“Pulse of Culture: Celebrating Art, Drama, and Community in Arabic Events”

متفرقات

من المركبات المربكات في الشارع، فرق توصيل الطلبات للمنازل مجاناً، تجد الدراجات من يمينك، وعن شمالك، ومن خلفك ومن أمامك، وبجانب خاصرتك، ولا مفر لك إلا أن تتركها ترعى في كل المرعى، وتأخذ دورها ودور غيرها، لأنهم يحملون على عاتقهم مسؤولية، ومسؤولية كبيرة، وهي إيصال الطبيخ ساخناً طازجاً لبيوت الزبائن! – حين تريد أن ترى مجايليك من رفقاء السلاح القدامى، ومن أيام ملعب البلدية الرملي، والمعهد الإسلامي، ومدرسة زايد الكبير، والمدرسة النهيانية، ومدرسة مالك بن أنس، وعمرو بن العاص، ومطعم الأمين، وبسم الله، وسينما الواحة، ما لك إلا أن تذهب لـ «جبّره» العين أو تحضر عرس واحد من أولادهم الذين كبروا على عجل دون أن يستشيروا أحداً! – من تسمع سكرتيرة الواحد تلقي عليك اعتذاره عن التأخير في المجيء أو الرد على هاتفك لأنه كان في «ميتنج، كتير مهم، وبدك ما تواخزه، وبيعتزر كتير.. كتير»، اعرف أن الرجّال بضاعته بائرة، ولا عنده شغل ولا «اللهوبي»، ما شيء إلا «الخريط»، وتلك «العنطزة» القديمة التي انتهت من زمن ولى، و«بده ما يواخزنا الإستاز»! – ماذا يمكن أن نقول عن الإعلانات الكثيرة التي تخص بعض الأطباء العرب لوحدهم، دون غيرهم من العاملين في الدولة من الأطباء الآخرين؟ من مشاهدتهم تتضح أمور منها، عدم ثقة، ورجفة، وثمّ اتجار بالموضوع، وثمة أمور بعيدة عن مسألة الطب، وقسم أبقراط، هذا في عيادة، وذاك في مجمع طبي، وأخرى في مستشفى خاص، واحد يقوّم الظهر، بشهاداته الممنوحة له من دول عدة، وأخرى مختصة في المناظير، وشكلها «مال تمليس الشعر» في محل كوافير بشارع النجدة، وآخر يدافع عن الابتسامة الهوليودية، دون أن يبتسم هو، وواحدة شكلها شغل مطابخ، وتخصص حلل وأوانٍ، وتزعم أنها تخصص رنين مغناطيسي، صور هؤلاء الأطباء العرب في الصحف المجانية تذكرني بصور المرشحين في الانتخابات البلدية، والمتيقن كثير منهم بعدم الفوز، غير ربح تلك الدعاية الصورية، نادراً ما نرى إعلاناً لطبيب أجنبي زائر! المشكلة هؤلاء الإخوة من الأطباء العرب تخصصاتهم مرات «ما تسرّ»! – حينما أصل باريس خفيفاً، ومتخففاً، تصرّ أن تقعدني رحاها الثقال، طارحة أسئلتها الكثيرة، وغير المنتهية، أسئلة كونية سابحة، وأسئلة خاصة عالقة، وعليك أن تجد أنت أيها الدرويش الفاني، ومحب الحياة المتفاني تلك العلائق، ونقاط التقاطع، من قال إن كل المدن تتساوى؟ وكل المسافات لها تتساوى! باريس.. عشق الليل، والمطر، ووهج الكلمات، والمعارف حين تأتيك زرافات، لا وحداناً، لتشق طريقك إليها تعباً، باحثاً عن جنة بين الجنتين أو مرتجلاً نحو منزلة بين المنزلتين!

Source: مركز الاتحاد للأخبار