المفتى: الفلاسفة المسلمون طوروا تراثًا فكريًا خاصًّا تفاعل مع الواقع الإسلامى
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن تاريخ الحضارة يؤكد أن تأثير الفلسفة في الواقع، نشأ مع نشأة الفلسفة، وتطور مع تطورها، فلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو أسهموا في صياغة أدوات عقلانية لتحليل الوجود والإنسان، انعكست لاحقًا على تشكيل المنظومات الفكرية والعملية عبر العصور.
وأشار خلال حفل إطلاق مجلة طابة الثقافية، على اعتماد سقراط على الحوار الجدلي كمنهج لتفكيك الخرافة والمسلَّمات الأسطورية عبر التساؤل النقدي، وهو ما أسس لثقافةٍ تعلي من شأن العقل كمرجعيةٍ لفهم العالم، وإلى ربط أفلاطون في محاورة “الجمهورية” بين الفلسفة والسياسة عبر تصوره حول “طبقات المجتمع والفيلسوف الحاكم”، مؤكدًا أن العدالة الاجتماعية لا تُبنى إلا بأسس عقلانية، وإلى تطوير أرسطو منهجيةً استقرائيةً تربط بين الملاحظة الواقعية والاستنتاج المنطقي.
وأكد أن الفلسفة ليست كما يقول المدعون حكرا على اليونان، وأن فلاسفة المسلمون مجرد مترجمون مقلدون، لقد طور فلاسفة المسلمون تراثًا فكريًا خاصًّا، تفاعل مع الواقع الإسلامي بمنهج تكاملي يجمع بين العقل والنقل، مشيرا إلى إسهامات بعضهم مثل الكندي، والفارابي وابن سينا وحجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي وابن رشد وابن خلدون.
وأكد أننا إذا كنا بصدد الإعلان عن انطلاق مجلة طابة التي تسهم في نشر وإثراء المعرفة الفلسفية والإنسانية، فإننا نستلهم روح الحضارات التي حوَّلت الأفكار المجردة إلى نصوصٍ خالدة، وأن المجلات الثقافية الحديثة تعدُّ امتدادًا لتقليدٍ معرفيٍ يعود جذوره إلى صالونات الفكر في العصر العباسي، حيث كانت “دار الحكمة” في بغداد منصةً لجمع الترجمات والمناقشات الفلسفية.
كما أكد أن المجلة الثقافية الحديثة تُعدُّ منبرًا معرفيًّا مركبًا يجمع بين التعددية الفكرية والتفاعلية المجتمعية: حيث يتنوع الإصدار الواحد ليشمل مقالاتٍ في «الفلسفة، والعلوم، والأدب، والفنون» يكتبها مؤلفون من خلفيات متباينة؛ من الفيلسوف الأكاديمي إلى الكاتب الصحفي، ومن العالم المتخصص إلى المبدع الأدبي، وتعتمد المجلات على لغةٍ وسيطةٍ تتبنى “التبسيط دون التسطيح”، فتحوّل المفاهيم المعقدة إلى نصوصٍ مفهومةٍ عبر الاستعارة والسرد القصصي، يُضاف إلى ذلك دور المجلات في تعزيز الوعي النقدي عبر طرح الأسئلة الوجودية والاجتماعية بلغةٍ تلائم الجمهور غير المتخصص، مما يسهم في بناء مجتمعٍ قادرٍ على التفاعل مع التحولات العالمية دون انفصام عن الهوية المحلية.
وأشار المفتي إلى أن تأثير المجلات لا يقتصر على الفرد بوصفه قارئًا، بل يمتد إلى تشكيل خطابٍ جمعيٍ يُعيد إنتاج المعرفة وفقًا لاحتياجات العصر، لافتا النظر إلى أن رصيد عالمنا العربي الحديث من المجلات المؤثرة في الواقع وافر وكثير، مشيرا إلى مجلة “الهلال” التي أسسها جورجي زيدان، ومجلة “المنار” التي أطلقها الشيخ محمد رشيد رضا عام 1898 كامتداد لفكر أستاذه محمد عبده الإصلاحي، ومجلة “الرسالة” التي أسسها الشيخ أحمد حسن الزيات، ومجلة “الأديب” اللبنانية، التي أنشأها سهيل إدريس، ومجلة “الكاتب” التي أطلقها الدكتور طه حسين، ومجلة “الفكر المعاصر” التي أشرف عليها الفيلسوف زكي نجيب محمود، ومجلة المقتطف: التي تأسست في بيروت ثم انتقلت لاحقًا إلى مصر، ومجلة الأزهر: والتي تأسست عام 1930 في مصر، بهدف نشر الفكر الإسلامي الوسطي، والدفاع عن التراث الإسلامي، والرد على الشبهات الفكرية.
وقال فضيلته: “نحتفي اليوم بإصدار العدد الأول من مجلة طابة، التي تمثل إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي والفكري العربي والإسلامي. فقد جاءت هذه المجلة لتواكب التحولات الفكرية الراهنة، وتسهم في إعادة قراءة قضايا الفكر الإسلامي والفلسفة والدراسات الاجتماعية بمقاربات علمية ومعمقة”.
وقال فضيلته بعد أن استعرض المقالات في هذا العدد: “إن هذه التوليفة من المقالات تعكس التزام المجلة بمقاربة معرفية شاملة، تعيد طرح الأسئلة الكبرى في الفكر الإسلامي والفلسفة والعلوم الاجتماعية، وتساهم في صياغة رؤية فكرية متجددة تستجيب لمتطلبات العصر”.
وفي ختام كلمته توجه المفتي بخالص الشكر والتقدير إلى الشيخ الحبيب علي الجفري، والأستاذ الدكتور علي جمعة، والدكتور أسامة الأزهري، وجميع الأساتذة والمفكرين المشاركين، على إسهاماتهم القيمة التي أثرت هذه المناسبة الفكرية المهمة. كما شكر القائمين على مجلة طابة على هذا الجهد العلمي الرصين، الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويفتح آفاقًا جديدة للحوار والتجديد. داعيا الله أن يبارك في هذا العمل، وأن يكون منبرًا للعلم والفكر المستنير.
Source: جريدة الدستور
الجزائرية حورية خدير: اخترت القاهرة لإصدار أولى رواياتى
بعد مسيرة مهنية غنية ومتنوعة، أصدرت الكاتبة الروائية والسيناريست الجزائرية حورية خدير روايتها الأولى، التى أطلقتها فى معرض القاهرة للكتاب 2025، والصادرة عن دار «كنوز» للنشر، تحت عنوان «بوابة سيفار.. ما وراء الجدار الجليدى»، لتنضم إلى قائمة إبداعاتها، التى بدأت بتأليف قصة للأطفال، ثم كتابة سيناريو عدد من المسلسلات الدرامية الجزائرية، مثل «سحر المرجان» و«شمس الحقيقة» وغيرهما.
وخلال حديثها إلى «الدستور»، تناولت الكاتبة الجزائرية أثر الفن والأدب المصرى على تكوينها الثقافى، وتحدثت عن تفاصيل روايتها الجديدة، ورحلتها فى عالم الكتابة من السيناريو إلى الرواية، وموقع الكاتبات والأديبات من المشهد الثقافى الجزائرى، بالإضافة إلى ما تبقى من آثار «العشرية السوداء» على هذا المشهد.
■ بداية.. كيف رأيت معرض القاهرة الدولى للكتاب فى أولى مشاركاتك به؟
هذه أول مرة أزور فيها مصر، وأنا فخورة بمشاركتى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ككاتبة، وقد وجدت أن المعرض هائل جدًا، فهو من بين أكبر المعارض فى العالم، وأشعر بإحساس جميل، لأن فى المعرض قراء وكتّابًا من كل أنحاء العالم ومن كل الدول العربية.
■ لماذا اخترت القاهرة لنشر أولى رواياتك «بوابة سيفار»؟
– اخترت أن يصدر أول عمل روائى لى من القاهرة لأنها عاصمة الثقافة والفن وبلد الفنانين، وهو الأمر الذى أجمع الكل وأكدوا عليه، وأنا راضية جدًا عن أول تجربة نشر لى بدار نشر مصرية، والحمد لله.
■ ما موضوع الرواية؟
– «بوابة سيفار» هى رواية خيالية، مبنية على أساس علمى، والقصة أن هناك بوابات نجمية تمر بنا عبر الزمن، وفى الرواية يقال إن كل «برمودا العالم» متواجدة فى «سيفار»، وإنه بعد اكتشاف «جداريات سيفار» بدأ التغير فى تاريخ العالم.
و«جداريات سيفار» هى أقدم جداريات ورسومات وجدت فى العالم، وهى موجودة فى الصحراء الجزائرية، وهذه الجداريات صنفتها اليونسكو كحاضرة وطنية، باعتبارها من جداريات ما قبل التاريخ، وعمرها من 15 إلى 20 ألف سنة قبل الميلاد.
وفى «سيفار» وجدت حوالى 15 ألف جدارية، والبعض يقول إن هناك 30 ألف جدارية، لكن الأحوال المناخية غطت على بعض هذه الجداريات.
وتحتوى هذه الجداريات على رسومات غريبة لفضائيين وغواصين ونساء يلبسن اللباس الحالى، مما يدل على وجود حضارة ما فى هذه المنطقة.
■ فى تقديرك.. لماذا يقبل القراء على روايات الخيال العلمى؟
– يميل البشر إلى الخيال، ولهذا نقبل على السينما، التى تعبر عن كل جوانب الحياة، الرومانسية والتشويق والدراما، وكما يقول علم النفس، فنحن نرى فى الفن والأدب الأشياء من حولنا، والأشياء التى تدور فى عقولنا الباطنة، أو نرى ما نريد رؤيته.
■ ما سبب إقبالك على كتابة الرواية؟
– هذه أول رواية لى، لكن سبق أن كتبت السيناريو لعدة أعمال درامية، وكتبت سيناريوهات لمسلسلات لتليفزيون الجزائر، مثل «دوامة الحياة» و«شمس الحقيقة» و«سحر المهرجان» و«دار شهرزاد» و«عندما تجرحنا الأيام».
ومنذ الصغر كنت أصغر كاتبة سيناريو فى الجزائر ينتج لها عمل تليفزيونى، وكنت لا أزال أدرس فى الجامعة، وبالمناسبة، أنا خريجة ليسانس فيزياء وأدرس حاليًا ليسانس إعلام واتصالات.
وبالأساس، أثرت دراستى للفيزياء على اتجاهى لكتابة الخيال العلمى، فرواية «بوابة سيفار» مبنية على بعض الوقائع والنظريات العلمية، مثل نظرية الثقوب السوداء.
بالإضافة إلى أن حبى لبلدى الجزائر دفعنى لوصف جمال مناطقه، وأيضًا قصدت بالرواية الترويج للسياحة فى بلادى، لأنى أؤمن بأن الكتاب من أهم عوامل توجيه القارئ والتطوير فى كل المجالات.
■ هل يعنى ذلك أن كتابة السيناريو هى ما دفعك للكتابة الأدبية؟
– لم أجد صعوبة فى الكتابة الأدبية بعد كتابة السيناريو، فكتابة السيناريو بها تفصيل وكذلك الرواية التى تعتمد على تفاصيل الشخصيات، وروايتى تحتوى مثلًا على بعض المشاهد ووصف الأماكن فى الجزائر.
ونعم، كتابتى للسيناريو ساعدتنى على وصف الأماكن، خاصة أن الرواية تعد رحلة تبدأ من مدينة باتنا وصولًا إلى مدينة سيفار فى الجنوب.
■ ما موقع الكاتبات على خريطة الإبداع الجزائرى؟
– المرأة فى الإبداع الجزائرى تحتل مساحة كبيرة، وأنا الآن أعمل على كتابة مسلسل جزائرى اسمه «العرق الأصفر»، ويتحدث عن الكثبان الرملية الموجودة فى الصحراء.
وقد انتهيت تقريبًا من هذا العمل، وأعمل أيضًا على فيلم تاريخى أكتبه عن المرأة الجزائرية.
■ هل ما زال لـ«العشرية السوداء» أثر على الأدب الجزائرى؟
– أجل، ما زال أثر «العشرية السوداء» ساريًا فى الكتابة والإبداع بشكل عام، وقد كتبت فقرة عنها فى روايتى، وإن لم أتعمق فيها، لكن من المؤكد أنها لا تزال موجودة فى الأدب الجزائرى، لأنها الماضى، والجميع يكتب عن ماضيه، فإذا عرفنا أخطاء الماضى سنتطور فى المستقبل.
ومثلًا، لا نزال نكتب فى الجزائر عن القضية الفرنسية، رغم أننا حصلنا على استقلالنا منذ عام ١٩٦٢، لكنه تاريخ ولا بد وأن يُكتب، كما تكتبون أنتم فى مصر حتى الآن عن حرب أكتوبر.
هل للأدب والفن المصرى تأثير فى تكوينك الفكرى والثقافى؟
– قرأت لنجيب محفوظ وطه حسين، ومكتبتى تحتوى على جميع أعمال الكتّاب المصريين، وأنا أعشقهم جميعًا، وقد ذهبت لزيارة متحف نجيب محفوظ بالقاهرة مؤخرًا، كما قرأت لكثير من الكتّاب المعاصرين.
وفى بداياتى تأثرت بالدراما المصرية والسورية، ونحن طالما تابعنا الأعمال المصرية التى تحوى جانبًا كبيرًا من الإبداع.
ومؤخرًا، شاهدت مسلسل «ستهم» للسيناريست ناصر عبدالرحمن، ووجدت كمًا من الإبداع فيه، وكذلك مسلسل «تحت الوصاية» لمنى زكى، وهى الأعمال التى نحتاجها جميعًا فى الوطن العربى، لأن فيها رسالة وتسهم فى تغيير القوانين المجحفة فى حق أى شخص أو امرأة أو طفل.
وأنا من المؤمنين بأن الفن يجب أن يحمل رسالة، فلو لم يكن العمل يحتوى على رسالة فماذا سنستفيد منه.
Source: جريدة الدستور
الكاتب العراقى محمد الأحمد: التاريخ العربى كُتب بالدم ويجب إعادة كتابته مرة أخرى
وسط الزخم الثقافى الهائل، الذى تشهده دورة هذا العام من معرض القاهرة للكتاب 2025، يبرز اسم الكاتب العراقى محمد الأحمد، كواحد من الأصوات الأدبية العربية التى لاقت اهتمامًا كبيرًا، خاصة مع تأهل روايته «السيد العام» للقائمة القصيرة لجائزة كتارا.
الرواية، التى صدرت عن دار غراب للنشر بالقاهرة، جاءت لتعكس تجربة إبداعية غنية، وتؤكد حضور الأدب العراقى بقوة فى الساحة الثقافية العربية، فى ظل التفاعلات السياسية التى شهدها العراق خلال السنوات الماضية.
فى حواره مع «الدستور»، يتحدث محمد الأحمد عن روايته «السيد العام»، والظروف التى أحاطت بكتابتها، بالإضافة إلى تجربته فى النشر فى القاهرة، أهم العواصم الثقافية فى العالم العربى.
■ هل هذه الزيارة الأولى لمعرض القاهرة للكتاب؟ وما انطباعك عنه؟
– أجل، وكان حلمى منذ أن كنت فى السابعة عشرة من عمرى أن أزور معرض القاهرة تحديدًا، والآن وبعدما وصلت إلى سن الرابعة والستين تحقق الحلم.
حققت حلم زيارة المعرض، وتحقق معه حلم آخر بالمشاركة فى المعرض بأحد أعمالى، وهى رواية «السيد العام»، الصادرة عن دار غراب.
ومعرض القاهرة للكتاب هو الحلم المرتبط بالطفولة والشباب وبقية سنين العمر، ولم أر معرضًا، فى ضخامته وحجم الإقبال عليه من الزوار سواء من العرب أو المصريين، كما أنه فرصة للقاء كل الأصدقاء من الكتاب العرب والمصريين.
■ لماذا اخترت القاهرة لنشر روايتك؟
– مصر هى أم الكتاب والثقافة والمعرفة، فنحن تعلمنا من كتّابها وأساتذتها، كما تعلم كل العرب من الدراما المصرية، كما علم الفن المصرى القديم العالم الفن الحديث.
وأغرتنى دار غراب للنشر بإصدراتها المهمة، فعرضت على مدير الدار عملى، وهكذا كان أول عمل لى مع الدار، وهذه الرواية «السيد العام» وصلت للقائمة القصيرة لجائزة كتارا.
■ ماذا تتناول الرواية؟
– تتناول الرواية تعريفًا بالعراق طوال أربعين سنة، وتقدم رؤية عن التاريخ السياسى للدولة وتاريخ العراق أثناء الانهيارات الإقليمية الحاصلة فى العالم العربى، ووضحت الأسباب الحقيقية لهذه الانهيارات فاتخذت مسارًا مختلفًا غير الخيال، اعتمدت خلاله على الوثيقة ومذكرات الآخرين وكتب التاريخ الحقيقى المشهود، ولم أعتمد على الشائعات، وركزت على الفترة من نهاية حكم الملك فيصل الأول بالعراق حتى احتلال الكويت.
وهى رواية استندت إلى المعلومات الحقيقية، استندت إلى تاريخ المخابرات العراقية، وأروى فيها، بالإضافة لسيرة صدام حسين، سيرة ضابط مخابرات كبير ساند صدام طوال حياته، إلا أن الأخير قتله نتيجة الصراعات بينهما.
فعالم المخابرات صعب الدخول إليه لسيرته، لكننى دخلت هذا العالم عن طريق الوثائق والأشخاص، فلم أترك أى كتاب سيرة أو كتب اعترافات للشيوعيين والبعثيين والقوميين، وكل الطبقة السياسية المعاصرة لهذه الفترة حتى مذكرات كيسنجر، غطيتها بهذه الرواية متعمدًا، لأن الحاكم التالى دائمًا ما يخفى جهد من قبله، فالتاريخ يكتبه المنتصر لأنه يكتب ما حضره لا ما سمعه من أحد.
■ هل يمكن القول إن الرواية صوت المهزوم الذى أغفله التاريخ الذى يكتبه المنتصر؟
– نعم، روايتى «السيد العام» تعتبر صوت المهزوم أو الرواية الأخرى للتاريخ، فقد كتبت قبلًا رواية عن «الجعد بن درهم» بعنوان «دمه»، وستصدر أيضًا عن دار غراب، وهى أيضًا رواية عن التاريخ المفقود فى العصر الأموى، ودخلت الفترة العربية المظلمة من التاريخ أو قبل التدوين العربى أو بعد عصر تنقيط الحروف، فقد وصلتنا معلومات ناقصة عن الجعد بن درهم، وهى سبب ذبحه فى المسجد، وقد كشفت هذا السبب فى الرواية من باب آخر، وهذا بعد قراءات مطولة، واكتشفت أن الرجل كان يريد حياة سياسية حرة، لكن ذبحه لم يكن متعلقًا لا بتفسير القرآن ولا ما يقال فى التاريخ عنه، أو كما تقول الشائعات إنه فسر القرآن بطريقة خاطئة، لكن السبب الحقيقى هو إصراره على فضح أولاد الحكام وممارساتهم الشاذة فى الحرم الدراسى.
■ بمناسبة الحديث عن الأمويين.. كيف ترى المشهد السورى الراهن؟
– رغم أن دمشق هى بؤرة التاريخ الأموى، لكن ما يحدث فى سوريا الآن لا علاقة له بهذا الإسلام الذى وصلنا ونعيشه الآن، وهو إسلام العثمانيين الأتراك، فما وصلنا تراث محرف، وكل حاكم أو خليفة جاء أضاف إليه ما يخدم مصالحه.
مشكله التاريخ هى البحث، إما أن يكون متعمقًا أو سطحيًا، والدليل أن هذا التاريخ الواصل إلينا لم يكن بذات العمق، والآن بات التاريخ الدينى خاطئًا وناقصًا.
وهذا التاريخ الخاطئ أدى لاستغلال الجماعات المتطرفة لفرض رؤيتها، ولذا نحن بحاجة لإعادة كتابة التاريخ العربى والإسلامى بمعلومات ومعرفة اليوم، فلا يصح كتابة التاريخ بمنظور 1400 عام مضت.
والتاريخ العربى كُتب بالدم، تاريخ دموى، فهذه طبيعة البشر بشكل عام، لكن الأمم الأخرى هى من تكتب تاريخنا ولا نكتبه نحن.
■ هل يعنى هذا قطيعة معرفية مع التراث الذى وصلنا؟
– القطيعة المعرفية فقط تخلص الإنسان من المشكلات، ولأن المحيط يحاصرنا بالماضى ويخنقنا به، فلو كنا تجاوزناه ما تعرضنا لهذه التحديات.
■ ماذا تمثل الجوائز لك؟
– الجوائز لا تعطى أهمية للأعمال أكثر من أنها تعرف الناس بالكتب وكتابها، ومدى جودتها، وأيضًا تحول الكتاب المغمورين لكتّاب معروفين، فأنا مثلًا تحولت من كاتب مغمور لمعروف رغم أننى كتبت العديد من الأعمال الروائية.
وتسابقت – كما عرفت فيما بعد – روايتى بين أعضاء اللجنة، فكانت هناك حيرة فى الاختيار بين روايتين، إحداهما تخص ثورة الزنج وروايتى الخاصة بالتاريخ العراقى الحديث، لكن ثورة الزنج هى التى فازت.
■ لمن قرأت للكتاب المصريين وأثّر فيك؟
– قرأت تقريبًا لكل الكتاب المصريين؛ كنجيب محفوظ، وطه حسين، ويوسف إدريس، ويوسف السباعى، لكن القائمة أطول من تسميتها، وأنا فى الصف الخامس الابتدائى وجدت كتابًا للمنفلوطى فى المكتبة ما زلت أحتفظ به حتى اليوم. وقد اشتريت كتب جمال الغيطانى من المعرض فى هذه الزيارة.
■ كمثقف عراقى.. هل تقبل باعتذار كنعان مكية عراب احتلال بلادك عام 2003؟
– الاعتذار شىء جيد ومقبول بعد كل الدمار والحيوات المهدرة، لكن المفكر أو الكاتب عندما يتوصل إلى أنه دخل لمنطقة خطأ، هو دفع لها دفعًا لكنه بالأخير تراجع عما فعله، فمعظم الكتاب فى الساحة مستأجرون، ولا يمكن محو صدام حسين من تاريخ العراق، فقد احتل الحكم طوال أربعين سنة، فلا يستطيع أحد إلغاء كل هذه السنوات، فحتى مصمم غلاف روايتى أضاف صورة صدام عليه؛ لأنه لا يمكن أن يرفع من التاريخ، فكل مرحلة أوصلت لمرحلة أخرى.
لكن رغم كل ما يحدث اليوم لم تكن أيام صدام أفضل، ولا من جاء بعده، فهى مرحلة انتقالية، والحكام الحاليون أيضًا لن يغادروا، وستكون لهم حقبة تاريخية خاصة بهم.
Source: جريدة الدستور
دعاء الفجر اليوم الأربعاء 5-2-2025.. أدعية النصف من شعبان
يحرص المسلمين على معرفة دعاء الفجر اليوم الأربعاء 5-2-2025 وأدعية النصف من شعبان عبر جوجل، فالدعاء في شهر شعبان مستحب، ويكون اليوم من الأيام التي يكثر فيها الخير والبركة.
دعاء الفجر اليوم الأربعاء 5-2-2025.. أدعية النصف من شعبان
وتستعرض “الدستور” في هذا التقرير دعاء الفجر اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025.
دعاء الفجر اليوم
اللهمَّ ليس لنا من الأمر إلاَّ ما قضيت، وليس لنا من الخيِّر إلا ما أعطيت؛ فاجعل يارب لنا في ڪل وقت حظًا من عبادتك، ونصيبًا من شڪرك، واجعلنا دائمًا في معيتك.اللهمَّ إنك ترى ما لا نرى، وتعلم ما لا نعلم فاڪفنا شر ما في الغيب، وأحفظنا بحفظك،وأسترنا بسترك، وأرحمنا برحمتك، وأشملنا بعفوك يا حيّ يا قيوم. اللهم نسألك همًا راحلًا ويومًا رائعًا وقلبًا مُطمئنًا ورزقًا كثيرًا وتيسيرًا لأمورنا فى صلاة الفجر اليوم.اللهم لا خير إلا منك، ولا نصر إلا بك، ولا توّكل إلا عليك، ولا نعيم إلا في قربك، ولا أُنس إلا معك، ولا نور إلا بنورك، نسألك رضاك والجنَّة ونعوذ بك من سخطك والنار اللهم اجعلنا من أهل الفجر.اللهم رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاءنا.اللهم في هذا الفجر اجعل الفرج لكل صابر وشفاء لكل مريض واستجابة لكل دعاء ورحمة لكل اموات المسلمين فأنت على كل شيء قدير.
أدعية النصف من شعبان
– «اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يُعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليت».
– «اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاء، وتنزعُ الملكَ ممن تشاء، وتُعِزُّ مَن تشاء، وتذِلُّ مَن تشاء، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قدير، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاء، وتمنعُ منهما من تشاء، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك».
– «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
– «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
– «اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني».
– «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا».
Source: جريدة الدستور
دعاء الصباح اليوم الأربعاء 5-2-2025.. أفضل أدعية في شهر شعبان
يحرص المسلمين على معرفة دعاء الصباح اليوم الأربعاء 5-2-2025 وأفضل أدعية في شهر شعبان عبر جوجل، حيث إن الأعمال في شهر شعبان ترفع إلى الله عز وجل.
دعاء الصباح اليوم الأربعاء 5-2-2025.. أفضل أدعية في شهر شعبان
وتنشر “الدستور” في هذا التقرير دعاء الصباح اليوم الأربعاء 5-2-2025 وأدعية شهر شعبان.
دعاء الصباح اليوم
اللهــم نسألك نهارا مُستبشرًا وهمّا راحلًا وقلبًا مُطمئنًا ورزقًا كثيرًا وتيسيرًا لأمورنا.
اللهــم اجعلنا ممن تفائل بخيرك فأكرمته وتوكل عليك فكفيته ولجأ إليك فأعطيته واستغاث بك فأغثته، واللهم أجبر خوآطرنا جبرًا أنت ولينا في الدنيا والآخرة.
اللهم اكتب لنا في هذا الصباح حسنات تنير بها دربنا وتسعد بها قلوب تكفينا بها من شر الناس وشر ما خلقت وحقق دعاء.
اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه ومن شر ما بعده.
اللهّم لا تكلني إلى نفسي فأعجز، ولا إلى الناس فأضيع، ولا تحوجنى إلاّ لكَ يا أكرم الأكرمين، واغنني بك وحدك.
اللهم اجعل في هذا الصباح فرجا لكل صابر، وشفاءا لكل مريض واستجابه لكل دعاء، ورحمه لكل خلقك يا الله فأنت ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم جنة تحتوي أرواحنا، والسلام من كل شئ أرهقنا، واضعفنا وآذانا وقوه منك وصبرا إذا ضاقت أنفسنا.
اللهم تقبل دعائي أنا وكل من أحبهم فيك يا الله.
أفضل أدعية في شهر شعبان
فيما يلي بعض الدعوات المستحبة ترددها في شهر شعبان:
اللهمَّ فاطرَ السمواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشهادةِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ ربَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَه، أعوذُ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشيطانِ وشرَكِه وأنْ أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ.
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ واعْمُرْ قَلْبِي بِطَاعَتِكَ ولا تُخْزِنِي بِمَعْصِيَتِكَ، وارْزُقْنِي مُواسَاةَ مَنْ قَتَرْتَ عَليهِ مِن رِزْقِكَ بِما وَسَّعْتَ عَليَّ مِن فَضْلِكَ ونَشَرْتَ عَليَّ مِنْ عَدْلِكَ، وأحْيِنِي تَحْتَ ظِلِّكَ.
اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين. واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
اللّهُمَّ اجْعَلْ لي فيهِ إلى مَرضاتكَ دَليلًا، ولا تَجعَلْ لِلشَّيْطانِ فيهِ عَلَيَّ سَبيلًا، وَاجْعَلِ الجَنَّةَ لي مَنْزِلًا وَمَقيلًا، يا قاضِيَ حَوائج الطالبينَ.
اللّهُمَّ افْتَحْ لي فيهِ أبوابَ فَضْلِكَ، وَأنزِل عَلَيَّ فيهِ بَرَكاتِكَ، وَوَفِّقْني فيهِ لِمُوجِباتِ مَرضاتِكَ، وَأسْكِنِّي فيهِ بُحْبُوحاتِ جَنّاتَكَ، يا مَجيبَ دَعوَةِ المُضْطَرِّينَ.
Source: جريدة الدستور