“Social Issues Spotlight – Elections, Education Reform & Government Stability”

مسجد السيد هاشم جد النبي محمد ﷺ.. إرث تاريخي لا ينطفئ في غزة

“في شهر رمضان، تقام العبادات والصلوات في الدول العربية والإسلامية، بينما في مساجد فلسطين، وخاصة مساجد غزة، غابت هذه الطقوس”
(مؤذن وخادم مسجد السيد هاشم)

مسجد السيد هاشم، هو واحد من أقدم المساجد التاريخية في غزة، رجحت الموسوعة الفلسطينية أن بناءه يعود إلى أواخر العهد المملوكي على يد السلطان عبد المجيد الثاني عام 1830.

ولقد سمي المسجد بهذا الاسم لاحتوائه على ضريح هاشم بن عبد مناف، جد النبي محمد ﷺ، والذي ورد في بعض المصادر أنه دفن هناك بعد وفاته خلال رحلة تجارية في المنطقة.

يقع المسجد في حي الدرج في المنطقة الشمالية لمدينة غزة القديمة، ويبعد عن المسجد العمري الكبير مسافة كيلومتر واحد تقريبا.

وتبلغ مساحته 2371 مترا مربعا، حيث تتقاطع فيه الأقبية لتغطي قاعة الصلاة الرئيسة المربعة، ويضم 3 أروقة للصلاة، يتوسطها صحن مربع مفتوح. بالإضافة لتوسط ضريح السيد هاشم تحت قبته.

ويحمل هذا المسجد مكانة تاريخية عظيمة، فقد كان موئلا لطلبة العلم، حيث احتوى على 16 غرفة كانت تؤويهم ليتمكنوا من دراسة العلوم الشرعية وحفظ كتاب الله.

وعلى مر العصور، تعرض المسجد لعدة اعتداءات، حيث قصفت قبته الكبرى خلال الحرب العالمية الأولى عام 1917، كما طالته أضرار خلال العدوان الثلاثي على مصر في الفترة ما بين عامي 1953 و1957.

ورغم هذه المحن، ظل المسجد شامخا، وشهد عمليات ترميمات وتجديدات، كان آخرها عام 2017. بينما كان آخر تلك الاعتداءات، تعرضه للقصف الإسرائيلي بالحرب الأخيرة على القطاع عام 2024.

المسجد في ظل الحرب

في ظل ما عايشه القطاع من دمار، كان مسجد السيد هاشم يمثل ملاذا لأهل غزة، حيث قدمت به المساعدات للمنكوبين من الأهالي، كما يصف إمام مسجد السيد هاشم “زكريا غسان أبو كميل”.

تخوف الناس من اللجوء إلى المسجد، حيث كانت المساجد هدفا واضحا للاحتلال، لكن رغم ذلك، كان المسجد مصدر عون للناس، إذ قدم لهم المياه والمساعدات الممكنة خلال هذه المحنة.

ولكن مع تصاعد القصف واستهداف المساجد، يذكر مؤذن وخادم المسجد “ماهر هاشم برغوت”، اضطرارهم لتوقف الصلاة بالمسجد خوفا على حياة المصلين، وهو ما جعل رمضان الماضي من أصعب المواسم على أهل غزة.

ويبكي متأثرا، وهو يصف أيام الإغلاق بأنها كانت مؤلمة جدا، بالإضافة إلى تعرضه في تلك الأثناء لعدة إصابات طفيفة، لكنها أثرت عليه بشكل ملحوظ، من بينها تضرر ألواح الطاقة الشمسية وخزانات المياه.

واليوم، مع دخول شهر رمضان، يتطلع الإمام “أبو كميل” لعودة الحياة الروحية إلى هذا المسجد العريق، وامتلائه بالمصلين كما كان سابقا في صلاة التراويح وإحياء ليلة القدر، حيث إنه في بعض الأحيان، كانت تغلق أبوابه نظرا لضيق المساحة.

Source: Apps Support


اتفاق قسد والإدارة السورية.. عوامل النجاح والفشل

جاء الاتفاق بين الإدارة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في وقت تحتاج فيه سوريا إلى الخروج من آثار الأحداث الدامية التي شهدتها مناطق في الساحل السوري، وذهب ضحيتها مئات السوريين، من عسكريين ومدنيين، وفجرتها هجمات قامت بها عصابات من بقايا نظام الأسد البائد، استهدفت فيها قوى الأمن العام، وكانت تهدف إلى إشعال الفتنة، وضرب الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب السوري، وتمزيق الجسد السوري عبر السعي إلى فصل منطقة الساحل عنه.

وبالتالي تأتي أهمية الاتفاق من كونه يشكّل ضربة لكل المشاريع الانفصالية في سوريا، التي تقف وراءها قوى خارجية، وفي مقدمتها إيران وإسرائيل، إضافة إلى أن يشكل مدخلًا لإنهاء حالة القطيعة بين مناطق الجزيرة السورية، وباقي المناطق السورية، التي تمتد إلى أكثر من عشر سنوات خلت. ولعل الأهم هو أن الاتفاق عكس تلهف الشارع بمختلف أطيافه ومكوناته إلى توحيد الأرض السورية، وذلك بعد الخلاص من نظام الأسد الاستبدادي.

مزايا الاتفاق

تكمن أهمية الاتفاق في مزاياه وأبعاده المختلفة، خاصة على الصعيد الداخلي، والتي يمكن تحديدها فيما يلي:

أولًا، يعدّ الاتفاق خطوة تاريخية بالنسبة للكرد السوريين من الناحيتين السياسية والاجتماعية، وبالنسبة لجميع السوريين، كونه يفتح المجال أمام السوريين لبناء سوريا موحدة.
ثانيًا، يعتبر الاتفاق نقطة تحول بارزة في مسار بناء الدولة السورية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد البائد، بالنظر إلى أنه يفتح المجال أمام مرحلة جديدة تستعيد فيها الدولة سيطرتها على الموارد الطبيعية في مناطق شرقي الفرات، وإعادة إدماجها ضمن الاقتصاد الوطني.
ثالثًا، يسهم الاتفاق في استعادة الثقة فيما بين جميع السوريين، حيث قدمت الإدارة الجديدة العديد من فرص بناء الثقة لكل الأطراف، بواسطة التعاون معها، وإظهار سعيها لإدارة المرحلة الانتقالية بإشراك جميع المكونات، فابتعدت بذلك عن استخدام القوة الخشنة مع “قسد”، وبالافتراق مع سلوك وممارسات السلطة الاستبدادية لنظام الأسد البائد التي تسعى إلى الهيمنة.
رابعًا، يرتكز الاتفاق إلى مبدأ ضمانة حقوق كل السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية، وجميع مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية، حسبما نص عليه الاتفاق، ما يعني إشراك الجميع في القرار السوري، إضافة إلى تأكيده على أن المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية، وتضمن الدولة السورية الجديدة حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية.

ينبغي الإشارة هنا إلى أن التوقيع على الاتفاق يعكس تحولات في مواقف قيادات قوات سوريا الديمقراطية، وكل الأجسام الأخرى المدنية والعسكرية، المسيطرة على مناطق شرقي الفرات، عبر قبولها بدمجها كلها ضمن الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز.

كما يترجم تغليب الطرفين لغة الحوار وسعيهما وحرصهما على الابتعاد عن الاحتكام إلى لغة السلاح، ما يعني توفر العزم على جمع شتات الدولة والجغرافيا السورية وتوحيدها للانطلاق في عملية بناء سوريا الجديدة.

وبالتالي فإن ما كل سبق يشير إلى أن الاتفاق يشكل بداية تفاهم إستراتيجي طويل الأمد، شريطة أن يتم تنفيذه دون معيقات، والأمر منوط بإرادة القوى الفاعلة في قسد، ويتوقف على إمكانات وصلاحيات اللجان المشكلة من الطرفين للإشراف على تنفيذه، ضمن نطاق زمني، حدده الاتفاق بحدود نهاية العام الجاري، وبمدى تخلي قسد عن شروطها القديمة للاندماج في الجسم السوري الجديد.

قد يكون من المبكر الحكم على مصير الاتفاق، خاصة أن آليات تنفيذه لم تتضح تفاصيلها بعد، ومع ذلك يمكن القول إنه يتملك فرصًا عديدة للنجاح، وتتجسد ممكنات نجاحه في:

الدعم الشعبي الواسع، الذي عبر عنه بنزول السوريين إلى شوارع وساحات مختلف المدن السورية، تعبيرًا عن فرحتهم بالتوصل إلى الاتفاق، الذي يلبي طموحات جميع السوريين، ويحظى بتأييدهم جميعًا.
النضج السياسي الذي توفر لدى الإدارة الجديدة وقيادة قوات سوريا الديمقراطية، حيث تمكنت الإدارة السورية الجديدة من امتصاص الدعوات الانفصالية التي كانت تصدر من بعض قادة قسد، خاصة أولئك المرتبطين بحزب العمال الكردستاني التركي، فيما تخلت بالمقابل قسد عن مشاريعها الانفصالية.
الدور الإيجابي الذي لعبته قوى إقليمية ودولية، خاصة الدور الأميركي والتركي، حيث إن الاتفاق ما كان له أن يرى النور لولا دفع الولايات المتحدة قسد نحو التفاهم مع الإدارة الجديدة، وبما يتسق مع مخرجات الحوار الأميركي- التركي حول مستقبل منطقة شرقي الفرات.
الدعم العربي والدولي للإدارة الجديدة، الذي شكّل أحد عوامل الضغط على قسد وقيادتها كي تقبل بالانضواء والاندماج مع الدولة السورية، وأفضى إلى مسارعة العديد من الدول العربية والأوروبية للترحيب به، الأمر الذي يزيد من فرص نجاحه، وذلك على الرغم من مواقف كل من النظام الإيراني وإسرائيل الهادفة إلى إفشال مساعي الإدارة الجديدة، وتفتيت سوريا وتقسيمها إلى كانتونات، وبما يكرس تحويلها مناطق نفوذ موزعة على أساس طائفي أو ديني أو مذهبي.

بالرغم من توفر فرص نجاح الاتفاق، فإن هناك عوامل يمكن أن تعيق تطبيقه، وربما تؤدي إلى فشله، والتي يمكن تحديدها بالنقاط التالية:

كيفية اندماج قسد في الجيش السوري الجديد: هل سيتم دمجها ككتلة موحدة، أم يعاد تشكيلها من جديد تحت مظلة وزارة الدفاع، لأن هناك أصواتًا تطالب بضرورة الحفاظ على هيكليتها التنظيمية، وبقائها على ما هي عليه. فضلًا عن أن المكون الأساسي في قسد هي “وحدات حماية الشعب”، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، والتي تضم عددًا كبيرًا من المقاتلين الأجانب حيث تطالب الإدارة السورية بإبعادهم عن الأراضي السورية.
مواقف المكونات الأخرى في مناطق سيطرة قسد، ويشمل ذلك العرب والسريان والآشوريين، الذين يطالبون بوجود تمثيل لهم، وهو أمر يمكن التفاهم حوله. إضافة إلى أن هناك أحزابًا كردية لا تعتبر قسد ممثلة لها، وتختلف مواقفها عنها.
شكل الحكم في سوريا، حيث إن قسد لم تتخلَّ عن دعوتها لإقامة حكم ذاتي في مناطق شرقي الفرات، واعتماد نظام لا مركزي. والسؤال هو: هل ستقبل بنظام لا مركزي على المستوى الإداري أم ستصرّ على لا مركزية على المستوى السياسي؟
سجون مقاتلي تنظيم الدولة والمخيمات التي تصر قسد على الاستمرار في إدارتها، فيما تقتضي موجبات سيادة الدولة السورية أن تكون تحت سلطتها وإدارتها. إضافة إلى علاقة قسد مع قوات التحالف الدولي لمجابهة تنظيم الدولة، ومصير القواعد الأميركية في سوريا، التي ربما سيحسم مصيرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي سبق أن أعلن عن رغبته بسحب القوات الأميركية من سوريا.

يأمل غالبية السوريين نجاح الاتفاق، وأن تنعكس تداعياته الإيجابية على إبرام توافقات أخرى مع القوى الفاعلة في الجنوب السوري. وهو ما بدأت بوادره في الظهور مع السويداء، وذلك كي يتكلل نجاح الإدارة الجديدة في تجاوز عقبات أساسية، بعدما تجاوزت محاولة عصابات بقايا نظام الأسد، وأحبطت مخططهم في السيطرة على الساحل.

ومن المهم أن يُستتبع كل ذلك بترجمة مقابلة على المسار السياسي، وخاصة الإعلان الدستوري وتشكيل حكومة انتقالية جامعة، واستكمال حل الفصائل وانضوائها في مؤسسة الجيش الوطني الجديد.

Source: Apps Support


من العثمانيين إلى طالبان.. تاريخ طويل يجمع تركيا وأفغانستان

تشهد العلاقات بين تركيا وحكومة تصريف الأعمال -التي تقودها حركة طالبان في أفغانستان– تطورا ملحوظا، إذ تزداد المؤشرات على تعزيز التعاون بين الطرفين في مختلف المجالات.

ويعتبر تسليم السفارة الأفغانية في أنقرة وقنصلية أفغانستان في إسطنبول لممثلي حركة طالبان من آخر مؤشرات تنامي العلاقات بين كابل وأنقرة.

وفي حين قطعت العديد من الدول أو خفضت علاقاتها الدبلوماسية مع أفغانستان بعد أن استعادت طالبان السيطرة على البلاد في 15 أغسطس/آب 2021، لم تغلق أنقرة سفارتها في كابل، مما يجعلها من الدول القليلة التي حافظت على علاقات دبلوماسية مباشرة مع أفغانستان.

وتعد تركيا هي العضو الوحيد في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يتمتع بحضور دبلوماسي نشط في كابل.

نبذة تاريخية

تعود جذور العلاقات بين كابل وأنقرة إلى عهد الدولة العثمانية، وأما العلاقات الحديثة بين البلدين فترجع إلى بدايات القرن الـ20، وكانت تركيا من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع أفغانستان بعد استقلالها عن بريطانيا في 1919.

وقد شهدت هذه العلاقات تطورا مستمرا قائما على الاحترام المتبادل والتعاون في مجالات متعددة، مثل التعليم والبنية التحتية.

وفي عهد الملك أمان الله خان (1919- 1929)، اتسمت العلاقات بين الطرفين بالدفء والانفتاح في مختلف المجالات. ولأول مرة، أرسل الشاه عددا من الطلاب إلى تركيا للدراسة.

وعلى الرغم من شكوكهم تجاه الأجانب، فقد استعان الأفغان بالمدربين الأتراك لتطوير جيشهم، وتبنت القوات الأفغانية أساليب التدريب على غرار الجيش التركي.

بيد أن هذه العلاقات فترت بعد انقلاب 17 يوليو/تموز 1973 الذي أطاح بالملك محمد ظاهر شاه الذي كان يميل للغرب، ليحل محله نظام محمد داود الذي اقترب من الكتلة الشرقية.

ويشير بعض الخبراء إلى أن العلاقة بين تركيا وأفغانستان تستند إلى إرث مشترك بين مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك وملك أفغانستان في عشرينيات القرن الماضي أمان الله خان، الذي كان معجبا بسياسات وأفكار أتاتورك.

ويقول ألبر كيسكين، وهو زميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، لـ”صوت أميركا”: “هذا الإرث الإيجابي لم ينقطع أبدا على مر السنين”.

موقف تركيا من غزو أفغانستان

خلال الغزو السوفياتي لأفغانستان (1979-1989)، تبنّت تركيا موقفا داعما للمجاهدين الأفغان، حيث استقبلت عددا من اللاجئين وقدّمت لهم مساعدات إنسانية وتعليمية، كما فتحت أبوابها لبعض قادة المقاومة الأفغانية الذين تصدوا للنظام الشيوعي المدعوم من موسكو، من بينهم زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار وزعيم الجمعية الإسلامية برهان الدين رباني.

وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، شاركت تركيا ضمن قوات الناتو في أفغانستان، إلا أنها حافظت على موقف متوازن، حيث لم تشارك في العمليات القتالية ضد طالبان، بل ركزت على عمليات حفظ السلام والتطوير، مما جعلها طرفا مقبولا نسبيا لدى مختلف الأطراف الأفغانية.

ويوضح ألبر كيسكين أن تركيا حرصت طوال هذه الفترة على ضمان عدم انخراط قواتها في أي حرب نشطة ضد الشعب الأفغاني، ويعتقد أن هذا أمر يدركه نظام طالبان الحالي في أفغانستان أيضا.

وبحسب وزارة الدفاع التركية، فإن إحدى المهام الأخيرة للجنود الأتراك في أفغانستان كانت تقديم الخدمات التشغيلية والأمنية في مطار كابل، وقد سحبت تركيا قواتها من أفغانستان قبل الموعد النهائي الذي حددته حركة طالبان لانسحاب القوات الأجنبية في أغسطس/آب 2021.

علاقات طالبان مع تركيا

فتحت أنقرة قنوات اتصال مع حركة طالبان في وقت مبكر، وأسهمت بشكل فعّال في الجهود الدبلوماسية المتعلقة بأفغانستان.

ووفقا لما صرّح به الكاتب والمحلل السياسي التركي البر تان، لموقع الجزيرة نت، فإن تركيا أبدت استعدادها لاستضافة محادثات السلام بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية السابقة برئاسة أشرف غني مستغلة علاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف الأفغانية.

وقبل أن تسيطر طالبان على أفغانستان، كانت تركيا قد أعلنت عن رغبتها في التعاون في توفير الأمن وإدارة مطار كابل، لكن الحركة صرحت في حينها أنها لن تسمح بوجود قوات أجنبية في أفغانستان.

ويرى مايكل كوغلمن، الباحث المتخصص في شؤون جنوب آسيا بمركز ويلسون، أن تركيا، رغم كونها جزءا من قوات الناتو في أفغانستان، نجحت في الحفاظ على علاقات مميزة مع الأطراف الأفغانية، هذه العلاقات مكنتها من التفاوض لتولي إدارة مطار كابل.

وبعد سيطرة طالبان على كابل في أغسطس/آب 2021، اتخذت تركيا نهجا براغماتيا في التعامل مع الحكومة الجديدة، حيث لم تعترف بها رسميا، لكنها أبقت على قنوات التواصل مفتوحة واستمرت في التعامل مع القيادات الجديدة في كابل.

وقد شهدت الفترة الأخيرة تقاربا واضحا، إذ تمت عدة لقاءات بين مسؤولين أتراك وقيادات طالبان، وتم التباحث في قضايا التعاون الاقتصادي والدبلوماسي وقام وزراء في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، مثل وزير الخارجية أمير خان متقي ووزير الأوقاف نور محمد ثاقب، بزيارة تركيا والتقوا مع مسؤولين أتراك.

وتستمر الوفود التركية من مختلف المجالات الأكاديمية والاقتصادية في زيارة أفغانستان بشكل دوري، حيث تلعب البلد الأوروبي دورا بارزا في تقديم المساعدات الإنسانية عبر الهيئات الإغاثية التابعة لها.

وغالبا ما تكون المنظمات التركية في طليعة الجهات المبادرة لتقديم الدعم خلال الأزمات، كما حدث في زلزال ولاية هرات عام 2023، وفيضانات ولاية بغلان عام 2024.

وتدير تركيا العديد من المشاريع الإغاثية والتنموية من خلال مؤسسات مثل وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) والهلال الأحمر التركي، مما يعزز حضورها الإنساني في البلاد.

وبما أن طالبان سيطرت على بلد أنهكته الحروب وعانى من عدم الاستقرار لسنوات طويلة، تواجه الحكومة العديد من النواقص والتحديات في المجالات الاقتصادية والتعليمية والفنية والهيكلية والعسكرية والأمنية. ومن وجهة نظر بعض قيادات الحركة، تُعد تركيا من الدول القادرة على المساهمة في سد هذه الثغرات.

وتشمل المكاسب، التي تحققها طالبان من التعاون مع تركيا، تلبية الاحتياجات الاقتصادية، وسد النواقص الفنية، وتدريب الكوادر العسكرية والفنية، والمساهمة في إعادة إعمار أفغانستان، والحصول على اعتراف دولي بحكومتها.

ويرى المراقبون أن تركيا توظف خطابا دينيا معتدلا في علاقاتها مع طالبان، وتسعى لتعزيز نفوذها من خلال القواسم المشتركة في الهوية الإسلامية، خاصة أن غالبية السكان في كلا البلدين يتبعون المذهب الحنفي في الفقه وهناك طرق صوفية مشتركة لها أتباع في كل من أفغانستان وتركيا مثل الطريقة النقشبندية.

وفي خطوة قد تعكس الاعتراف الضمني بحكومة طالبان، سلمت تركيا أخيرا القنصلية الأفغانية في إسطنبول والسفارة الأفغانية في أنقرة لممثلي الحركة، مما يعكس تزايد مستوى التعاون الدبلوماسي بين البلدين.

ومن ناحية أخرى، تعد تركيا من الدول التي تستضيف عددا من الشخصيات المعارضة لحركة طالبان، سواء من القيادات أو النشطاء السياسيين الذين لجؤوا بعد سقوط الحكومة الأفغانية السابقة إلى تركيا مثل زعيم حزب الدعوة الإسلامية في أفغانستان عبد رب الرسول سياف، والمشير عبد الرشيد دوستم نائب رئيس الجمهورية السابق، ووزير الخارجية الأسبق صلاح الدين رباني نجل الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني.

وتتعامل أنقرة بحذر مع هذه القضية، حيث لا تريد توتير علاقتها مع حكومة تصريف الأعمال في كابل، ولكنها تبقي حبال التواصل ممدودة مع مختلف الشخصيات السياسية والفصائل الأفغانية.

الحضور التركي في أفغانستان

تواصل الشركات التركية عملها في أفغانستان، لا سيما في مجالات البنية التحتية والصحة والتعليم. كما أن المؤسسات التعليمية التركية، مثل شبكة مدارس “معارف”، لا تزال تعمل في البلاد ولديها 46 مدرسة في مختلف مناطق أفغانستان، مما يعكس استمرار الدور التركي في القطاع التعليمي.

وتقدم تركيا منحا دراسية للطلاب الأفغان، فبحسب تصريحات للسفير الأفغاني السابق في أنقرة أمير محمد رامين للجزيرة نت، فإن هناك أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة من أفغانستان يدرسون في مختلف الجامعات التركية.

ويقول بعض المحللين إن تركيا تمارس دبلوماسية عامة نشطة في أفغانستان من أجل زيادة شعبيتها داخليا.

وفي هذا السياق، قال هارون ستاين، مدير الأبحاث في معهد السياسة الخارجية لصوت أميركا، “تحب أنقرة أن ترى نفسها كفاعل عالمي، ولذلك فإن مشاركة مؤسساتها ومنظماتها التعليمية في أفغانستان تعد مؤشرا سياسيا داخليا جيدا لإظهار أن لديها سياسة خارجية نشطة”.

ومن المشاريع الكبيرة، التي نفذتها الشركات التركية في أفغانستان، إنجاز المرحلة الثانية من مشروع سد كاجاكي الكهرومائي في ولاية هلمند من قبل شركة “77 كونستركشن” التركية التي استثمرت في هذا المشروع ما يقارب 160 مليون دولار.

وحضر حفل افتتاح السد عدد من كبار المسؤولين في حركة طالبان وحكومة تصريف الأعمال، ومن بينهم عبد الغني برادر وعبد السلام حنفي، نائبا رئيس الوزراء، وأيضا السفير التركي في كابل جهاد إرجيناي الذي قال في كلمته أثناء الحفل: “على الرغم من أن سد كاجاكي يعد استثمارا مهما في العلاقات الاقتصادية بين بلادنا وأفغانستان، فإن علاقاتنا أكثر تنوعا وعمقا”.

المصالح المتبادلة بين تركيا وأفغانستان

في إطار سعيها لتوسيع نفوذها الإقليمي، تعمل تركيا على تعزيز حضورها في وسط آسيا وجنوبها، مستندة إلى الموقع الإستراتيجي لأفغانستان التي تربط بين المنطقتين. ويتيح التعاون مع حكومة طالبان لأنقرة فرصة لتعزيز دورها في التوازنات الإقليمية، خاصة وسط تنافسها مع إيران وروسيا.

إن الحضور التركي في أفغانستان، التي تضم مجموعات عرقية مثل الأوزبك والتركمان والتي لها امتداد عرقي وثقافي وتاريخي مع سكان دول آسيا الوسطى، من شأنه أن يسهل وجود ونفوذ تركيا في هذه البلدان، التي تشترك معها في الكثير من حيث الدين واللغة والتاريخ.

وفي هذا الصدد لا يمكن التغاضي عن المصالح الاقتصادية، لأن أفغانستان تمتلك ثروات طبيعية هائلة (مثل الليثيوم والمعادن النادرة)، لكنها تفتقر إلى القدرات التقنية لاستغلالها. وبفضل شركاتها في البناء والطاقة، ترى تركيا فرصا كبيرة للاستثمار والتجارة في أفغانستان ولديها اهتمام خاص بقطاع التعدين والبنية التحتية ومشاريع الطاقة والنقل.

وتنصح تركيا حركة طالبان بتشكيل حكومة شاملة وضمان تعليم الفتيات تحت حكمها، كما تؤكد أنقرة مرارا على أهمية الاستقرار في أفغانستان لمنع تدفق المزيد من اللاجئين إلى تركيا.

وبحسب تقرير لقسم اللغة التركية في إذاعة “بي بي سي” وفق البيانات الصادرة عن إدارة الهجرة التركية، بلغ عدد اللاجئين الأفغان غير القانونيين الذين تم احتجازهم في تركيا 42 ألفا و674 شخصا حتى سبتمبر/أيلول 2024، وتأمل أنقرة في تقليل تدفق اللاجئين الأفغان عبر دعم استقرار أفغانستان، مما قد يتحقق بالتعاون مع طالبان في مشاريع إعادة الإعمار.

بالنظر إلى موقعها الجيوسياسي كعضو في الناتو، تسعى تركيا للعب دور الجسر بين الغرب وطالبان، مما يعزز مكانتها الدبلوماسية ويتيح لها توسيع نفوذها على الساحة الدولية.

وفي الوقت ذاته، تعمل أنقرة على ضمان استقرار أفغانستان لتفادي تحولها إلى بؤرة لعدم الاستقرار الإقليمي، إذ تولي أهمية كبيرة لاحتواء خطر الجماعات المتشددة التي قد تستغل الفراغ الأمني لتعزيز نفوذها.

وفي المقابل، تحتاج حكومة تصريف الأعمال بقيادة طالبان إلى استثمارات أجنبية لإنعاش اقتصاد أفغانستان المنهار، وتمثل تركيا شريكا محتملا بفضل خبرتها في البنية التحتية والتجارة.

كما تسعى طالبان للاعتراف بحكومتها وكسب الشرعية الدولية ويمكن لتركيا، كدولة مسلمة ذات وزن دبلوماسي، مساعدة طالبان في تحسين صورتها وتخفيف العزلة الدولية.

ويعتقد الأكاديمي الأفغاني محمد مصعب أن هناك مجموعة من العوامل التي تسهم في تعزيز حضور تركيا وتأثيرها في أفغانستان. من أبرزها: القواسم الدينية والثقافية المشتركة بين البلدين، إلى جانب النظرة الإيجابية التي يحملها الشعب الأفغاني تجاه تركيا. كما يلعب النفوذ الناعم التركي دورا مهما، مدعوما بعلاقات أنقرة الوطيدة مع الفاعلين المحليين والشخصيات المؤثرة.

إضافة إلى ذلك، يشير مصعب إلى التعاون الوثيق بين تركيا وكل من قطر وباكستان، وهما من أبرز الأطراف المؤثرة على حركة طالبان، فضلا عن الدعم الأميركي والأوروبي لأنقرة.

وتبرز أيضا عوامل أخرى، مثل اعتراف طالبان بقدرات تركيا في المجالات الفنية والإدارية والاقتصادية، والطابع الإسلامي والسني لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحاجة الحركة الماسة للحصول على اعتراف دولي. وجميع هذه المقومات تهيئ تركيا لتكون لاعبا مهما ومؤثرا في المشهد الأفغاني.

ويضيف مصعب أن طالبان “ترى في تركيا حليفا يمكنه الحد من نفوذ إيران في أفغانستان، خاصة مع وجود توترات مع طهران حول المياه والقضايا الحدودية”. ويختم قائلا: “إن تعميق العلاقات بين البلدين تخدم مصالحهما، وينعكس إيجابا على المستويين الإقليمي والدولي”.

Source: Apps Support


كيف تضرب التعريفات الجمركية الفئات الأكثر فقرًا في أميركا؟

تشير تقارير حديثة إلى أن التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب قد تؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر فقرًا في المجتمع الأميركي، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على الأسر ذات الدخل المنخفض، في وقت تشهد فيه الأسواق اضطرابات متزايدة.

ووفقًا لتقرير نشرته بلومبيرغ، فإن سياسات التجارة الجديدة، التي تشمل فرض تعريفات تصل إلى 25% على السلع المستوردة من المكسيك وكندا، قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية التي تعتمد عليها الأسر ذات الدخل المحدود.

الفئات الأكثر تضررًا

وبحسب المحللة المالية مولي سميث، فإن التعريفات الجمركية المفروضة على السلع الاستهلاكية مثل المواد الغذائية، والأجهزة الإلكترونية، والملابس، تؤثر بشكل أكبر على الفئات ذات الدخل المحدود، التي تنفق نسبة كبيرة من دخلها على هذه المنتجات. وأضافت: “عندما ترتفع تكاليف الاستيراد، ينعكس ذلك مباشرة على الأسعار في المتاجر، مما يجعل الاحتياجات الأساسية أكثر كلفة للفئات الضعيفة”.

ويشير التقرير إلى أن الأسر ذات الدخل المنخفض تخصص أكثر من 30% من دخلها الشهري لشراء السلع المستوردة، مما يجعل أي زيادة في الأسعار عبئًا إضافيًا عليها، مقارنةً بالأسر ذات الدخل المرتفع التي يمكنها امتصاص هذه التكاليف بسهولة أكبر.

ومع استمرار تطبيق التعريفات، شهدت الأسواق المالية تذبذبات حادة، حيث تراجع مؤشر إس آند بي 500 إلى أدنى مستوياته منذ بداية العام، بينما انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 1.8% يوم الجمعة الماضي.

وفي ظل هذه التقلبات، قال الخبير الاقتصادي نيك بلوم من جامعة ستانفورد: “التعريفات الجمركية تؤدي إلى ارتفاع مستوى عدم اليقين في الأسواق، مما يجعل الشركات أكثر تحفظًا في الاستثمار، ويدفع المستهلكين إلى تقليص إنفاقهم، مما قد يزيد احتمالية حدوث ركود اقتصادي”.

وتشير البيانات إلى أن معدل التضخم قد يرتفع بمقدار 0.5 إلى 0.8 نقطة مئوية خلال الأشهر المقبلة نتيجة للضرائب الجمركية الجديدة، مما يزيد من الأعباء على المستهلكين الأميركيين، خاصةً مع ارتفاع تكاليف الطاقة والغذاء.

جدل حول التعريفات

من جانبه، دافع الرئيس ترامب عن سياساته التجارية، وصرّح في مقابلة مع فوكس نيوز: “نحن بحاجة إلى هذه التعريفات لإعادة التوازن إلى تجارتنا وجعل أميركا عظيمة مجددًا. هناك بعض الاضطرابات الآن، لكنها مؤقتة، وسنحقق فوائد اقتصادية هائلة على المدى الطويل”.

لكن المعارضين لسياسة ترامب يرون أن هذه التعريفات قد تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث انتقدها العديد من المشرعين وخبراء الاقتصاد الذين يرون أنها تلقي بثقلها على الطبقة المتوسطة والفئات الفقيرة، دون تقديم حلول فعلية لتعزيز الاقتصاد الأميركي.

وفي ظل استمرار هذه السياسات، يترقب الاقتصاديون تقرير وزارة العمل المقبل لقياس مدى تأثر سوق العمل، حيث من المتوقع أن تتأثر الصناعات التي تعتمد على المواد المستوردة، مثل التصنيع والتجزئة، مما قد يؤدي إلى تباطؤ التوظيف في بعض القطاعات.

Source: Apps Support


سوريا تدين الاعتداء على مواطنيها بالعراق وبغداد تعلن ملاحقة الجناة

أدانت وزارة الخارجية السورية اليوم الأربعاء الاعتداءات التي طالت السوريين في العراق على يد مليشيا تطلق على نفسها “تشكيلات يا علي الشعبية”.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته عبر حسابها على منصة إكس “تدين الخارجية ما يتعرض له السوريون في العراق، إذ إن هذه الأفعال تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي”، وطالبت الخارجية السورية الحكومة العراقية باتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمن السوريين المقيمين في العراق وسلامتهم، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

وأكد البيان أن الوزارة ستعمل على التواصل مع الحكومة العراقية للعمل من كثب لمعالجة هذه الانتهاكات، واتخاذ إجراءات سريعة لمنع أي تجاوزات إضافية.

كذلك أعربت الخارجية عن ثقتها بقدرة الحكومة العراقية على فرض سيادة القانون وحماية جميع المجتمعات ضمن أراضيها.

بيان بشأن الاعتداءات على السوريين في #العراق pic.twitter.com/Bzg8kqDlqM
— وزارة الخارجية والمغتربين السورية (@syrianmofaex) March 12, 2025

وفي أعقاب بيان الخارجية السورية، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي بيانا عبر حسابه على فيسبوك جاء فيه:

“تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر أعمال عنف مشينة بحق عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق، من قبل مجموعة ملثمة تُنسب إلى فصيل يُطلق على نفسه اسم تشكيلات يا علي الشعبية”.

وأضاف البيان أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة الجناة، مشددا على أن مثل هذه الأفعال لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة، وتمثل اعتداءً غير قانوني.

كما أكدت الرئاسة العراقية أن هذه الأفعال هي انتهاكات مدانة بحكم القانون، تخالف القيم الإنسانية والأخلاقية، وتمثل اعتداء سافرا على كرامة الإنسان وحقوقه.

وقال المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي إن هذه الاعتداءات غير قانونية على الإطلاق، مشددا على أن القانون سيطبّق بالكامل على كل من يثبت تورطه في هذه الجرائم من دون أي تمييز.

جاءت هذه البيانات بعد انتشار مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة ملثمة من مليشيا مسلحة تُطلق على نفسها اسم “تشكيلات يا علي الشعبية”، تشنّ حملات استهداف ممنهجة ضد اللاجئين والعمال السوريين في العراق.

وأظهر المقطع قيام عناصر المجموعة بدهم أماكن عمل السوريين، وتفتيش هواتفهم الشخصية، والاعتداء عليهم بالضرب والإهانة لدى العثور على أي محتوى متعلق بـالثورة السورية.

هذه الحادثة أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بين الناشطين السوريين الذين طالبوا بضرورة محاسبة المتورطين وضمان حماية السوريين المقيمين في العراق.

Source: Apps Support


هكذا قرأ مقربون اغتيال الدبلوماسي السوري المنشق نور الدين اللباد

درعا- اغتال مسلحون مجهولون في مدينة الصنمين بريف درعا، مساء الثلاثاء، دبلوماسيا سوريّا سبق وأعلن انشقاقه عن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في بداية الثورة السورية.

واستهدفت العملية نور الدين إبراهيم اللباد، حيث اقتحم المسلحون منزله في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي وأطلقوا الرصاص عليه بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتله على الفور، وكذلك مقتل شقيقه عماد اللباد.

وقال أحد أصدقاء الدبلوماسي السابق، دون الكشف عن اسمه للجزيرة نت، إن هدف اغتياله في هذه المرحلة، وبعد أسبوعين من عودة اللباد إلى سوريا بعد غياب دام 12 عاما، هو “الإبقاء على الأوضاع في مدينة الصنمين متوترة، وذلك بعد الحملة الأمنية التي شهدتها المدينة ضد فلول النظام وتنظيم الدولة قبل أيام”.

ووضح أن اللباد من الشخصيات المتوافق عليها في الصنمين، “نظرا لسمعته الطيبة بين الأهالي وما قدمه للمدينة في بداية الثورة في مارس/آذار 2011″، وأن “بقاءه على قيد الحياة قد يشكل حالة من التفاهم وتقارب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة في المدينة، وهو ما لا يريده من أقدموا على اغتياله”.

وحمّل مسؤولية قتل اللباد داخل منزله لقوى الأمن العام، “لأنها تركت مدينة الصنمين بدون حماية مشددة بعد أيام من انتهاء الحملة الأمنية التي لم تتمكن خلالها من إلقاء القبض على المطلوبين بعد هروبهم إلى خارج المدينة ليلا”.

حصل اللّباد على درجة دكتوراه في الأدب الفرنسي وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة السوربون بباريس، وشغل منصب وزير مفوض في وزارة الخارجية السورية.

وعمل اللباد في عدة سفارات، منها بغداد وباريس وطرابلس وصنعاء وبنغازي، كما عمل في الإدارة المركزية لوزارة الخارجية ضمن إدارة المراسم والبروتوكول والترجمة.

وانشق اللباد عن النظام السوري السابق في أبريل/نيسان 2013 رافضا استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، وعلى إثر ذلك، تم تعيينه ممثلا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في فرنسا.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر 4 مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين توقفت أمام منزل اللباد، ودخل اثنان منهم ونفذا عملية الاغتيال، ومن ثم عادا واستقلا الدراجتين، وغادروا المنطقة على الفور.

Source: Apps Support


“لغة استقلال الهند”.. حرب اللغات في شبه القارة تستهدف الأردية المتأثرة بالفارسية والعربية

شهدت شبه القارة الهندية عدة صراعات على اللغات، حيث انفصلت بنغلاديش عن باكستان بدعم هندي بعد حرب دامية لاستعادة مكانة اللغة البنغالية. كما كان تصنيف اللغة السنهالية كلغة رسمية (لغة أكبر مجموعة عرقية في سريلانكا)، دون أي اعتراف رسمي باللغة التاميلية، ما كان أحد أبرز أسباب الحرب الأهلية في سريلانكا.

في المشهد الهندي، تتهم الولايات الجنوبية الحكومات المركزية المتعاقبة، سواء بقيادة حزب المؤتمر الوطني الهندي أو حزب بهاراتيا جاناتا، بفرض اللغة الهندية على عموم البلاد، حيث يُتهم المركز بمحاولة تصفية اللغات المحلية في الولايات الجنوبية.

في هذا السياق، تواجه اللغة الأردية، المنتشرة بين المسلمين في الهند، هجمات موجهة من القوميين الهندوسيين، وكان رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، الراهب الهندوسي يوغي أديتياناث، آخر من هاجم اللغة الأردية، متهمَها بأنها تُستخدم لتعليم الطلاب المسلمين، ليصبحوا رجال دين متعصبين بدلاً من أن يكونوا علماء في المجالات العلمية.

ويذكر، أن اللغة الأردية تُستخدم إلى جانب اللغة العربية في شبه القارة الهندية لتدريس الإسلام في المدارس الدينية.

وجاءت تصريحات أديتياناث عقب طلب المعارضة في الجمعية التشريعية للولاية توفير إجراءات الجمعية باللغة الأردية، بعد أن أعلن رئيس الجمعية، أن الإجراءات ستتوفر باللغات المحلية، إضافة إلى الهندية والإنجليزية، دون أن تشمل اللغة الأردية ضمن اللغات المحلية.

“لغة استقلال الهند”

يُذكر أن ولاية أوتار براديش تعترف بالأردية لغةً رسمية إلى جانب الهندية، ولكن حسب الدكتور محمد نعيم الرحمن، نائب رئيس أكاديمية اللغة الأردية التابعة لحكومة ولاية تاميل نادو، فإن سبب كراهية القوميين الهندوسيين اللغة الأردية يعود إلى اعتبارها لغة خاصة بالمسلمين.

قال الخبير في اللغة الأردية نعيم الرحمن، للجزيرة نت، “كانت اللغة الأردية لغة أم، وثقافة لكثير من الهندوس، والسيخ، والسندي، والجينيين عبر القرون، وقد ساهموا في إثرائها، كما تُرجمت كتبهم المقدسة إليها”.

من جهته، أدان أسد الدين عويسي، البرلماني وزعيم حزب مجلس اتحاد المسلمين لعموم الهند، تصريحاتِ أديتياناث، معتبراً أن اللغة الأردية هي “لغة استقلال الهند”.

كما أدان طلاب جامعة مولانا آزاد الوطنية للغة الأردية تصريحات أديتياناث، قائلين، “الأردية ليست مجرد جزء لا يتجزأ من الإرث اللغوي والثقافي للهند، بل لها مكانة خاصة عند المسلمين الهنود، وتصريحات أديتياناث ليست مجرد هجوم على لغة، بل تستهدف الإرث الفكري والسياسي والثقافي العميق للمسلمين المرتبط باللغة الأردية”.

شهد القرن الثاني عشر ولادة اللغة الأردية، التي كان أحد أسمائها آنذاك اللغة الهندوستانية، عندما حاولت جيوش السلاطين المسلمين التواصل باستخدام الكلمات الفارسية والعربية مع السكان المحليين في شبه القارة الهندية.

وبحسب نعيم الرحمن، فإن هذه الولادة الجديدة جعلت الأردية تتأثر بأسلوب التحدث باللغة السنسكريتية، التي كانت مهيمنة آنذاك، إلى جانب استعارتها حروفاً وكلمات من الفارسية والعربية، اللتين كانتا من أهم اللغات في العالم الإسلامي.

وعن المكتبة الأردية، قال نعيم الرحمن للجزيرة نت، إنها تضم كتباً عالمية مشهورة، مثل بانجاتانترا، المعروف في العالم العربي باسم كليلة ودمنة، والكتب الهندوسية المقدسة، مثل ماهابهارتا، إلى جانب الإنجيل والكتب الإسلامية.

وأضاف، أن آلاف الشعراء أثروا اللغة الأردية، منهم أمير خسرو، ذو الأصل التركي، الذي كان متصوفاً من الطريقة الجشتية (نسبة إلى قرية جشت من أعمال هراة في أفغانستان) في القرن الثالث عشر، وحتى العلامة محمد إقبال، ولا يزال هذا التوجه مستمراً حتى اليوم، حيث أُثريت الأردية بنتاج شعري وأدبي غني.

في السياق، أشار الخبير الأردي إلى أن كثيرًا من غير المسلمين ساهموا في إثراء اللغة الأردية في الهند، مثل منشي بريم تشاند، الذي كان رائدًا في الأدب الخيالي، وبريج نارايان جكسبت، ورام براساد بسمل، اللذين نظما أشعارًا في الوطنية، ولا يزال هذا الاتجاه مستمرًا، حيث يواصل الشعراء والكتاب غير المسلمين المساهمة في الأدب الأردي حتى اليوم.

مع مرور الزمن، تصاعدت التوترات السياسية بين الهندوس والمسلمين في ظل الاستعمار البريطاني، ووفقاً لما أوضحه نعيم الرحمن، فإنه في وسط هذه التوترات بدأ الهندوس باستخدام الحروف الديفاناغارية لكتابة اللغة الأردية واستبدلوا الكلمات ذات الجذور الفارسية والعربية بأخرى سنسكريتية، لتنشأ بذلك اللغة الهندية.

“مع تصاعد التوترات السياسية بين الهندوس والمسلمين في ظل الاستعمار البريطاني بدأ الهندوس باستخدام الحروف الديفاناغارية لكتابة اللغة الأردية واستبدلوا الكلمات ذات الجذور الفارسية والعربية بأخرى سنسكريتية، لتنشأ بذلك اللغة الهندية”

بعد استقلال الهند وباكستان، تم الاعتراف بالأردية لغةً رسمية إلى جانب الإنجليزية في باكستان، بينما اعترفت الهند بالهندية لغةً رسمية إلى جانب الإنجليزية، كما أُدرجت الأردية ضمن اللغات المعترف بها رسمياً في البلاد إلى جانب العديد من اللغات المحلية.

وفي سياق آخر، أشار نعيم الرحمن إلى أنه رغم اعتبار أفلام بوليوود أفلاماً ناطقة باللغة الهندية، فإن الحوارات والأغاني تُكتب في الواقع باللغة الأردية حتى اليوم، باستخدام كلمات ذات جذور فارسية وعربية.

إلى جانب تصريحات رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، أثار قرار حكومة ولاية راجستان، بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا، تبديل تدريس اللغة الأردية بتدريس اللغة السنسكريتية، حزن الخبير الأردي نعيم الرحمن، الذي عبّر عن حزنه لما وصفه بالتعامل مع الأردية كلغة من الدرجة الثانية.

وأشار إلى أن كل ولاية في الهند تتمتع بلغة محلية سائدة، تعمل حكومات الولايات على ترويجها وإثرائها، لكن الأردية لا تحظى بهذه الفرصة كونها لغةً أقلية في جميع الولايات الهندية، ولذلك، طالب بتعيين مزيد من مدرسي اللغة الأردية في المدارس للحفاظ عليها.

وختم الخبير الأردي: “لطالما كانت اللغة الأردية عاملاً لتحقيق الوحدة الوطنية في الماضي، ومن الممكن أن تساهم، مرة أخرى، في تحقيق هذه الوحدة بين جميع الأديان”.

Source: Apps Support


كيف وصل العرب لأفغانستان وكيف يعيشون بها؟

كابل- تجمع أفغانستان، التي تعتبر قلب آسيا، عشرات من القوميات المختلفة يصل تعدادها إلى 14 قومية أهمها البشتون والطاجيك والهزارة والتركمان وغيرها، والاعتراف رسميا بمجموعة من القوميات، منها القومية العربية، التي ذكرت في النشيد الوطني الأفغاني إلى جانب أخريات.

سألنا حاجي غلام محمد عرب وهو واحد من كبار القومية العربية التي تعيش في أفغانستان، عن تاريخ وصول العرب إليها، فقال إنه كانت عدة موجات من الهجرة العربية إلى أفغانستان، بدأت في القرنين السابع والثامن الميلادي بالتزامن مع الفتوحات الإسلامية، حين هاجر الكثير من العرب إلى مناطق مختلفة في آسيا الوسطى وبالأخص بلاد ما وراء النهر مثل بخارى في أوزبكستان، ومَرْو من تركمانستان إضافة لمدن خراسان مثل جرجان في إيران ، وبلخ وكابول في أفغانستان.

ويطلق اسم بلاد ما وراء النهر على الدول التي تقع شمال نهر جيحون (آمو داريا) وهو المصطلح الذي أطلقه العرب المسلمون على هذه المناطق بعد الفتح الإسلامي وتشمل مدنا مهمة مثل سمرقند وبخارى وفرغانة وطشقند وترمذ وغيرها.

رحلة الاضطهاد

ويضيف حاجي غلام أنه بسبب اضطهاد السوفييت للمسلمين في وسط آسيا، في القرن التاسع عشر الميلادي، هاجر الكثير منهم إلى شمال أفغانستان لا سيما إلى مدينة بلخ، فمنحهم الملك الأفغاني أراضي في مناطق في شمال أفغانستان في بلخ وقندز وغيرها وتم بناء قرية خاصة بهم تسمى (إمام صاحب).

واعتمدت معظم القبائل العربية المهاجرة من وسط آسيا إلى شمال أفغانستان على النظام الرعوي كأسلوب حياة، وهم يعيشون حتى اليوم في جبال هندكوش بالأخص في بدخشان وقندز وبامير، ويتنقلون بحسب الفصول:

في فصل الشتاء يبقون في بيوتهم في قراهم والتي تسمى (قشلاق)
وفي فصل الربيع والصيف يرحلون مع قطعانهم عبر الوديان إلى مناطق الرعي لا سيما جبال بدخشان وبالأخص بادية درواز وبحيرة شيوة وتسمى مناطق الرعي هذه (إيلاق) حيث ينصبون الخيام ويبقون حتى بداية فصل الخريف.
وفي الخريف يعودون بقطعانهم إلى قراهم وتستغرق هذه الرحلة قرابة 3 أسابيع.

وهؤلاء البدو ذوو الأصول العربية يكادون لا يتكلمون العربية، فقد اختلطت لغتهم باللغات المحلية ولم يبق من اللغة الأصلية إلا القليل.

رحلة الجهاد

أما الموجة الثالثة من هجرة العرب إلى أفغانستان، فيضيف كبير القومية العربية أنه حدثت الموجة الأخيرة من هجرة العرب إلى أفغانستان إبان الغزو السوفياتي في العصر الحديث، وانتقل بعض العرب إلى أفغانستان للجهاد ضد الاحتلال السوفياتي، وهؤلاء معظمهم عادوا إلى بلادهم وبقي القليل منهم في القرى والمناطق الأفغانية.

يعد الشهيد عبد الله عزام أهم هؤلاء والذي أسس مكتب خدمات المجاهدين في بيشاور- باكستان، وكان يقوم بتنظيم دخول العرب للجهاد في أفغانستان، ومنهم أسامة بن لادن والظواهري وغيرهم.

أما عن العرب الموجودين في الولايات الأخرى فيوضح المتحدث ذاته وجود قبائل عربية تحظى بمكانة مهمة في المجتمع الأفغاني، ولهم ألقاب خاصة تشير إلى نسبهم فـ”السادة” ينتسبون إلى أهل البيت، و”الخواجات” ينتسبون إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما يطلق لقب “المير” على من ينتسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. إضافة لذلك توجد قبائل عربية مشهورة مثل الكيلاني والقريشي والخزاعي والشيباني وغيرها، حسب المصدر ذاته.

قومية رسمية

أما الشاب رحمة الله عرب، و هو أحد أبناء القومية العربية التي تعيش في إحدى القرى التابعة لمدينة مزار شريف، فيقول للجزيرة نت، عن القرى العربية في هذه المنطقة، “لدينا أربع قرى يسكنها العرب وهي حسن أباد، وسلطان آريغ، ويخدان، وخوشحال أباد، وهم يتكلمون العربية مع بعض التحريفات التي دخلت عليها عبر التاريخ”.

وأضاف أنهم يفتخرون بقوميتهم العربية. ويرى أنه حين كانت أفغانستان تخضع للحكم العربي لمدة 8 قرون كان للعرب مكانة مهمة في المجتمع الأفغاني، ولكن حين استولى السلجوقيون على الحكم أخفى بعض العرب هويتهم الحقيقية خوفا من البطش واندمجوا بالأقوام الأخرى.

واختلطت اللغة العربية باللغات المحلية الأخرى وأصبحت مزيجا من هذه اللغات، ولكنهم ما زلوا يستخدمون الكثير من الكلمات العربية في حديثهم.

ويشكل عرب أفغانستان بحسب الإحصائيات 20% من مجموع السكان وبواقع 4 إلى 5 ملايين نسمة من سكان أفغانستان، وقد تم الاعتراف رسميا بالقومية العربية في عهد الرئيس السابق كرزاي، وقامت الحكومة آنذاك بإنشاء أكثر من 200 مدرسة في المناطق التي يقطنها العرب في أفغانستان، وتمت إضافة القومية العربية في الهويات الرسمية الأفغانية في خانة القومية، وهؤلاء يمثلهم مجلس شورى العرب في أفغانستان برئاسة الملا عزة الله عاطف.

كرم و شجاعة وحسن ضيافة

أما عن عاداتهم وتقاليدهم فيخبرنا رسول محمد عرب، وهو أحد أفراد القومية العربية الموجدين في ولاية هرات، أنه رغم اندماجهم بالقوميات الأفغانية الأخرى وتشابه عاداتهم وتقاليدهم، إلا أنهم ما زالوا يفتخرون بالقيم والمبادئ العربية الأصيلة ولا سيما الشجاعة والكرم وحسن الضيافة.

ويضيف أن هذه المبادئ تحظى لديهم بأهمية بالغة “فنحن نعرف أن العرب، ومنذ الجاهلية تغنوا بالكرم وحسن الضيافة، ونحن نولي أهمية كبيرة لهذه القيم”.

ويتابع رسول أن من عاداتهم في قراهم إن وصل ضيف إلى باب أحد البيوت فإنهم ملزمون بإكرامه، وضيافته لمدة 3 أيام دون سؤاله عن اسمه أو عن سبب قدومه، وفي اليوم الثالث يسأله صاحب البيت عن حاجته، وهو ملزم بتلبية حاجة هذا الضيف مهما كانت.

ومن العادات الخاصة بهم عاداتهم في الزفاف، يوضح رسول أنه حين يقرر شخص ما خطبة فتاة فعليه أن يذهب رفقة عائلته وقرابة الـ50 شخصا من أقاربه مصطحبين ثلاثة من الخراف وبقرة واحدة وكمية كبيرة من الحلوى.

يذهب وفد العريس إلى بيت والد العروس وتتم دعوة ملالي وكبار القرية ويتم عقد الاتفاق وبعدها يتم توزيع الحلوى على الحاضرين، ويتم الاتفاق على المهر الذي يتراوح بين الـ4 آلاف و5 آلاف دولار، وإذا تم الإيجاب والقبول يتم تحديد موعد يوم الزفاف. ويوم العرس يتم ذبح الخراف وطبخ أكثر من 400 كيلوغرام من الأرز، ويتم إطعام الضيوف، وتوزيع الطعام على الجيران والفقراء من أهل القرية.

ومن عاداتهم كذلك، عادات خاصة بيوم المولد النبوي في مدينة هرات، عبر تنظيم اتحادية عرب المدينة فعاليات واحتفالات خاصة، يقومون فيها بدعوة كبار القومية العربية للاحتفال، ويقدمون الطعام لأكثر من 5 آلاف شخص بهذه المناسبة.

طوال التاريخ برز الكثير من أفراد القومية العربية في أفغانستان من العلماء والشعراء والأدباء، ومن أبرز هؤلاء المفكر جمال الدين الأفغاني، ومنهم الخواجة عبد الله الأنصاري العالم والمفسر والصوفي، والذي لا يزال ضريحه يشكل معلما تاريخيا مهما في ولاية هرات، والشاعرة رابعة البلخية وهي أول شاعرة في تاريخ الشعر الفارسي والتي كتبت الشعر باللغتين والعربية والفارسية، وغيرهم الكثير.

Source: Apps Support


“80 باكو”.. دراما نسائية تقتحم عالم صالونات التجميل وما وراءها

بعد غياب 11 عاما، تستجمع الكاتبة والسيناريست غادة عبد العال شجاعتها وتعود لخوض السباق الرمضاني بمسلسل “80 باكو” الذي تطرقت خلاله لمجتمع العشوائيات والحارة الشعبية لأول مرة بعد ما اعتادت مغازلة الطبقة المتوسطة والطبقات الأعلى بمسلسلي “عايزة أتجوز” و”البحث عن علا” على الترتيب، وهو تجربتها الدرامية الأولى بعيدا عن حليفتها الدائمة هند صبري.

ينتمي مسلسل “80 باكو” لدراما الـ15 حلقة ويُعرض بالنصف الأول من رمضان 2025، وهو البطولة الأولى لهدى المفتي التي تتحدى نفسها سواء من حيث مساحة الدور وأهميته أو نوعيته.

يحكي العمل عن بوسي (هدى المفتي) التي تعمل بصالون تجميل نسائي ومن أجل إتمام زيجتها تحتاج 80 ألف جنيه خلال شهرين فقط لا غير، الأمر الذي يضطرها إلى الخروج إلى عالم النساء خارج جدران الصالون والذهاب للعميلات في البيوت لتجميلهن.

وهو ما يفتح أعينها على عالم لم تعرف عنه شيئا، في حين نتلصص نحن -المشاهدين- على حياة النساء على اختلاف طبقاتهن وأوجاعهن، بالتزامن مع المتابعة عن كثب لما يجري داخل الصالون مع باق العاملات وعلى رأسهن النجمة انتصار في دور مدام “لولا” صاحبة الصالون.

البرومو الرسمي لمسلسل ” 80 باكو”– بطولة: هدى المفتي ، انتصار، رحمة أحمد – تاليف: غادة عبد العال– اخراج: كوثر يونس – انتاج: E producers pic.twitter.com/YraT1F5417
— abdou Santi Giménez🇲🇽 (@abdou_attari) February 10, 2025

التفاصيل سيدة الموقف

لم يُعرض من العمل حتى الآن سوى الخمس حلقات الأولى لكن يمكن التعرّف إلى بعض نقاط القوة والضعف، أفضل ما جاء به حتى الآن هو اهتمام صانعيه بالتفاصيل، بداية من تفاصيل الديكور والأزياء التي تعبر عن الشخصيات وعوالمهم، مرورا بالإخراج والسيناريو العامرين بالملاحظات الدقيقة حول ما تمر به النساء وما يعتمر بدواخلهن من مخاوف وأمنيات وأوجاع بعضها شخصي وبعضها جراء المجتمع وشروطه التي يفرضها لقبولهن.

لم تكن تلك التفاصيل المُلهمة من نصيب الأبطال الرئيسيين فحسب وإنما مع ضيوف الشرف من النساء أيضا، في حين لم يتحقق ذلك في الحلقة التي جاء ضيوفها من الرجال وتحديدا حمزة العيلي وشهاب متولي، كذلك لم يأت الخط الدرامي الخاص بخالد مختار بنفس زخم الخطوط الأخرى وإنما أكثر مباشرة.

مما يُشير إلى أن المخرجة كوثر يونس والكاتبة غادة عبد العال تُجيدان التقاط التفاصيل حين يتعلق الأمر بالحس النسائي وليس عالم الذكور.

مسلسل ٨٠ باكو تحفة التفاصيل اللى فيه من اللبس والديكور والاماكن مفيش احلى من كده على عكس ماتوقعت خالص
— KMZ (@Kareem7md) March 2, 2025

إقحام الضحك

وفقا لأصحاب العمل، يُصنّف “80 باكو” ضمن فئتي الدراما الاجتماعية والكوميديا، وهو ما يمكن تبريره بكون مؤلفته تحرص دوما على وجود الكوميديا بين جنبات أعمالها، ويفسر وجود خالد مختار ووليد المغازي القادمين من عالم منصات التواصل الاجتماعي والتيك توك، بجانب دنيا سامي ورحمة أحمد الذين عرفهم الجمهور من بوابة الكوميديا.

ورغم وجود المواقف الكوميدية التي تمر بها الشخصيات الرئيسية وبعض الإفيهات الصريحة، بدت الكوميديا بمعظم الأحوال مقحمة أو على أقل تقدير لا تُثير الضحك من القلب، خاصة تلك التي كانت بطلتها هدى المفتي أو خالد مختار الذين بدوا أشبه بأبطال فيديوهات التيك توك المبالغين بردود أفعالهم والمنفصلين عن الواقع المحيط أو الحكاية البائسة التي هم جزء منها.

أداء هدى المفتي في مسلسل 80 باكو قالقني على باقي المسلسل
— Mohammed Deifallah (@Mohammed_Deif6) March 1, 2025

المجد لأصحاب الأدوار الثانوية

قد تكون هدى المفتي هي بطلة العمل الأساسية، لكنها ليست الأفضل، وإن كان يُحسب لها جرأتها على اختيار عمل خارج “الكومفرت زون” ومنطقتها الآمنة والانتصار دوما للورق الأفضل في محاولة مستمرة لتغيير جلدها مثلما سبق أن قدمت خلال الفترة الماضية مسلسلي “مطعم الحبايب” و”مفترق طرق” وفيلم “بضع ساعات في يوم ما”.

الأفضل بلا منازع تتربع على عرشه الفنانة انتصار التي تُجسد شخصية صاحبة الصالون من دون أي مجهود، كما لو أنها قد تلبست الشخصية بالكامل بين الخفة والحزن والكثير من الشجن، فجاءت مشاهدها مع هدى المفتي أو ألفت إمام هي الأفضل حتى الآن بالمسلسل.

٨٠ باكو:المقابل الصارخ اللي هيورينا قصور كاتب سيناريو مسلسل اخواتيمشاعر و حوارات و تفاصيل و نظرات نسائية حقيقية و متعوب فيها من غير حزقو ممثلات شباب بيحاولوا يطلعوا برة الكومفورت زون و اقنعونيو انتصار بتعمل عظمة كدة كدة
— Harmonika (@s24amya96) March 2, 2025

كذلك برعت ألفت إمام بدورها خفيف الظل رغم ما به من أوجاع تعرفها الكثير من السيدات، الأمر نفسه تكرر مع النجمة القديرة إنعام سالوسة التي لم تظهر على الشاشة سوى لحظات لكنها لم تمر مرور الكرام وينتظر الجمهور ظهورها مرة أخرى بالحلقات القادمة.

انتصار ف ٨٠ باكو مبدعة بجد . فنانة عظيمة و الله ف تمثيلها و ظبطها الدور المسلسل جميل ♥️😍
— 🇪🇬Loka🇪🇬 (@Ali355Zizi) March 3, 2025

ظهر العمل ببعض الأوقات أشبه بالقص واللصق، بداية من الفكرة التي تُشبه تلك التي تمحورت حولها رواية “بنات الباشا” للكاتبة والروائية المصرية نورا ناجي، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي إخراج ماندو العدل وبطولة زينة وسوسن بدر وصابرين، ودار أيضا حول العاملات في الصالون النسائي ورواده من السيدات ولكن بشكل أكثر ثقلا ونضجا، هذا التناقض الصريح والشديد يفضح عيوب سيناريو “80 باكو” مؤكدا سطحيته ومروره على أوجاع النساء بشكل باهت.

ومرورا بعالم الطبقات الشعبية مما يُعيد إلى أذهاننا الحالة التي شاهدناها في رمضان الماضي بمسلسل “أعلى نسبة مشاهدة” لسلمى أبو ضيف، وصولا إلى اعتراف هدى المفتي نفسها أنها استوحت جزءا من أداء الشخصية التي تلعبها من “سوزي الأردنية” إحدى فتيات التيك توك الشهيرات.

مسلسل 80 باكو الوحيد اللي حسيت اني عاوزة أتابعه رمضان دا خفيف ولذيذ اوي
— lily of the valley ၄၃ (@soliles28) March 2, 2025

“80 باكو” دراما اجتماعية خفيفة من 15 حلقة تناسب محبي الدراما النسائية وهو خطوة مختلفة تُحسب لطاقمه، العمل تأليف غادة عبد العال، إخراج كوثر يونس، وبطولة كل من هدى المفتي، وانتصار، ودنيا سامي، ورحمة أحمد، ومحمد لطفي، مع الكثير من ضيوف الشرف مثل سماح أنور وألفت إمام وأنعام سالوسة وآخرين.

Source: Apps Support


كيف أدارت المقاومة “حربا نفسية” تفوقت على السردية الإسرائيلية؟

منذ اليوم الأول للحرب المدمرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدءا من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دارت آلة الدعاية الإسرائيلية في “حرب نفسية” لا تقل ضراوة عن ما تفعله مدافع الاحتلال وطائراته في مسعى إلى تدمير مصادر الثقة بالمقاومة وانتزاعها من حاضنتها الشعبية، وهو ما قوبل بحرب مضادة استهدفت زعزعة شرعية الاحتلال أمام مواطنيه والرأي العام الدولي على حد سواء.

وشكلت “معركة السرد الدعائي” موضوع ورقة بحثية نشرها مركز الجزيرة للدراسات بعنوان “تأثيرات سرديات الدعاية والحرب النفسية الإسرائيلية في الرأي العام الفلسطيني خلال الحرب على غزة (25 يوليو/تموز- 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024)” ناقش فيها رئيس قسم الإعلام في جامعة المهرة اليمنية عبد الله بخاش أساليب الحرب النفسية الإسرائيلية وكفاءة الأجهزة الإعلامية للمقاومة الفلسطينية في التصدي لها.

من التبشير إلى الحرب النفسية

يعود ظهور مصطلح “دعاية” أو “بروباغندا” إلى بداية العقد الثالث من القرن الـ17 مرفقا مع العبارة اللاتينية (Congragatio de propaganda fide) والتي تعني “التجمع لنشر الإيمان”، وهو ما ربط مصطلح الدعاية في البداية مع شكل من أشكال النشاط الديني للكنيسة الرومانية الكاثوليكية. واكتسبت الكلمة معناها السياسي مع اندلاع الحرب العالمية الأولى.

وأصبحت الدعاية أداة للسيطرة والامتثال من قبل القوى الاجتماعية المهيمنة، أو ما يسميه عالم الاجتماع الفرنسي جاك إلول “دعاية الاندماج”، التي توظفها النظم الاجتماعية الحديثة لتشجيع المواطنين على الامتثال للنظام السائد ودعمه، وذلك عبر الصحف والتلفزيون والأفلام والكتب المدرسية واستنادا إلى مجموعة من أدوات الإقناع والمصادر المجهولة.

ويشرح مُنظّر الدعاية السياسية هارولد لاسويل تأثير الدعاية على الجمهور المتلقي بناء على مفاهيم المجتمع الجماهيري أولا وعلى علم نفس الاستجابة للمحفزات ثانيا، فالجمهور هدف مفتوح يمكن للرسالة الإعلامية أن تصيبه بسهولة وتؤثر فيه عبر استهداف محفزات الأفراد الداخلية والتلاعب بآرائهم ومواقفهم والتحكم فيها.

ومع توسع استعمال الدعاية السياسية وظهور السردية والسردية المضادة، نشأ ما يمكن تسميته بالحرب النفسية، وهي “استخدام الدعاية ضد العدو، إلى جانب التدابير العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية، قصد إضعاف معنوياته وكسر إرادته في القتال أو المقاومة، أو تعزيز عزيمة الحلفاء والمقاتلين”.

ويرى باحثون أنها بمثابة حرب تدور رحاها بين “مجتمع المواطنين وساحة المعركة المسلحة”.

سردية وسردية مضادة.. المقاومة في مواجهة الاحتلال

تركز الدعاية الإسرائيلية على “شرعنة” انتهاكاتها في قطاع غزة، فهي تسعى إلى اكتساب الشرعية الأميركية أولا، والشرعية الدولية ثانيا لإدامة الحرب على القطاع قدر المستطاع وتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وهي من أجل ذلك تحرص على التموضع في شخصية الأخيار ضد أشرار ما يسمى “الإرهاب الفلسطيني”.

ويقول خبير الدعاية الإسرائيلي عمير دوستري إن إسرائيل نفذت إستراتيجيات اتصالية متعددة عبر منصات مختلفة شملت وسائل الإعلام الرقمية ووسائل الإعلام الدولية والتواصل مع المؤثرين والشخصيات العامة على مستوى العالم إلى جانب تقديم الإحاطة للمسؤولين الحكوميين وطلب إزالة المحتوى التحريضي ضدها من وسائل التواصل الاجتماعي.

ورصد الباحث نواف التميمي مجموعة الأساليب التي استخدمتها إسرائيل لبث دعايتها في المجتمع الدولي، ومن بينها استضافة مؤثرين عالميين وكبار مذيعي التلفزيونات الأميركية وأساتذة جامعات عالمية، وكذلك تدريب طلاب وشخصيات عامة في نحو 90 جامعة في أميركا الشمالية على مناهج تجهزهم لإعادة بث الخطاب الدعائي الإسرائيلي.

وبالمقابل، نشر الباحثان نيسيا روبنشتاين ونتانيل فلامر دراسة حول الحرب النفسية التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل في الفترة ما بين عامي 2007 و2014 وتوصلا إلى أن الحركة مارست “حربا نفسية إسقاطية” تعكس معتقدات الحركة نفسها بدلا من استهداف الثقافة الشعبية للجمهور الإسرائيلي، وهو ما قلل من فاعلية الحرب النفسية التي شنتها حماس ضد إسرائيل.

لكن حماس طورت من أساليبها الدعائية في الفترة ما بين 2014 و2023 كما خلص إلى ذلك الباحثان في دراسة أخرى رصدا فيها استثمار الحركة للثقافة الشعبية الإسرائيلية وإعادة صياغتها “بشكل متقدم ومثير للإعجاب”، رغم أنها لم تحقق أي اختراق فعلي في وعي المجتمع الإسرائيلي، بسبب ما سمياه تجاوز الثقافة الإسرائيلية مرحلة تأثير الدعاية.

وخلص باحثون إسرائيليون آخرون مثل غابرييل فايمان ودانا فايمان ساكس إلى أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان “غزوا بريا لآلاف المسلحين باتجاه المجتمعات الإسرائيلية ومعسكرات الجيش” ولكنه كان في الآن ذاته “بداية لغزو نفسي صادم” نفذته حركة تعرف بأنها “إحدى أكثر المنظمات خبرة في مجال الدعاية والحرب النفسية”، وهو ما وُصف بالحرب الجسدية النفسية المزدوجة.

ولم تتأخر إسرائيل كثيرا في التعامل مع “هجوم حماس الدعائي”، فقد وجد التحليل النوعي الذي أجراه الباحث باسم الطويسي أن الرواية الإسرائيلية في وسائل الإعلام العالمية كانت متصدرة على مدار الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب، لكنها سرعان ما بدأت بالخفوت بعد ظهور رواية مناقضة تماما على منصات الإعلام الرقمية، خاصة بعد قصف المستشفى المعمداني في غزة.

حرب غزة.. أو ملحمة الحرب النفسية

تميز بحث بخاش حول تأثير سرديات الدعاية الإسرائيلية، باعتماده على مسح أجراه لآراء نحو 40 مشاركا من الجمهور الفلسطيني العام، خلال الفترة الممتدة من 25 يوليو/تموز إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، حول حملات الدعاية والحرب النفسية الإسرائيلية التي تعرضوا لها.

وتصدر كل من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير -الذي استقال لاحقا- قائمة مصادر الدعاية الإسرائيلية الأكثر استهدافا للرأي العام الفلسطيني، وهما إلى جانب منصبيها في الحكومة الإسرائيلية خلال الحرب على قطاع غزة، يرأسان اثنين من أكبر أحزاب اليمين الإسرائيلي، ويعرفان بتصريحاتهما العنصرية المعادية للعرب والفلسطينيين.

ورأى 68% من المشاركين في الاستطلاع أن القنوات الأميركية كانت قناة الدعاية الأكثر توظيفا في حملات الدعاية الإسرائيلية، فيما جاءت منصات التواصل الاجتماعي في المرتبة الثانية، تليها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فوسائل إعلام عربية، ثم المشاهير والشخصيات المشهورة.

وتكشف نتائج الدراسة أن التهجير والقتل والعنف المفرط والتجويع والحصار وافتعال الأزمات وإثارة الرعب والتخويف وتدمير المساكن كان لها دور أكثر تأثيرا وفاعلية في الحرب النفسية الإسرائيلية من شيطنة المقاومة والتضليل والإسقاط النفسي والتحريض على إثارة الفتنة وغيرها من أساليب الدعاية الأخرى.

وفضل المشاركون في الدراسة التعامل مع الدعاية الإسرائيلية بمزيج من الإستراتيجيات الاتصالية، تتضمن الأخذ بسياسة الهجوم المضاد مع تكثيف الضغط الإعلامي لإحراز تفوق على مصادر الدعاية الإسرائيلية وتحقيق الفعل الاستباقي وتفكيك الفكر الصهيوني وراء حملات الدعاية الإسرائيلية.

وأكد نحو 70% من المشاركين رضاهم على أداء المؤسسات الإعلامية التابعة للمقاومة الفلسطينية، وأبدوا ثقتهم في نجاعتها أمام الدعاية الإسرائيلية التي تستهدف الرأي العام الفلسطيني، فقد كان أداء إعلام المقاومة -حسب نتائج الدراسة- مستمرا ومنتظما وكان خطابها الاتصالي صادقا وواقعيا وفعالا، مما حقق تفوقا في الكفاءة الاتصالية على أجهزة الدعاية الإسرائيلية الموجهة.

[يمكنكم قراءة الورقة التحليلية كاملة من خلال هذا الرابط]

Source: Apps Support


إرث البابا فرنسيس بأفريقيا.. وساطة وإصلاحات وصدامات عقائدية

سلّط تقرير نشره موقع “تي في 5 موند” الفرنسي الضوء على ما سماه الأثر العميق الذي تركه البابا فرنسيس في القارة الأفريقية من خلال زياراته الدبلوماسية المتعددة، ومواقفه تجاه القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وحسبما قال الموقع، فإن تحركات البابا في أفريقيا جاءت امتدادًا لرؤيته التي تمزج بين البعد الروحي والدور السياسي للكنيسة، حيث ركّز على ملفات السلام والعدالة والاستدامة البيئية، مع تأكيده على ضرورة أن يكون للكاثوليكية الأفريقية طابعها المستقل بعيدًا عن الهيمنة الغربية.

دوره في المصالحة بأفريقيا الوسطى

في عام 2015، زار البابا فرنسيس جمهورية أفريقيا الوسطى في خضم حرب أهلية طاحنة بين الجماعات المسيحية والمسلمة والأنيمية.

ورغم المخاطر الأمنية، زار العاصمة بانغي، حيث صلّى في كاتدرائيتها، كما توجّه إلى مسجد في حي بي كي 5، أحد أكثر المناطق تضررًا بالعنف الطائفي.

كان لهذه الزيارة أثر ملموس في تهدئة التوترات، إذ أعقبها بفترة قصيرة تنظيم انتخابات، في خطوة شكلت بداية لمسار المصالحة الوطنية.

ولم يكتفِ البابا بإطلاق دعوات عامة للسلام، بل انخرط فعليًا في جهود الوساطة الميدانية بين الأطراف المتنازعة.

تحذيراته من العنف بالكونغو الديمقراطية

لم تتوقف جهود البابا عند جمهورية أفريقيا الوسطى، بل امتدت إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث حذّر بشدة من تصاعد العنف في شرق البلاد.

بحسب تقرير الموقع، كان البابا فرنسيس أكثر انخراطًا في القضايا السياسية والاجتماعية الأفريقية مقارنة بسلفه بنديكيت السادس عشر (2005-2013)، ويمكن مقارنته في هذا الصدد بالبابا يوحنا بولس الثاني، الذي كان له أيضًا تأثير بارز في القارة.

غير أن فرنسيس ركّز بشكل خاص على الملفات الاقتصادية والاجتماعية، متحدثًا بلغة قريبة من خطاب منظمات المجتمع المدني، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا تجارة الأسلحة ونهب الموارد الطبيعية.

تعزيز دور أفريقيا في الكنيسة الكاثوليكية

ضمن إستراتيجيته لتعزيز الحضور الأفريقي داخل الكنيسة الكاثوليكية، قام البابا فرنسيس بتعيين اثنين من الكرادلة الأفارقة: الكاردينال فريدولين أمبونغو من الكونغو الديمقراطية، والكاردينال ديودوني نزابالينغا من جمهورية أفريقيا الوسطى.

يعكس هذا التوجه إدراك الفاتيكان المتزايد لأهمية أفريقيا داخل الكنيسة، التي لم تعد محصورة في أوروبا، بل باتت تمتد بشكل متزايد في أفريقيا وأميركا اللاتينية.

تحديات الكاثوليكية الأفريقية

سعى البابا فرنسيس إلى تعزيز نموذج كاثوليكي أكثر انفتاحًا على الهويات المحلية، منح الكنائس الأفريقية استقلالية أكبر عن النمط الغربي.

غير أن هذا التوجه واجه تحديات، لا سيما في القضايا العقائدية الحساسة.

فعندما طرح البابا إمكانية تقديم بركة للأزواج من الجنس نفسه، قوبل هذا الاقتراح برفض واسع من الأسقفيات الأفريقية التي تمسّكت بقيمها الثقافية المحلية المناهضة لهذه التوجهات.

يعكس هذا التباين التوتر القائم بين السعي لترسيخ كاثوليكية عالمية من جهة، والاعتراف بخصوصيات الكنائس المحلية من جهة أخرى، مما قد يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه الكنيسة في أفريقيا خلال السنوات المقبلة.

Source: Apps Support


President Sisi assures Palestinians: ‘We support you in your battle for survival’

Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi assured the people of Palestine that his nation, “Will provide them with every measure that supports them in their battle for survival and destiny.”
Sisi”s remarks came during the 41st cultural symposium held by the Armed Forces at al-Manara International Conference Center in New Cairo, marking Martyrs” and Veterans” Day.
The President indicated that Egypt continues to press on towards presenting its vision for lasting peace and security in the region, especially given its role as a major support of the Palestinian cause.
“Egypt has made clear, from the outset, its firm and unwavering position that there is no solution to this issue except through working to achieve justice, establish a Palestinian state, and reject the displacement of the Palestinian people from their land under any pretext,” Sis stressed.
He continued, “This stance would not have been achieved without the awareness of the Egyptian people and their alignment with the political leadership, clearly expressing their sincerity and love for the homeland.”
“It is fortunate that our celebration of Martyrs” Day this year coincides with the tenth of Ramadan, when Egypt fought the most honorable battle and men made tremendous deeds that lifted us to the horizons of dignity and pride, with the unity of the people and the strength of the army, determined to achieve victory,” he stated.
He added, “Our righteous martyrs not only gave their lives, but also gave Egypt its future. They paved the way for stability and security, on which we continue today the path of construction and development. Thanks to their sacrifices, Egypt has been able to face challenges and move forward in implementing national projects, which have become a testament to the resilience of this nation and the determination of its people,” Sisi said.
“We see the results of these sacrifices clearly across Egypt, with new cities being built and projects shaping the strength of the new republic. None of this would have been possible without the blood shed to keep this nation safe and stable, capable of progress and development.”
The President said “I extend my due tribute to the Egyptian people and their armed forces for the efforts made over the past years, during which we sought to build the capabilities of this nation—militarily, politically, and economically—which have helped us overcome all challenges and qualified us to confront all threats.”
He continued, “What has been achieved in Egypt, despite all the circumstances, has enabled us to stand on firm ground, defending our present and securing the future of generations.”
“I promise you before God that we will continue to work to achieve the prosperity, progress, and stability you aspire to for our beloved Egypt,” the President said.

Source: Egypt Independent