مواد كيميائية خفية تهدد الصحة الإنجابية للنساء
كشفت دراسات علمية حديثة عن مخاطر صحية جسيمة تهدد النساء بسبب التعرض المستمر لما يُعرف بـ”المعطلات الهرمونية” أو (Endocrine Disrupting Chemicals – EDCs)، وهي مواد كيميائية تتواجد بشكل خفي في العديد من المنتجات الاستهلاكية اليومية مثل العبوات البلاستيكية، مستحضرات التجميل، ومنتجات التنظيف.
وأظهرت الأبحاث، ضمن مشروع FREIA البحثي الأوروبي، أن هذه المواد تتداخل مع عمل الجهاز الصماوي (الهرموني) لدى الإنسان، مما يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في الصحة الإنجابية للمرأة، بدءًا من مرحلة الجنين وحتى سن اليأس. وتشير النتائج إلى أن حتى التعرض بتركيزات منخفضة قد يؤدي إلى مشكلات مثل البلوغ المبكر، انخفاض عدد البويضات، وصعوبة في الإنجاب أو ضعف الاستجابة لعمليات الإخصاب المساعد.
وتحذر البروفيسورة “مارغوري فان ديرسن”، من التأثيرات التراكمية لهذه المواد، خاصة لدى النساء العاملات في مهن مثل صالونات التجميل وخدمات التنظيف، حيث يواجهن خطرًا مضاعفًا نتيجة التعامل اليومي مع منتجات تحتوي على تركيزات عالية من EDCs.
كما تُعد الحوامل من أكثر الفئات عرضة للمخاطر، حيث قد يؤثر التعرض المبكر على صحة الأجنة وتكوين أجهزتهم التناسلية، مما قد يخلف آثارًا دائمة تظهر لاحقًا في الحياة.
في المقابل، يعمل اتحاد EURION الدولي على تطوير اختبارات دقيقة لرصد هذه المواد ووضع معايير أكثر صرامة للحد من استخدامها، فيما يشدد العلماء على أن الوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول، عبر اختيار منتجات آمنة وتبني عادات صحية مثل تجنب تسخين الطعام في البلاستيك أو غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها.
Source: salma elsaid