“Corporate Insights: الإمارات تقود دعم العمل المناخي في آسيا الوسطى”

الإمارات ودعم دول آسيا الوسطى لمواجهة تحديات المناخ

في وقتٍ يشهد فيه العالم تحديات مناخية متصاعدة، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كلاعب رئيسي في دعم العمل المناخي، ليس فقط على المستوى المحلي، بل وعلى الساحة الدولية، وبشكل خاص في الدول النامية التي تواجه تحديات مناخية واقتصادية معقدة.وفي هذا الإطار، جاءت مشاركة دولة الإمارات في ‎منتدى سمرقند الدولي للمناخ، تحت عنوان «آسيا الوسطى»، الذي عُقد يومي 4 و5 أبريل الجاري، في مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان، لتؤكد التزامها الراسخ بدعم التحول الأخضر في دول آسيا الوسطى.وقد شارك في فعاليات المنتدى عدد من رؤساء الدول، من بينهم قادة أوزبكستان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان، إضافةً إلى مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وممثلي حكومات ومنظمات دولية وخبراء في المناخ والطاقة المتجددة.وقد جاءت مشاركة الإمارات في المنتدى من خلال وفد رفيع المستوى، ترأسه معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، المبعوث الخاص لسمو وزير الخارجية لجمهورية أوزبكستان، حيث ألقى معاليه كلمة أمام الحضور دعا فيها دول المنطقة إلى تعزيز شراكاتها الإقليمية في مجال الطاقة النظيفة، مع التركيز على أهمية دور القطاع الخاص في تحفيز الاستثمار الأخضر، وتوسيع شبكات الكهرباء العابرة للحدود، كما شدد معاليه على ضرورة تبادل الخبرات بين الدول، وتوفير التمويل الميسر للتقنيات النظيفة، بما يضمن تحولاً مستداماً ومنصفاً.ولم تكن مشاركة الإمارات رمزية، بل تعكس سجلاً حافلاً من المشاريع الخضراء التي أطلقتها في دول آسيا الوسطى، خصوصاً في مجالات الطاقة المتجددة، وإدارة الموارد المائية، والزراعة المستدامة. ففي كازاخستان، وقّعت شركة «مصدر»، إحدى أبرز شركات الطاقة النظيفة في العالم، اتفاقية في أواخر عام 2024 لتطوير محطة طاقة رياح بقدرة 1 جيجاواط في منطقة زامبيل. ومن المتوقع أن تغذي هذه المحطة ملايين المنازل بالطاقة النظيفة، وتخفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير. وفي أوزبكستان، تُعتبر الإمارات من أبرز المستثمرين في القطاع الأخضر. وتدير «مصدر» هناك 5 محطات للطاقة الشمسية تتراوح قدراتها بين 100 و457 ميجاواط، إلى جانب مشروعين لطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاواط و1 جيجاواط. وهذه المشاريع تعزز أمن الطاقة وتدعم الاقتصاد الأوزبكي. كما تستمر الإمارات في بحث إمكانيات الحصول على فرص مماثلة في طاجيكستان وقرغيزستان وتركمانستان، خاصة في مجالات التحلية بالطاقة الشمسية، والزراعة الذكية، وتكنولوجيا الري الحديث، وهي تحديات حيوية لتلك الدول التي تعاني شح الموارد المائية وتغيّرات مناخية قاسية.وتتعدى جهود الإمارات الجوانب الاستثمارية لتشمل شراكات طويلة الأجل مع حكومات دول آسيا الوسطى، فقد استقبلت أبوظبي في يناير 2025 رئيس أوزبكستان ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، حيث جرت مناقشات موسعة حول التعاون في بناء مدن ذكية وتعزيز الزراعة المستدامة في الأراضي الجافة. كما عقدت اجتماعات مع مسؤولين من أوزبكستان خلال منتدى سمرقند، بهدف توسيع نطاق التعاون في مجالات إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة، وهي تقنيات مهمة في مستقبل التحول الطاقي العالمي.ومن خلال هذه الجهود، تثبت دولة الإمارات أنها شريك موثوق للدول كافة، ومنها النامية، لا سيما في سياقات مجابهة التغير المناخي. فالإمارات لا تكتفي بتمويل المشاريع، بل تسهم في نقل المعرفة، وتدريب الكوادر، وتقديم حلول تقنية مبتكرة. وعبر مؤسسات مثل صندوق أبوظبي للتنمية، تقدم الإمارات تمويلات ميسرة لمشاريع البنية التحتية المستدامة في دول آسيا الوسطى، ما يعزز من قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية وبناء اقتصادات أكثر مرونة.إن مشاركة الإمارات في منتدى سمرقند للمناخ لم تكن مجرد حضور سياسي، بل جاءت تتويجاً لمسار متكامل من التعاون والاستثمار والعمل المناخي الجاد في آسيا الوسطى، ومع استمرار التحديات المناخية، تبرز الإمارات كلاعب عالمي مؤثر، يوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية، ويدعم الدول الصاعدة في بناء مستقبل أخضر وأكثر أمناً للأجيال القادمة.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

Source: مركز الاتحاد للأخبار