هل تحسم زيارات اللاجئين السوريين الاستطلاعية لبلادهم قرار عودتهم؟
دمشق- أكد اللاجئ السوري محمد مرجان (36 عاما) أنه بدأ خلال زيارته الاستطلاعية من تركيا إلى مدينته حلب بعمليات ترميم وإصلاح لمنزله المدمر جزئيا بفعل القصف والمعارك التي دارت في الحي، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من جيرانه يسكنون الحي.
وقال للجزيرة نت إن الوضع الخدمي المتعلق بالكهرباء والمياه والاتصالات لا يزال دون المأمول، إذ لا يصل التيار الكهربائي إلى الحي سوى ساعتين فقط خلال 24 ساعة، في حين يستمر انقطاع المياه أياما وتصل في أوقات محددة أسبوعيا.
ومع تخفيف تركيا القيود، أصبح بإمكان اللاجئين السوريين الآن زيارة وطنهم قبل اتخاذ قرار العودة الطوعية إليها، حيث تسمح أنقرة لشخص بالغ واحد من كل عائلة لاجئة بزيارة استطلاعية إلى سوريا والعودة، في خطوة تهدف إلى تسهيل عودة أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا منذ بداية الحرب في بلادهم.
وسمح القرار التركي بزيارة سوريا والعودة حتى 3 مرات في غضون 6 أشهر، مع الاحتفاظ بوضع الحماية المؤقتة الذي يخضع له معظم اللاجئين إذا فضلت أسر سورية البقاء على العودة.
ووجد لاجئون سوريون في القرار فرصة جيدة لزيارة مدنهم وقراهم، والاطلاع على الواقع المعيشي والأمني في بلدهم مع سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وحالة التفاؤل السائدة بتحسن الأوضاع تدريجيا، وسط تباين الآراء بشأن قرار العودة النهائية.
فقد أشار اللاجئ مرجان إلى أنه من المبكر اتخاذ القرار النهائي بالعودة إلى سوريا، وإلى أن تحسن الخدمات الأساسية يحتاج إلى فترة زمنية قد تستغرق سنة أو أكثر، وسط الأزمات التي ولدتها الحرب خلال أكثر من 14 عاما.
وعن مشاهداته لمدينته حلب بعد غياب 10 سنوات في بلد اللجوء تركيا، تحدث عن حالة دمار هائل تعاني منها الأحياء الشرقية من جراء القصف، بينما تسود حالة من الفقر الشديد لدى أغلب السكان بسبب انعدام فرص العمل ومصادر الدخل، مع آمال بتحسن الأحوال في ظل القيادة الجديدة في سوريا.
أما اللاجئ السوري عبد الرحمن عقاد فأكد أن الزيارة كانت مهمة له من أجل استئجار منزل جديد وإعادة افتتاح دكانه القديم بعد عمليات ترميم وإصلاح سريعة، فضلا عن الحصول على وثائق رسمية ضرورية لأجل العودة.
وقال للجزيرة نت إن الزيارات سوف تساعد السوريين في اتخاذ قرار حاسم للعودة من تركيا، وإنه “من دونها من شبه المستحيل أن يعود الناس نحو المجهول، رغم استقرار الأوضاع الأمنية وانتهاء العمليات العسكرية في الوقت الحالي بسوريا”.
ولفت عقاد إلى أن العديد من أقاربه حسموا أمرهم بشأن العودة ومغادرة تركيا مع حلول فصل الصيف ونهاية العام الدراسي، مع آمال بتحسن الوضع المعيشي والخدمي نحو الأفضل خلال هذه المدة.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة في الوقت الحالي نحو مليونين و935 ألفا، وفق تصريحات رسمية لوزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، مع ترجيحات بانخفاض العدد تزامنا مع العودة الطوعية إلى ديارهم.
من جانبه، أكد محلل السياسة الخارجية والأمن في أنقرة، عمر أوزكيزيلجيك، أن الزيارات الاستطلاعية التي يقوم بها اللاجئون السوريون لبلادهم لها تأثير إيجابي للغاية على العودة الطوعية إلى سوريا، حيث يتمكنون من التخطيط والاستعداد والعودة بطريقة منظمة.
وقال للجزيرة نت إن المشكلة الرئيسية هي الأخبار الكاذبة بين اللاجئين السوريين في تركيا، حيث يعتقد معظمهم أن أي عائلة تستخدم هذا الخيار ملزمة بالعودة إلى سوريا بمجرد انتهاء فترة الأشهر الستة.
وأكد أوزكيزيلجيك أن إلزام السوريين بالعودة بعد قيامهم بالزيارات الاستطلاعية غير صحيح “وقد نفاه المسؤولون مرارا وتكرارا، وبسبب هذه الأخبار الكاذبة، يخشى العديد، ممن لم يقرروا ما إذا كانوا يريدون الذهاب إلى سوريا، اتخاذ قرار نهائي”.
ورغم أن لاجئين سوريين -التقتهم الجزيرة نت- جنوبي تركيا أكدوا رغبتهم بالعودة إلى الوطن، فإن معظمهم أشاروا إلى العامل المادي الذي يمنعهم من حسم القرار، إذ يتطلب الموضوع -حسب قولهم- مالبغ مالية كبيرة من حيث تكاليف نقل الأثاث والسفر، وتأمين السكن والعمل في سوريا.
في السياق، أكدت إيناس النجار، مديرة الاتصال في اللجنة السورية- التركية المشتركة المعنية بشؤون اللاجئين السوريين، أن “لا خطط أو مشاريع واضحة لدعم عودة اللاجئين في الوقت الحالي، سواء من قبل الحكومات أو مؤسسات المجتمع المدني، بسبب الظروف الحالية التي لا تسمح بالتشجيع على العودة”.
وقالت للجزيرة نت “إن التحديات الاقتصادية والاجتماعية لا تزال قائمة، وتشمل غياب الاستقرار، وضعف الخدمات الأساسية، وتدهور الوضع المعيشي، مما يجعل العودة في هذه المرحلة محفوفة بالمخاطر”.
Source: Apps Support
“حبيبتي غزة”.. هكذا تغلّب الروائي يسري الغول على مآسي القتل والمجاعة
غزة- “لماذا لم تنزح إلى الجنوب؟ لم أنزح لأنني سأشعر بالخيانة إن تركت المخيم، أغيري موجود وأنا الذي أنزح؟ هل دور النخبة أن تهرب أول الناس؟ أم على النخبة تعزيز الصمود؟ المخيم هو عمقي الإستراتيجي يا صديقي”.
هذا جزء من حوار بين يسري الغول وصديقه القاص الفلسطيني زياد خداش، في حين الحرب في أوجها مستعرة على شمال قطاع غزة.
وبعد التجربة القاسية والنزوح المتكرر من مخيم الشاطئ وإليه على مدار 15 شهرا سألته الجزيرة نت: ألم تشعر بالندم أنك لم تنزح جنوبا وعايشت أهوال الحرب في الشمال؟ يرد الغول مبتسما وبلا تردد “لماذا أنزح؟ إذا كان خشية الموت يجب ألا يموت الفلسطيني قبل أن يكون ندا”، مستلهما رده من قول مأثور للأديب الشهيد غسان كنفاني.
الغول كاتب وقاص فلسطيني ينحدر من أسرة لاجئة أجبرت على هجرة بلدتها في فلسطين التاريخية إبان النكبة في العام 1948، وسكنت مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وكان له موقف صلب من النزوح جنوبا، وحمل على كتفيه مبادئه وأسرته ونزح بها مرارا من المخيم وإليه، رافضا النزوح عن الشمال، واختار “صراع الإرادة” مع محتل أراد تكرار النكبة وإفراغ الشمال من أهله.
مواجهة الموت
نشر خداش حواره مع الغول في جريدة الأيام المحلية بالذكرى السنوية الأولى للحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويقول فيه “تربكني الحوارات مع أدباء غزة، أفكر في السؤال ألف مرة قبل أن أكتبه، وأتخيل الكاتب وهو يقفل الهاتف في وجهي شاتما أو ساخرا، إذ ما جدوى أن تسأل كاتبا يزاحم طابورا طويلا على رغيف خبز: هل تفكر في مكتبتك مثلا؟ أو هل تتوقع تغيرا في بنية النص؟”.
ويضيف “لكن في المقابل حين أتذكر أني أحاور كاتبا غزيا أتشجع وأمضي في أسئلتي، فالغزي واقعي إلى درجة الألم، وهو يحب أن أتعامل معه بشكل طبيعي بعيدا عن الحذر والخجل، ولديه القدرة على الإجابة عن أنواع الأسئلة حتى تلك الغبية”.
يسري عضو في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وليس كاتبا عاديا بوصف خداش الحاصل على جوائز أدبية عدة، وعنه يقول هو “سارد خطير ظهرت الحرب بهيئتها الجحيمية في آخر رواياته “ملابس تنجو بأعجوبة”.
وفي هذه الرواية -التي كتبها قبل الحرب- يقول الغول للجزيرة نت إن فكرتها تعود إلى ما بعد حرب 2014، وفيها يستشرف الحرب التالية وتفاصيل كثيرة وقعت بالفعل خلال حرب الإبادة التي أعقبت عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مرت بيسري تجارب قاسية مريرة جعلته يساوي بين “الموت والحياة”، وعن حياة صنعتها الحرب في غزة يقول “الحياة في غزة عبارة عن طابور طويل، تستيقظ لتقف في طابور من أجل تعبئة المياه الصحية -وهي بالمناسبة لا تصلح للاستخدام الحيواني- ثم تلبس بعد غسل وجهك للتوجه نحو المخبز، للوقوف في طابور أطول، وبعد ساعتين تعود لتتناول الإفطار”.
ويضيف “ثم على عجل تخرج لاستلام مساعدة (طرد غذائي) وطابور جديد تحت صهد الشمس، ثم تعود منهكا لبيتك، فيخبرك أحدهم أن البئر ستعمل وعليك الوقوف في طابور جديد وحمل غالونات المياه برفقة الأطفال، بأجسادهم الغضة الطرية، ومع كل هذا أنت بانتظار طابور الراتب وطابور العلاج الصحي وطابور شحن الهاتف، وأخشى أن يأتي وقت لنصطف فيه طابورا لأجل دفن الموتى (..)، وبعد كل هذا العناء تعود لتنام في خيمة”.
لقد اكتوى الغول بالحرب وناله من جحيمها نصيب وافر، هل فقدت أصدقاء في الحرب؟ يجيب يسري “يا صديقي، فقدت المئات منهم، أنا أصاحب أي شخص، أصاحب أعمدة الإنارة والشوارع والأشجار، هؤلاء أيضا أصدقاء فقدتهم (كتّاب وجيران وأقارب)، استشهد من عائلتي أكثر من 220 شهيد، ومن جيراني ربما 17 شهيدا، ومن زملائي ربما 20 شهيدا، وربما أكثر، وحبيبي الكاتب نور الدين حجاج طلبت منه أن يكتب وصيته، أرسلها إليّ ثم استشهد بعدها بأيام، فقدنا كل شيء، نحن أصلا فقدنا أنفسنا”.
مواقف من خوف ودم
ويصف الغول الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الصامدين في شمال القطاع بأنها بـ”حفلات شواء”، وفي واحدة من هذه الحفلات التي كان جنود الاحتلال يتلذذون بها بعذابات الأبرياء العزل، ويقول “يأخذون البعض ويقتلونهم أمام عيون زوجاتهم وأطفالهم، والشواهد كثيرة، كما جرى مع ابنة خالي هبة عاشور الغول (سالم ديب) التي قُتل زوجها وطفلتها أمام عينيها، حين قاموا بتعذيبهم بأعقاب البنادق، وقد أطلق الجنود يومها الرصاص على العائلة كلها”.
ويتابع “ولأن هبة تخاف على ابنتها الصغيرة بكت وقالت للجندي “حرام عليكم، لسه صغيرة”، فضحك الجندي بِغِلّ وقال بعربية مكسرة “راخ أريخك منها” (أي سأريحك منها)، ثم أطلق النار على رأس الطفلة التي لم تبلغ من عمرها 5 سنوات بعد”.
وفي ليلة كان الجوع فيها يعبث بيسري كما تعبث الريح بالورق، وكانت أياما عصيبة اضطر كغيره لأكل أعلاف الحيوانات، يقول “طرقوا الباب في الليل، كانت الثالثة فجرا، وصوت القذائف لا يتوقف، القصف في كل مكان بمدينة غزة، لم أكن نائما، ولم أكن خائفا، لقد اعتدنا الموت وبتنا بانتظاره مذ جاءت الحرب، قلت بصوت جهوري خشن: مَن بالباب؟ لم يرد الطارق، أو ربما همس ببعض الكلمات”.
ويتابع “فتحت الباب رغم توجسي من قوات إسرائيلية مستعربة قد تحاول إحداث فجوة أمنية في الليلة الأولى من رمضان (الأول بعد اندلاع الحرب)، لكني فوجئت بشبان يافعين بوجوه نضرة ظهرت قسماتهم من خلال “الكشاف” الذي أحمله”.
وأضاف “طلبوا مني إطفاء الإنارة بأدب جم، في حين أعطاني أحدهم 3 علب من اللحم “لانشون” صغيرة الحجم، وقال “سامحونا ع تقصيرنا، هذا ما نستطيع أن نقدمه لكم، ثم انصرفوا يطرقون أبواب بيوت الجيران بيتا بيتا، يحملون السلاح والطعام، بعصب خضراء وسمراء على أكتافهم اليمنى”.
ويضيف الغول “ليلتها -ويشهد الله- لم يكن عندنا سوى رغيفين وحفنة زعتر كانت سحورنا إلى جانب تلك العلب، وقد أفطرنا يومها بعض الأعشاب “عشبة اللسان” ببهجة لا توصف.. أيام لا تنسى.. حفظ الله رجال العصبة السمراء والخضراء وكل الرؤوس التي ترفع اسم فلسطين عاليا في السماء”.
في إحدى كتاباته تحت النيران يقول الغول “ما عدت قادرا على الكتابة، أستيقظ وقد شغلني الألم عن كل شيء، العظام كأنها نخرت، والجسد تكلس عاجزا عن إيجاد حلول لكل الأزمات المتراكمة، كما أن فرصة شحن اللابتوب ضئيلة، بالإضافة إلى عدم وجود مكان هادئ تكتب فيه، أو طاولة تجلس لتوثق عليها انكساراتك”.
ويتابع “حتى المساء يأتي بالبرد والعطش والعتمة، ضغط رهيب يفوق الكلام والصور، أين وكيف يمكن أن توثق الدمار والقصص؟ أماكن تكتظ بالقتلى، ثم تلبس لتخرج بعد كل هذا التفكير إلى الشارع، لعلك تصطدم بمركبة تعبئ المياه الحلوة، كي تصنع كأسا من الشاي على الحطب، وتنسى أنك كنت تفكر بالكتابة أو الحديث عن الحياة.. تنشغل بالنار عن الجحيم، لتصير كوميديا إلهية بنكهة غزة”.
لكن هذا الروائي الصامد يأبى الاستسلام لليأس ويعشق تحدي الألم والقيود، ويستخدم مهاراته في الإقناع وتعزيز صمود الناس والجيران لمقاومة النزوح، وقد كتب بحبر الموت والألم 3 كتب وعشرات القصص والمقالات، والكثير منها ترجم إلى لغات عدة حول العالم.
واحد من هذه الكتب عنونه بـ”شهادات على جدران حبيبتي غزة” وصدر في عمّان، وفيه معايشة واقعية من الغول، وتجارب حية كان هو نفسه جزءا منها أو شاهدا عليها، كرحلته في البحث عن زوجته وقد فرقهما التيه في واحدة من رحلات النزوح القسرية.
وله أيضا شهادة “الطريق إلى المعمداني” حيث يرقد والده مصابا مبتور الساق، ومغامرته تحت القصف وسيره في طرق وعرة مدمرة ومن فوقه “طائرات تتربص بالضحية التالية كحيوانات مفترسة” ليصل إلى مكتبه بحثا عن مذكراته الشخصية.
ويقول الغول إنه لم يحتج في هذه الشهادات إلى الخيال، فالواقع كان أشد بؤسا من الخيال بفعل احتلال ارتكب كل الموبقات والمحرمات.
Source: Apps Support
احتجاج عمالي في سوريا والحكومة تؤكد السعي لتحسين الكفاءة
دمشق– شهدت عدة مناطق سورية وقفات احتجاجية في عدد من المحافظات للمطالبة بإلغاء قرارات الفصل والإجازات الصادرة عن حكومة تصريف الأعمال السورية بحق عمال وموظفين في القطاع العام.
وفي إطار العمل على ما يصفه مسؤولون في الحكومة “إعادة هيكلة المؤسسات العامة”، تم فصل الآلاف من الموظفين في القطاع العام، ومنح إجازات مدفوعة الأجر لمدة ثلاثة أشهر لموظفين آخرين.
ومن جهته، قال مسؤول في المكتب الإعلامي لوزارة الاقتصاد السورية في حديث للجزيرة نت، إن هذه القرارات اتخذت نظرا لوجود خلل واضح في عملية التوظيف خلال فترة حكم “النظام البائد”، والذي أدى بدوره إلى ترهل إداري وضعف في الأداء، وهذا ما دفع الوزارة إلى اتخاذ عدة خطوات إستراتيجية في اتجاه إعادة هيكلة المؤسسات العامة.
وكانت رابطة عمال التغيير الديمقراطي، في السادس من شباط/ فبراير الماضي، أعلنت عن تشكيل تنسيقيات عمالية ديمقراطية مستقلة وغير مسيسة في عدد من المحافظات السورية “لتوحيد الاحتجاجات والاعتصامات المُطَالبة بإلغاء كافة القرارات الحكومية الصادرة عن حكومة تصريف الأعمال من فصل، وتسريح، وعدم تجديد عقود، وإجازات قسرية بحق العمال والموظفين، والتراجع عن نهج الخصخصة، وتشكيل لجان حكومية لدراسة ملفات الموظفين واستبيان الفساد والوظائف الوهمية” وغيرها من المطالب وفق نص الإعلان.
استمرار الاحتجاجات
وقال مسؤول في رابطة عمال التغيير الديمقراطي، فضل عدم الكشف عن اسمه، للجزيرة نت، إنهم مستمرون في الاحتجاجات والضغط لتصويب القرارات الحكومية “المتسرعة والمجحفة وغير المدروسة وغير العلمية بحق الموظفين والعمال”.
وأضاف: “لدينا مطالب عديدة وهي تخليصنا من الفساد الإداري، وإعادة هيكلة القطاعات على قاعدة التأهيل والتدريب والحفاظ على المؤسسات والمعامل والكفاءات العلمية والفنية، ومعالجة أي فائض أو ترهل على هذه القواعد، إلى جانب الحفاظ على المنشآت وتوسيع عملها ورفع كفاءة الكوادر بتقييم عملي علمي، وتنفيذ خطط عمل تنهض بالقطاع العام”.
وأشار المسؤول إلى أن فكرة التخلص من العمال تتماشى مع نهج الخصخصة والتخلص من القطاع العام لصالح الخاص الذي تنتهجه حكومة تصريف الأعمال السورية، ولذا فهم يقفون كتنسيقيات عمالية أمام التسريح والخصخصة معا، معتبرا أن العائق الأكبر أمام الخصخصة هو الكوادر العاملة التي يحميها القانون وإيمان الطبقات الضعيفة بدور الدولة بدعمها معيشيا ووظيفيا.
منتقدا فكرة السوق الحر التي قال بها مسؤولون حكوميون لأنها “ضبابية؛ فالحديث عن سوق حر حديث مطاط وواسع، فنحن نرى أن السوق الحر هو اقتصاد أغنياء ونحن طبقة عاملة وندعم دور الدولة بالاقتصاد، ونرى ضرورة استنهاض القطاع العام سواء السيادي كالمرافئ والمطارات، أو التقليدي كالغذائي والنسيجي والمعدني”.
وأكد المسؤول عدم تواصل التنسيقيات مباشرة مع الحكومة الحالية لأنها لا تزال “غير متناغمة”، مشيرا إلى رغبتهم في الحوار إذا ما تمت دعوتهم إليه، معتبرا أن “الحوار أساسي وهو حوار الأخ مع أخيه، والسوري مع السوري، ومن هنا نحن نرفض تسييس تنسيقياتنا أو التوجه للإعلام الدولي”.
وفي المقابل، قال المسؤول في المكتب الإعلامي لوزارة الاقتصاد للجزيرة نت، إن إستراتيجية إعادة هيكلة المؤسسات العامة “تهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية، وتقليل الهدر من خلال مراجعة الهياكل الإدارية القائمة وتنظيمها وتبسيط الإجراءات البيروقراطية بما يسهل اتخاذ القرارات ويعزز من سرعة الاستجابة لكافة الاحتياجات”.
وأضاف، أن الوزارة تقوم، في إطار هذه الإستراتيجية، بتقييم شامل للكوادر الوظيفية، ويتضمن التقييم تحليل المهارات والخبرات المتوفرة لدى الموظفين، إضافة إلى تحديد الفجوات في القدرات اللازمة لتحقيق الأهداف التنظيمية، وبعد ذلك ستعيد الحكومة تعيين الموظفين في مواقع تتناسب مع مهاراتهم وخبراتهم لتحقيق أفضل استثمار للموارد البشرية.
مشيرا المسؤول إلى أنهم وجدوا في المؤسسات العامة فائضا في أعداد الموظفين في مكان، يقابله شح في مكان آخر، وهم يسعون بهذه العملية إلى خلق بيئة عمل سليمة وتحقيق تحسينات ملحوظة في تقديم الخدمات العامة.
إجازات مدفوعة
وكان محمد أحمد، مدير الشؤون التجارية في مصفاة حمص، من الذين منحوا إجازة مأجورة لمدة ثلاثة أشهر إضافة إلى مئات الموظفين والعاملين الآخرين في المصفاة الشهر الماضي.
يقول أحمد في حديث للجزيرة نت: “طوال خدمتي لـ 25 عاما في القطاع العام لم يصدر بحقي أيّ عقوبة، ولم أتغيب عن دوامي ولا يوم واحد، ولم أحصل على إجازة بلا أجر، وبعد كل ذلك يصدر قرار بحقي أنا وزملائي في الشركة بتوقيفنا عن العمل ومنحنا إجازة ثلاثة أشهر خلافا لكل القوانين والأنظمة الناظمة لعمل الوظيفة العامة، والحجة في ذلك أننا عمال فائضون فكيف أكون فائضا وأنا على رأس عملي كمدير تجاري؟”.
ويشير أحمد إلى أن الإدارة أقالت عددا من المديرين، الشهر الماضي، لأسباب متعلقة بالترهل الإداري، وعدم المتابعة والتقصير في العمل، وضعف الأداء، لكنهم لم يوجهوا إليه أي ملاحظة بعد الاطلاع على ملفه وأدائه ضمن الشركة.
ويضيف أحمد “إنني كموظف في القطاع العام اعتبر نفسي ابن هذه الدولة سواء ذهب نظام قديم أو أتى نظام جديد، فهمي في الدرجة الأولى تأمين الحياة الكريمة لعائلتي، وبناء الدولة السورية، ولكن للأسف لم أتمكن من تأمين أبسط حقوق عائلتي خلال حكم نظام بشار الأسد المخلوع وأتمنى اليوم أن تتغير الأحوال”.
بينما تشير حنان أبو الحسن، وهي موظفة في مديرية المشروعات التابعة لشركة محروقات، إلى أن الجهات المختصة لجأت إلى إجراء مقابلات مع موظفي الشركة لإعادة النظر في وضعهم المهني بعد حديث حكومي عن إعادة هيكلة شركة المحروقات.
ولاحقا مُنحت وسبعة من زملائها إجازات مدفوعة لمدة ثلاثة أشهر، وإلغاء عمل مديرية تابعة للشركة أعطي جميع موظفيها إجازات أيضا، وهذه الإجازة تمت بناء على وجود أسماء فائضة وستتم إحالتها إلى وزارة الإدارة المحلية والعمل، ومن الممكن أن يعاد توزيعها في أماكن تحتاج موظفين، وفقا لما قالته أبو الحسن.
ويتخوّف عدد من الموظفين والعمال في القطاع العام ممن مُنحوا إجازات مدفوعة، لا سيما الذين أُخطروا بهذه الإجازات شفهيا، أن يُفصلوا بناء على أحكام القانون الأساسي للعاملين في سوريا “رقم 50” لعام 2004، إذ ينص على أنه “يعتبر بحكم المستقيل عند عدم وجود أسباب مبررة تقبلها الجهة العامة، العامل الذي يترك وظيفته دون إجازة قانونية ولا يستأنف عمله خلال 15 يوما من تاريخ تركه الوظيفة”.
موظفون أشباح
وترى أبو الحسن، في حديثها للجزيرة نت، أن القطاع العام يعاني من فائض في أعداد الموظفين، وهذا ما يدفع الإدارة الجديدة إلى إقالة بعض الموظفين في مديريات أخرى تابعة لشركتهم.
فتقول الموظفة في شركة المحروقات التابعة لوزارة النفط والثروة المعدنية: “كان لدينا موظفون لا حاجة لهم، ففي مديريتنا هناك أسماء موظفين كنا نقرأهم في الجداول فقط، لكننا لم نقابلهم أبدا في العمل، ومع ذلك كانوا يقبضون كل مستحقاتهم المالية من رواتب ومكافآت وحوافز، وهؤلاء الموظفون الأشباح يخلقون مشكلة في عملية إعادة الهيكلة”.
وتضيف: “أما أنا فالمدير كان مستغربا من قرار إجازتي، لأني رسامة هندسية في المديرية ورئيسة شعبة ولا يوجد غيري في هذا الاختصاص، لكن أعتقد أن الموضوع مرتبط بخدمتي لمدة 30 عاما، في ظل التوجه إلى إقالة من خدم سنينا طويلة مع الحفاظ على كافة مستحقاته المالية لصالح توظيف عنصر الشباب”.
وبحسب أبو الحسن، فقد لجأ العاملون في شركة محروقات إلى تقديم اعتراضات خطية على قرار الإجازات التعسفية والفصل الصادر بحقهم، بينما احتج آخرون أمام محطة الحجاز في دمشق، قبل أن تتواصل معهم الوزارة وتدعوهم للالتحاق من جديد بوظائفهم.
وسبق أن أشار وزير الاقتصاد السوري باسل عبد الحنان، إلى أن الحكومة ستقوم بخصخصة 107 شركات صناعية مملوكة للدولة، معظمها غير مربحة.
من جانبه، قال وزير المالية محمد أبازيد، إن بعض الشركات المملوكة للدولة لم تكن سوى واجهات لإهدار المال العام، مضيفا أن الحكومة تعتزم إغلاق تلك التي لا تقدم قيمة اقتصادية حقيقية.
وأشار أبازيد إلى أن مراجعة أولية كشفت أن 900 ألف فقط من أصل 1.3 مليون موظف حكومي يداومون فعليا في وظائفهم، ما يعني وجود نحو 400 ألف “موظف شبح”. وأكد أن التخلص من هذه الفئة سيوفر موارد كبيرة يمكن إعادة توجيهها نحو إعادة بناء الاقتصاد.
Source: Apps Support
دبلوماسية أوروبية تروي للجزيرة نت تفاصيل احتجازها في مطار بن غوريون
دبلن- شهد مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب حادثة غير مسبوقة، حيث قامت السلطات الإسرائيلية بترحيل وفد برلماني أوروبي رسمي نسق مسبقا مع تل أبيب مهمة دبلوماسية تحت اسم الأسبوع الأخضر في فلسطين، وكان قد رتب كافة التصريحات اللازمة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وشمل الترحيل نائبتي البرلمان لين بويلان وريما حسن، بالإضافة إلى اثنين من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لا يمكن الكشف عن اسميهما لأسباب أمنية، فيما صادر مجموعة أفراد إسرائيليين بدون زي رسمي أجهزة الوفد الإلكترونية.
و نددت النائبة الأوروبية لين بويلان بالحادثة ووصفتها بأنها “فوضى مدبرة وإهانة غير مسبوقة للبرلمان الأوروبي”. وأكدت بويلان، في اتصال هاتفي للجزيرة نت، أن ما جرى يشكل سابقة تاريخية، إذ لم يسبق أن تم ترحيل عضو في البرلمان الأوروبي من مطار بهذه الطريقة.
وأضافت أن الواقعة أثارت موجة غضب واسعة داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن ردود فعل غاضبة في كل من جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية.
و تمثل بويلان جمهورية أيرلندا في البرلمان الأوروبي عن حزب شين فين.
وكشف خبير قانوني في الاتحاد الأوروبي، في تصريح خاص للجزيرة نت، أن قرار الترحيل ربما صدر عن وزير الداخلية الإسرائيلي، إلا أن الجهة الأمنية التي نفذت العملية لا تزال غير معروفة.
وفي الوقت ذاته، علمت الجزيرة نت أن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر كان يعقد اجتماعًا مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا يوم 24 فبراير/شباط بالوقت نفسه الذي تم فيه ترحيل وفد البرلمان من قبل بلاده.
كما أكد مصدر مطلع داخل البرلمان الأوروبي أن وزير الخارجية لم يُبلغ رئيسة البرلمان مسبقًا بأي نية لترحيل الوفد.
ترحيل دون تبرير
بحسب شهادة بويلان للجزيرة نت، بدأ الأمر فور هبوط الطائرة، حين استُقبل الوفد بمجموعة من الأفراد يرتدون ملابس سوداء، لم يقوموا بتعريف أنفسهم وقاموا على الفور بمصادرة جوازات سفر الوفد وأجهزته الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف وأجهزة آيباد وأجهزة تتبع اللياقة البدنية الخاصة بالمسؤولين المصاحبين للنائبتين.
وتصف بويلان المشهد بالقول “قاموا بتصويرنا باستمرار، ولم يجيبوا على أي من أسئلتنا، فقط طلبوا منا اتباعهم بصرامة وحزم”.
و أضافت النائبة في البرلمان الأوروبي أنه تم اقتياد أفراد الوفد إلى غرفة خاصة، حيث تم تفتيش أمتعتهم بالكامل، و احتُجزت أجهزتهم الإلكترونية لمدة ساعة و40 دقيقة.
تقول بويلان “خلال هذا الوقت، تم تفتيش المسؤولين بشكل منفصل خلف ستار، مما أثار مخاوف جدية حول انتهاك خصوصيتهم”.
بعد انتهاء التفتيش، تم إبلاغ الوفد بأنه سيتم ترحيلهم، دون تقديم أي تبرير واضح. وأوضحت بويلان أنه لم يتم استجوابها أو استجواب ريما حسن أو المسؤولين معهما، فقط تم إعطاؤهم ورقة ترحيل في اللحظات الأخيرة، كتب عليها أنهم يشكلون تهديدًا للأمن العام، دون -حتى- جوازات سفرهم التي تمت مصادرتها.
ووصف الوفد للجزيرة نت رحلة العودة بأنها “عدائية”، حيث تم وضع ريما حسن في الجزء الخلفي من الطائرة بمفردها، ورفض طاقم الطائرة السماح للوفد بالجلوس بجانبها، أو حتى تبديل المقاعد معها. وتعرضت ريما حسن للتنمر طوال فترة انتظار دخول الطائرة، حيث أصول ريما حسن سورية و بشرتها ملونة.
ولم يتسلم أفراد الوفد جوازات سفرهم إلا من قبل الشرطة البلجيكية عند الوصول إلى بروكسل.
انتهاك البيانات
أثارت مصادرة الأجهزة الإلكترونية مخاوف جدية حول انتهاك البيانات، خاصة وأن الوفد كان قد تلقى تعليمات من مؤسسات الاتحاد الأوروبي بعدم إحضار أجهزتهم الشخصية بسبب مخاوف تتعلق بالمراقبة الإسرائيلية.
وكشفت بويلان أنهم كتبوا رسالة إلى مفوض الاتحاد الأوروبي مايكل ماكغراث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بشأن اتفاقية كفاية البيانات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وقالت “نحن لا نؤمن بأن إسرائيل تتعامل مع البيانات بمعايير الاتحاد الأوروبي نفسها، خاصة مع استخدامهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي”.
وأثارت الحادثة غضبًا واسعًا في أروقة الاتحاد الأوروبي، حيث وصفها العديد من النواب بـ”عمل غير مقبول”، و”إهانة للبرلمان الأوروبي”.
وتطالب بويلان بإجراء تحقيق كامل في الحادثة، وإعادة جدولة زيارة الوفد إلى فلسطين. كما دعت الحكومة الأيرلندية والحكومات الأوروبية الأخرى إلى دعم هذا المطلب.
Source: Apps Support
بعد اتهامها بخيانة القيم وإغلاقها.. طالبان تسمح بإعادة بث قناة أريزو
استأنفت قناة “أريزو” التلفزيونية الأفغانية بثها، أمس السبت، بعد أن أغلقتها حكومة حركة طالبان لاتهامها بدعم وسائل إعلام منفية في الخارج وخيانة القيم الإسلامية.
وأعلن رئيس القناة بصير عابد أن الأختام الموضوعة على أبواب القناة في العاصمة كابل، أزيلت بحضور ممثلي وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشيرا إلى “استئناف عملياتنا”.
ومع إغلاقها في 4 ديسمبر/كانون الأول الأخير، اعتقلت السلطات 7 من موظفي القناة، لكن أطلِق سراحهم في وقت لاحق، في حين ظلت القناة مغلقة.
ورحب مركز الصحفيين الأفغان، وهو مجموعة تعنى بحرية الصحافة، بإعادة فتح القناة، لكنه قال في بيان إنه يعتبر الإغلاق “انتهاكا صارخا لحقوق الإعلام الحر الذي لم يكن ينبغي أن يحدث”.
وبحسب منظمة مراسلون بلا حدود، فإن القناة التي تأسست عام 2006 في مدينة مزار شريف الشمالية، افتتحت مكتبا في كابل عام 2010 لإنتاج أفلام وثائقية عن الحياة البرية ودبلجة المسلسلات التركية.
وتراجع قطاع الإعلام في أفغانستان بشكل كبير في ظل حكومة طالبان التي استعادت السلطة منذ 3 سنوات، في حين انتقد مراقبون دوليون حكام كابل الجدد لانتهاكهم المزعوم لحقوق الصحفيين.
وتقول منظمة مراسلون بلا حدود إن سلطات طالبان أغلقت ما لا يقل عن 12 وسيلة إعلامية عام 2024.
وقال المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد في وقت سابق إنه لا توجد قيود على الصحفيين، طالما أنهم “يأخذون في الاعتبار المصلحة الوطنية والقيم الإسلامية ويتجنبون نشر الشائعات”.
وفي أوائل فبراير/شباط، دهمت سلطات طالبان الأفغانية إذاعة بيغوم النسائية المعروفة في كابل وأوقفت بثها.
Source: Apps Support
هكذا يتلاعب نتنياهو بحلفائه وخصومه
يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته عند اختبار صعب يتمثل في تصويت الكنيست على قانون ميزانية العام 2025، الذي ينبغي أن يقر في حد أقصى مع نهاية شهر مارس/آذار الحالي وإلا ستسقط الحكومة تلقائيا، ويتم الإعلان عن موعد انتخابات مبكرة.
ويهدد اليهود اليمينيون المتطرفون “الحريديم” بعدم التصويت لصالح قانون ميزانية العام 2025 ما لم يتم إقرار قانون إعفائهم من التجنيد.
وحذر رئيس حزب شاس أرييه درعي، في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، حكومة نتنياهو، إن لم تسوِ تشريع تجنيد الحريديم، فإن الأحزاب الحريدية ستنسحب من الحكومة.
كما كرر عضو الكنيست عن الحزب إيريز مالول، التهديدات في حديث له إلى قناة كان11، وقال إنه في حالة عدم تمرير مشروع قانون التجنيد “لن يكون للحكومة أغلبية”.
وأوضح أنه “من دون شاس لا يملك نتنياهو الأصوات اللازمة لتمرير الميزانية، فلن يصوت أيضا حزب التوراة الموحدة (يهدوت هتوراة) لصالح الميزانية، في حين أن حزب العظمة اليهودية برئاسة بن غفير في المعارضة كيف سيمر هذا؟ هذا ليس تهديد إنما إنذار نهائي”.
خلافات كبيرة
ورغم هذه التصريحات الحادة من زعماء الحريديم، إلا أن خلافات كبيرة ظهرت بين حزبي يهدوت هتوارة وشاس خلال اجتماع رؤساء الائتلاف مع نتنياهو، الذي تحدث إليهم عن ضرورة المصادقة على الميزانية في ظل الوضع السياسي والأمني والتحديات التي تواجهها إسرائيل، ووعدهم بالمضي قدما بقانون التجنيد والمصادقة عليه.
في مواجهة هذه تصريحات نتنياهو، أعرب رئيس يهدوت هتوارة وزير الإسكان إسحاق غولدكنوبف عن رفضه عرض رئيس الحكومة، وقال مخاطبًا نتنياهو بحسب ما نقلته صحيفة معاريف “لقد وعدنا بقانون التجنيد قبل الموازنة. لقد وعدتنا يا رئيس الوزراء مرات لا تحصى بأن ذلك سيحدث بهذا الترتيب: قانون التجنيد قبل الموازنة، وبناء على هذه الوعود، نحن في الحكومة”.
وعلى النقيض من ذلك، تراجع رئيس حزب شاس أرييه درعي عن موقفه وأعلن دعمه نتنياهو، وبحسب مصادر حضرت الجلسة فقد غضب درعي حتى من شركائه في الائتلاف، وقال لهم: “هذا ليس الوقت للإصرار، لدينا حرب ولدينا رهائن، ويجب علينا الموافقة على الميزانية من أجل الاستقرار”.
أمام موقف الحريديم المنقسم يحاول نتنياهو المماطلة وكسب الوقت وتأجيل الأزمات، ووفقا لصحيفة إسرائيل اليوم يتوقع نتنياهو أن يقدم رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين، مسودة نص مشروع قانون إعفاء الحريديم من التجنيد بحلول نهاية الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.
المال والتجنيد
في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والأمن التي تناولت قانون التهرب من الخدمة -وفقا لصحيفة ذا ماركر- عرضت وزارة المالية الفوائد التي يحصل عليها طالب التوراة (الحريدي) كجزء من مناقشة العقوبات المحتملة على اليهود الحريديم الذين يرفضون التجنيد في الجيش.
حيث تقدر وزارة المالية الإسرائيلية أن حجم المخصصات لطالب التوراة حتى عمر 46 سنة يصل إلى نحو 700,000 شيكل، في حين أن المبلغ الذي يحصل عليه طوال حياته قد يصل إلى مليون ونصف المليون شيكل.
ويرفض وزير المالية رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش بشدة إعفاء الحريديم من التجنيد وينضم إليه في هذا التوجه أيضًا إيتمار بن غفير رئيس حزب العظمة اليهودية وأعضاء كثيرون من الليكود إضافة لأحزاب المعارضة المختلفة.
ودعا رئيس قسم الميزانيات في وزارة المالية في اجتماع للجنة الخارجية والأمن إلى فرض عقوبات شخصية فورا على الحريديم الذين يرفضون التجنيد.
كما أن الضغوط على الحريديم لا تتوقف، فبحسب الاستطلاع الشهري الذي أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي نقلته صحيفة معاريف فبراير/شباط الماضي فإن 4 من كل 10 إسرائيليين غاضبون من اليهود الحريديم، بسبب رفض التجنيد في الجيش في ظل الخسائر البشرية الكبيرة في الحرب.
دعوة نتنياهو إلى سرعة إقرار قانون الميزانية وظهور الانقسام في موقف الأحزاب الحريدية دفعا حزب يهدوت هتوراة إلى رفع سقف التهديدات حيث صرح رئيسه غولدكنوبف -وفقا لموقع والا- خلال اجتماع مغلق لكتلته الثلاثاء الماضي في الكنيست، أنه إذا لم يتم طرح قانون التجنيد قبل الموازنة، فسيتم حل الكنيست في الصيف وستذهب إسرائيل إلى الانتخابات.
وحدد غولدكنوبف خيارين لا ثالث لهما، إما تأجيل قانون الإعفاء من التجنيد والذهاب إلى الانتخابات في الصيف، أو الإصرار على قانون التجنيد قبل الميزانية واستكمال الحكومة ولايتها التي تنتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2026.
وتخشى الأحزاب الحريدية من مماطلة نتنياهو، ووفقًا لغولدكنوبف “نحن جميعا نعلم في داخلنا، أنه إذا أقرت الموازنة قبل قانون التجنيد فلن يتم إقرار قانون التجنيد أبدا”.
ورغم المخاوف من غدر نتنياهو ومماطلته إلا أن شخصيات سياسية حريدية -وفقا لمعاريف- قالت إنه “من الصعب رؤية حزب “ديجل هتوراة” (أحد مكونات حزب يهدوت هتوراة) وشاس ينسحبان من الحكومة، ناهيك عن الانسحاب من الائتلاف”.
ورجحت أنا براسكي من معاريف استقالة غولدكنوبف من الحكومة كعلامة على الاحتجاج، ولكن من غير المرجح أن تنسحب أغودات إسرائيل (المكون الثاني لحزب يهدوت هتوراة والذي يراسه غولدكنوبف) أيضًا من الائتلاف -بل وأكثر من ذلك- فبينما يظل ديجل هتوراة في الداخل، لا يوجد بديل في الخارج وهم يعرفون ذلك”.
إشعال الحرائق
الأزمة التي تنذر بانهيار ائتلاف نتنياهو لن توقفه عن المحاولات بالمحافظة على استقرار ائتلافه الحاكم، فقدرته على المناورة والمماطلة لم تتوقف لحظة، حتى باستخدام النار والدم والحروب.
فأكثر المحللين الإسرائيليين يعزون إطالة أمد الحرب في غزة وعلى الجبهات الأخرى إلى محاولات نتنياهو المحافظة على استقرار حكومته، كما تهدف تصريحاته الأخيرة، والتحركات العسكرية في سوريا ولبنان وغزة والضفة الغربية، لضبط خطوات شركائه تحت سيف التهديدات الأمنية، ضمن إبقاء كل ساحات المواجهة مشتعلة.
ولم يستبعد المختص في الشؤون الإسرائيلية فراس ياغي من إقدام نتنياهو على توريط واشنطن -ضمن إبقاء الساحات مشتعلة- في المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران، عبر استهداف مباشر لمنشآتها النووية ودون مشاركة أميركية.
وفي غزة يمارس نتنياهو الأسلوب ذاته، فبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال “فإن إسرائيل تخطط للحفاظ على وجود أمني مستمر في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وقال وزير الجيش يسرائيل كاتس فإن محور صلاح الدين (فيلادلفيا) سيبقى منطقة عازلة تماما كما هو الحال في لبنان وسوريا”.
ويتقاطع ذلك مع المعيقات التي يضعها نتنياهو للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق في غزة، ولكن دون استحقاقات وأثمان المرحلة الثانية، وفقا للمختص في الشؤون الإسرائيلية سليمان بشارات.
ويتابع بشارات أن نتنياهو يصف الأمر بـ”تمديد المرحلة الأولى”، والذي يعني الاستمرار في إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، ودون الانسحاب من محور فيلادلفيا ودون الإعلان عن نهاية الحرب وضمن شروط تعجيزية، وفق انسجام كامل مع إدارة ترامب ومبعوثيه.
وقد ينجح نتنياهو في إدارة ملف الأزمات الداخلية في حكومته عبر فرق تسد والذي نجح فيه بين مكونات الأحزاب الحريدية في الحكومة أو بإرضاء الصهيونية الدينية بحرب ممنهجة في الضفة الغربية تضع المنطقة على حافة الانفجار.
وربما سينجح بشكل أو بآخر- وفقا لبشارات- في خداع الحريديم بإبقاء أجواء الحرب حاضرة دون الخوض في مواجهة عسكرية مفتوحة كما كان سابقًا، كأدوات ابتزاز داخلية ضد شركائه لمنعهم من تنفيذ تهديداتهم بإسقاط الحكومة.
فالتوتر الأمني المتواصل يضغط على الحريديم، لتقديم تنازلات في موضوع التجنيد، بإبقاء مطلب الجيش بتجنيد الحريديم أكثر حضورًا، عما كان عليه في السابق، لأن خفض التوتر سيبعد هذا الملف عن الاهتمام، الذي يهدف لتغطية النقص في عدد الجنود، مع قدوم رئيس أركان جديد مدعوم من نتنياهو شخصيًا.
انتخابات مبكرة
وفقًا لاستطلاعات الرأي المختلفة، يرجح المختص في الشؤون الإسرائيلية فراس ياغي أن يكون هناك دعوة لانتخابات مبكرة بسبب الظروف السياسية والاجتماعية التي خلفتها حكومة نتنياهو وبما يتلامس مع رؤية الإدارة الأميركية من الإقليم ككل.
ويختلف بشارات مع هذا التوجه، فيرى أن نتنياهو سينجح في تمرير الموازنة بقراءتها الثانية والثالثة قبل نهاية الشهر الحالي بسبب أن مكونات ائتلافه لن يسمحوا بإسقاط حكومة اليمين الكاملة، والتي إن سقطت لن يكون هناك حكومة يمينية، وفقًا لكل استطلاعات الرأي التي أجريت طوال الحرب، فالمكاسب الكبيرة الأيديولوجية والمالية من وراء هذ الحكومة يمكن ألا تكرر بالنسبة للأحزاب اليمينية المتطرفة حرفيا.
كما أن بن غفير بمقاعده الستة جاهز للتدخل لإنقاذ ائتلاف نتنياهو، وفق مغازلاته الكثيرة واعتذاراته العلنية بعد خروجه من الحكومة، بعد الموافقة على الصفقة مع غزة، وسيسعى نتنياهو لإرجاعه لحظيرة حكومته، ضمن شروطه لإبقاء هامش الأمان في حكومته واسعًا في ظل سيف الوقت الذي يهدد ائتلافه.
فهل سينجح نتنياهو في البقاء سياسيًا وفق حلوله المرحلية، وترحيل أزمات ائتلافه الداخلية أمام طوفان من الجبهات المشتعلة، واستحقاقات إقليمية، ودولية، مصيرية؟
Source: Apps Support
وسط الدمار والركام.. هكذا يحيي أهالي غزة أجواء رمضان
حلّ شهر رمضان على أهل غزة للسنة الثانية على التوالي وسط ظروف قاسية، بحيث يعيش أغلبية أهالي القطاع بلا مأوى، أو بين ركام بيوتهم وفي الخيام المهترئة جراء العدوان الإسرائيلي.
وشهد اليوم الأول من الشهر المبارك لهذه السنة، اجتماع الفلسطينيين حول موائد الإفطار، ولكن هذه المرة كانت فوق أنقاض منازلهم المدمرة أو داخل خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
ففي مدينة رفح جنوب القطاع وحي الشجاعية بمدينة غزة، أُقيمت موائد إفطار جماعية جمعت مئات الفلسطينيين بين ركام منازلهم التي دمرتها الحرب بحيث تداول العديد الصور والأجواء عبر منصات التواصل الاجتماعي.
هذا ليس إفطاراً جماعياً بقدر ما هو تأكيد على البقاء رغم المأساة.
الكويت نظمت هذا الإفطار في رفح المدينة المدمرة بالكامل . pic.twitter.com/NeL7ienbTV
— Tamer | تامر (@tamerqdh) March 1, 2025
بين الركام والدمار..
إفطار جماعي كبير في رفح، خلال أول أيام رمضان. pic.twitter.com/aEHFH0JAk5
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 1, 2025
وفي شمال القطاع، حيث دُمرت الأحياء السكنية بالكامل، وبمحيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، قام الأهالي بتحضير مائدة إفطار جماعية، عاشوا فيها أجواء الشهر الفضيل.
وسط الدمار والركام.. التجهيز لإفطار رمضاني جماعي، بمحيط مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/vl9a5EzJGI
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 1, 2025
وفي مشهد آخر، اختارت عائلات فلسطينية من خان يونس الجلوس على أنقاض منازلها المدمرة لتناول الإفطار، في رسالة صمود تؤكد تمسكهم بأرضهم ورفضهم لمخططات التهجير.
عائلة فلسطينية تفطر في منزلها المدمر بخانيونس جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/09wjVnoqe0
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 1, 2025
ورغم كل الألم، عاد المسحراتي في قطاع غزة إلى عمله من أولى ليالي الشهر الفضيل في شوارع خان يونس رغم كل الدمار الذي شهده القطاع نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير، مستمرًا في أداء دوره في إحياء الأجواء الرمضانية بين الفلسطينيين الذين ذاقوا ويلات الحرب.
#شاهد | بأهازيج وطنية .. مسحراتي رمضان يصدح بصوته خلال تجوله في شوارع غزة لإيقاظ الأهالي على السحور. pic.twitter.com/cWdAnIYHAi
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 1, 2025
ورغم الدمار، يحاول الفلسطينيون التمسك بالحياة، إذ علقوا فوانيس على ما تبقى من جدران بيوتهم المهدمة، ورسموا جداريات ملونة في محاولة لإضفاء بصيص من الأمل وسط الخراب.
وتُظهر هذه المشاهد قوة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات، وإصرارهم على الحياة والاحتفال بشهر رمضان المبارك رغم كل الصعاب ورغم كل ما عاشوه من حرب. وبعد الإفطار، علت أصوات الأناشيد الدينية في المكان وسط فرحة الأطفال، في محاولة لاستعادة بعض من روحانية شهر رمضان الفضيل.
رمضان في غزة غير ❤️ pic.twitter.com/QeF79DuGAo
— الـمُــســتـشــار 𓂆🇵🇸 (@mhmd_mno3) March 1, 2025
وتتهم السلطات في غزة إسرائيل بعرقلة إدخال مساعدات إنسانية ضرورية للقطاع خاصة 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل لتوفير الإيواء العاجل للفلسطينيين المتضررين، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وارتكبت إسرائيل -بين يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويوم 19 يناير/كانون الثاني 2025- إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وبدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
Source: Apps Support