الكونغرس، أصبح الجمهوريون أغلبية مطلقة، مما مهد الطريق لإقرار قوانين جذرية ضد العبودية.
تحرير العبيد لم يكن قرارا فوريا، بل رحلة نضال استمرت لقرون، إذ كان العبيد الفارون يتحولون إلى جزء من إستراتيجية الحرب ضد الولايات الكونفدرالية. الحرية لم تكن يوما هدية تُمنح، بل كانت دائما حقا يُنتزع بالنضال والأمل.
وصول تمثال الحرية
وفي 17 يونيو/حزيران 1885، وصل تمثال الحرية إلى نيويورك بعد رحلة عبر المحيط الأطلسي، حاملا معه حلم النحات الفرنسي فريديريك بارتولدي. كان التمثال في الأصل فكرة لإنشاء منارة ضخمة على مدخل قناة السويس في مصر.
رفض الخديوي إسماعيل المشروع بسبب التكلفة المرتفعة، فتحولت الفكرة إلى هدية من الشعب الفرنسي للشعب الأميركي تكريما لنجاح الولايات المتحدة في تأسيس جمهورية ديمقراطية. تم تجميع التمثال المكون من 350 قطعة في نيويورك، وكُشف عنه رسميا في أكتوبر/تشرين الأول 1886.
يحمل تمثال الحرية رمزية عميقة، حيث تمثل الشعلة في يده اليمنى الحرية التي تنير العالم، بينما تشير السلاسل المكسورة عند قدميه إلى فكرة التحرر. والقصيدة المنقوشة عند قاعدته تدعو المتعبين والمساكين للبحث عن نسائم الحرية.
هذه المحطات التاريخية في الأسبوع الثالث من يونيو/حزيران تؤكد أن النضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية كان دائما رحلة طويلة ومعقدة، تتطلب تضحيات جسيمة وإرادة صلبة لكسر قيود الظلم والاستعباد.
Source: Apps Support
التمييز الإسرائيلي يترك سكان القدس بلا ملاجئ أو غرف محصنة
“عندما سمعتُ صافرات الإنذار فجر يوم الجمعة، كان صوتها مرتفعا ومختلفا عن الصوت الذي اعتدنا سماعه من بداية الحرب، لا يوجد ملجأ في منزلنا.. أسرعت واختبأت أسفل طاولة الطعام.. أعلم أن هذه الطريقة التي كنا نحتمي فيها خلال حروب القرن الماضي وهي غير آمنة لكن لا توجد وسيلة أخرى في مدينة القدس”.
بهذه الكلمات عبّرت المقدسية (د.ع) عن اضطرابها لحظة بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة الماضية، وخوفها على نفسها وأسرتها مع انطلاق صافرات الإنذار أولا، ومن الانفجارات المتتالية في القدس لاحقا والناجمة عن سقوط الصواريخ الإيرانية أو اعتراضها.
لا تختلف حال هذه السيدة عن حال معظم المقدسيين، إذ تفتقر منازلهم إلى غرف “الملجأ” المحصنة التي تُعد الملاذ الوحيد عند سماع صافرات الإنذار في القدس.
أُصيبت بعض المنازل، واندلعت النيران في أخرى، داخل أحياء من شعفاط والطور والزعيم والعيساوية ووادي الجوز شمال وشرق القدس المحتلة، جراء تساقط شظايا صواريخ اعتراضية.
يذكر أن الخطر يتصاعد على المقدسيين في ظل محدودية الملاجئ، وانعدام وسائل الحماية، وغياب بنية تحتية قادرة على التعامل… pic.twitter.com/hWjLhVnBYI
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) June 16, 2025
الملاجئ العامة آيلة للسقوط
ليس هذا فحسب؛ بل أبدى كثير من المقدسيين امتعاضهم مع الإعلان عن فتح بعض المؤسسات والمدارس كملاجئ عامة في أحياء القدس المختلفة، خاصة أن بعض المدارس ببعض الأحياء هي ذاتها خطرة وآيلة للسقوط، ولا يمكن أن تكون ملجأ آمنًا للسكان.
يقول المواطن (أ. ن) الذي يعيش ببلدة سلوان، وهو أحد أولياء أمور الطلبة الذين يتلقون تعليمهم في مدرسة تتبع لبلدية الاحتلال، إن الأهالي نظموا عددا من الوقفات الاحتجاجية وعلّقوا الدوام الدراسي مرارا للمطالبة بترميم مدرسة أبنائهم “الآيلة للسقوط”.
“ذهلتُ عندما رأيت أن هذه المدرسة مدرجة ضمن الملاجئ العامة التي يجب على سكان الحي اللجوء إليها بمجرد تفعيل صافرات الإنذار، وأنا أعلم جيدا أنها تفتقر لمعايير الأمن والسلامة الضرورية.. الاحتلال لا يأبه بسلامة أيّ منّا، ونحن نفضل الموت بمنازلنا لا بملجأ عام كهذا”.
تتشعب أسباب انعدام وجود الغرفة المحصنة (الملجأ) في منازل المقدسيين، بدءا من اضطرار معظمهم لبناء منازلهم بشكل عشوائي ودون الحصول على التراخيص اللازمة من بلدية الاحتلال بسبب التكاليف الباهظة والمتطلبات التعجيزية، مرورا بالمواصفات والتكاليف العالية لتشييد هذه الغرفة، وليس انتهاءً بتشييد عدد كبير من المنازل قبل فرض البلدية لقانون يجبر المقدسيين على بناء هذه الغرفة.
“الملاجئ لليهود فقط”
أحد المهندسين المقدسيين -فضّل عدم ذكر اسمه- قال للجزيرة نت إن تشييد غرفة الملجأ المحصنة بات إلزاميا عقب الهجمات الصاروخية العراقية على إسرائيل أو ما يعرف بـ”حرب صدّام” عام 1991، ورغم ذلك لا تزال الكثير من منازل المقدسيين تفتقر إليها.
وأوضح المهندس المعماري المقدسي أنه لا يمكن الحديث عن نسبة المنازل التي تتوفر فيها الملاجئ لأن هذه المعلومة غير متوفرة، لكن ما يمكن تأكيده أن كافة الوحدات الاستيطانية التي تُشيّد في غربي المدينة تضم هذه الغرفة.
وعند سؤاله عن موضوع الملاجئ العامّة التي أُعلن عن فتحها أمام المقدسيين، أكدّ هذا المهندس أن هذه الخطوة تأتي في إطار الإعلام ليس إلّا، ولتقول إسرائيل للجميع إنها تهتم بالعرب وتفتح أمامهم الملاجئ العامة، وفي حقيقة الأمر أن الكثير من الملاجئ غير آمنة، وهي لا تتسع لعدد سكان أي حيّ من الأحياء.
سياسات احتلالية تمييزية
الحقوقي المقدسي ومدير مركز العمل المجتمعي التابع لجامعة القدس منير نسيبة قال في تعقيبه على قضية أمن المقدسيين وسلامتهم في ظل الحرب الإسرائيلية الإيرانية، إن السياسة الإسرائيلية التمييزية في مدينة القدس فيما يتعلق بالتخطيط الحضري أنتجت فوضى عشوائية، بحيث بُنيت الكثير من المنازل بدون معايير سلامة واضحة.
“ذلك لأنه يندر أن تصدر بلدية الاحتلال تصاريح بناء للمقدسيين، مما أدى لبناء حارات كاملة دون مراعاة إجراءات السلامة وتشييد الملاجئ الضرورية، وهذا غيض من فيض السياسات العنصرية التي يتبعها الاحتلال ويفرضها على الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص، وهي حالة لا يمكن العيش معها إلى الأبد، ويجب أن تتوقف فورا” أضاف الحقوقي نسيبة.
يذكر أن نوعين من مساكن المقدسيين يهددهما الخطر أكثر من غيرهما، الأول تلك البنايات الشاهقة التي شُيّدت دون رقابة في الأحياء المقدسية الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، والتي تعمدت دوائر الاحتلال المختلفة غض الطرف عنها لدفع مزيد من المقدسيين للهجرة إليها.
والثاني هو المنازل المتخلخلة والآيلة للسقوط بسبب منع الاحتلال ترميمها أو بسبب الحفريات التي نُفّذت ولا تزال تنفذ أسفلها، وخاصة في البلدة القديمة وبلدة سلوان الواقعة جنوبها، وفي هاتين البقعتين الجغرافيتين توجد مئات المنازل التي هبطت أرضياتها أو تشققت جدرانها بفعل الحفريات التي انطلقت قبل عقود ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
Source: Apps Support
Iranian strikes expose bomb shelter shortage for Palestinian towns inside Israel
Tamra, Israel CNN —
In a small, tight-knit town near Haifa in northern Israel, residents here never thought they would experience such horror.
Inhabited by Palestinian citizens of Israel, Tamra was left shaken after an Iranian missile struck a residential building late Saturday evening, killing four civilians, Israel’s national emergency service Magen David Adom (MDA) reported.
The rocket struck a home belonging to the Khatib family at around 11:50pm, according to emergency responders. Manar Khatib, a local teacher, and her two daughters Shatha, 13, and Hala, 20, as well their relative Manar Diab were all killed instantly.
Manar’s husband Raja and their youngest daughter Razan both survived.
Over the last 20 months of war, rockets have occasionally been launched from across Lebanon’s border into northern Israel. But Tamra has never taken a hit like this – until hostilities with Iran erupted into direct strikes between the two countries this week.
The morning after, the mood in the Lower Galilee town was somber, compounded by anger over a lack of adequate bomb shelters, an issue that Palestinian citizens of Israel have long warned was a glaring inequality that exists throughout their communities.
The street where the missile landed was filled with bulldozers trying to clear the debris. Many cars were burned from the impact, with glass shattered all around. Residents and volunteers gathered around to offer support and condolences. The buildings next to the Khatib home had sustained some damage, and almost every home had its windows blown out.
“When we heard the strike, everyone in the village headed there to help. It was a very difficult and chaotic evening. We found body parts littered across the street, and very tragic sights we didn’t want to see,” Mohammad Diab, an emergency rescue volunteer told CNN.
Diab said it was difficult to reach the family because of the intensity of the impact. Emergency responders searched for survivors trapped under the “heavy destruction” of the three-story building.
A man stands inside a damaged room after missiles fired from Iran impacted a residential building in Tamra, northern Israel June 15, 2025.
Ammar Awad/Reuters
For 25-year-old neighbor Mohammad Shama, Saturday night was “terrifying”.
“As soon as the escalations began with Iran, we knew the situation would be dangerous, but we didn’t think the danger would come this close to us,” he told CNN.
He rushed to his neighbors’ home as soon as he heard the blast and tried to help retrieve the bodies. The only reason the Khatib family’s youngest daughter survived was because she was sleeping in the room the house uses as a shelter, he said.
But not every home in Tamra even has a shelter.
Lack of shelter access
Only 40% of Tamra’s 37,000 residents have either a safe room or a functioning shelter, the town’s mayor Musa Abu Rumi told CNN. And there are no bunkers or public shelters which are otherwise ubiquitous across most Israeli towns and cities.
In the wake of the attack, his municipality decided to open up educational facilities in Tamra to be used as shelters for whoever didn’t feel safe sleeping at home.
“The government has never financed the construction of shelters in our town, because they have other priorities,” he said.
Several government ministers have visited Tamra in the wake of the attack, and Abu Rumi said others are planning to visit in the coming week. He told CNN he wants to take advantage of that to raise the issue of neglect in Tamra, and “bridging the gap between Jewish Israelis and Palestinian citizens of Israel”.
The Israel Democracy Institute (IDI), an independent research center published a report in the wake of the Tamra attack, describing how “Arab communities remain unaddressed” almost two years since the outbreak of war. The report points to the “significant gaps in protection” between Arab and Jewish communities.
Civil defense capabilities are built into the infrastructure of Israel. Israeli law requires all homes, residential buildings, and industrial building built since the early 1990s to have bomb shelters. These shelters prove crucial to protect Israelis when warning sirens go off – providing the public with safe and fortified locations to hide from incoming rockets.
Emergency and security personnel stand inside a damaged building after missiles fired from Iran impacted a residential building, in Tamra, northern Israel June 15, 2025.
Ammar Awad/Reuters
However, many Palestinian towns in the country’s north “lack public shelters, protected areas, and shelter facilities,” according to a statement from the Association for Civil Rights in Israel.
“The urgency in providing such a response gains secondary validity in light of the fact that the main disparity in the field of defense in the northern district is within Arab towns,” the statement continued.
Local resident Shama conceded that there is neglect in Tamra and said he suspects it’s because of racism.
Social media videos show
In many ways, the Tamra strike has highlighted not just the tragedies of this war, but also increasingly embittered fault lines and divisions in Israeli society and governance.
In a neighboring town called Mitzpe Aviv, social media video verified by CNN showed Jewish Israelis rejoicing over the rockets raining down on Tamra this weekend, shouting “may your village burn!”
Knesset member Dr. Ahmad Tibi told CNN scenes like that were the “result of the culture of racism that has spread in Israeli society and the escalating fascism.”
Another Knesset member, Naama Lazimi, condemned the video on X, writing; “shame and disgust.” On the lack of shelters, Lazimi added that “this is an even greater shame because this is a state with racist and abandoning policies.”
Tamra resident Nejmi Hijazi also lamented the video, telling CNN “in your own country, you are treated as a stranger, even as an enemy, even in your blood and in your death.”
Social media videos showing Palestinians in occupied East Jerusalem hailing Iran’s attacks on Tel Aviv have also circulated.
One resident was apprehended and taken in for questioning, according to Jerusalem District Police – a move that national security minister Itamar Ben Gvir applauded, warning that “anyone who celebrates with the enemy will be punished!”
Men walk near a damaged vehicle at an impact site following missile attack from Iran in Tamra, northern Israel, on June 15, 2025.
Ammar Awad/Reuters
As the threat of more strikes continues to fuel fears in Israel, the residents of Tamra are left feeling anxious.
“Last night was one of the most difficult nights I have ever experienced. I can’t forget the image of the little girl I saw trapped under the rubble,” Manal Hijazi, a neighbor told CNN.
Hijazi described the Khatibs as some of the nicest and most loving people in the neighborhood. Manar had taught most residents in Tamra.
One of her former students is Raghda, a neighbor whose house was also damaged by the Saturday blast.
“I was in bed with my three daughters when the rocket struck. The window blasted open and I got hit by dust and rocket remnants. That happened all in front of my eyes, with my daughters right next to me,” Raghda told CNN, teary and shaking.
Raghda described the horror she felt cradling her 4-month-old daughter throughout the attack. She said her daughters were shocked and remained silent for many hours.
“There is no way I will be sleeping at home tonight,” she said.
CNN’s Dana Karni contributed to this report.
Source: CNN
حملة مكبرة بمداهمة أوكار النباشين في المنصورة
داهمت رئاسة حى غرب المنصورة برئاسة محمد أمين الدمرداش حملة اس أوكار النباشين بنطاق حى غرب المنصورة ومصادرة مهماتهم تمهيدا” لاتخاذ الإجراءات القانونية .
قاد الحملة نواب رئيس حى غرب المنصورة حمدى رشاد، وأحمد عرفة، وسهام صلاح، وفريق العمل المشكل من وليد عبادة مسئول الإشغالات، وأحمد نشأت مسئول الإشغالات.
وتمكنت الحملة من مصادرة كميات كبيرة من جوانى الفرز الخاصة بـ النباشين، تمهيدا” لاتخاذ الإجراءات القانونية.
كما استانفت الحملة جهودها برفع الأشغالات والتعديات على حرم الطريق، حيث تم رفع تعديات الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرصفة وحرم الطريق، ورفع تعديات الأكشاك والمحال التجارية والكافيهات ورفع الأعمدة الحديدية والسلاسل والبراميل والبردورات وإطارات الكاوتش التي يضعها المواطنون أمام العقارات والمحلات التجارية لفتح الشارع أمام المارة وتسيير الحركة المرورية.
وفى إطار متابعة خطة الدولة ترشيد استهلاك الكهرباء بكافة المنشآت والمصالح الحكومية والعامة والمحال التجارية، تم المرور على كافة المنشآت والمصالح الحكومية والعامة والمحال التجارية بنطاق الحى لمتابعة مدى الإلتزام بتنفيذ قرار خطة ترشيد استهلاك الكهرباء، والإلتزام بمواعيد إغلاق المحال التجارية والمولات بتمام الساعة 11 مساء، وتمديدها حتى 12 منتصف الليل أيام الخميس والجمعة فقط، وتقليل الإضاءات على واجهات المحال التجارية، وخفض الإنارة العامة داخل دور المناسبات، وترشيد استهلاك الكهرباء بجميع دور العبادة بمختلف أنواعها، على أن يتم إطفاء الإنارة فور انتهاء الشعائر.
تأتي هذة الإجراءات في إطار حرص الدولة على عدم اللجوء إلى إجراءات تخفيف الأحمال، وذلك بتطبيق خطة شاملة لترشيد استهلاك الكهرباء حفاظًا على موارد الدولة، وفي إطار حرص الدولة على إدارة موارد الطاقة بكفاءة، وذلك فى ضوء المستجدات الإقليمية الراهنة التي ألقت بظلالها على أسواق البترول والغاز.
وناشد رئيس حى غرب المنصورة المواطنين وأصحاب المنشآت التجارية والخدمية التعاون في تنفيذ خطة الدولة لترشيد إستهلاك الكهرباء، حفاظًا على كفاءة منظومة الطاقة، لافتا” إلى أن المواطنين والأجهزة التنفيذية شركاء فى المسؤولية.
وأشار إلى تكثيف حملات الإشغالات دون تهاون أو تقاعس مع المتعدين على حرم الطريق لتحقيق الانضباط للشوارع وتحقيق السيولة المرورية .
وأكد مواصلة الجهود المبذولة لرصد أي محاولة للمخالفات وإزالتها على الفور، وذلك في إطار الحفاظ على النسق الحضارى ومنع أي مظاهر عشوائية .
Source: بوابة الفجر