لبيد: هذا هو الحل في غزة بعيدا عن حماس والسلطة الفلسطينية
عرض زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد -في مقال بصحيفة هآرتس- رؤيته للحل في غزة، وأكد أن مستقبل القطاع في السنوات القادمة يجب أن يرسم بعيدا عن حركة حماس والسلطة الفلسطينية.
وقال لبيد إن العالم اكتشف بعد ما يقرب من عام ونصف العام من الحرب أن حماس لا تزال تسيطر على غزة و”جندت أعدادا كبيرة من المقاتلين الجدد.. وتسيطر على المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة. وتقيم احتفالات مثيرة للغضب عندما تُطلق سراح الرهائن. لم تتغير. لا تزال نفس المنظمة الإرهابية المشوهة والشريرة والقاسية كما كانت دائما”.
واعتبر أن استخدام القوة في غزة يجب أن يكون وسيلة وليس غاية، وأشار إلى أن الحرب على غزة افتقدت لهدف، إذ فشلت الحكومة في تقديم بديل واقعي “يطمئن الشعب الإسرائيلي أن حماس لن تهددهم بعد الآن ويطمئن سكان قطاع غزة أن حماس لن تحكمهم بعد الآن”.
وأمام هذا الوضع، يرى لبيد ضرورة التوصل لحل يأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل لن توافق على بقاء حماس في السلطة، كما أن السلطة الفلسطينية غير مستعدة ولا قادرة على حكم غزة في المستقبل القريب، والاحتلال الإسرائيلي للقطاع ليس ممكنا ولا مرغوبا فيه، في حين تشكل حالة الفوضى المستمرة تهديدا أمنيا لإسرائيل وكارثة إنسانية متواصلة لغزة.
وهنا يطرح زعيم المعارضة الإسرائيلية رؤيته للحل، ويؤكد أن كلمة السر هي مصر التي يجب أن تتولى مسؤولية إدارة قطاع غزة لمدة 8 سنوات، ويمكن تمديدها إلى 15 عاما. وخلال هذه الفترة، ستتم إعادة بناء غزة وإيجاد الظروف طويلة الأجل لحكومة مستقلة.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية مطالبة -وقبل أن تحظى بدور كبير في إدارة غزة- بإجراء إصلاحات كبيرة في نظامها التعليمي لمنع “التحريض” ويجب عليها مكافحة الفساد وتحسين فعاليتها كجهاز حكم بشكل كبير.
آلية مشتركة
وقال لبيد إن مصر ستعمل خلال فترة سيطرتها المؤقتة في غزة على “تدمير البنية التحتية التي لا تزال موجودة في غزة، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة. وسيتم إنشاء آلية أمنية مشتركة بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة لضمان تنفيذ الاتفاق ومنع حماس من إعادة بناء قوتها العسكرية”.
وأشار إلى أن السيطرة على غزة ستشكل رافعة تساعد مصر في التعامل مع أزمتها الاقتصادية المتفاقمة، وقال إن وضع هذا البلد ليس سهلا. فعليها إطعام 120 مليون نسمة، وسكانها ينمون بنسبة 2% سنويًا. ويبلغ دينها الخارجي حوالي 155 مليار دولار مما يعيق قدرتها على التعافي من أزمتها الاقتصادية وعلى الاقتراض. لقد دمرت جائحة كوفيد-19 وحرب غزة صناعتها السياحية، وأثّرت عمليات الحوثيين بشدة على دخلها من قناة السويس.
وأضاف لبيد “سيكون عدم الاستقرار في مصر أخبارا سيئة للشرق الأوسط بأسره.. قوة مصر واستقرارها وازدهارها مصلحة إقليمية، وضعفها يمكن أن يخلف تأثير دومينو خطير للمنطقة بأسرها”.
وأشار إلى أن مصر يجب أن تحصل -مقابل موافقتها على تولي المسؤولية المؤقتة عن غزة- على خطة من حلفائها الإقليميين ومن المجتمع الدولي لتسديد ديونها الخارجية، مع توزيع المدفوعات على عدة سنوات.
واختتم زعيم المعارضة الإسرائيلي مقاله بالتأكيد أن خطته “بسيطة وقابلة للتنفيذ” وأن إعادة إعمار غزة سيكون واحدا من أكبر مشروعين اقتصاديين بالشرق الأوسط (إلى جانب إعمار سوريا). وبالتالي، فإن إدارة هذا المشروع ستؤدي إلى نمو وازدهار لمصر بعد فترة صعبة.
Source: Apps Support