داريني و أداريك
تعد المجاملة واحدة من السلوكيات الإنسانية التي تساهم في تعزيز العلاقات الإجتماعية وبناء روابط المودة والأخوة بين الأفراد ، وهي على وزن مفاعلة أي مشاركة بين طرفين أو أكثر .
والمجاملة كذلك المعاملة ،بالجميل والتغاضي عن الهفوات ، والمجامل يستطيع الرد على غيره ولكنه يميل للأحسن الذي تألفه القلوب فيترك الرد الحاد مراعاة للأخرين وإبقاء للمودة.
وقد يخطئ البعض في ظن المجاملة نوعا من أنواع النفاق هي ليست كذلك وإنما تدخل في مداراة الأخرين والحفاظ على شعرة معاوية إبقاء للإحترام والمودة والتقدير وكسب للقلوب والمواقف .
ومن الفوئد المعلومة لها أنها تطييبا للنفوس ونبذا للفرقة والشقاق وجبر للخواطر .
كن كالمصباح الذي كلما أرتفع ازداد نطاق إتساعه.
“الإنسان بكلمة واحدة قد تتعدّل نفسيته طوال اليوم ، أو تتعكر نفسيته طوال اليوم ، لذا فكر وثمّن كلامك قبل أن تقوله لأي إنسان”
سئل الشيخ أبن باز رحمه الله عن المجاملة فقال “: هذا فيه تفصيل: إن كانت المجاملة يترتب عليها جحد حق أو إثبات باطل لم تجز هذه المجاملة، أما إن كانت المجاملة لا يترتب عليها شيء إنما هو كلام طيب وفيه إجمال ولا يتضمن شهادة بحق لأحد، ولا اشترط حقاًَ لأحد وإنما هو مجاملة: إنسان طيب أو فلان لا بأس به أو فلان كذا أو .. وهو لا يعلم منه خلاف ذلك، هذه المجاملة لا يترتب عليها شيء.”.
(من دروس النبوة في الخلق)
قال الرسول سيدخل عليكم الأن عكرمة بن أبي جهل مسلماً فإياكم أن تذكروا أباه بسوء أمامه الصراحة تكون أحيانا وقاحة .
ما أجمل قول القائل” – احفظ لسانـــك أيها الإنسان .. لا يلدغنك .. إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه … كانت تهاب لقاءه الأقران”.
Source: احمد يحي البارقي
علمنا (علي) شيخنا الرّاحل
الجدّ شيخ حدّ، والأب شيخ شمل، والفقيد علم فذّ تخرج من جامعة( آل كبيش)تخصص( من أولي الألباب)، فنال (بكالوريوس الدهاء) في الإقدام والوفاء، و( الماجستير) في الكرم والسخاء، و(الدكتوراه) في التجربة أكبر برهان في الحياة، صبور ذكور شكور، عاش البداوة، ورعى الماشية، وانهمر فوق رأسه الغيث، وغربت الشموس وهو في المرعى في المزرعة في المتجر، عرك الدروب في عالم القوافل، وسابق الوحوش والظلام مدلهم والرعد قاصف والسيل قافل، فارس جولات وجولة، ورجل دولة، شيخ قبيلة، قلّ مثيله، وجفا قبيله، لا يسبق الكلام فكره، ولا يفوت النعمة شكره، ولا يستحي من سوق عذره، متواضع شامخ، بسيط وباذخ، كالسماء حول الأفق تراك ستلمسها وهي الأبعد مدى، كالهواء تلمح أثره ولا تمسكه مهما بدا، تجرأت ذات مساء احتفالي، فألقيت كلمة باسمه دون علمه ولا إذنه، وبعد قرابة اليومين لقيته وجها لوجه، فاستوقفني ومدح وأشاد، وأنا أذوب في مكاني أو أكاد، فعظم في نظري وأعاد برمجتي بابتسامة، ومدّ خيالي بوسامة.
حلّال خلف، راعي سلف، خبير عرف، شذا عرف.
اختار مع قبائل الوطن المجاورة الحلول الضامنة لدائم الوصل بود من غير تحد ولا تعد، وحفظ من قبائل الجوار اليمنية الحدود، بأمر الله ثم بسيف ابن سعود، فذكراه تذهب وتعود طيبا مضمخا بأندى دهن العود.
شارك في شبته؛ لمكانته السامية ومنزلته الوظيفية في القضاء على ظاهرة الألعاب الشعبية المختلطة والتي شاعت بين البدو عبر جولات ليلية، ومناصحة توعوية حتى كفّ الناس عنها وعرفوا آثار جرمها، فعمت المرابع أجواء الإيمان، وزكا المجتمع، وهبّت أنفاس الأمن والأمان.
ذلك هو الشيخ/ علي بن حسين جابر الكبيشي المالكي، شيخ شمل (قبائل آل خالد من بني مالك- جازان-)، الرجل الجبل الذي ذاع ذكره وارتفع صيته خبرا وأثرا وعطرا، فاق جبل (خاشر)علوا في الدار والمدار والجوار، والذي وافاه القدر فجر يوم الثلاثاء (1446/10/3).
ولئن كانت تنقص الأرض من أطرافها، فالناس تنقص من أعلامها ورجالها، ولعمري لشيخنا الراحل، ممن يذرف الدمع لفقدهم، ويردف النشيج حسرة لفرقاهم، فاللهم تغمد هذا الفقيد برحمتك وسابغ مغفرتك، وسع مدخله وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأحسن العزاء فيه لأخيه وشيخ شمل آل خالد الحالي اللواء الطيار متقاعد/ فرحان بن حسين جابر الكبيشي المالكي، ولكافة أبنائه وبناته وزوجتيه، ولمن فقده وأحبه ولقبيلته وقيادته ووطنه، وألهم الله الجميع الصبر والسلوان، و” إنا لله وإنا إليه راجعون”.
Source: جابر الخالدي