كيف عرى قادة أوروبا خطة ترامب لتهجير أهل غزة؟
في مطلع فبراير/شباط الجاري، أعلن دونالد ترامب عن خطته المثيرة للجدل التي تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة قسرا وإخضاع القطاع لسيطرة أميركية. جاءت هذه الخطة كجزء من حزمة مقترحات وصفت بأنها تعكس رؤية الرئيس الأميركي لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ورغم أن خطة ترامب لم تتجاوز مرحلة الاقتراح، فإنها أثارت موجة واسعة من الانتقادات الدولية الحادة، إذ وصفها قادة أوروبيون بأنها فضيحة وانتهاك صارخ للقانون الدولي، مؤكدين أنها تمثل تطهيرا عرقيا غير مقبول.
ولم تتوقف ردود الفعل، بل امتدت لتشمل دعوات لاحترام حقوق الإنسان والقوانين الدولية، مع تنظيم مظاهرات حاشدة في عدد من العواصم والمدن الأوروبية تعبيرا عن رفض الخطة.
كما تناولتها الصحافة الأوروبية عبر مقالات وتحليلات وتحقيقات قوية أظهرت فساد الخطة وتحديها لكل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية.
ألمانيا: ما قاله ترامب فضيحة
وصف المستشار الألماني أولاف شولتس تصريح ترامب بأنه “فضيحة وتعبير فظيع حقا”، وذلك خلال مناظرة بثها التلفزيون الألماني في التاسع فبراير/شباط الجاري مع منافسه في الانتخابات المقبلة فريدريش ميرتس.
وفي حين صرح شولتس بأن “تهجير السكان أمر غير مقبول ومخالف للقانون الدولي”، قال ميرتس “أتفق مع هذا التقييم، وهو واحد من مقترحات كثيرة ومربكة صادرة عن الإدارة الأميركية الجديدة، وربما علينا أن ننتظر ونرى ما المقصود حقا بها ومدى جديتها”.
ونقل موقع “يورو نيوز” عن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قولها “من الواضح أن غزة -مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية- تابعة للفلسطينيين”، مضيفة أن “طرد الفلسطينيين من غزة لن يكون مقبولا ويتعارض مع القانون الدولي فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى المزيد من المعاناة والكراهية، فلا ينبغي فرض أي حل على الفلسطينيين”.
بريطانيا: أهل غزة يجب أن يعودوا إلى ديارهم
في أول انفصال علني كبير له عن إدارة ترامب، أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال جلسة في مجلس العموم عن معارضته لاقتراح ترامب بشأن غزة، معتبر أن أهل غزة “يجب أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم وأن يسمح لهم بإعادة البناء، وعلينا أن ندعمهم في تلك العملية لأن ذلك هو الطريق إلى حل الدولتين”.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن القضية الأكثر أهمية الآن هي الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن والسماح للمساعدات بالتدفق إلى قطاع غزة، حيث تتكشف كارثة إنسانية، حسب ستارمر.
إسبانيا: لن نسمح بتهجير الفلسطينيين
وفي رد حازم على خطة ترامب، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن بلاده لن تسمح بتنفيذ مقترح ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، داعيا إلى “احترام القانون الدولي في غزة، كما هو الحال في أنحاء العالم”.
وحسب وكالة أبناء الأناضول، ففي كلمة له خلال فعالية لحزبه قال سانشيز: “لن تستطيع أي عملية عقارية أن تغطي هذا الشر والعار والجرائم ضد الإنسانية التي شهدتها غزة خلال السنوات الأخيرة”.
وكانت إسبانيا قد ردت بشكل فوري على اقتراح ترامب، حيث نقلت وكالة “أوروبا برس” عن وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس قوله إن إسبانيا تقول بصوت عال: “غزة أرض للفلسطينيين، ويجب أن يبقوا فيها لأنها أيضا جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تعول عليها إسبانيا”.
فرنسا: غزة ليست أرضا بلا شعب
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية عن معارضته لخطة ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة قائلا إن “غزة ليست أرضا فارغة، بل هي أرض يعيش فيها مليونا شخص، ولا يمكنك أن تقول لمليوني إنسان: حسنا، الآن خمنوا ماذا؟ “سوف تغادرون”، مضيفا أن “الحل ليس بعملية عقارية، وإنما عبر مقاربة سياسية”.
واعتبر ماكرون أن الحاجة إلى ما سماه “الكفاءة في إعادة بناء القطاع لا تعني عدم احترام السكان الفلسطينيين وكذلك الأردن ومصر”، داعيا الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوه في رفض ما وصفه بالعملية الضخمة لتهجير المدنيين من أراضيهم.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد وصفت في بيان صحفي خطة ترامب فور إعلانها بأنها خطيرة على الاستقرار وعلى عملية السلام في الشرق الأوسط وانتهاك خطير للقانون الدولي، إضافة إلى أنها اعتداء على التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.
View this post on Instagram
جهل بالتاريخ الفلسطيني
انتقدت وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فايون تصريحات ترامب، ووصفتها بأنها تعكس “جهلا عميقا بالتاريخ الفلسطيني”، ونقلت وكالة الأناضول عن فايون قولها إن مثل هذه المقترحات قد تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات والعنف.
كما أدان رئيس وزراء إسكتلندا جون سويني اقتراح تهجير الفلسطينيين ووصفه بأنه “غير مقبول وخطير”، مؤكدا أن معاناة شعب غزة لا ينبغي أن تتفاقم بسبب خطط التهجير القسري.
وحسب تقرير ليورو نيوز فقد قال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون هاريس “نحن بحاجة إلى حل الدولتين، وأي فكرة لنقل سكان غزة إلى مكان آخر ستكون بمثابة انتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة”.
وبدوره صرح أندريه سينا نائب وزير الخارجية البولندي بأن بلاده تدعم حل الدولتين، مضيفا: “كما نقول إننا لا نستطيع اتخاذ قرار بشأن أوكرانيا من دون الأوكرانيين، فإننا لا نستطيع اتخاذ قرار بشأن فلسطين من دون الفلسطينيين”.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان إنه يعتقد أن الحل الذي قدمه ترامب “صعب التنفيذ”، مضيفا نحن مع حل الدولتين، ومستعدون لإرسال جنود إيطاليين في مهمة إعادة توحيد غزة مع الضفة الغربية.
الترحيب الأوروبي الوحيد بخطة ترامب
حسب يورو نيوز فقد صدر قرار الترحيب الأوروبي الوحيد بخطة ترامب من زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف في هولندا خيرت فيلدرز الذي قال في تغريدة له على منصة إكس: “صحيح تماما يا دونالد ترامب، فكما أقول دائما: الأردن = فلسطين، فلينتقل الفلسطينيون إلى الأردن، حلت مشكلة غزة”.
ورغم أن فيلدرز ليس عضوا في الحكومة، لكن حزبه هو القوة الرئيسية في الائتلاف الحاكم المكون من 4 أحزاب.
وبحسب وسائل إعلام هولندية، فقد اعتبر وزير خارجية هولندا كاسبر فيلدكامب أن تصريحات فيلدرز لا تمثل السياسة الرسمية للحكومة، مضيفا: “بالنسبة لهولندا ليس هناك شك في أن غزة ملك للفلسطينيين، وموقفنا لم يتغير وهو أن هولندا تدعم حل الدولتين، وهذا يعني دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة إلى جانب دولة إسرائيل الآمنة”.
وعُرف فيلدرز بدفاعه عن حرب الإبادة الجماعية التي اقترفتها إسرائيل في غزة، فقد اعتبر في مقال نشره شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنها حرب عادلة تستحق الدعم من القوميين الأوروبيين.
مظاهرات أوروبية رفضا لخطة ترامب
ورفضا لخطة ترامب بتهجير سكان قطاع غزة شهدت عواصم ومدن أوروبية عديدة مظاهرات حاشدة، ففي العاصمة البريطانية لندن تجمع ما يقارب 200 ألف شخص -حسب تقديرات وكالات الأنباء- أمام السفارة الأميركية، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها “لا للتطهير العرقي” و”الحرية لفلسطين”، و”غزة للفلسطينيين”.
وخرجت مظاهرات مماثلة في العاصمة الألمانية برلين والعاصمة الأيرلندية دبلن، والعاصمة السويدية ستوكهولم، والعاصمة النرويجية أوسلو.
وعبر المشاركون عن استهجانهم لجرائم إسرائيل ولسياسات الولايات المتحدة الداعمة له، مرددين شعارات: “غزة ليست للبيع”.
الصحافة الأوروبية: ترامب يقضي على ما تبقى من القانون الدولي
كان الموقف الأوروبي الرافض لخطة ترامب بشأن غزة ملموسا بقوة في الصحافة الأوروبية من خلال التحليلات الإخبارية والتحقيقات ومقالات الرأي لكتاب أوروبيين بارزين.
ففي مقال بعنوان “غزة في عهد ترامب.. المضي بأقصى سرعة نحو التطهير العرقي” على الموقع الفرنسي أورينت21، اعتبر الكاتب المختص في شؤون الشرق الأوسط آلان غريش أن ترامب أكد خلال اجتماعه مع بنيامين نتنياهو في الرابع من فبراير/شباط، بشكل واضح، أنه لن يحترم القانون الدولي، ولو جزئيا، فمبدأه الوحيد: قانون الأقوى.
وأضاف غريش أن هذا المنطق من شأنه أن يقضي على ما تبقى من القانون الدولي، الذي تلوث أصلا إلى حد كبير بفعل الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في غزة، إضافة إلى أنه يعني الإفلات التام من العقاب بدعم من الولايات المتحدة، فلم يكتف ترامب بكونه أول رئيس دولة يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بعد إصدار مذكرة اعتقال بحقه، بل إنه يسعى لتقويض المحكمة الجنائية الدولية، عقابا لها على ملاحقتها لنتنياهو.
وخلص غريش إلى أن ما يقوم به ترامب في جبهات مختلفة من الاستخدام الظالم للقوة سيفتح الطريق أيضا لتبرير كل اجتياح عابر للحدود من غزو روسيا لأوكرانيا وغزو رواندا للكونغو الديمقراطية إلى غزو الصين لتايوان، وهكذا.
واعتبرت صحيفة لو باريزيان الفرنسية أن دونالد ترامب صدم العالم عندما اقترح، في الخامس من فبراير/شباط، سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، مما جعله يتعرض لانتقادات شديدة من المجتمع الدولي.
وبدورها عنونت شبكة يوراكتيف تحليلا إخباريا لها بعبارة: “غزة: تصريحات دونالد ترامب تهز أوروبا”، معتبرة أن اقتراح دونالد ترامب المشكوك في واقعيته لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يأتي بعد تهديداته بغزو غرينلاند وقناة بنما، مما يدل على أن تصريحات ترامب المبالغ فيها أصبحت أمرا شائعا.
ونقل تقرير لموقع يورونيوز عن الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات قوله: “إن ما يقترحه ترامب كارثي بوضوح بالنسبة لغزة، ولكنه من شأنه أيضا أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في دول المنطقة، ويمثل محاولة لتكرار عمليات التهجير القسري التي حدثت بعد إنشاء دولة إسرائيل في عامي 1948 و1967.
ونقل التقرير أيضا عن مايكل حنا من مجموعة الأزمات الدولية أن “خطة ترامب تمثل تهجيرا قسريا وتطهيرا عرقيا غير مسموح به بموجب القانون الدولي، ويشكل جريمة حرب دولية”.
وعلى موقع “توت لوروب” اعتبر الكاتب فالنتين ليدرويت أن الرئيس الأميركي الجديد أثار دهشة الصحافة الأوروبية والعالمية عندما أعلن أنه يريد نفي سكان الأراضي الفلسطينية، وأضاف الكاتب أنه من التطرف الشديد ازدراء دونالد ترامب لأي شكل من أشكال حقوق الإنسان المحلية أو الدولية.
شخص واحد سعيد بتلك التصريحات
وقالت صحيفة دي فيلت الألمانية إن كلمات دونالد ترامب جعلت شخصا واحدا سعيدا، حيث لم يستطع بنيامين نتنياهو أن يصدق حظه، وقال لترامب: “أنت أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق”، و”كان يضرب بقبضته على المكتب أمامه بقوة مع كل كلمة حتى بدأت تهتز قليلا”، حسب دي فليت.
ووصفت الصحيفة الإسبانية “إلبايس” خطة ترامب بأنها تمثل “تحولا جذريا في سياسة واشنطن في المنطقة”، وأطلقت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية على الرئيس الأميركي لقب “المستعمر ترامب”.
وبدورها نشرت صحيفة الغارديان البريطانية الجمعة الماضي تحقيقا من قطاع غزة سبر آراء الغزيين بشأن خطة ترامب، ونقل التحقيق إجماع الغزيين على أن الرئيس الأميركي لن ينجح أبدا في إجبارهم على ترك منازلهم لبناء “ريفييرا” شرق أوسطية.
ويضيف تحقيق الغارديان أنه لم يتعامل أي شخص ممن تحدثت إليهم صحيفة الغارديان في غزة مع التهديد على أنه مزحة، لكن ردود فعلهم كانت متسقة وخلاصتها أنه ما دامت الحرب الأخيرة التي تعد إحدى أكثر حملات القصف كثافة وأشدها تدميرا في التاريخ قد فشلت في طردهم من منازلهم، فإن قطب العقارات الأميركي الذي تحول إلى رئيس سيفشل بالتأكيد أيضا.
ونقلت الصحيفة عن الغالبية العظمى من الغزيين قولهم: “إن تربة غزة أفضل من أفضل دول العالم”.
وأخيرا، يبدو أن هناك شبه إجماع داخل الأوساط السياسية والإعلامية في أوروبا على الرفض الحازم لخطة ترامب، كما أن هناك اتفاقا من العديد من المحللين والكتاب الأوروبيين على أن الرئيس الأميركي تجاوز خطا أحمر لم يجرؤ أسلافه -رغم الاتفاق في دعم إسرائيل- على تجاوزه، وهو الترحيل القسري للسكان الذي يمثل جريمة حرب في نظر القانون الدولي.
Source: Apps Support
الذخائر غير المنفجرة تهدد حياة ثلثي سكان سوريا
حذرت منظمة “هانديكاب إنترناشونال” غير الحكومية من أن ثلثي سكان سوريا، معرضون لمئات الآلاف من الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، وتهدد حياتهم بعد 14 عاما من النزاع.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولة برنامج سوريا في المنظمة دانيلا زيزي قولها “إنها كارثة بكل معنى الكلمة”.
و”هانديكاب إنترناشونال” منظمة إغاثية مستقلة أنشئت في فرنسا وتعنى بضحايا الصراع والكوارث.
وحسب تقديرات دولية جمعتها المنظمة فقد “دمرت 14 عاما من الحرب سوريا وأسفرت عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد 10 ملايين داخل البلاد وخارجها. وتم استخدام مليون قطعة ذخيرة متفجرة خلال هذه الفترة”.
وتقول منظمة “هانديكاب إنترناشونال” إن ما بين 100 ألف و300 ألف من هذه الذخائر لم تنفجر، وهو ما يؤثر على البلاد بأكملها ويعني أن ثلثي السكان معرضون لخطر مباشر بالقتل أو الإصابة بالمتفجرات”.
وتوضح أنه “خلال شهرين فقط، لاحظنا زيادة حادة في الحوادث المتعلقة بالذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب من المتفجرات”، حيث تم تسجيل 136 حادثة في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2025”.
وتقول زيزي إنه تم استخدام العديد من الأسلحة غير التقليدية، في سوريا مثل البراميل المتفجرة التي لديها معدل إخفاق أعلى، كما زرع تنظيم الدولة الإسلامية الألغام في مناطق عدة”، مشيرة إلى أن أكثر من 15 مليون شخص معرضون للخطر”.
وتعتبر زيزي هذا الأمر “واحدا من المشاكل الرئيسة التي تواجه سوريا، وخصوصا أن الذخائر غير المنفجرة توجد قرب بنى تحتية مدنية وفي الحقول ما يجعلها غير صالحة للاستخدام”.
واستشهدت المسؤولة في المنظمة بقصة شابين من دير الزور (شرق) داسا لغما في يناير/كانون الثاني الماضي، فتم بتر ساق أحدهما، بينما أصيب الآخر بحروق خطيرة وإصابات بالغة”.
وترى زيزي أن “هذه الحوادث يومية، ويصعب إحصاؤها”، داعية إلى رسم خريطة للأراضي السورية والبدء بتطهيرها. وهذه العملية طويلة ومكلفة، في حين أن المساعدات الإنسانية الدولية تتجه إلى الانخفاض، وخصوصا تلك التي مصدرها الولايات المتحدة.
ومع عودة 800 ألف نازح داخليا و280 ألف لاجئ إلى ديارهم في سوريا منذ سقوط بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق أرقام الأمم المتحدة، فإن هذه الظاهرة “تشكل تهديدا خطيرا لأمن المدنيين وستكون لها عواقب على جهود تعافي البلاد” .
Source: Apps Support
ماذا يقلق الاحتلال بمخيمات الضفة ولماذا يحولها إلى أحياء؟
تقترب أوسع عملية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو عقدين، من نهاية شهرها الأول، مستهدفة بشكل خاص مخيمات شمالي الضفة الغربية، ومخلفة نحو 60 شهيدا وعشرات آلاف النازحين وتدميرا كبيرا في المنازل والبنية التحتية.
وطال العدوان بشكل واسع مخيمي طولكرم ونور شمس بطولكرم، والفارعة جنوب مدينة طوباس، وبشكل أوسع مخيم جنين، الذي دمر الاحتلال فيه أحياء كاملة وشق طرقا على أنقاض المنازل الفلسطينية.
ومنذ أيام، استدعت الإدارة المدنية أحد أذرع الاحتلال في الضفة الغربية، مسؤولين محليين ورجال أعمال من مدينة جنين، وأبلغتهم بنيتها البقاء طويلا في مخيم جنين وأنه يجري العمل على تحويل المخيم إلى حي من أحياء المدينة، وهو ما رفضه المشاركون في اللقاء مؤكدين أن المخيم يقع تحت سلطة الأونروا.
لكن ماذا يقلق الاحتلال في المخيمات؟ ولماذا يسعى إلى تحويلها إلى أحياء ضمن المدن؟ وماذا عن تبعات العقاب الجماعي الممارس ضد سكانها؟
دمج المخيمات
وفق الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي، وديع عواوده، فإن إسرائيل تسعى لتحويل مخيمات الضفة إلى أحياء لأنها غير معنية بمخيمات اللجوء وتريدها أن تندمج بكل المدن الفلسطينية.
وأضاف أن الاحتلال لا يريد أيضا “أي شيء يربط الفلسطينيين بحق العودة إلى الأماكن التي هجروا منها إبان النكبة عام 1948”.
ولفت إلى أن المخيمات في العموم، تشكل “قلاعا وطنية فيها دائما فرصة للمقاومة وتهديد لأمن إسرائيل، ولذلك تحاول بيد من حديد أن تضرب القوة الشبابية فيها ضمن ما تطلق عليه نظرية جز العشب، والمستمرة منذ حكومات سابقة”.
وفق عواوده فإن “المستوى السياسي في إسرائيل يحاول دمج اللاجئين في مدن الضفة وتحويل المخيمات لأحياء لإضعاف حلم العودة”.
وعن انعكاسات العقاب الجماعي لسكان المخيمات بتدمير منازلهم، يشير إلى وجود أصوات في إسرائيل تحذر فعلا من أن كثرة الضغط تولد الانفجار خاصة مع غياب أفق سياسي ووضع اقتصادي متأزم في الأراضي المحتلة.
وتابع أن هناك تخوفا -وإن كانت أصواته داخل إسرائيل قليلة- يحذر من بركان قد ينفجر دون سابق إنذار، وترى أنه لا يمكن هزيمة إرادة شعب يسعى للاستقلال ويريد أن يعيش بحرية.
مرحلة جديدة
من جهته، يقول الصحفي والكاتب السياسي نواف العامر إن للإعلام الإسرائيلي -باعتباره ذخيرة في مشاريع ضم الضفة الغربية- دورا رئيسيا في التحريض على المخيمات الفلسطينية.
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى عدة عوامل تفسر استهداف المنظومتين العسكرية والسياسية في إسرائيل لمخيمات الضفة أبرزها أن المخيمات “هي العنوان والشاهد على النكبة الفلسطينية، وتعد واحدة من الثوابت الوطنية الفلسطينية التي تركز على حق العودة”.
وأضاف أن وجود المخيمات يُبقي حق العودة حيا في ذاكرة الفلسطينيين عبر الأجيال، حتى إن أجيالا ولدت بعد النكبة لم تنس حق العودة، بل هي أكثر تمسكا به “لذلك إسرائيل تريد أن تزيل الشاهد على جريمتها”.
وذكر من العوامل أيضا تحول المخيمات إلى حاضنة للمقاومة يلجأ إليها المقاومون الملاحقون من الاحتلال كما في مخيم جنين، مما حول المخيمات مصانع للمقاومين، فبات الاحتلال ينظر إليها على أنها “خطر أمني”.
من هنا، تابع العامر، أن الاحتلال يريد تشريد سكان المخيمات وتقطيع أوصالها لتصبح غير قابلة للسكن ونقل سكانها إلى أحياء وضواحي مدن وقرى أخرى والاندماج مع سكانها.
وفي ضوء كل ما سبق، يقول الصحفي الفلسطيني إن هدف إسرائيل الأوسع بعد استهداف وإزالة بؤر المقاومة في الضفة الغربية التي تعتبر المخيمات حاضنتها “إما التمهيد لضم الضفة، أو التمهيد لمرحلة سياسية يكون فيها دور السلطة الفلسطينية أقل بكثير من الحكم الذاتي”.
نائب محافظ طولكرم فيصل سلامة ⤵️
– #الجيش_الإسرائيلي يعمل على إعادة تغيير معالم وهندسة جغرافية مخيم طولكرم عبر هدم منازل فلسطينية
– المخطط الإسرائيلي في مخيم #طولكرم يشبه إلى حد كبير ما جرى ويجري في مخيم #جنينhttps://t.co/QzhzrBLLOm pic.twitter.com/t1qKaiC4EG
— Anadolu العربية (@aa_arabic) February 19, 2025
معطيات رقمية
ويصف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة التابع للأمم المتحدة العملية الجارية شمالي الضفة منذ 21 يناير/كانون الثاني بأنها “أطول عملية تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ عقدين”.
ووفق معطيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” حتى 10 فبراير/شباط الجاري، فقد هُجِّر أكثر من 40 ألف فلسطيني من 4 مخيمات للاجئين والمناطق المحيطة بها في جنين وطولكرم وطوباس.
وأشارت إلى استمرار النزوح من المخيمات الأربعة التي تؤوي بمجموعها أكثر من 76 لاجئا فلسطينيا، موضحة أن “مخيم جنين يكاد يكون خاليًا تمامًا اليوم، كما شهد مخيم نور شمس تهجيرًا كاملًا تقريبًا، وهُجر الآلاف من السكان من مخيمي طولكرم والفارعة”.
ولفتت أونروا إلى لجوء معظم الأسر المهجرة إلى مدن جنين وطوباس ونابلس، وسط استمرار تعليق عملياتها داخل المخيمات بالكامل واستمرار إغلاق 13 مدرسة تابعة لها تخدم أكثر من 5 آلاف طفل شمال الضفة.
وذكرت أونروا أن “معظم الأشخاص المهجرين يقيمون حاليًا في مساكن مستأجرة. ولكن الأسر المهجرة عاجزة، وبدرجة متزايدة، عن تحمُّل تكلفة أسعار الإيجار الباهظة للغاية”.
Source: Apps Support
مقاوما مثل غزة.. يقف الدكتور أبو صفية في وجه سجانه الإسرائيلي
“طبيب، همّه رفض الأذية وكسر القيد.. فالأعمار ديّة”
“سيبقى صامدا رغم القيود حساما في الوغى.. وأبو صفِيَّة”
هذه الأبيات كتبها الشاعر الفلسطيني ياسر علي وهو يصف الظهور الأخير للدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، مكبل الأيدي والأرجل ومحاط بجنود الاحتلال الإسرائيلي.
تعليقي شعراً على لوحة الفنان الصديق @AlaaAllagta #علاء_اللقطه عن د. #حسام_أبو_صفية:
طَبيبٌ، همُّهُ رفضُ الأذيَّةوكَسرُ القيدِ.. فالأعمارُ دِيَّة
فِدا وَطنٍ تُقدّسُهُ دِماناوشَعبٍ ليس يرضى بالدَّنية
أبُقراطٌ، تَجهّمَ إذ رآهُوسٍقراطٌ، سقى كأسَ المَنيّة
سيبقى صامِداً رغمَ… pic.twitter.com/C5csYJTWI9
— ياسر علي #غرد_بحرية (@YasserAli) February 19, 2025
المشهد نشرته القناة 13 الإسرائيلية، حيث كان مراسلها يسأل أبو صفية عن سبب وجوده، فأجاب الدكتور: “أنا مش عارف، والله مش عارف”.
رد بعض المتابعين على سؤال مراسل القناة الإسرائيلية بأن التهمة الوحيدة التي ارتكبها الدكتور أنه لم يرضَ بإخلاء المستشفى، الذي يديره، وترك المرضى خلفه.
ظهر الدكتور حسام أبو صفية، الطبيب الإنسان، مقيدًا بالسلاسل في مقابلة مع صحفي إسرائيلي، وكأنه يخضع لاستجواب وتحقيق لا لحوار صحفي. هذا المشهد يُجسد القمع والإذلال الممنهج الذي يُمارس بحق الأسرى، حتى عندما يكونون أطباء كرسوا حياتهم لإنقاذ الأرواح. pic.twitter.com/0l54xGRBt2
— Dr. Zaid Alsalman (@ZaidAlsalman6) February 19, 2025
الطريقة والحالة التي ظهر بها الدكتور أثارت غضب جمهور منصات التواصل الاجتماعي الذين طالبوا بإطلاق سراحه فورا.
وعلق أحد الأطباء على المشهد قائلا إن ظهور الدكتور حسام أبو صفية، الطبيب الإنسان، مقيدا بالسلاسل في مقابلة مع صحفي إسرائيلي، وكأنه يخضع لاستجواب وتحقيق لا لحوار صحفي، يُجسد القمع والإذلال الممنهج الذي يمارس بحق الأسرى، حتى عندما يكونون أطباء كرسوا حياتهم لإنقاذ الأرواح.
لن يكسروا إرادتك ..الحرية للدكتور حسام أبو صفية pic.twitter.com/fbpcxVSq6k
— د. علاء اللقطة (@AlaaAllagta) February 19, 2025
وأشار مغردون إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أحضر للدكتور أبو صفية محققا من الشاباك يتقمص دور الصحفي ويوجه له أسئلة سخيفة تتعلق بوجود مسلحين وأسرى في مستشفى كمال عدوان، بهدف إهانته وإظهار ضعفه وهوانه وهو أسير.
وكتب آخرون أن الاحتلال، بنشر مقطع الفيديو للدكتور حسام أبو صفية مكبلا بالأصفاد، ظن أنه يكسر عزيمته ويقلل من قيمته ورمزيته، ولكن على العكس، فقد زاده رفعة وشرفا، وازداد قدره في عيون كل حر شريف، بينما أثبت الاحتلال مجددا مقدار خسته وإجرامه ولا إنسانيته.
متعب ومرهق، مقطع يظهر فيه د. حسام أبو صفية…من الضرورة توضيح التالي:المقطع كان عند إخراجه من الزنزانة لإجراء لقاء مع القناة 13 العبرية تعرضه الليلة…وقد أجبر د. أبو صفية على أقوال أسموها اعترافات، انتزعت تحت الضغط والتعذيب والإرهاب، حول وجود أسرى ومسلحين في المستشفى…… pic.twitter.com/7QbrMLkwIV
— د. ابراهيم حمامي (@DrHamami) February 19, 2025
ولفت انتباه بعض المغردين العبارات التي كتبها الاحتلال الإسرائيلي داخل زنزانة الدكتور أبو صفية وهي “الشعب الأبدي لا ينسى، أطارد أعدائي وأمسك بهم” بالعربية والعبرية. وأشاروا إلى أن هذه السياسة مُشاهدة مع الأسرى المحررين في صفقة طوفان الأحرار، حيث أُجبروا على ارتداء أساور وملابس كتب عليها “لن ننسى لن نغفر”.
فيديو الدكتور حسام أبو صفية الذي نشره الاحتلال من داخل زنزانته هو رسالة ردع وتخويف وترهيب ليس للدكتور الأيقونة فقط،
بل للطبيب الفلسطيني ككل والمعلم الفلسطيني، والأكاديمي والمهندس والعامل والحرفي والمزارع الفلسطيني،
ومفادها: أن كل من يقرر الالتصاق بهذه الأرض ويختار البقاء عن…
— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) February 20, 2025
وأكد هؤلاء على أن الدكتور حسام أبو صفية هو اسم محفور في سجلات الصمود، حيث بقي في قلب المعركة رغم التهديدات والقصف والتدمير، وودّع نجله بيديه، وأُصيب في رجله، لكنه ظل واقفا، يطمئنّ على مرضاه، ويمضي بثبات أمام دبابات الاحتلال، شامخا لا ينحني.
مشاهد تُعرض للمرة الأولى على القناة 13 العبرية، تظهر البطل الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، من داخل مراكز التعذيب الإسرائيلية وهو مكبّل بالأغلال .
ظلم هائل وقع على هذا البطل؛ فقد ذاق عذاب فقدان عائلته، وتحمل مسؤولية آلاف النازحين والمرضى، ودُمّر مكان عمله، وتعرّض… pic.twitter.com/Ee5t1BoDno
— Tamer | تامر (@tamerqdh) February 19, 2025
وذكرت بعض الحسابات الفلسطينية أن الدكتور حسام أبو صفية سيكون حرا يوم السبت القادم في عملية تبادل الأسرى، وطالب مغردون بأن يخرج الأسرى الإسرائيليون لدى المقاومة بالطريقة ذاتها.
لا أقلّ من أن يخرج أسرى العدو يوم السبت مكبّلين مقيّدين بهذه الطريقة.
– الفيديو من القناة 13 الاسرائيلية للدكتور حسام أبو صفية pic.twitter.com/gWQO80TMn5
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) February 19, 2025
وكانت الصورة الأخيرة للدكتور أبو صفية انتشرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو يمشي بثوبه الأبيض وسط ركام مستشفى كمال عدوان الذي أحرقته آلة الحرب الإسرائيلية، ووجهه نحو دبابات الاحتلال.
وقد حول جيش الاحتلال الإسرائيلي الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان للاعتقال بناء على قانون “المقاتل غير الشرعي” بدلا من المحاكمة العادية، بناء على قرار أصدره ما يسمى بقائد المنطقة الجنوبية.
Source: Apps Support
مصير الحماية المؤقتة الممنوحة للاجئين السوريين بتركيا بعد سقوط الأسد
دمشق- يقيم اللاجئ السوري عبد الرحمن المحمد في جنوبي تركيا، وأكد أنه يفضل البقاء فيها الوقت الحالي رغم حنينه واشتياقه لوطنه، مشيرا إلى أنه أسس شركة لتقديم الخدمات الإعلانية ويعيش حالة استقرار مادي واندماج مع محيطه من الأتراك عبر إتقانه اللغة.
وقال المحمد للجزيرة نت إن لديه مخاوف من أن يتم إلغاء نظام الحماية المؤقتة ويُجبر السوريون على العودة خلال الفترة المقبلة، معربا عن أمله أن تكون تصريحات الحكومة التركية عن احتضان الراغبين بالبقاء منهم جدية.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة في الوقت الحالي نحو مليونين و935 ألفا، وفق تصريحات رسمية لوزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، مع ترجيحات بانخفاض العدد تزامنا مع العودة الطوعية إلى ديارهم.
ويترقب عدد منهم مصيرهم، إذ يتداولون إشاعات عن إمكانية إلغاء هذا النظام في نهاية يونيو/ حزيران المقبل، مع ربط ذلك بسقوط نظام الأسد وانتفاء سبب هذا النظام.
في وقت تصاعدت فيه أعداد العائدين إلى دمشق عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، يعتزم لاجئون سوريون الاستقرار في تركيا، مستفيدين من مناخ الترحيب الذي عبرت عنه الحكومة التركية من خلال تصريحات رسمية تؤكد عدم إجبار أي منهم على العودة، في حين تقدم تسهيلات عدة للراغبين في ذلك.
ويُرجع لاجئون رغبتهم بالبقاء في تركيا لأسباب اقتصادية وأمنية، من أبرزها عدم امتلاكهم منازل في وطنهم الأم، وغياب فرص العمل وصعوبة المعيشة وغلاء الأسعار، فضلا عن مخاوف أمنية من حالة عدم الاستقرار.
بدوره، يعتقد اللاجئ السوري المقيم في إسطنبول عبد الرحمن الططري أن شروط العودة إلى دمشق “غير متوفرة لديه”، مؤكدا للجزيرة نت أنه قام ببناء حياة جديدة له منذ أكثر من عقد من الزمن في تركيا، ويفضل التريث في حسم مسألة مغادرته إلى دياره.
ويقول مراقبون ومحللون سوريون وأتراك إن أنقرة تدرك أن فئة من السوريين تفضل البقاء في الوقت الحالي، لافتين إلى أنه ليس من مصلحة تركيا رحيل معظم اللاجئين، لا سيما من أصحاب المشاريع والكفاءات.
في السياق، أكد محمد أكتع، المدير العام لمنبر منظمات المجتمع المدني في تركيا، أن أنقرة منحت للاجئين السوريين حق زيارة بلادهم 3 مرات مؤخرا بهدف تشجيعهم على العودة الطوعية بعد سقوط نظام الأسد، مشددا على أن هذه الزيارات ليست مشروطة بالعودة، ويحق لمن ذهب أن يعود ويبقى تحت نظام الحماية المؤقتة.
وحول مصير نظام الحماية المؤقتة للسوريين الباقين في تركيا، قال أكتع للجزيرة نت إنه تم طرح أفكار قبيل سقوط الأسد باستبدال هذا النظام بالإقامات، لافتا إلى أن الموضوع يناقش بشكل جدي اليوم.
ورجح استدعاء السوريين الباقين في تركيا خلال المرحلة المقبلة للتقديم على طلب الإقامة في البلاد بشكل رسمي، مع توضيح أسبابها، سواء كانت إقامة سياحية أم عملا أو دراسة.
البطاقة الزرقاء
وسيعود معظم السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا إلى سوريا، ولكن يمكن توقع بقاء الكثير منهم، وفق محلل السياسة الخارجية والأمن في أنقرة عمر أوزكيزيلجيك، قائلا إن أنقرة “أنشأت رابطة مع اللاجئين ستستمر سواء عادوا أم لا”.
وأشار أوزكيزيلجيك -في حديث للجزيرة نت- إلى ضرورة إيجاد وضع قانوني جديد للاجئين السوريين في تركيا، وللذين عادوا بالفعل وسيرجعون، مقترحا منحهم البطاقة الزرقاء كبديل واقعي عن الحماية المؤقتة.
وأوضح أن هذه البطاقة تُمنح للأتراك الذين تنازلوا عن الجنسية التركية بموجب المادة 28 من قانون الجنسية التركية رقم 5901، وتُعطي لحاملها رقم هوية تركيا بدلا عن رقم الهوية الأجنبية التي تبدأ برقمي “99”، ويمكن لهم بموجبها العيش في تركيا وامتلاك العقارات والعمل والإقامة دون تصريح.
ووفق أوزكيزيلجيك، فإن السوريين إن حصلوا عليها سيُعاملون كالأتراك عند الحصول على خدمات الهاتف والكهرباء والماء والغاز الطبيعي، كما يتم دفع اشتراكات الضمان الاجتماعي لهم ويمكنهم الاستفادة من الخدمات الصحية كالأتراك، لكن لا يمكنهم التصويت في الانتخابات، ولا يمكنهم أن يصبحوا موظفين حكوميين، ولا يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية.
Source: Apps Support
Hamas hands bodies of four Israeli hostages to Red Cross in Gaza, including Bibas children and their mother
Hamas on Thursday handed over the bodies of four Israeli hostages held in Gaza — the first time the group has released deceased captives since October 7, 2023.
They include the bodies of Shiri Bibas, who was aged 32 when she and her sons Ariel, 4, and Kfir, 9 months, were abducted from their home in Kibbutz Nir Oz, southern Israel by Hamas-led militants more than 16 months ago.
The two boys have become the most recognizable victims of the October 7 terror attacks, and the first return of hostage bodies marks a hugely emotional and somber moment for Israel.
The fourth body is that of Oded Lifshitz, who was 83 years old when he and his wife, Yocheved Lifshitz, were kidnapped from Kibbutz Nir Oz. Yocheved was released by Hamas on October 24, 2023.
Ahead of the handover, Hamas militants placed four black caskets on a stage in Khan Younis, behind which was a propaganda backdrop with slogans in Arabic, Hebrew and English.
A representative of the Red Cross was seen signing documents on the stage, before the caskets were carried into waiting Red Cross vehicles. White screens were set up to block the caskets from view as they were placed in the vehicles, with hundreds of militants and bystanders gathered at the site.
Hamas claimed in November 2023 that the Bibas children and their mother were killed in an Israeli airstrike, but did not produce any evidence. Israel has never confirmed their deaths.
The children’s father, Yarden Bibas, was released by Hamas earlier this month after 484 days of captivity. He was one of the 19 Israeli hostages freed alive under the January 2025 ceasefire deal.
The bodies will be taken to the Abu Kabir Institute of Forensic Medicine in Tel Aviv for forensic examination.
The Israeli military had previously retrieved the bodies of multiple hostages in Gaza.
Militants and bystanders gathered in Khan Younis ahead of the release of hostages” bodies on February 20, 2025.
Symbols of October 7 horror
At just 9 months, Kfir was the youngest hostage kidnapped into Gaza and the youngest to have been killed. A photo of him holding a pink elephant toy and looking directly at the camera with a toothless smile has been featured in numerous campaigns and protests around the world.
His brother Ariel, just 4 at the time of the attack, was often shown in a photo taken after he had a haircut, still wrapped in the hairdresser’s cape. Earlier photos of the family showed Ariel, a big fan of Batman, with locks of long red hair.
The picture was shown on the large screens at New York City’s Times Square, printed on t-shirts worn by protesters in London, Berlin and elsewhere, and brought to the stage at the World Economic Forum in Davos by Israeli President Isaac Herzog.
A video of the Bibas family’s abduction became one of the symbols of the brutality of the October 7 terror attack. It showed a terrified Shiri clinging tightly to her children wrapped in a blanket, with Ariel still sucking his pacifier.
The Israel Defense Forces (IDF) later released another video, which they said showed Shiri and the two boys alive in southern Gaza on October 7. The footage showed a person wrapped in a blanket carrying a child being ordered around by armed militants before being put in a car and driven away.
The two boys and their mother were not released from Gaza during the temporary truce in late November 2023, even though the deal agreed between Israel and Hamas called for all women and children to be set free.
The IDF said at that time they believed the family was being held by other militant groups, not Hamas.
Supporters and loved ones of Yarden Bibas tie yellow ribbons at a square in Tel Aviv, Israel on October 9, 2024.
Gonzalo Fuentes/Reuters
Later that week, Hamas said the two Bibas children and their mother were killed in an Israeli airstrike, without providing evidence. Israel never confirmed their deaths.
A few days after making the claim, Hamas released a video of Yarden, the father, in which he blamed Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu for the death of his wife and two children.
Yarden appeared to be in extreme distress in the video and was very likely speaking under duress.
In a statement published shortly after his release this month, Yarden urged the world to “continue doing everything possible” to ensure all hostages return home.
“Sadly, my family hasn’t returned to me yet. They are still there. My light is still there, and as long as they’re there, everything here is dark. Thanks to you, I was brought back – help me bring the light back to my life,” he said, referring to the Israeli public.
The run up to the release of the four bodies on Thursday was marred by the Bibas family’s anger at the Israeli Prime Minister’s office, which they said had released the names without their approval.
A source in the Prime Minister’s office told CNN that while it had not published an official statement with the names of the dead hostages, IDF liaison officers had approved the publishing of the names to reporters without clearing this first with the family.
The forum later released a statement at the request of the Bibas family asking the public not to “eulogize our loved ones until there is a confirmation after final identification.” The final identification is expected to come in the following days.
In a statement Wednesday ahead of the release, Lifshitz’s family said that “these are not easy times for us, after we were informed that our beloved Oded is on the list of the hostages who will return to Israel tomorrow, after being kidnapped alive from his home in Kibbutz Nir Oz.”
This is a developing story. More to come …
Source: CNN