“نظرة على النزاعات الدولية: من اغتيالات تاريخية إلى تحولات جيوسياسية”

هكذا اغتال الثوار الدروبي أول رئيس وزراء لسوريا أثناء الانتداب الفرنسي

في أبريل/نيسان عام 1920عُقد مؤتمر سان ريمو، وفيه أصدر مجلس الحلفاء قرارا رسميا منح بموجبه فرنسا الانتداب على سوريا ولبنان.

ولم يمضِ سوى أشهر قليلة حتى صعّدت فرنسا ضغوطها على حكومة الملك فيصل الأول في دمشق، ففي 14 يوليو/تموز 1920، وجّه الجنرال هنري غورو، الممثل الفرنسي في لبنان إنذارا رسميا إلى الحكومة السورية والمؤتمر السوري يطالبهم فيه بتنفيذ مجموعة من الشروط التي كانت بمثابة إعلان استسلام فعلي لفرنسا.

واضطر الملك فيصل وكبار وزرائه إلى القبول بالأمر الواقع، وأصدروا أوامرهم بسحب القوات العسكرية من الحدود اللبنانية إلى الداخل وتسريح الجيش، غير أن هذا القرار أثار امتعاض الجماهير السورية التي اعتبرت ذلك خيانة وتقاعسا عن الدفاع عن البلاد، مما أدى إلى تصاعد التوتر الشعبي ضد الحكومة وقوات الاحتلال الفرنسي.

وفي ظل الغضب الشعبي العارم، أعلن الملك فيصل تراجعه عن قرار الانسحاب، مقررا مواجهة الفرنسيين والدفاع عن سوريا، ورغم شجاعة المقاومة السورية، فقد كانت الإمكانات العسكرية محدودة، إذ واجه الجيش السوري قوات فرنسية تفوقه عددا وعتادا، وانتهت معركة ميسلون بسيطرة القوات الفرنسية على دمشق.

ومثّل هذا الحدث نقطة تحول في التاريخ السوري الحديث، حيث بدأت مرحلة الانتداب الفرنسي، التي امتدت لربع قرن، تاركة تأثيرا عميقا على المشهد السياسي السوري لعقود طويلة تالية.

وقد برز في هذه الحقبة عدد من الشخصيات السورية التي لعبت أدوارا مهمة، كان منهم السياسي ورجل الدولة علاء الدين الدروبي الذي تقلب في الوظائف العثمانية سابقا مرورا بالعهد الفيصلي وأخيرا في الأيام الأولى لحقبة الاحتلال الفرنسي، قبل أن يلقى نهاية مأساوية على يد الشعب السوري في منطقة حوران.

الدروبي ووظائفه السياسية

وُلد علاء الدين الدروبي في مدينة حمص عام 1870 لعائلة كان لها شأن كبير، فوالده عبد الحميد باشا الدروبي كان مدير الأراضي السنية السلطانية في حمص، ورئيس بلديتها عدة مرات.

وفي حمص تلقّى علاء الدين تعليمه الأولي قبل أن ينتقل إلى أستانا لمتابعة دراسته، فكان من بين 3 شبان بارزين من حمص ارتحلوا إلى العاصمة العثمانية لنيل التعليم العالي، وهم نجم الدين الدروبي وهاشم الأتاسي إلى جانبه، وهنالك التحق الثلاثة بمعهد غلطة، حيث درسوا القانون السياسي والقانون الدولي، وحصلوا على شهاداتهم من هذا المعهد الذي كان يُعدّ من أبرز المؤسسات التعليمية آنذاك.

وفوق ذلك، درس الدروبي الطب وبرع فيه، وخلال تلك الفترة برز اسمه بين الشخصيات المؤثرة، حتى أصبح أحد الأطباء المقربين من السلطان عبد الحميد الثاني، كما يذكر المؤرخ فيليب خوري في كتابه “سوريا والانتداب الفرنسي”.

ووفقا لموقع عائلة الدروبي الإلكتروني، فإن علاء الدين شغل مناصب سياسية رفيعة داخل الدولة العثمانية، إذ عُيّن سفيرا للباب العالي في منطقة البلقان، ثم انتقل لتولي منصب والي مملكة اليمن، قبل أن يُعيَّن حاكما للبصرة، وقد شكّلت هذه المناصب رصيدا كبيرا له في العمل السياسي والإداري، ما جعله واحدا من الشخصيات المؤثرة في المشهد العثماني.

وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وانسحابها من بلاد الشام، عاد الدروبي إلى سوريا ليبدأ فصلا جديدا من حياته السياسية، حيث شارك في الحكومة التي شكّلها هاشم الأتاسي عام 1920 خلال حكم الملك فيصل الأول، وفيها تولى منصب وزير الداخلية، وكان عضوا في “الحزب السوري الوطني” الذي كان يكن معارضة مكتومة للملك.

وكما يذكر المؤرخ محمد الأرناؤوط في كتابه “من الحكومة إلى الدولة، تجربة الحكومة العربية في دمشق (1918- 1920)” فإنه بعد يومين من هزيمة ميسلون لجأ فيصل إلى تشكيل حكومة جديدة من هذا الحزب برئاسة علاء الدين الدروبي، إلا أن الحزب الوطني السوري بزعامة الدروبي ذهب في تعاونه مع الفرنسيين إلى حد الطلب من الملك فيصل مغادرة البلاد بعد 3 أيام فقط.

وقد دفعت التطورات السياسية التي أعقبت خروج فيصل من سوريا الفرنسيين إلى تثبيت تكليف علاء الدين الدروبي بتشكيل حكومة جديدة في يوليو/تموز من العام نفسه، وهو ما قام به بالفعل، ليصبح بذلك أحد الشخصيات التي لعبت دورا مهما في المرحلة المبكرة من الانتداب الفرنسي على سوريا.

يذكر أحمد قدري طبيب الملك فيصل الخاص في مذكراته التي عنونها “مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى” أن فيصل انصاع لقرار مغادرة سوريا، وركب قطار الحجاز من العاصمة دمشق، وكانت محطة القطار التالية درعا المعروفة بحوران في جنوب سوريا”.

يضيف قدري أنه “حين انتشر الخبر بين الناس بوصول الملك فيصل، أقبل على أثرها شيوخه وزعماؤه متوافدين للترحيب بالملك، وقد تجمعت هناك متطوعة العقيل النظامية وفقا للخطة التي كانت وُضعت بعد أن أبلوا بلاء حسنا في مقاومة الجيش الفرنسي، ولم يُمكّنوه من دخول وادي بردى للالتقاء بالقوى الفرنسية، وقد أكرمهم الملك”.

وأمام هذا الالتفاف الشعبي لأهل حوران حول الملك، وبلوغ هذه الأخبار إلى الفرنسيين في دمشق، فقد أمروا رئيس الوزراء علاء الدين الدروبي بأن يرسل برقية إلى الملك فيصل يأمره فيها بضرورة الخروج من سوريا ومواصلة سفره إلى الحجاز، ولكن فيصل قرر أن يواصل السفر إلى حيفا ومنها إلى أوروبا “للدفاع عن الحق المغتصب لدى جمعية الأمم وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية”.

وأرسل الفرنسيون بعض طائراتهم إلى المنطقة لإلقاء المنشورات على الأهالي لإرهابهم وتخويفهم من الالتفاف حول فيصل أو تقديم الحماية له، كما يقول طبيبه الخاص أحمد قدري في مذكراته.

القمع يشعل الثورة

لا شك أن هذا التعامل الخشن مع فيصل -الذي رأى فيه أهالي حوران ملكا مظلوما لا يستحق هذه المعاملة من الفرنسيين وأعوانهم الجدد وعلى رأسهم الدروبي- جعل شعورهم تجاه السلطة الجديدة في نقمة بالغة، وزادت من هذه النقمة الإجراءات التي اتخذها الفرنسيون عقب خروج الملك بيومين فقط.

فقد أصدر قائد الحملة الفرنسية، الجنرال غوابيه، بيانا أعلن فيه تجريد الملك فيصل من سلطته، وفرض غرامة حربية على سوريا بلغت 10 ملايين ليرة ذهبية، بزعم تعويض فرنسا عن خسائر الحرب.

كما قرر حلّ الجيش السوري وتجريده من السلاح، وطالب بتسليم الشخصيات الوطنية البارزة لمحاكمتهم أمام المحكمة العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، فرض على السكان تسليم 10 آلاف بندقية لقوات الانتداب الفرنسي، في محاولة لنزع سلاح الأهالي وإحكام السيطرة على البلاد.

وفي أعقاب هذه الإجراءات، أصدر رئيس الوزراء علاء الدين الدروبي قرارا يقضي بتوزيع الغرامة المالية المفروضة على المدن والمحافظات السورية، وبدأ بتنفيذ عملية جمعها من السكان، وهو ما يشبه ما فعله المغول قديما حين دخول تيمورلنك دمشق وفرض على كل بيت فيها غرامة مالية مرهقة بحجة مقاومتهم للمغول.

وكما يقول فؤاد كنج أوراس في كتابه “الانتداب الفرنسي ويوميات الثورة الوطنية السورية الكبرى”، ففي الوقت نفسه، حاولت السلطات الفرنسية فرض نفوذها على مختلف المناطق السورية، فأرسلت مفرزة عسكرية مؤلفة من 20 جنديا سنغاليا إلى حوران، إلا أن أهالي المنطقة رفضوا وجود هذه القوة وأجبروها على العودة إلى دمشق بالقطار نفسه الذي جاءت به، في موقف جسّد رفض السوريين للهيمنة الفرنسية ومقاومتهم المبكرة للاحتلال، وانتقاما لطرد الملك فيصل وملاحقته بالطيران الفرنسي في قرى ومدن حوران.

وفي 21 أغسطس/آب 1920 لم يتوقف أهالي حوران عند هذا الحد، فقد اتخذوا قرارا بالدفاع عن استقلال بلدهم من الاحتلال الفرنسي، وثاروا بزعامة الشيخ إسماعيل الحريري، فأسرع قائم مقام حوران بإبلاغ الوزارة في دمشق بهذه التطورات.

مقتل الدروبي ومشهد النهاية

أدرك الفرنسيون أن هذا التحدي يشكل عقبة أمام ترسيخ وجودهم في المنطقة، فحاولوا احتواء الموقف من خلال إرسال رئيس الوزراء علاء الدين الدروبي إلى حوران لتهدئة الأوضاع وإقناع زعمائها بقبول دعوة الجنرال غورو المندوب السامي الفرنسي لمناقشة مسألة الغرامات المفروضة على منطقتهم والتوصل إلى اتفاق بشأن طريقة سدادها.

تكوّن الوفد الذي رافق الدروبي من شخصيات بارزة، كان من بينهم عبد الرحمن باشا اليوسف، رئيس مجلس الشورى، والذي ظن الفرنسيون أن له نفوذا على أهالي حوران بفضل علاقته الوطيدة بفارس الزعبي، أحد زعماء المنطقة.

كما ضم الوفد وزير الداخلية عطا الأيوبي، والشيخ عبد القادر الخطيب، والسيد أحمد الخاني مرافق رئيس الدولة، إضافة إلى منير بدر خان.

وكما يذكر نجاة سليم محاسيس في كتابه “معجم المعارك التاريخية”، أنه قبل مغادرة الوفد دمشق، تسربت أنباء رحلته إلى زعماء العشائر في حوران، فبادر الشيخ فواز البركات الزعبي إلى عقد اجتماع طارئ في منطقة الأزرق مع المجاهدين أحمد مريود، ونبيه العظمة، والأمير محمود الفاعور بني العباس، وخلال هذا الاجتماع، اتفق المجتمعون على تصفية جميع أعضاء الوفد والاستيلاء على القطار الذي يقلّهم، ثم نقله إلى عمّان، وأُسندت مهمة تنفيذ العملية إلى مجموعة من الثوار وشباب العشائر الحورانية، الذين كُلفوا بالتحرك عند وصول القطار إلى منطقة خربة غزالة.

عندما بلغ نبأ هذه الزيارة إلى متصرف حوران، سارع إلى إرسال برقية إلى وزير الداخلية يحذّره فيها من أن الأوضاع في المنطقة متوترة للغاية، وأن حالة الغليان الشعبي قد تؤدي إلى عواقب خطيرة، مطالبا بتأجيل الزيارة حتى تهدأ الأوضاع.

وبعد أن أدرك إصرار المسؤولين على المضي قدما في خطتهم، أرسل برقية ثانية شدد فيها على خطورة الموقف وضرورة العدول عن الرحلة مؤقتا.

وصلت البرقية الأولى إلى وزير الداخلية، غير أن الثانية تأخرت عن التسليم، ولم تصل إلا بعد دقائق قليلة، كان خلالها الوفد الحكومي قد غادر دمشق بالفعل واستقل القطار متجها نحو درعا.

عند وصول القطار إلى محطة خربة غزالة، كان الثوار وشباب العشائر الحورانية في انتظارهم، فباغتوا القطار بوابل من الرصاص، فلقي رئيس الحكومة علاء الدين الدروبي مصرعه على الفور، بينما حاول عبد الرحمن باشا اليوسف، رئيس مجلس الشورى، الفرار إلى مخفر الشرطة، لكن الثوار طاردوه وقتلوه هناك، كما قُتل معظم الضباط والجنود الفرنسيين الذين كانوا يرافقون الوفد في هذه الرحلة.

عواقب الاغتيال

أثار اغتيال علاء الدين الدروبي ورفاقه موجة غضب عارمة لدى السلطات الفرنسية، فبادر الجنرال غوابيه، قائد الفرقة الثالثة لجيوش الشرق الفرنسية في سوريا، إلى توجيه إنذار شديد اللهجة في الثاني من سبتمبر/أيلول 1920 إلى شيوخ وأهالي حوران، مطالبا إياهم بتسليم منفذي الهجوم في خربة غزالة. غير أن هذا التهديد لم يلقَ استجابة، بل قوبل بمزيد من التصعيد من قبل الثوار، الذين واصلوا عملياتهم ضد القوات الفرنسية المحتلة.

وكما يذكر نجاة سليم في كتابه السابق، فإن فرنسا رأت أن المسؤول عن هذه الأحداث هو الملك المخلوع فيصل بن الحسين، خاصة بعد زيارته درعا واجتماعه بزعماء حوران، وردا على ذلك، أصدر الجنرال غورو أوامره للحكومة التابعة له في دمشق بفرض عقوبات صارمة على أهالي حوران، شملت غرامات مالية باهظة.

حُددت دية الدروبي ورفيقه عبد الرحمن اليوسف بـ10 آلاف ليرة ذهبية لكل منهما، و5 آلاف ليرة عن وحيد عبد الهادي، بالإضافة إلى 5 آلاف ليرة عن كل ضابط فرنسي قتل في الهجوم، و500 ليرة عن كل جندي فرنسي. كما فرضت غرامة حربية بلغت 100 ألف ليرة ذهبية، وحُكم بالإعدام على مجموعة من الثوار المتهمين بتنفيذ الهجوم.

وبعد اغتياله، نُقل جثمان علاء الدين الدروبي إلى مسقط رأسه في حمص، حيث وُري الثرى.

Source: Apps Support


الجيش اللبناني يدخل بلدات بالجنوب وإسرائيل تتوعد

قال مراسل الجزيرة إن وحدات من الجيش اللبناني دخلت إلى بلدات في جنوب البلاد بالتزامن مع انتهاء مهلة الانسحاب التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار، واستثنت إسرائيل 5 مواقع من خطة الانسحاب وتوعد جيشها بالتعامل مع أي انتهاك للاتفاق من لبنان.

وأوضح مراسلنا أن الجيش اللبناني دخل إلى محيبيب وميس الجبل وبليدا وحولا ومركبا في القطاعين الأوسط والشرقي من جنوب لبنان.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أكدت أن الجيش الإسرائيلي انسحب من جنوب لبنان باستثناء 5 مواقع، تبدأ من القطاع الغربي من الحدود وصولا إلى القطاع الشرقي.

وأفادت مراسلة الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أنشأت موقعا عسكريا في جبل بلاط في القطاع الغربي من جنوب لبنان.

ورصدت كاميرا الجزيرة انتقال دبابة وآليات إسرائيلية إلى الموقع الذي يشكل إحدى النقاط الخمس التي ترفض إسرائيل الانسحاب منها.

ونقلت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية عن مصادر عسكرية إن الجيش الإسرائيلي سيتدخل في الأماكن التي لا يوجد فيها الجيش اللبناني وسيتعامل مع أي انتهاك.

وقال المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية إن إسرائيل ملتزمة باتفاق وقف اطلاق النار في لبنان، وأضاف أنه يجب تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، وأن على الدولة اللبنانية تحمل مسؤولياتها لمنع وجود قوات حزب الله وراء نهر الليطاني.

توغل في كفرشوبا

من جانب آخر، قال مراسل الجزيرة إن قوات إسرائيلية توغلت اليوم مجددا في بلدة كفرشوبا جنوبي لبنان، وجاء ذلك بعد يوم من تنفيذ عملية تفخيخ في البلدة التي انسحب منها قبل نحو 3 أسابيع.

وأفاد مصدر أمني لبناني للجزيرة بأن دبابات إسرائيلية ترافقها جرافة، دخلت أمس البلدة وفي محيطها الغربي وقامت بعمليات تمشيط لعدد من المنازل. وبالتزامن مع التوغل قصفت مسيرة إسرائيلية محيط مدرسة كفرشوبا مجددا بعد تدميرها في غارة إسرائيلية سابقة.

ولا يزال نحو 100 ألف لبناني من إجمالي أكثر من مليون فرّوا من منازلهم، في عداد النازحين، وفق الأمم المتحدة.

ودعت بلديات عدّة، بينها بلدية ميس الجبل، الأهالي إلى التريّث في العودة لبلداتهم بانتظار انتشار الجيش اللبناني في أحيائها وعمل الأجهزة المختصة على فتح الطرقات، لتوفير دخول “آمن”.

وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أنهى وقف لإطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

ومنذ سريانه، ارتكبت إسرائيل 925 خرقا للاتفاق في لبنان، أسفرت عن 74 قتيلا و265 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.

وأسفر عدوان إسرائيل على لبنان عن 4104 قتلى، و16 ألفا و890 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة لنزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

Source: Apps Support


3 دول بأميركا الوسطى توافق على استقبال مرحلين من الولايات المتحدة

أعلنت كوستاريكا أنها وافقت على استقبال مهاجرين أجانب مرحلين من الولايات المتحدة، لتحذو بذلك حذو جارتيها بنما وغواتيمالا، في خطوة تندرج في إطار جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لترحيل المهاجرين غير النظاميين من بلاده.

وقالت رئاسة البلد الواقع في أميركا الوسطى في بيان إن “حكومة كوستاريكا وافقت على التعاون مع الولايات المتحدة لإعادة 200 مهاجر غير نظامي إلى بلادهم”.

وأضافت أن هؤلاء المهاجرين الذين سيرحّلون من الولايات المتحدة ينحدرون من “آسيا الوسطى والهند”.

وانتخب ترامب -لولايته الثانية غير المتتابعة- بعد حملة وعد فيها بإنهاء ما أسماه “غزو” المهاجرين غير النظاميين، وسارعت إدارته لإجراء عمليات ترحيل جماعي عبر رحلات جوية إلى عدة دول في أميركا اللاتينية، في حين يعيش حاليا نحو 11 مليون شخص في وضع غير نظامي على الأراضي الأميركية.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني، نظمت إدارة الرئيس الجمهوري عمليات ترحيل لأعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين، بما في ذلك عبر رحلات جوية عسكرية هبط قسم منها في القاعدة الأميركية في غوانتانامو في جزيرة كوبا.

ثالث نقطة عبور

وكوستاريكا هي ثالث دولة في أميركا الوسطى، بعد بنما وغواتيمالا، توافق على أن تكون نقطة عبور لمهاجرين أجانب مرحلين من الولايات المتحدة.

وبحسب البيان الرئاسي الكوستاريكي، فإن أول دفعة من هؤلاء المهاجرين المرحلين ستصل إلى العاصمة سان خوسيه الأربعاء على متن رحلة تجارية.

وأوضح البيان أن المرحلين سينقلون مباشرة إلى مركز استقبال مؤقت على بُعد نحو 360 كيلومترا من سان خوسيه.

وشددت الرئاسة الكوستاريكية على أن “العملية سيتم تمويلها بالكامل” من قبل الحكومة الأميركية تحت إشراف المنظمة الدولية للهجرة.

The first flight of high-threat criminal illegal aliens has arrived at Naval Station Guantanamo Bay, Cuba. These criminals trampled over our previously wide open border to bring violence and mayhem to our communities. President Trump has taken swift action to expel them… pic.twitter.com/JbCTfDsC85
— Department of Defense 🇺🇸 (@DeptofDefense) February 6, 2025

غوانتانامو مرة أخرى

وقبل أيام بدأ ترحيل مهاجرين إلى خليج غوانتانامو في كوبا. ونشرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مقطعا مصورا قالت إنه يوثق أول رحلة جوية من الولايات المتحدة لترحيل من تصفهم بأنهم “مجرمون أجانب” إلى القاعدة البحرية الأميركية بخليج غوانتانامو في كوبا.

وقالت المتحدثة كارولين ليفيت، في مقابلة مع قناة “فوكس بزنس”، إن الرئيس ترامب “لا يعبث، ولن يسمح بأن تكون أميركا مكبا للمجرمين من دول العالم”.

وتعد القاعدة الأميركية في كوبا مقرا لمعتقل غوانتانامو الذي افتُتح عام 2002 في إطار ما وصف بـ”الحرب على الإرهاب”، التي أعلنها الرئيس السابق جورج بوش الابن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وفي 30 يناير/كانون الثاني الماضي، وقّع ترامب مذكرة رسمية لتجهيز منشأة لاحتجاز المهاجرين في قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية في كوبا، وكان قد أعلن سابقا أن هذه المنشأة ستجهز لاستقبال 30 ألف مهاجر.

Source: Apps Support


الجزيرة نت تقف على حجم الدمار بمستشفى أحمد قاسم بالخرطوم بحري

الخرطوم بحري

تعرضت معظم المؤسسات الخدمية بالسودان لأضرار متفاوتة بسبب القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومن أهمها المؤسسات الطبية والعلاجية بالدولة، إذ تعرضت لعمليات تدمير واسعة ونهب وتخريب لأجهزتها.

وعانى السودانيون منذ بداية الحرب من نقص كبير في الدواء والعلاج بسبب ذلك، غير أن السلطات السودانية تبذل جهودا حثيثة وسريعة لإعادة سير العمل في هذه المنشآت في كل المناطق التي تستعيدها.

ويتهم وزير الصحة المكلف بولاية الخرطوم الدكتور فتح الرحمن محمد الأمين قوات الدعم السريع باستهداف هذه المؤسسات ومنشآتها “بصورة ممنهجة ومتعمدة”.

وقال في تصريحات خاصة للجزيرة نت إن “مليشيات الدعم السريع الإرهابية تتعمد الإضرار بالمواطن في المقام الأول وذلك باستهداف البنى التحتية للمؤسسات الخدمية التي يحتاجها المواطن، وما لا تتمكن من أخذه تقوم بحرقه”.

وأشاد الوزير بالجيش السوداني والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية لدورهم في استعادة هذه المنشآت من أيدي الدعم السريع وتأمينها، تمهيدا لإعادتها إلى الحياة لتؤدي دورها في خدمة المواطنين.

تأهيل المستشفيات

وزارة الصحة بالولاية بدعم من مجلس السيادة والجيش وحكومة ولاية الخرطوم استطاعت أن تعيد تأهيل العديد من المرافق بلغت نسبتها نحو 90%.

وبحسب وزير الصحة المكلف، فإن هناك وفرة في الدواء والعلاج، وتمكنت وزارته من إعادة إعمار ما يقارب 29 مستشفى و157 مركزا صحيا، كما أسست 15 مركزا لغسيل الكلى، و20 وحدة رعاية وسيطة ومكثفة، مع توفير الكوادر الصحية المختلفة.

ويؤكد الوزير أن هناك استقرارا الآن في أداء المنشآت الطبية في المناطق الآمنة حاليا، وقد تم توفير الدعم العيني والمادي لها وأصبحت تنعم باستقرار طبي غير مسبوق وصفه بأنه أفضل مما كان قبل الحرب.

وقال إنهم الآن بصدد إعادة تأهيل عدد من المستشفيات والمراكز الصحية بمدينة الخرطوم بحري بعد إعادة السيطرة عليها من جانب الجيش، مؤكدا أيضا أن الخطط جاهزة للعمل في إعادة تأهيل المرافق الطبية في مدينة الخرطوم “بعد اكتمال تحريرها”.

مستشفى أحمد قاسم

موقع الجزيرة نت زار مستشفى أحمد قاسم بالخرطوم بحري ووقف على حجم الدمار الذي لحق بالمستشفى الذي كان قبلة للمراجعين من كل أنحاء السودان، بل ومن الدول المجاورة بحسب مدير الطب العلاجي بالولاية الدكتور أحمد البشير.

وشرح لنا البشير الخدمات التي كان يقدمها المستشفى خصوصا في مجال أمراض القلب والشرايين والأطفال وزراعة الكلى، وطاف بنا على مرافق المستشفى المختلفة التي لم يتبق منها أي شيء قابل للعمل، مما يتطلب جهودا كبيرة لإعادة تأسيسها وتأهيلها.

وقال إن كل الأجهزة موجودة ولم تسرق غير أن عناصر الدعم السريع قاموا بتدميرها في مكانها، وبالتالي لا يستطيع المستشفى الآن تقديم أي خدمات، وأكد أن السلطات الصحية في البلاد حصرت هذه الخسائر وستعمل على إعادة العمل بهذه المؤسسة في أسرع وقت.

الجدير بالذكر أن مستشفى أحمد قاسم، الواقع بوسط مدينة الخرطوم بحري، تم افتتاحه في ديسمبر/كانون الثاني عام 2014، وبه أكبر مجمع لجراحة القلب وزراعة الكلى وعمليات القسطرة في السودان.

وتشهد عمليات جراحة القلب وزراعة الكلى في السودان ارتفاعا مطردا في الأشهر الأخيرة السابقة للحرب، حيث بات هذا المستشفى يجري حوالي 350 عملية قسطرة للقلب في الشهر مقارنة بـ50 حالة في وقت سابق، كما ارتفعت عمليات القلب بالمستشفى إلى 40 جراحة شهريا، وزادت زراعة الكلى إلى 16 عملية في الشهر بالمستشفى ذاته.

Source: Apps Support


ابتكار مسيرات “بحجم الحشرة” يمكنها الطيران في أسراب

تمكن فريق بحثي من معهد ماساتشوستس للتقنية في الولايات المتحدة الأميركية من تطوير مسيرات روبوتية صغيرة الحجم يمكنها أن تحوم لمدة 1000 ثانية تقريبًا، وهو ما يزيد عن مئة ضعف عن المدة التي كانت رقما قياسيا في التجارب السابقة بهذا النطاق داخل المعهد.

ويمكن لهذه الحشرات الآلية، التي تزن أقل من مشبك ورق (عدة غرامات)، أن تطير بشكل أسرع بكثير من المسيرات المماثلة أثناء إكمال المناورات البهلوانية مثل الدوران المزدوج في الهواء.

وبحسب بيان صحفي رسمي صادر عن المعهد، فقد صممت المسيرات الروبوتية الجديدة لتعزيز دقة الطيران وخفة الحركة مع تقليل الضغط الميكانيكي على الأجنحة الاصطناعية، مما يتيح مناورات أسرع وزيادة القدرة على التحمل ويطيل من عمر المسيرة.

وإلى جانب ذلك، يحتوي التصميم الجديد على مساحة خالية كافية حتى يتمكن الروبوت المسير من حمل بطاريات أو أجهزة استشعار صغيرة، مما قد يمكنه من الطيران بمفرده خارج المختبر.

في الوقت الحالي، لا تزال المسيرة بحاجة إلى أسلاك لإمدادها بالطاقة، لكن العلماء يعملون على بطاريات وأجهزة استشعار صغيرة حتى تتمكن من الطيران بمفردها تمامًا في العالم الحقيقي.

وقد نشر الباحثون ورقة بحثية مفتوحة المصدر حول التصميم الجديد في دورية ساينس روبوتيكس، أشارت إلى أنه مع عمر افتراضي محسّن ودقة هذا الروبوت، فإننا على مقربة من بعض التطبيقات المهمة مثل تلقيح النباتات صناعيا.

استخدامات متنوعة

ويشير الباحثون إلى أن أعداد النحل والملقحات الأخرى تتناقص بسبب تغير المناخ وفقدان الموائل والمبيدات الحشرية، وبدون الملقحات، لن تنمو العديد من المحاصيل، مما قد يؤدي إلى نقص الغذاء.

في هذا السياق، يمكن أن تساعد هذه الحشرات الآلية في تلقيح النباتات في المزارع أو حتى المستعمرات الفضائية، كذلك يمكن لهذه المسيرات الصغيرة البحث عن الأشخاص المحاصرين في المباني المنهارة على أثر الكوارث الكبرى مثل الزلازل، ويمكن للعلماء استخدام هذه المسيرات لدراسة النباتات والحياة البرية بسهولة ودقة أكبر.

لكن إلى جانب المهام التطبيقات العلمية المحتملة لمثل هذه الابتكارات، فإن فريقا من العلماء يخشى من أنها ستتخذ في مرحلة ما منحنى عسكريا، إن لم يكن هذا قد حدث بالفعل.

خطورة شديدة

يمكن لهذه الروبوتات الصغيرة دخول أراضي الخصوم دون أن يلاحظها أحد، تمامًا مثل الحشرات الحقيقية، فتطير عبر النوافذ أو الفتحات أو الشقوق في الجدران لجمع المعلومات الاستخباراتية، وبفضل الكاميرات والميكروفونات، يمكنها التجسس على تحركات العدو ومحادثاته وإعداداته الأمنية.

ويمكنها كذلك تتبع جنود الخصوم أو مركباتهم أو أسلحته، وفي هذا السياق يمكن لتلك الحشرات الطائرة ربط أجهزة تتبع صغيرة بأهداف عالية القيمة لتوجيه الصواريخ أو العمليات الخاصة.

كما يمكن لهذه المسيرات الصغيرة أن تحمل متفجرات دقيقة وتعمل كأسلحة هجومية، تساعدها في ذلك قدرات السرب، حيث يمكن أن تعمل معا بتنسيق عال، معتمدة على أدوات الذكاء الاصطناعي.

ويخشى العلماء حاليًا من أن كل تطور في نطاقات المسيرات، أو الذكاء الاصطناعي، حتى لو كان سلميا تماما، فإنه سيؤجج نيران الصراع المشتعل بالفعل بين عدة دول لتطوير ومن ثم تكديس الأسلحة المتطورة المعتمدة على هذه التقنيات، في سباق يشبه إلى حد كبير ما حصل في الحرب الباردة، حيث شهد العالم تناميا متفاقما للسلاح النووي في العديد من الدول، على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.

Source: Apps Support


فرص تركيا التاريخية بعد الزلزال السوري

بات من المقطوع به أن التغير الجذري في سوريا ألقى بظلاله على المنطقة برمتها، وأن تركيا كانت في مقدمة الأطراف الخارجية المستفيدة من تغير النظام في دمشق. تتنوع المكاسب التركية بين السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري، ولكن من بين الأهم بينها نفوذها الإقليمي وثقلها الإستراتيجي في المنطقة.

تركيا تتغير

جاء تغيير النظام في سوريا في توقيت مناسب جدًا لتركيا مما عظّم مكاسبها، لأسباب ذاتية وموضوعية، حيث كان سبقه عدة تطورات عالمية وإقليمية، فضلًا عن تغير مقاربة تركيا لسياستها الخارجية.

فمنذ تأسيس الجمهورية، بنت أنقرة سياستها الخارجية على فكرة الانكفاء على الداخل والتي تختصرها مقولة مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك “سلام في الوطن، سلام في العالم”. ولذلك حرصت لعقود طويلة على تجنب الانخراط في صراعات خارجية خوفًا من الاستدراج والاستنزاف، وكان التدخل لحماية القبارصة الأتراك في 1974 ضمن “عملية السلام” استثناءً يثبت هذه القاعدة بالنظر إلى أنها لا تنظر لقبرص كقضية “خارجية” وإنما “الوطن الصغير” أو “الوطن الابن”.

المفارقة أن تداعيات الثورة السورية في سنواتها اللاحقة كانت ضمن أهم الأسباب التي دفعت تركيا لتغيير فلسفة سياستها الخارجية والتحول من الاعتماد حصرًا على القوة الناعمة نحو بعض أدوات القوة الخشنة، فكانت “درع الفرات” في 2016 العملية الأولى التي دشنت سردية “التدخل الحمائي” أو الدفاعي بدل سردية “تجنب الغرق في المستنقع السوري”. ثم تبعها عمليات عسكرية عديدة في سعي لتقويض إمكانات تشكيل كيان سياسي لمنظمات ترتبط بالعمال الكردستاني، وبالتالي تراه تركيا “ممرًا إرهابيًا” على حدودها.

قضت النظرية العسكرية والأمنية الجديدة بانتهاج الحرب الاستباقية و”تجفيف منابع الإرهاب في مصادره”، كما دفعت لعمليات عسكرية متقدمة في عمق الأراضي العراقية ضد معاقل الكردستاني، وإنشاء قواعد عسكرية في العراق وقطر والصومال، والتدخل في نزاعات إقليمية كما في ليبيا وجنوب القوقاز، إضافة لتطوير الصناعات الدفاعية، وخاصة قطاع المسيّرات بحيث أصبحت الصناعة المحلية الركن الرئيس في تسليح الجيش التركي، وأدخلت تركيا نادي الدول المصدرة للسلاح.

تطورات إقليمية ودولية

عظّم ذلك الثقل الجيوسياسي لتركيا في المنطقة، ولكن تثمير ذلك سياسيًا وكنفوذ بقي محدودًا؛ بسبب علاقات أنقرة المتراجعة مع عدد من القوى الإقليمية، وقد كان ذلك ضمن عدة أسباب دفعت لتهدئة مسارات السياسة الخارجية، وتحسين العلاقات مع الأطراف المذكورة ابتداءً من 2021، وفي مقدمتها السعودية والإمارات ومصر.

كما أن توتر علاقات أنقرة بعدد من القوى الغربية ونزوعها نحو استقلال نسبي في سياستها الخارجية، رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وملف طلب عضوية الاتحاد الأوروبي، عرّضاها لانتقادات غربية وتعالت بعض الأصوات المتطرفة المطالبة بإخراجها من الناتو.

وفي الملف السوري، أحد أهم ساحات التنافس الجيوسياسي الإقليمي، بقيت أنقرة في موقف دفاعي بعد هدوء الأوضاع الميدانية، فتم بالتدريج تصفية مناطق خفض التصعيد من أربعة لواحدة، بل وفككت تركيا نفسها بعض نقاط مراقبتها وفق اتفاق سوتشي؛ بسبب حصار النظام لها.

جاء متغيران مهمان غيّرا هذه المعادلات بدرجة كبيرة. أولهما الحرب الروسية – الأوكرانية التي أكدت أهمية تركيا بالنسبة للغرب، فهي جارة لهما من البحر، وقادرة على التواصل مع كلتيهما، فضلًا عن سيطرتها على المضايق. كما أن الحرب أعادت تعريف التهديدات لأوروبا ودور تركيا في مواجهتها، وهو ما ذكره أكثر من مسؤول غربي صراحة، كما ورد على لسان رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس خلال لقائه بأردوغان.

ثم جاءت معركة “طوفان الأقصى” التي قلبت المعادلات في المنطقة، ابتداءً بتقويضها للعقيدة الأمنية “الإسرائيلية” بمختلف ركائزها، مرورًا بتمددها في المنطقة، وخصوصًا توسيع “إسرائيل” لمناطق احتلالها في سوريا وتهديدها بمهاجمة إيران، وهو ما عدّته أنقرة تهديدًا للاستقرار الإقليمي، ولها بشكل مباشر، وليس انتهاءً بتغير توازن القوى الإقليمي.

سوريا: فرص ومخاطر

في سياق المتغيرات سالفة الذكر، وفي ظل الاستعصاء في الملف السوري الذي دفع أردوغان لعرض تطبيع العلاقات على الأسد، جاءت “ردع العدوان” التي أسقطت النظام وأدت لانقلاب كبير في توازنات الملف السوري والمنطقة، وخصوصًا فيما يتعلق بالثلاثي التركي – الروسي – الإيراني.

فقد أتى نظام صديق لتركيا عكس السابق، وتعوّل أنقرة على تعاون اقتصادي وتجاري وفي ملف إعادة الإعمار مع دمشق، وعلى دور مهم تلعبه في إعادة هيكلة المؤسسات السورية ولا سيما العسكرية والأمنية، وتستشرف فرصة تاريخية لإنهاء ملف العمال الكردستاني داخليًا وفي سوريا، وباتت الطرف الأكثر قربًا في المواقف والتوجهات مع سوريا الجديدة وبمثابة المظلة الإقليمية لها.

في المقابل، انكفأت روسيا في سوريا نحو قواعدها العسكرية بعد أن كانت صاحبة النفوذ الأكبر فيها، ولا سيما في ظل انشغالها بالحرب في أوكرانيا، وتثار علامات استفهام حول مستقبل هذه القواعد والتي تتجاوز أهميتها الجغرافيا السورية بعدِّها بوابة للوجود الروسي في ليبيا ثم عمق القارة الأفريقية، ما يعني أنها مفتاح مهم للنفوذ الروسي في المنطقة والعالم.

أما إيران فخرجت بشكل شبه كامل من الملف السوري، وتواجه سياسة دولية – إقليمية بمحاصرتها وتقليم أظفارها في الإقليم، متمثلة بسياسة الضغط الأقصى التي يبدو أن ترامب سيعود لها، وتهديدات نتنياهو المستمرة بمهاجمة مشروعها النووي لـ “استكمال المهمة”، فضلًا عن الضغوط على حلفائها وشركائها في كل من لبنان والعراق.

يعني ذلك علو يد أنقرة على كل من موسكو وطهران (وغيرهما) في الملف السوري، وهو أمر سيكون له تأثيره وتداعياته على عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك لهذه الدول، وفي مقدمتها ليبيا والقوقاز وآسيا الوسطى والبحر الأسود والبلقان وربما العراق.

كما أن احتمال ترسيم الحدود البحرية بين سوريا وتركيا يقوي أوراق الأخيرة في مواجهة التحالف الذي تقوده غريمتها اليونان بخصوص ثروات شرق المتوسط، لا سيما مع الاتفاق مع ليبيا في 2019 وتحسن العلاقات مع مصر مؤخرًا.

وأخيرًا، فإن كل ما سبق يعزز أوراق القوة التركية في العلاقات مع إدارة ترامب، وخصوصًا فيما يرتبط بالوجود الأميركي العسكري في سوريا ودعم قسد، وهو ما رشحت بشأنه تصريحات تشير إلى عودة ترامب لفكرة سحب قوات بلاده أو على الأقل تخفيفها، وهو عنصر قوة كبير جدًا لتركيا التي تضع ملف قسد في رأس أولوياتها.

يعني كل ما سبق أن أنقرة اليوم مع الزلزال السوري الأخير في ذروة نفوذها الإقليمي وموقعها في التنافس الجيوسياسي مع مختلف اللاعبين في المنطقة، وأنها أمام فرصة تاريخية لتأسيس أمر واقع يبنى عليه معطيات تستمر لعقود قادمة إن كان في سوريا عمومًا أو ما يرتبط بملف العمال الكردستاني على وجه الخصوص.

لكنها ليست طريقًا مفروشة بالورود، بل تكتنفها تحديات كبيرة ومخاطر ليست بالسهلة. فرغم أن أنقرة قدمت رسائل طمأنة ضمنية لمختلف الأطراف بعدم التفرد في سوريا، وهو ما أكده وزير خارجيتها هاكان فيدان في ميونخ بشكل صريح، فإن توجس بعض القوى الإقليمية منها ليس خافيًا.

بعض التصريحات الرسمية وغير الرسمية في كل من موسكو وطهران في أول أيام “ردع العدوان” تضمنت اتهامات بـ “الخداع والخيانة”، وشخص مثل ألكسندر دوغين هدد أردوغان بـ “دفع ثمن” ما حصل لروسيا في سوريا.

كما أن ملف قسد ليست له نهاية واحدة محتملة فقط، رغم تعزز أوراق تركيا وتوافق القيادة السورية الجديدة معها في توحيد الأراضي والمؤسسات السورية، ذلك أن دمشق لا تبدو في عجلة من أمرها لإنهاء الملف، وترامب غير مضمون المواقف والتوجهات، ما يترك الملف معلقًا في المرحلة الحالية على أهميته وحساسيته بالنسبة لأنقرة.

ويبرز الاحتلال “الإسرائيلي” كمهدد كبير لتركيا وسوريا معًا، إذ يحرض ضد قيادة الأخيرة، ويرجّح سيناريوهات التقسيم، ويتواصل مع قسد وغيرها من “حلفائه الطبيعيين” كما يدعي، بعد أن قوّض الكثير من إمكانات الدولة السورية ووسع احتلاله لأراضيها، ما جعله على حدود تركيا عمليًا ومهددًا مباشرًا لها.

يضاف لذلك تقرير لجنة “ناجل” التي أوصت بالاستعداد لإمكانية المواجهة العسكرية مع تركيا بعد سنوات، فضلًا عن أن موقف “إسرائيل” قد يكون مدخلًا لتغيير الموقف الأميركي من أنقرة.

وختامًا، فإن المكاسب الكثيرة والكبيرة لتركيا رهن باستقرار الأوضاع في سوريا ونجاحها في اجتياز المرحلة الانتقالية، بينما قد يرتد أي تعثر أو فشل أو فوضى أو تدخل خارجي على تركيا بشكل سلبي، بعد أن اندفعت بشكل كلي خلف الحالة الجديدة في سوريا. ولذلك كان خطاب تركيا وممارستها وتوجهاتها هادئة وحذرة وإيجابية تجاه مختلف الأطراف، في سعي لإنجاح المسار من جهة، وتقليل تداعيات أي تعثر فيه من جهة أخرى.

Source: Apps Support


وفدان روسي وأميركي بالرياض ومحادثات مرتقبة اليوم بشأن أوكرانيا

تحتضن العاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء مباحثات رفيعة المستوى بين مسؤولين أميركيين وروس لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقد وصل يوم أمس إلى الرياض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وأجرى مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما التقى في الرياض مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وذلك قبيل المحادثات المرتقبة بين مسؤولين أميركيين وروس اليوم الثلاثاء في الرياض.

كذلك وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الرياض في إطار الاستعداد لترتيب المحادثات بين واشنطن وموسكو بشأن أوكرانيا.

وكان لافروف قد قال في تصريحات سبقت وصوله إلى الرياض إن روسيا لا ترى مكانا للأوروبيين في المفاوضات بشأن أوكرانيا إذا كان الهدف هو تجميد الصراع.

وقالت قناة روسيا اليوم إن الوفد الروسي بقيادة وزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف وصل إلى العاصمة السعودية الرياض، لبدء محادثات ثنائية مع وفد أميركي.

ونقلت عن أوشاكوف قوله إن “الأمر الرئيسي هو البدء في تطبيع حقيقي للعلاقات بيننا وبين واشنطن. يوجد أشخاص جادّون هناك، وقد جئنا أيضا بنهج جاد”.

ووفق المصدر ذاته، أشار أوشاكوف إلى أن “الوفد الروسي وصل إلى السعودية حصريا لإجراء اتصالات ثنائية مع نظرائه الأميركيين، ولن تكون هناك أي مفاوضات ثلاثية” مع ممثلين عن أوكرانيا.

والخميس، أعلن ترامب أن مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا “سيعقدون اجتماعًا في السعودية الأسبوع المقبل (الجاري)”، دون الكشف عن أي تفاصيل حول ذلك، لكنه شدد على ضرورة انتهاء الحرب في أقرب وقت.

مواقف أوكرانية وأوروبية

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لم يُبلَغ بالمباحثات الروسية الأميركية في الرياض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف أن أي مفاوضات من دون مشاركة أوكرانيا تعدّ دون جدوى ولا يمكن الاعتراف بنتائجها.

وفي غضون ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه تحدث إلى الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقب قمة أوروبية مصغرة عُقدت في باريس.

وعبّر ماكرون عن تطلعه إلى ما سماه “سلاما راسخا ودائما” في أوكرانيا، داعيا روسيا إلى وقف ما وصفه “بعدوانها”، كما أشار الرئيس الفرنسي إلى ضرورة منح الأوكرانيين ضمانات أمنية قوية وموثوقة.

وفي ختام القمة الأوروبية المصغرة التي عُقدت في باريس، عبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن استعداد بلاده لإرسال قوات إلى أوكرانيا إذا كان هناك اتفاق سلام دائم.

بدورها، قالت رئيسة وزراء الدانمارك إن روسيا تهدد كل دول أوروبا وليس أوكرانيا فقط.

قوة ردع أوروبية

وفي السياق، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر مطلعة قولها إن لدى أوروبا مقترحا لنشر قوة ردع من نحو 30 ألف جندي في أوكرانيا، دون أن يتمركزوا على خط المواجهة.

وأوضحت المصادر أن تلك القوات يمكن دعمها بقوات أخرى خارج أوكرانيا عند الضرورة. وكشفت الصحيفة أن لدى فرنسا خططا عسكرية أكثر تقدما من غيرها من الدول الأوروبية إذ يمكنها إرسال نحو 10 آلاف جندي.

وبحسب المصادر، فإن المسؤولين الأوروبيين قلقون من رد الفعل الروسي لدى نشر قوات أوروبية في أوكرانيا.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلّي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعدّه كييف “تدخلا” في شؤونها.

Source: Apps Support


وزير الخارجية السوداني يجري مباحثات في طهران لتعزيز العلاقات الثنائية

زار وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف العاصمة الإيرانية طهران أمس الاثنين، حيث أجرى محادثات مع نظيره الإيراني عباس عراقجي حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا الإقليمية الملحة.

وجاءت الزيارة في إطار الجهود السودانية لإطلاع المجتمع الدولي على تطورات الأوضاع في البلاد، خاصة في ظل الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأكد عراقجي خلال المؤتمر الصحفي المشترك أن المحادثات كانت “مثمرة وشاملة”، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما في ذلك السياسة والاقتصاد والأمن.

وأشار عراقجي إلى أن إيران تدعم الجيش والحكومة السودانية في مواجهة قوات الدعم السريع، مؤكدا وقوف طهران إلى جانب السودان في هذه الأزمة.

إعادة الإعمار

من جانبه، قدم الوزير السوداني شرحا مفصلا عن الوضع في بلاده، مشيرا إلى جرائم من وصفها بـ”المليشيات المدعومة من الخارج”. وأعرب الشريف عن رغبة السودان في أن تلعب إيران دورا فعالا في إعادة إعمار البلاد بعد انتهاء الحرب نظرا لخبراتها وقدراتها في هذا المجال.

وخلال زيارته، التقى الشريف أيضا برئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف، حيث قدم شرحا إضافيا عن الأوضاع في السودان، وشكر إيران على دعمها بلاده.

وأعرب عن أمله في أن يكون لإيران “دور بارز” في مرحلة إعادة الإعمار في السودان، كما قدم دعوة لقاليباف لزيارة بلاده.

وأكد الجانبان خلال اللقاءات على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في مجالات إعادة الإعمار والتنمية.

وشهدت الفترة ما بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإيران في يونيو/حزيران 2024 نشاطا اقتصاديا كبيرا، بما في ذلك زيارة وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم إلى طهران في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وزيارة نائب وزير الاقتصاد الإيراني إلى بورتسودان في فبراير/شباط الجاري.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليون شخص، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. وتشير أبحاث أجرتها جامعات أميركية إلى أن عدد القتلى قد يبلغ 130 ألفا.

Source: Apps Support