«نجوم الساحل»… سينما شبابية عن الحب و«التفاوت الطبقي»
«وأخيراً رجعنا يا لبنان»؛ عبارةٌ استهلَّت بها النائبة ستريدا جعجع المؤتمر الصحافي للإعلان عن «مهرجانات الأرز الدولية» 2025، وتحمل هذا العام عنوان «رجعنا يا لبنان».
فبعد توقّف دام 50 عاماً، أعادت جعجع إطلاق هذه المهرجانات عام 2015، واستمرّت فعالياتها لـ3 نسخ متتالية، لتتوقّف عام 2019 على أثر أزمات متلاحقة ألمّت بالبلد.
اليوم، تُعيد جعجع بصفتها رئيسة «مهرجانات الأرز»، مكانتها على الخريطة الفنّية لموسم صيف 2025. وخلال المؤتمر الصحافي في بلدة معراب، أُطلقت الفعاليات بحضور الوزراء يوسف رجّي (الخارجية والمغتربين)، ولورا لحود (السياحة)، وبول مرقص (الإعلام).
استُهلَّ المؤتمر بكلمة لجعجع وصفت فيها عودة المهرجانات مثل خروج طائر الفينيق من الرماد. وتابعت: «نعود مع عودة الوطن إلى ذاته، لترتفع الأضواء في أعلى قمم لبنان وتصل إلى الوادي المقدس بما يضمّ من تراث عالمي».
وأكدت أنّ عزمها على إعادة إحياء «مهرجانات الأرز الدولية» هو «للتأكيد على أنّ إرادتنا لا تموت، وإنما نستقيها من صمود الأرز وخلوده». وأضافت: «اليوم، نجد أنفسنا أمام مسؤولية تاريخية تُحتّم علينا تكثيف الجهود لدفع عجلة الاقتصاد الوطني قدماً، لا سيما في مجالات تمتلك فيها بلادنا قدرات استثنائية، على رأسها القطاع السياحي».
ووصفت المهرجانات هذه السنة بحدث يجمع العراقة والتجدُّد، كما التراث والإبداع. فيرفع الصوت عالياً باسم لبنان واحةَ الإبداع والجمال والحرّية، وليس ساحةً لتوجيه الرسائل. لذا وقع خيار اللجنة على فنانين لبنانيين مبدعين.
وتفتتح «مهرجانات الأرز الدولية» برنامجها الفنّي مع فرقة «مياس» في 19 يوليو (تموز) المقبل، فيما يُحيي وائل كفوري أمسيةً في 26 منه، ليُختتم مع الـ«دي جي» بلاك كوفي في 30 من الشهر عينه.
فرقة «ميّاس» تُكرّم جبران خليل جبران
تشهد أولى الليالي، في 19 يوليو، عرضاً فنّياً لفرقة «ميّاس» اللبنانية العالمية. وأشار صاحبها نديم شرفان خلال عرضه تفاصيل حفله إلى أنّ الفرقة ستقف إلى جانب الأرزة داعمةً لها «دائماً وأبداً».
والمعروف أنّ أول استعراضات «مياس» العالمية استُهلّ بلوحة راقصة تُمثّل أرز لبنان.
ويتألّف العرض المسرحي الراقص من لوحة تكريمية لبلدة وادي قنوبين الواقعة تحت غابة الأرز. وتتناول فيها الفرقة قصة حياة الفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران، بوحي من كتابه «النبي»، وذلك بمشاركة نحو 50 راقصة. وتُواكب الحفل تقنيات رفيعة المستوى وخبراء أجانب يُستقدَمون من الخارج، فيشرفون على العرض لإيصال أحلى صورة عن لبنان. أما نجوم هذه المسرحية، فهم ملحم زين وسينتيا كرم والممثلان عمّار شلق ونيقولا معوّض.
وائل كفوري يُضيء سماء الأرز
في 26 يوليو، يُحيي الفنان اللبناني وائل كفوري حفله ضمن «مهرجانات الأرز»، ويُقدّم خلاله باقة من أجمل أغنياته ومواويلَ ووصلات غنائية لفنانين كبار، منهم الراحل وديع الصافي، فيصدح صوته على مسرح المهرجان المطلّ على مشهدية غابة الأرز.
العالمي بلاك كوفي يختتم ليالي المهرجان
يُعدّ الـ«دي جي» بلاك كوفي أحد أشهر صنّاع الموسيقى المباشرة على المسرح في العالم. وهو من أصول أفريقية، حصد أكثر من 8 جوائز تقديرية. ويحلُّ ضيفاً على «مهرجانات الأرز الدولية» مُختتماً فعالياتها في 30 يوليو، فيستعيد أشهر المقطوعات الموسيقية من نوع «الأفرو تك» و«الهاوس» و«الإلكترونيك».
وكما العادة، يؤمّن منظّمو الحدث حافلات تقلّ روّاده من بلدة بشرّي الشمالية إلى موقع المسرح في منطقة الأرز.
منطقة الأرز: الأبرز سياحياً في شمال لبنان
تقع هذه المنطقة في الشمال اللبناني، وهي أبرز المناطق السياحية فيه، إذ تمتدّ فيها غابة شجر الأرز المُعمِّر الذي يُمثّل رمز لبنان. ويمكن الوصول إلى الأرز عبر طريق البقاع أو طريق الساحل، إذ تنطلق الأولى من بلدة دير الأحمر الواقعة عند السفوح الشرقية من سلسلة الجبال الغربية، المُشرفة على سهل البقاع قرب منطقة عيون أرغش السياحية المعروفة، وكلما اقتربت الطريق من القمة، ازداد الهواء نقاءً والجوّ انتعاشاً، وأصبحت بالإمكان مُشاهدة بعض الثلوج التي بقيت صامدة في وجه حرارة الصيف. ومع بلوغ القمة ينفتح أمام الناظر مشهد رائع يمتدّ ليشمل غابة الأرز ومحطّة التزلّج ويغوص في أعماق وادي قاديشا، وصولاً إلى البحر.
أمّا الطريق الأخرى، وهي الأقصر، فتنطلق من بلدة شكا مباشرة إلى منطقة بشرّي، ومنها تتشعّب إلى طريقين توصل كل منهما إلى بقعة الأرز التي لا تبعد عن بشرّي أكثر من 7 كيلومترات. تُعدّ الأولى طريقاً قديمة تمتاز بتعرّجاتها الضيّقة، كما تسمح للزائر ببلوغ مغارة قاديشا في طريقه إلى الأرز. أمّا الأخرى، فهي أكثر حداثة وتجهيزاً، وتبقى سالكة في أيام الشتاء.
وأنهت النائبة ستريدا جعجع كلمتها بالحديث عن لبنان اليوم: «إننا أمام فرصة ذهبية لاستعادة مكانته على الخريطة الثقافية والسياحية العالمية. ونحن ملتزمون بأن نكون جزءاً من هذه المسيرة المُشرقة. ونعتمد على إرادة شعبنا الذي لطالما أبدع بتحويل المِحن إلى فرص، والتحدّيات إلى إنجازات؛ واجترح من الضعف القوة ومن الألم الأمل».
Source: أحمد عدلي