«الجدار الغباري» يضرب منطقة الرس في القصيم وسط تحذيرات الأرصاد وتفاعل واسع على مواقع التواصل
شهدت منطقة الرس في محافظة القصيم بالمملكة العربية السعودية، أمس، ظاهرة طبيعية مهيبة تعرف باسم “الجدار الغباري”، حيث اجتاحت عاصفة غبارية كثيفة المنطقة، ما أدى إلى تدني الرؤية الأفقية وتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي التي تداول روادها صورًا ومقاطع فيديو توثق الظاهرة الجوية النادرة.
فيديوهات متداولة وذهول المواطنين
تداول نشطاء مواقع التواصل، لا سيما عبر منصة “إكس”، مقاطع فيديو تُظهر كتلًا ضخمة من الغبار تزحف على المنطقة بشكل جدار كثيف، في مشهد وصفه البعض بـ “المرعب”، فيما أعرب آخرون عن دهشتهم من سرعة العاصفة وشدة كثافتها، مؤكدين أنها حوّلت النهار إلى ما يشبه الليل خلال دقائق معدودة.
تعليق الخبير عبدالله المسند
من جهته، علّق الأكاديمي السعودي عبدالله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية، على الظاهرة، موضحًا عبر حسابه بمنصة “إكس” أن ما شهدته المنطقة يُعرف باسم “العاصفة الغبارية الناتجة عن الرياح الهابطة”.
وقال المسند:
“تحدث هذه العواصف عندما تهبط كتل هوائية باردة من السحب الركامية بسرعة نحو سطح الأرض، فتصطدم بالأرض بقوة ثم تنتشر أفقيًا في جميع الاتجاهات، مسببة إثارة شديدة للأتربة والغبار.”غربي #القصيم الآن pic.twitter.com/OIrwsOb68u— أ.د. عبدالله المسند (@ALMISNID) May 3، 2025
الجدار الغباري: الخصائص والارتفاع
أوضح المسند في وصفه العلمي للظاهرة أن الهواء داخل السحابة يبرد فيصبح أثقل من الهواء المحيط، مما يدفعه للهبوط السريع نحو الأرض، وعند اصطدامه بالأرض ينتشر بقوة في أربعة اتجاهات.
وأشار إلى أن ارتفاع الجدار الغباري عادة ما يتراوح بين 300 إلى 1500 متر، لكنه قد يصل أحيانًا إلى أكثر من 2000 متر في الحالات القصوى.
تحذيرات رسمية من المركز الوطني للأرصاد
في السياق ذاته، أصدر المركز الوطني للأرصاد في السعودية تحذيرًا عاجلًا شمل خمس مناطق من بينها الرس، استعدادًا للعاصفة الغبارية.
وجاء في التحذير أن الظاهرة ستتسبب في تدنٍ ملحوظ في مدى الرؤية الأفقية، قد يتراوح ما بين 3 إلى 5 كيلومترات، داعيًا المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر.
العواصف الغبارية: ظاهرة مناخية متكررة في مناطق الرمال
ووفقًا لتقارير وكالة أنباء الشرق الأوسط، فإن العواصف الغبارية أو العواصف الرملية تحدث بوجه عام في المناطق التي تغطيها رمال أو أتربة فضفاضة، وقد تقطع هذه العواصف مسافات طويلة قبل أن تصل إلى مناطق جديدة.
ويُعد الجزء الأمامي من العاصفة الغبارية مشهدًا أشبه بجدار ضخم ومرتفع يتحرك بسرعة، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بسحب ركامية، لكن في بعض الأحيان قد تحدث هذه الظواهر الجوية دون سحب، خاصة على حواف الجبهات الهوائية الباردة المتقدمة.
دعوات للسلامة العامة
وفي ظل المشاهد المتداولة والتقلبات الجوية التي تشهدها المملكة، ناشدت الجهات المعنية جميع المواطنين والمقيمين الالتزام بإرشادات السلامة، وتجنب الخروج في أوقات الذروة الغبارية، خاصة كبار السن ومرضى الجهاز التنفسي، نظرًا لما قد تسببه هذه الظواهر من مضاعفات صحية محتملة.
Source: بوابة الفجر