من «الجينز» إلى «البيجامات»… كم مرة يمكنك ارتداء الملابس دون غسلها؟
في مقابلة مطوَّلة لها مع مجلة نسائية فرنسية، تحدَّثت النجمة الإيطالية المولد مونيكا بيلوتشي عن السينما والحبّ وابنتَيها، وكذلك عن آخر أعمالها. وجرت المقابلة في فندق صغير يقع في حيّ السان جيرمان، وفي الاستراحة بين مشهدين، حيث تُصوِّر الممثلة فيلماً جديداً. ورغم تجاوزها الستين واشتغالها لمدة 35 عاماً في التمثيل، لا تزال بيلوتشي مطلوبة من المخرجين في فرنسا وإيطاليا لأدوار المرأة الحسناء الغاوية، وأيضاً لأفلام بميزانيات ضخمة من إنتاج «هوليوود».
في مهرجان البندقية الأخير، ظهرت مونيكا يداً بيد مع المنتج والمخرج الأميركي تيم بيرتون. إنه شريك حياتها منذ 3 سنوات، وهما يعيشان متنقّلَين ما بين لندن، مقر بيرتون، وباريس حيث تقيم الممثلة التي كانت مرتبطة سابقاً بالنجم الفرنسي فنسان كاسيل، والد ابنتَيها ديفا (20 عاماً) وليوني (15 عاماً). كما أنّ النجمة الإيطالية متعاقدة مع دار باريسية كبرى للمجوهرات لتكون سفيرة لها.
عن استمرارها في التمثيل، قالت بيلوتشي إنّ القوة الوحيدة التي يملكها الفنان تكمُن في قدرته على الإبداع. أما الشهرة وحبّ الجمهور ونيل اعتراف النقّاد، فإنها أمور خارج سيطرته. وفيما يخصّها، فإنها استسلمت منذ بداياتها لحدسها واعتمدت على إلهامها. ففي طفولتها، في ريف مدينة بيروس حيث نشأت، كانت تنجذب للصور بشكل تعجز عن تفسيره. فهي لم تولد في أسرة فنانين، لكن مخيّلتها كانت تحتاج دائماً للتحليق، وتروي ظمأها بالرسم والفرجة على الصور والأفلام. وفي سنّ الـ19، بدأت تعمل في عرض الأزياء بموازاة دراستها. وكان من حظّها أنّ للمهنة علاقة بالمصوّرين الذين كانت تتابعهم، أمثال بروس فيبر، وريتشارد أفيدون، وهلموت نيوتن. أما أمثلتها العليا في السينما، فكانت نجمات إيطاليات بالدرجة الأولى: صوفيا لورين، وآنا مانياني، ومونيكا فيتي، وجولييتا ماسينا زوجة المخرج فيليني. وبفضلهنّ وجدت عارضة الأزياء الجميلة طريقها نحو السينما، وتعلّمت مفردات التمثيل، ثم اكتشفت بعد ذلك السينما الفرنسية والأميركية.
في العاصمة السعودية الرياض، أنهت بيلوتشي تصوير فيلم «7 كلاب»، وهو من نوع التشويق والمغامرات. وفيه تؤدّي دور زعيمة من زعيمات «المافيا». وتستعدّ حالياً لتصوير فيلم «حكايات الليل» من النوع عينه مع المخرجة الفرنسية ليا ميسيوس. وهي ترى ضرورة أن يعمل الممثل مع مخرجين مبتدئين، ويبحث دائماً عن موضوعات جديدة تشحنه بالنشاط وتُغذّي حبّه للمهنة. وتقول: «لا أريد السقوط في الفخّ الرهيب الذي يجعل الممثلة تشعر بأنها انتهت مع بلوغها سنّ الأربعين، وأنّ ما فات أحسن مما هو آتٍ. فتلك هي بداية النهاية للفنان. لهذا، فإنّ تفاعلي مع مخرجين جدد يمنحني زوايا نظر مختلفة ومتطوّرة، وفي المقابل أمنحهم خبرتي. العمل مع الشباب يجري بوتيرة متسارعة، فأشعر أحياناً بأنهم يتجاوزونني. وهذا أمر إيجابي؛ لأنه يُخرجني من منطقة الأمان المعتاد، ويحرّضني على مزيد من الحيوية».
تضيف أنها لا تشعر بأنها أيقونة، بل ممثلة. فالمهنة تفرض أحياناً أن تضع مسافة بين كونها فنانة وبين حياتها بكونها امرأة. وعند التمثيل تدخل الممثلة في نوع من التنويم المغناطيسي، وتنسى كل شيء خلال تصوير لقطة أو مشهد، بل إنها لا تشعر بالبرد أو الحرّ. لكن ذلك لا يُشكّل سوى أجزاء من الهوية الحقيقية. والهوية الحقيقية هي أنها والدة لابنتَين تكبران وتبلغان سنّ النضج، وتجعلانها تشعر بأنها كبرت وفهمت معنى العطاء من دون مقابل. وتلك هبة تدوم العمر كلّه. فهي سعيدة حين تكون ابنتاها سعيدتين. ففي الأمومة اكتشفت قوتها وقدرتها اللامحدودة على الحبّ، بل تحريك الجبال من أماكنها. وفي الوقت عينه، أدركت كم هي هشَّة بسبب ذلك الحبّ: «كنتُ حرة قبل أن أصبح أماً. أطيرُ ولا شيء يوقفني. بعد ذلك أصبحتُ مسؤولة وبالغة الحساسية في كلّ ما يخصّ ابنتيَّ».
Source: «الشرق الأوسط