كيف تضرر قطاع النقل في السودان خلال الحرب الحالية؟
الخرطوم- مدينة الجسور المُعلّقة، هكذا كان بعض أهالي الخرطوم يطلقون هذا الاسم على مدينتهم، في حين كانت هذه الجسور أول ما تأثر في الحرب التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان عام 2023.
وكان جسر شمبات الرابط بين أم درمان قد تدمر في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ثم جسر جبل أولياء بعد أسبوع من الحادثة الأولى، قبل أن يلحق الضرر بجسر الحلفايا الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري في الأول من يوليو/تموز 2024.
وتضرر قطاع النقل جراء الحرب التي قاربت على العامين؛ حيث تدمر عدد من الطرق الرئيسة في العاصمة الخرطوم وود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، ومطار الخرطوم الدولي، والميناء البري ود مدني وغيرها من بقية وحدات وزارة النقل السودانية.
ونشرت الوزارة، في ندوة صحفية للحكومة السودانية حول خسائر قطاع النقل وخطط إعادة الإعمار، فيلما قصيرا أوضح الأضرار التي لحقت بقطاع النقل؛ حيث صورت المشاهد محطة وقاعة سكك حديد ود مدني وقد أحالتها الحرب إلى بقايا مدمرة، كما عرض الفيلم حالة الفوضى التي عمت مطار الخرطوم وكيف أحال القتال بعضا من أجزائه إلى ركام.
وتتكون وزارة النقل، حسب مسؤوليها، من شركات ووحدات من بينها السكك الحديدية، وسودان لاين، وشركة النيل للنقل للنهري، وهيئة الموانئ البحرية، والخطوط الجوية السودانية، وكذلك النقل البري، والشركة السودانية للنقل النهري، وشركة وادي النيل للنقل البحري، وأخريات.
وقال وزير النقل أبو بكر أبو القاسم إن التقديرات الأولية لخسائر قطاع النقل تُقدر بحوالي مليارين و700 مليون دولار جراء الحرب الحالية، وإنهم يعملون الآن على إعادة التقييم للخروج بإجمالي الخسائر التي تعرض لها القطاع في السودان.
وتم تقدير خسائر طيران (تاركو) وحدها بنحو 100 مليون دولار، كما أشار وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية خالد الإعيسر الذي قال إن “مليشيا الدعم السريع دمرت 6 طائرات بوينغ تملكها تاركو، ومبنى مكونا من 3 طوابق خاصا بتموين الطائرات التي تتبع لهذه الشركة”.
وأردف أنه تمت “سرقة كل أسطول سيارات شركة تاركو للطيران والتي تقدر بحوالي 80 سيارة، وأن المليشيا قامت بسرقة مخازن طائرات تتبع هذه الشركة بما يصل إلى 15 مليون دولار”.
خسائر مهولة
وردا على سؤال الجزيرة نت حول إجمالي خسائر مطار الخرطوم الدولي، وصفها وزير النقل أبو بكر أبو القاسم بـ”المهولة”، وأشار إلى أنها تتمثل في تدمير البنى التحتية للمطار وطائرات تتبع لشركات طيران مختلفة، ومستودعات للوقود.
فيما أوضح مدير شركة “سودانير”، مازن العوض، أن الشركة خسرت كل ممتلكاتها في العاصمة الخرطوم جراء الحرب، وأنهم يملكون الآن طائرة واحدة ولكنهم يخططون لإضافة عدد منها إلى الخطوط الجوية السودانية.
وتتمثل أولوية الحكومة السودانية ووزارة النقل الآن في إعادة اللاجئين السودانيين في الخارج إلى البلاد عن طريق التنسيق بين غرف النقل البري والوزارة لتيسير العودة الطوعية للمواطنين الراغبين في العودة.
وأفادت مصادر خاصة للجزيرة نت بأنه خلال اليومين الماضيين شهدت المعابر المصرية عودة مواطنين سودانيين على متن 20 حافلة، بما يقدر بحوالي ألف لاجئ سوداني.
إعادة تأهيل
وأوضح وزير النقل أن الوزارة تعمل الآن على إعادة تأهيل بعض الطرق التي تأثرت بفعل الحرب خلال الفترة الماضية.
وأكد أن الصندوق الكويتي تكفل بتقديم 700 ألف دينار كويتي ( الدينار يساوي 3.25 دولارات) لغرض دراسة الربط الحديدي بين السودان ومصر عبر سكة الحديد، وتقوم الوزارة حاليا بمحاولة إعادة خط السكة الحديد الذي يمر عبر بورتسودان، وهيا، وكسلا، وسنار بعد أن أُزيل تماما، وأنهم بدؤوا بمحاولة إعادة الخطوط البحرية السودانية (سودان لاين) من جديد.
من جهته، يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الطاهر إدريس أن جهود وزارة النقل يجب أن تتجه مستقبلا نحو إعادة الإعمار كخطة أولى، “وذلك لما تعرض له قطاع النقل في السودان من تدمير ممنهج كبقية المجالات التي تأثرت بالحرب الحالية، يليها الاهتمام بالخطوط البحرية والجوية، ثم تكتمل عمليات إعادة التأهيل لكل القطاع”.
وقال إدريس للجزيرة نت إن تأهيل قطاع النقل “يلقي بعبء كبير على الحكومة السودانية ويجب أن يمثل الأولوية لأهميته في حياة الناس وفي التنمية بالقطاعات الأخرى”.
ويرى أن الحكومة يمكن أن تستفيد من البنك الأفريقي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية وبعض الدول مثل الصين روسيا للإسهام في هذه العملية.
ووفقا لإدريس، يجب أن تركز جهود الحكومة خلال الفترة المقبلة على هذا القطاع، وتحديدا النقل الجوي والبري والبحري، “لأن عملية البناء التي يجب أن تنخرط فيها البلاد لا تأتي أدواتها إلا عن طريقه”.
Source: Apps Support
ترامب يعتبر الرسوم “دواء” ويشترط للتفاوض بشأنها
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن قادة أوروبا باتوا يرغبون في التفاوض عقب دخول الرسوم الجمركية على بضائعهم حيز التنفيذ، مؤكدا أنه لن يفاوضهم حتى” يدفعوا مبالغ طائلة للتعويض على استغلال الولايات المتحدة لعقود”.
ووصف ترامب الرسوم الجمركية الشاملة، بأنها “دواء يهدف إلى معالجة أمراض الاقتصاد الأميركي”، معلنا أنه غير قلق بشأن الخسائر التي أفقدت أسواق الأسهم في أنحاء العالم تريليونات الدولارات من قيمتها.
وقال الرئيس الأميركي “إنه من الجنون أن تنفق الولايات المتحدة أموالا طائلة لحماية أوروبا عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في وقت تعمد فيه أوروبا إلى استغلالها”، مضيفا أن الأميركيين انتخبوه ليعيد أموالهم من أوروبا.
وفي طريق عودته إلى واشنطن الليلة الماضية، بعد عطلة نهاية الأسبوع التي قضاها في مقر إقامته في مارالاغو بولاية فلوريدا، سُئل الرئيس الأميركي عن التراجع الذي تشهده الأسواق المالية منذ أن أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الأقل على كل الواردات الأميركية الأربعاء الماضي.
وردا على ذلك أكد ترامب أن بلاده أصبحت “أقوى بكثير” منذ الإعلان عن هذه الإجراءات، معتبرا أن التراجع الذي تشهده الأسواق لم يكن قرارا متعمدا من جانبه. وقال إنه يريد إيجاد حل “للعجز الذي لدينا مع الصين ومع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى”.
وأضاف “لا أريد تراجعا في أي سوق، لكن في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي”، في إشارة إلى اعتماد الاقتصاد الأميركي على الواردات، مشددا على أن “الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية”.
وأكد ترامب أنه تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع “مع كثير من الأوروبيين والآسيويين ومع العالم بأسره. جميعهم يريدون بشدة التوصل إلى اتفاق”.
وردا على سؤال حول إمكان التفاوض على منطقة خالية من الرسوم الجمركية مع أوروبا، مثلما اقترح مستشاره إيلون ماسك، كرر ترامب أن “أوروبا حققت ثروة من ورائنا وعاملتنا بشكل سيئ جدا”.
وأردف “إنهم يأتون إلى طاولة المفاوضات. يريدون التحدث، لكن لن يكون هناك نقاش إلى أن يعطونا الكثير من المال على أساس سنوي ..لا أريد أن ينخفض أي شيء. لكن في بعض الأحيان، يتعين عليك تناول الدواء لإصلاح شيء ما”.
وأثار ترامب المزيد من الاضطرابات في الأسواق المالية العالمية حيث سجلت الأسهم الآسيوية خسائر فادحة في التعاملات المبكرة وانخفضت العقود الآجلة لسوق الأسهم الأميركية بشكل حاد حيث أبدى المستثمرون مخاوفهم من أن تؤدي رسوم ترامب الجمركية إلى ارتفاع الأسعار، وضعف الطلب، وانخفاض الثقة، وربما ركود عالمي.
وأربك إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي اقتصادات العالم، مما دفع الصين إلى فرض رسوم مضادة وأثار مخاوف من حرب تجارية عالمية وركود اقتصادي.
ويواجه المستثمرون والقادة السياسيون صعوبة في تحديد ما إذا كانت رسوم ترامب الجمركية ستظل قائمة أم أنها جزء من نظام جديد دائم أم أنها تكتيك تفاوضي لكسب تنازلات من دول أخرى.
وسعى كبار مستشاري ترامب الاقتصاديين إلى تصوير الرسوم الجمركية على أنها إعادة تموضع ذكية للولايات المتحدة في النظام التجاري العالمي.
وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن أكثر من 50 دولة بدأت مفاوضات مع الولايات المتحدة منذ إعلان الأربعاء الماضي. من جهته، قال وزير التجارة هوارد لوتنيك إن الرسوم الجمركية ستبقى سارية “لأيام وأسابيع”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيسعى للحصول على إعفاء من رسوم جمركية بنسبة 17% على سلع إسرائيلية خلال اجتماع مقرر مع ترامب اليوم الاثنين.
وفي إيطاليا، تعهدت رئيسة الوزراء جورجا ميلوني بحماية الشركات التي تضررت من رسوم جمركية مقررة بنسبة 20% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي.
Source: Apps Support